الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التي ترغب غير المسلم في الإسلام بالمعاملة الحسنة والأخلاق الفاضلة وتدعو غير المسلمين إلى دين الإسلام. والله من وراء القصد.
المبحث السادس: عيادة المرضى من غير المسلمين
عيادة المرضى من غير المسلمين جائزة شرعا لقصد دعوتهم إلى الإسلام، وترغيبهم فيه، ومحاولة إنقاذهم من الكفر الموجب لدخولهم النار، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما عاد الغلام اليهودي الذي كان يخدمه صلى الله عليه وسلم ودعاه للإسلام.
قال ابن القيم رحمه الله: قال المروذي: بلغني أن أبا عبد الله سئل عن رجل له قرابة نصراني، يعوده؟ قال: نعم، قال الأثرم قلت له: مرة أخرى يعود اليهود والنصارى، قال: أليس عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهودي ودعاه للإسلام.
قال رحمه الله: وقد ورد عن أحمد ثلاث روايات: المنع، والإذن والتفصيل، وذكر رحمه الله ما في صحيح البخاري «أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد يهوديا وعرض عليه الإسلام فأسلم، وعاد صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب فعرض عليه الإسلام فأبى، وعاد عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين» . انتهى (1).
وقال الأثرم: روى أنس بن مالك رضي الله عنه «أن رسول الله صلى
(1) أحكام أهل الذمة ج1 ص202.
الله عليه وسلم كان إذا عاد رجلا على غير دين الإسلام لم يجلس عنده ويقول: كيف أنت يا يهودي يا نصراني؟ (1)»
قال ابن تيمية رحمه الله: وأما عيادته فلا بأس بها، فإنه قد يكون في ذلك مصلحة لتأليفه على الإسلام، فإذا مات كافرا وجبت له النار، ولهذا لا يصلى عليه. والله أعلم (2).
وقال ابن حجر رحمه الله: بعد سياق حديث الغلام الذي كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم: في الحديث جواز استخدام المشرك، وعيادته إذا مرض، وفيه حسن العهد، واستخدام الصغير وعرض الإسلام على الصبي ولولا صحته منه ما عرضه عليه (3).
قلت: وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قعد عند رأسه وقال له: أسلم قال في الفتح قال ابن بطال: إنما تشرع إذا رجا أن يجيب إلى الدخول في الإسلام فإذا لم يطمع في ذلك فلا.
وقال ابن حجر: والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف المقاصد، فقد يقع بعيادته مصلحة أخرى. قال: وقال الماوردي: عيادة الذمي جائزة، والقربة موقوفة على نوع حرمة تقترن بها من جوار أو قرابة (4).
(1) شعب الإيمان. باب عيادة المريض ج6 ص547 من رواية أنس بن مالك.
(2)
مجموع الفتاوى ج24 ص265.
(3)
فتح الباري ج3 ص 219.
(4)
فتح الباري ج10 ص 191.