الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أقدم على أي معصية؛ وإذا وقع في معصية نتيجة لاتباع الهوى، أو لوسوسة الشيطان، أو إطاعة للنفس الأمارة بالسوء؛ فإنه سرعان ما يرجع إلى الله، ويتوب إليه، ويستغفره، ويندم على فعل هذه المعصية؛ فيقبله الله لأن الله غفور رحيم. . . فإذا كان العبد أهلا للتوفيق، وفقه الله للعلم النافع الذي يعقبه فعل الصالحات؛ وترك المنهيات، لأن الجهل انتفى عنه بالعلم، وبالتالي انتفت المعاصي، أو محيت عنه.
نسأل الله أن يوفقنا للعلم النافع، والعمل الصالح، وترك السيئات، والفوز بالجنات، والمعافاة من النار.
المبحث الرابع عشر: المنافقون كانوا يعتقدون في الله اعتقاد أهل الجاهلية
؛ من عدم النصر والظفر للمؤمنين، وأن المشركين سيظهرون، وأن الإسلام سيباد وأهله
(1) سورة آل عمران الآية 154
قال ابن كثير: قال ابن مسعود: النعاس في القتال من الله وفي الصلاة من الشيطان.
وقال أبو طلحة: غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد، فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه، ويسقط وآخذه (1)، قال: والطائفة الأخرى المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم، أجبن قوم وأرعنه، وأخذله للحق {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} (2) كذبة، أهل شك وريب في الله عز وجل. . . الطائفة الأولى: أهل الإيمان واليقين والثبات، والتوكل الصادق، وهم الجازمون بأن الله سينصر رسوله وينجز له مأموله. . . والثانية: هم الذين لا يغشاهم النعاس من القلق والجزع والخوف. . . اعتقدوا أن المشركين لما ظهروا تلك الساعة أنها الفيصلة، وأن الإسلام قد باد وأهله، وهذا شأن أهل الريب والشك إذا حصل أمر من الأمور الفظيعة، تحصل لهم هذه الظنون الشنيعة. . .
قال ابن الزبير: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الخوف علينا، أرسل الله علينا النوم، فما منا من رجل إلا ذقنه في صدره، قال: فوالله إني لأسمع قول معتب بن قشير، ما أسمعه إلا كالحلم {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} (3) فحفظتها منه، وفي ذلك أنزل الله:{لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} (4).
(1) صحيح البخاري، كتاب التفسير باب 11.
(2)
سورة آل عمران الآية 154
(3)
سورة آل عمران الآية 154
(4)
سورة آل عمران الآية 154
وقال القرطبي: {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} (1) يعني: المنافقين: معتب بن قشير وأصحابه، وكانوا خرجوا طمعا في الغنيمة وخوف المؤمنين، فلم يغشاهم النعاس، وجعلوا يتأسفون على الحضور، ويقولون الأقاويل. . . وطائفة أي: إذ طائفة يظنون أن أمر محمد صلى الله عليه وسلم باطل، وأنه لا ينصر {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} (2) أي: ظن أهل الجاهلية. . . وقال ابن عباس في قوله: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} (3) يعني التكذيب بالقدر. . . {يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} (4) أي: ما قتل عشائرنا. فقيل: إن المنافقين قالوا: لو كان لنا عقل ما خرجنا إلى قتال أهل مكة، ولما قتل رؤساؤنا. فرد الله عليهم فقال:{لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ} (5) أي لخرج {الَّذِينَ كُتِبَ} (6) أي فرض. {عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} (7) يعني في اللوح المحفوظ. {إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} (8) أي مصارعهم (9).
وقال ابن سعدي: ولاشك أن هذا رحمة بهم، وإحسان وتثبيت لقلوبهم، وعلامة طمأنينة، لأن الخائف لا يأتيه النعاس، لما في قلبه من الخوف. فإذا زال الخوف عن القلب، أمكن أن يأتيه النعاس. وهذه الطائفة التي أنعم الله عليها بالنعاس، هم المؤمنون الذين ليس
(1) سورة آل عمران الآية 154
(2)
سورة آل عمران الآية 154
(3)
سورة آل عمران الآية 154
(4)
سورة آل عمران الآية 154
(5)
سورة آل عمران الآية 154
(6)
سورة آل عمران الآية 154
(7)
سورة آل عمران الآية 154
(8)
سورة آل عمران الآية 154
(9)
تفسير القرطبي 4 ص 242، 241.