الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على العواطف فلا تجمح بصاحبها جموحاً قد يضرّ به. ونحن نأمل لمذاكرات حيّ إقبالاً من القراءِ يمهد لمؤلفها السبيل إلى نشر مذكرات أخرى تكون ثورة العواطف فيها قد سكنت واضطراب الفؤاد قد هدأ.
ذكرى الحبيب - هي مجموعة المرائي التي قيلت في الأديب المرحوم حبيب الجمّال ، وقد جمعها أخوه الآسف حضرة القانوني الفاضل إبراهيم أفندي جمّال صاحب جريدة؟ الحقوق وأودعها شيئاً مما نظمه وكتبه في فقيدهِ الحبيب ، فنسال لرصيفنا العزاء ولشقيقه الرحمة.
الزَّهرات - للأستاذ يوسف أفندي الفاخوري مقام كبير بين حَملَة القلم سوريَّا. فهو كاتب شاعر عُرف بالإجادة في هاتين الصناعتين. والزهرات ، وهي مختارات من نظمهِ ونثرهِ تؤلف باقة جميلة جمعت من روضة أدب غضّ.
أزهار وأشواك
درس في الجغرافيا
قرأت الفصل الجغرافي الآتي في جريدة البيان النيويركية ، أورده كما هو ، تاركا لذكاء القارئ معرفة البلد المقصود. قال الكاتب:. . . . بلاد من بلاد الله يحدَّها شمالاً بحر حب الوظائف؛ وجنوباً مملكة الذُّل؛ وشرقاً نهر التعصب؛ وغرباً جزيرة الزعامة؛ وفيها بحيرة تدعى بحيرة الأحزاب؛ ويخترق تلك البلاد جبال شامخة تدعى
جبال المواربة؛ وفيها سهول اختلف الجغرافيون في تسميتها فبعضهم يسميها سهول الخبث ، والبعض الآخر يطلق عليها اسم سهول الخداع ، ومن مدن هذه البلاد مدينة الكذب والتدليس ، والخضوع للحاكم.
تجارة تلك البلاد النفاق والشقاق - ولكن الأهلين وجدوا أن هذه التجارة كادت تذهب بأموالهم فتركوها ، وهم الآن يتجارون بالحرية والمساواة والصدق - وأصبح عندهم بورصة هي بورصة الحب والسلام. أما مزروعات هذه البلاد فمخصبة جداً؛ زرعوا في الماضي الجهل فحصدوا الاختلافات ، هم الآن يزرعون العلم لأنهم وجدوا أن غلالهُ أجود غلة ومبيعاته في الداخل كثيرة وللخارج أكثر. وفي هذه البلاد معادن كثيرة ، منها معادن اللطف والظرف والجمال ، ومنها معدن العفاف والكرم ، وقد بدأوا باستخراج هذه المعادن من عهد قريب.
المرأة والمرآة
لي حديثٌ اتجاذب وقارئي أطرافه وذيولهُ من حين إلى حين ، فتارةً يرضيهنَّ ، ويُغضبهنَّ تارةً ، وأنا على كل حال أجدُ فيهِ بعض اللذَّة ، لأن معاكسة الأصدقاء ، أو مداعبة الصديقات - تحلو كما تحلو المسامرة والمجاملة. وهذا الحديث هو عن المرأة. - وحديثها أو حديثٌ عنها يطربني. حديثي عن المرآة والمرآة - ولو كنت من علماء الاشتقاق والنحت لوجدت بين اللفظتين قرابةً لغوية فوق القرابة المعنوية.
والمرأة بطبيعتها ميَّالة إلى المرآة ، وقد اختراعها منذ عهدٍ بعيد. فإنَّ أُمنا حوّاءَ - عليها أشرف السلام - قد اتخذت لها من مياه النهر الصافية مرآةً تستشيرها في معاني جمالها ودلالها ، وكذلك فعلت بناتها وحفيداتها ، قبل أن يخترع علماء الكيمياء - إرضاءً للمرآة - ذلك الطلاء الذي طلوا به الزجاج فجعلوه يعكس ما يُعرَض أمامه من الصوَر. والمرأة أمينة لمرآتها ، ثابتة على
صداقتها. ودليلي على ذلك الإحصاء الذي وضعهُ أحد الثقات قال ، والأرقام لذلك الرجل الثقة ، والتعليق لي: تقضي الفتاة بين السادسة والعاشرة من عمرها 7دقائق كل يوم أمام مرآتها؛ وبين العاشرة والخامسة عشر 15دقيقة؛ ثم تشتدّ روابط الصداقة بين هذه تلك ، فتقضي الصبية بين الخامسة عشر والعشرين 22 دقيقة ، وتزداد هذه العاطفة بين الخامسة والعشرين والثلاثون ، فتبقى في المرأة يومها أمام المرآة نصف ساعة؛ ثم تأخذ العلاقة بالتراخي ، فتنزل الجلسة اليومية أمام المرآة إلى 24دقيقة بين الثلاثين والخامسة والثلاثين ، وإلى 18 دقيقة بين الخامسة والثلاثين والأربعين وإلى 6 دقائق فقط فيما بعد حتى الستين. فمن هذه الدقائق من حياة المرآة أمام المرآة يتألف مجموع 349574 دقيقة ، أي 242 يوماً ونيف. أليس في هذا الثبات أكبر تفنيد لمن يتهم الأنثى بعدم الثبات ، وينسب إلى بنات حواء التقلب في أميالهنَّ وعدم الأمانة. . .؟