الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند فجر اليوم التالي نهض شقيقهُ هرّي مبكراً ، وهو يجهلُ ما حدث ، وأطلَّ بمنظارهِ على البحر ، فكان أوَّلُ ما وقعت عينهُ عليهِ جثةً منتفخة ضاق عنها قميصها فتمزَّق. فنادي شقيقهُ الطبيب ، فأقبل يتبعهُ الأربعة ، فما أبصروا الجثة تتقاذفها الأمواج ، حتى صاح
الرجل من أعماق قلبهِ:
هذه زوجتي. .!
وصاح الأولاد:
هذه أمنا. . .!
وخنقتهم العبرات ثمَّ تراكضوا واخرجوا الجثة وقد اقتضى استخراجها من البحر استخدام أربعة من الرجال؛ فستروها ببعض الملابس وحملوها إلى المستشفى ومنهُ نقلت إلى المرقد الأخير. . .
هذه حكاية مسز آسين لوتي التي روت الصحف خبر انتحارها في هذا الصيف ، وفي قصتها عبرة وعظة.
الثعلب والعوسجة
قيل أنَّ ثعلباً أراد مرَّةً أن يصعد حائطاً ، فتعلّق بعوسجةٍ ، فعقرت يده ، فأقبل يلومها؛ فقالت له:
يا هذا لقد أخطأتَ حتى تعلقت بي ، وأنا من عادتي أن أتعلق بكل شيء
ابن حمدون