الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حيث إن بعض الناس يقول: ما لك صلاة وهم ما يصلون؟ أخبروني جزاكم الله خيرا.
ج: استمري في أمرهم بالصلاة وحثهم على المحافظة عليها، وإبعادهم عن جلساء السوء، وأما قول الناس: ليس لك صلاة إذا ترك أولادك الصلاة، فليس بصحيح بل صلاتك صحيحة، ولك أجر عظيم في قيامك على أولادك أصلحهم الله.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن باز
من الفتوى رقم 2255
السؤال الثاني: إذا كانت
تؤخر الصلوات عن أوقاتها، وتشجع بناتها الكبيرات والصغيرات على ذلك
فما الحكم؟
ج: إذا كان حالها كما ذكر فهي مرتدة مفسدة لبناتها وبنات زوجها، فتستتاب، فإن تابت واستقامت أحوالها فالحمد لله، وإن أصرت على ما ذكر رفع أمرها على الحاكم ليفرق بينها وبين زوجها، وليقيم عليها الحد الشرعي وهو القتل؛ لحديث ابن عباس
رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من بدل دينه فاقتلوه (1)» ، هذا إذا كانت تؤخر الصلاة عن وقتها كتأخير العصر حتى تغرب الشمس أو الفجر حتى تطلع الشمس؛ لأن تأخيرها عن وقتها بدون عذر شرعي حكمه حكم الترك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
نائب الرئيس
…
الرئيس
عبد الله بن قعود
…
عبد الله بن غديان
…
عبد الرزاق عفيفي
…
عبد العزيز بن باز
(1) الإمام أحمد 1/ 282، والبخاري برقم 6922 فتح الباري، وأبو داود برقم 4329، والترمذي برقم 1483، والنسائي 7/ 96 ط الحلبي واللفظ له.
من الفتوى رقم 443
السؤال الأول: ما حكم رجل يسمي نفسه مسلما مع تركه الصلوات الخمس، وصومه رمضان من أوله إلى آخره يفطر بالخمر بعد الغروب، ويحرم على نفسه ذبائح النصارى؟
ج: لا يكون الرجل مسلما بمجرد قوله: أنا مسلم " فإن الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال "(1) كل من الإيمان والإسلام له أركان جاء بيانها في حديث
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم رقم 56 موقوفا على الحسن البصري رحمه الله.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه قال: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي، الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت، فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: صدقت - الحديث - إلى أن قال. . ثم انطلق فلبث مليا، ثم قال لي: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم (1)» ففي هذا الحديث بيان درجة الإسلام ودرجة الإيمان ودرجة الإحسان،
(1) مسلم برقم 8، والترمذي برقم 2738، وأبو داود برقم 4706، والإمام أحمد 1/ 51.
فأما الإسلام فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل، وأول ذلك شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وهو عمل اللسان، ثم إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا.
وهي منقسمة إلى عمل بدني كالصلاة والصوم، وإلى عمل مالي وهو إيتاء الزكاة، وإلى ما هو مركب منهما كالحج بالنسبة إلى البعيد عن مكة، فمن أكمل الإتيان بمباني الإسلام الخمس صار مسلما حقا مع أن من أقر بالشهادتين صار مسلما حكما، فإذا دخل في الإسلام بذلك ألزم بالقيام ببقية خصال الإسلام.
فإن جميع الأعمال الظاهرة داخلة في مسمى الإسلام، ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (1)» ، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما «أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: أن تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف (2)»، وما أخرجه الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه عن
(1) البخاري برقم 10 و6484، ومسلم برقم 40، وأحمد في المسند 2/ 160 و163 و187 و191 و192 و195 و205 و206 و209.
(2)
الإمام أحمد 2/ 169 و170 و196 و295 و323 و324 و391 و442 و493 و495 و512، والبخاري برقم 6236، ومسلم برقم 39.
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتوحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى رأس الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا جميعا لا تراجعوا، وداع يدعو من جوف الصراط فإذا أراد أحد أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن فتحته تلجه، والصراط الإسلام والسوران حدود الله عز وجل، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من جوف الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم (1)» ، زاد الترمذي:{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (2) ففي هذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام هو الصراط المستقيم الذي أمر الله بالاستقامة عليه، ونهى عن مجاوزة حدوده، ومن ارتكب شيئا من المحرمات فقد تعدى حدوده.
وأما الإيمان فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالاعتقادات الباطنة، وهذا التفسير للإيمان يكون في حالة إذا ما اجتمع مع الإسلام كما في الحديث السابق، وبيان ذلك أنه إن ذكر الإسلام مفردا دخل فيه الإيمان كما في قوله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (3)
(1) أحمد 4/ 182 و183 واللفظ له، والترمذي في الجامع برقم 2863 وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث النواس بن سمعان، وقال ابن كثير في التفسير 1/ 56: إسناده حسن.
(2)
سورة يونس الآية 25
(3)
سورة آل عمران الآية 19
وإذا ذكر الإيمان مفردا دخل في الإسلام كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان (1)» أخرجاه في الصحيحين واللفظ لمسلم.
أما إذا اجتمعا فإن الإيمان يفسر بالأعمال الباطنة، والإسلام يفسر بالأعمال الظاهرة، كما في قوله تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} (2) فإن هؤلاء لم يكونوا منافقين على أصح التفسيرين، وهو قول ابن عباس وغيره (3)، بل كان إيمانهم ضعيفا، ويدل على ذلك قوله تعالى في آخر الآية:{وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا} (4) الآية. يعني لا ينقصكم من أجورها، فدل على أن معهم من الإيمان ما يقبل به أعمالهم، فأما اسم الإسلام فلا ينتفي بانتفاء بعض واجباته أو إتيانه بعض المحرمات، وإنما ينتفي بالإتيان بما ينافيه بالكلية كترك الصلاة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:«لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة (5)» أو أتى بناقض من نواقض الإسلام التي
(1) صحيح البخاري الإيمان (9)، صحيح مسلم كتاب الإيمان (35)، سنن الترمذي الإيمان (2614)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (5005)، سنن أبو داود السنة (4676)، سنن ابن ماجه المقدمة (57)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 414).
(2)
سورة الحجرات الآية 14
(3)
ابن جرير في تفسيره 26/ 142، وابن مردويه كما في الدر المنثور 7/ 584.
(4)
سورة الحجرات الآية 14
(5)
أحمد في المسائل 55، والدارقطني في السنن 2/ 52، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة رقم 923 إلى 929 من حديث ابن عباس والمسور بن مخرمة عن عمر بن الخطاب موقوفا، والآجري في الشريعة 134، وابن سعد في الطبقات 3/ 351، واللالكائي في شرح أصول السنة 2/ 825.
أوضحها أهل العلم في باب حكم المرتد.
وأما الإيمان فإنه يكون إيمانا كاملا أو إيمانا ناقصا. فمن أتي بأركان الإيمان وأركان الإسلام وفعل الواجبات وترك المحرمات فهو المؤمن إيمانا مطلقا، أي كاملا، ومن أتى بأركان الإيمان وأركان الإسلام وترك شيئا من الواجبات مع اعتقاد وجوبها، أو فعل شيئا من المحرمات مع اعتقاد تحريمها فهذا مؤمن إيمانا ناقصا.
وأما الإحسان فقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، ودرجة الإحسان أعلى من درجة الإسلام وأعلى من درجة الإيمان، وإذ بينا هذا الأصل في هذا الباب، فإن الذي يترك الصلاة لا يخلو من إحدى حالتين:
الأولى: أن يتركها جاحدا لوجوبها فهذا يكفر إجماعا؛ لأنه ترك ركنا من أركان الإسلام معلوما بالضرورة جاحدا لوجوبه.
الثانية: أن يتركها تهاونا وكسلا مع إقراره بوجوبها، فهذا يكفر في أصح قولي العلماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«من ترك الصلاة متعمدا برئت منه ذمة الله ورسوله (1)» . رواه الإمام أحمد،
(1) الإمام احمد 6/ 421 من حديث أم أيمن، والطبراني في الكبير 24/ 190، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة برقم 912 من حديث أميمة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم واللفظ له، ورقم 913