الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أزهار وأشواك
أخبار الأدباء
عاد القرَّاء وعدنا ، بعدما قضوا - ولم نقضِ - أياماً في أعالي الجبال ، أو على شواطئ البحر ، فنهنئهم بسلامة العودة. أما بعد ، فأول ما أنا محدّثهم به بعد هذه الغيبة هو بعض أخبارٍ عن أدبائنا وأعمالهم وتنقلاتهم ، ومعظمهم من أصدقاء الزهور وأصدقاء قرَّائها: كثيرون هم الأدباء الذين نقلتهم الحكومة في هاتين السنتين من مقاعد التحرير إلى كراسي الدواوين ، وقد ذكرتهم في حينهم. وآخر من وضعت يدها عليه في هذا الصيف ولي الدين يكن ، فقد ألحقته بنظارة القانية ، فأصبح صاحب الصحائف السود ولمعلوم والمجهول بقرب صاحب النظرات. وقد حدثت في هذا الصيف أيضاً حركة مباركة في إدارات صحفنا اليومية ، فرأينا الأهرام والمقطم على ما هما عليه الآن من كبر الحجم وغزارة المادة وتوفر الأخبار البرقية والمحلية. وقد انضمَّ على تحرير الأهرام سليم سركيس وهو الكاتب المعروف ، وسليم عقّاد وهو آخر صحافي هجر سوريا إلى وادي النيل. وعهدت رياسة تحرير المحروسة إلى فرح أنطون ، ورياسة تحرير الوطن إلى الشيخ يوسف الخازن بعد سفر اسكندر شاهين إلى البرازيل ، وترسل تحرير مصر توفيق حبيب. هذا أهم ما جرى في الدوائر الصحافية. أما في سائر الأدب
فإن حافظ إبراهيم وخليل مطران قد هجرا سماء الخيال ، وقضيا صيفهما إلى جانبي في مطبعة المعارف يشتغلان في ترجمة كتابٍ في علم الاقتصاد ، وقد أنجزا أربعة أجزاء منه ، وهما يُعدَّان الآن الجزء الخامس. وقلّما قابلت الواحد منهما إلَاّ ورأيت حوله هالة من الكتَّاب ، هذا يساعد على وضع لفظة عربية لترجمة بعض المصطلحات ، وذاك يُعيد النظر في البروفة قبل طبعها. . . أما شوقي فقد اتصل بي أنه سيتحف عالم الأدب عن قريب بالجزء الثاني من الشوقيات. هذه جريدة أخبارنا الادبية دوّنها بكل اختصار.
توارد خواطر
كان المارشال دي لكسمبرغ من أبسل قوّاد فرنسة وأشجعهم على عهد لويس الرابع عشر ، وقد أحرز من الانتصارات في الحروب ما رفع قدره في بلاده ، وألقى الرعب في قلوب أعدائه. وكان المارشال أحدب الظهر ، على أنه لم يكن يرى في ذلك عيباً ، بل كأنه كان
يتمثل بقول الشاعر العربي:
لا تظننَّ حدبةَ الظهرِ عبباً
…
فهي في الحسن من صفات الهلالِ
وكذاك القسيُّ محدَوْدباتٌ
…
وهي أنكي من الظبا والعوالي
كوَّنُ اللهُ حدبةً فيَّ إن شئتَ
…
م من الفضلِ أو من الأفضالِ
فأتت ربوةً على طودِ حربٍ
…
واتتْ موجةً ببحر نوالِ
ما رآها النساءُ إلاّ تمنَّت
…
أن غدت حليةً لكلّ الرجالِ
واتصل يوماً بالمارشال أن أحد أعدائها قال: ألا يمكنني أبداً أن
اغلب هذا الأحدب؟ فأجاب المارشال: ومن أين عرف الأعداء أنني أحدب ، وما ولّيتهم ظهري قطّ. . .! فاشتهر جوابهُ ، ودوّنه لنا التاريخ وعُدَّ آيةً في الفخر والدلالة على الشجاعة. ذكرني بالمارشال وجوابه ما روته لنا الجرائد عن الأسود جونسن الأميريكي بطل البوكس المشهور وزعيم الملاكمين الذي لم يقو على صرعه أحدق حتى الآن. ذلك أنهُ كان يتنزَّه في سيارته فصدمته سيارة أخرى ، فأصيب بجرح في ظهره؛ وبينما كان الطبيب يضمد له الجرح قال جونسن: نازلت أشدَّ المصارعين وأُصبت بلكماتٍ شديدة ، ولكن هذه هي المرة الوحيدة التي أصبتُ فيها بظهري! توارد خواطر لطيف بين القائد دي لكسمبورج الفرنسي ، والمصارع الأميريكي.
تاريخ جديد
اعتاد الناس أن يؤرّخوا مراسلاتهم بتاريخ الشهر الإفرنجي أو الهجري أو القبطي ، ولا أعرف في بلادنا تاريخاً متداولاً بين العامة والخاصة غير هذه التواريخ الثلاثة. لي صديق أديب - والحمد لله كل أصدقائي من الأدباء - موظف في إِحدى النظارات ، يراسلني وأراسله مرّة في الأسبوع على الأقل ، لأنه يتعذر علينا الاجتماع دائماً لكثرة المشاغل ، فنعتاض بالمكاتبة - والمكاتبة نصف المشاهدة؛ هذا فضلاً ما أجده في رسائله من الأدب
الجمّ والمُلح المستظرفة. وما كان ليخطر لي ببال أن أذكره لقرَّائي لولا الكتاب الأخير الذي جاءني منه ، وقد أعجبتني طريقة تأريخه. صدَّر كتابه في الخامس والعشرين من الشهر ، فلم يكتب التاريخ: في 25 من شهر كذا؛ ولم يقل كما كان يقول العرب: لخمسٍ بقين من شهر كذا؛ بل كتب: لخمسٍ بقين لقبض ماهينة الشهر. . . وفي هذه العبارة الموجزة بياناً
على حالة نفس الكاتب وحالة جيبه أوفى وأدلّ من الشكوى بقصيدة تعادل أبياتها تائيّة الفارض عدّاً. . .
للتفكهة
في قسم الحساب ، الأستاذ يسأل التلاميذ:
لنفرض أنَّ لدى ثمانية منكم 48 تفاحة ، و39 خوخة ، و56 برتقالة و 15 بطيخة و 14 شمَّامة ، فماذا يصيب كلَاّ منكم؟
أحد التلاميذ: وجع بطن. . . .
يجب أن نتزوج
لم أجد حتى الآن ما يوافقني
ولكن يمكنك أن تجد فتاةً عاقلة حكيمة محبة ظريفة كامرأتي
إِذن سأنتظر أن تترمل امرأتك. . .
حاصد