الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في جنائن الغرب
أنشودة روسية
من العادات المتبعة في روسيا أنه يحق للقيصر أن يطلق امرأته ويبعدها إلى أحد الأديرة إذا لم تضع له ولياً للعهد. وقد عثرنا على أنشودة يتغنى بها القرويون في روسيا تصف حالة القيصرة عند تركها القصر الإمبراطوري ، فأحببنا أن نترجمها لقراء الزهور
كلٌّ حزينٌ في موسكو ، لأنَّ القيصر غضب على القيصرة وأبعدها عن عينهِ أرسلها إلى هناك ، إلى ما وراءَ جدران الدير.
وبينما كانتِ الأميرةُ تمرُّ بالقصر ، أخذت تنوحُ وتبكي قائلةً:
أيها القصرُ الأبيض المفروش بالمخمل والحرير ، أما من عودةٍ إليك؟
أما من عودةٍ إليك ، فأروّحَ النفس بين جدرانك ، وفي رياضك الغنّاء!
أما من عودةٍ إليك ، فأرى سيدي القيصر ، وأسمعَ كلامهُ العذب؟
كلٌّ حزينٌ في موسكو ، لأن القيصر غضِب على القيصرة ، وأبعدها عن عينيهِ خَرَجت القيصرة من القصر ، وقفتْ في السلّم ، فتنهدت وقالت للحرس بصوت متقطّع ، والعَبَراتُ تخنقها:
أسرجوا الخيلَ للرحيل ، فقد أزفت ساعةُ الفراق ، سيروا رويداً ، وأخرجوني على مهل من موسكو عسى سيدي أن يرقَّ ، عساهُ أن يرثي لحالي
وكان جواب الحرَس عساهُ أن يرقّ ، عساه أن يرثي لحالكِ!
لكنَّ قلبَ القيصرِ كجدران قصرهِ صَلْبٌ ، لا يرقُّ ولا يلين
في الدير ، تقرع الأجراس حزناً لاستقبال القيصرة الحزينة
كلٌّ في موسكو حزينٌ ، لأن القيصر غضب على القيصرة وأبعدها عن عينيهِ!
الدموع
أنِست بسمعي حنين دمع الفتاة؛ وكئِبتُ في نفسي لذرف دمع العذراء. ورشفت بيدي كأس دمع الفؤاد. فأحزنني الأول ساعةً ذكرتها العمر؛ وسهّدني الثاني ليلةً سقمت بعدها الشهر؛ وأسكرني الثالث مدةً آلمتني الدهر. ما هاجت أشجان الروح إلَاّ وسالت من الأنامل على الأوتار دموعاً؛ وما امتلأ إناءُ النفس إلَاّ وفاض من المقل على الخدود دموعاً. ما اشتدَّت
لوعةُ الفؤاد إلَاّ وانسكبت في الصدر دموعاً.
الدموع أنشودةُ النفس مع تسابيح الملائكة
همسُ القلب في أذن الفضاء
حديثٌ بلسان الحمام النائح
الدموع أكليلٌ ، أزهاره الكآبة الصامتة ، ينثرها اليأس على ضريح الأمل
قريض تنظمه العيون
عبير العنبر المحترق
أشواك ورد الهوى
أزهار العاطفة ، تنبتها المحبة ، ويسقيها الحنان ، فيجنيها الجوى
بنات الشهور ، يحب لبها الألم ، وتتمخض بها النفس ، فتلدها الحسرة
فديتُ بنفسي عواطف تتحرَّك في الصدر فتئنُّ لها الجوامد. تذرفها الروح دموعاً من الأنامل فتكفكفها الملائكة بأنفاسها وتجففها بحفيف أجنحتها لتصعدها إلى العرش الأعلى كبخور العفاف أو كبخار ذبيحة الطهر
دموعٌ ليست عبرات فردي إلَاّ أبردها ناراً ، وأخفها ألماً