الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمبرهن عن جمالها فهو العضو الذي يحكي حسن المرأة من قبحها؛ ولهذا ستر الوجه وتغطيته من كمال ستر المرأة، ومن ينادي بأن الوجه ليس بعورة، وينادي بكشفه، وأنه يمكن الحجاب بتغطية الشعر، وسائر البدن مع إبداء الوجه، دعوة لو تأملوا ضررها وخطرها وما تجلبه للمرأة من الشرور؛ لأيقنوا بخطئهم، وأيقنوا بأنهم قالوا قولا خاطئا وتصوروا تصورا غير صحيح، فما أبقت المرأة الخمار على وجهها إلا كان عزا وشرفا، وما خلع الحجاب وأبدت وجهها سافرة أمام الرجال، إلا انحطت وانحدرت في مهاوي الرذيلة، وصار ذلك سببا لجلب فساد كبير.
نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين جميعا من كل سوء، وأن يرزقهن التمسك بشرع الله، والبعد عن مشابهة الكافرات في أخلاقهن ولباسهن وسائر أحوالهن. وأما النقاب فجائز إذا كان لا يؤدي إلى افتنان بالمرأة، فبعض النقاب وبعض البراقع ربما تكون سببا للافتنان بالمرأة، فإذا كان البرقع والنقاب على عين المرأة لتتمكن من الرؤية دون أن يحدث فتنة فلا مانع من ذلك.
س: يسأل أخونا عن مساجد مكة يقول:
هل مساجد مكة كلها حرم
والصلاة فيها كأجر الصلاة في الحرم نفسه جزاكم الله خيرا؟
ج: جميع مساجد الحرم حرم؛ فما كان داخل الأميال فيسمى
حرما؛ «لأن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية كان نازلا خارج الحرم، فإذا أراد أن يصلي دخل الحرم أي صلى داخل الأميال» ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:«إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، لم يحرمها الناس فهي حرام بتحريم الله لها (1)» ، فجعل الحرم عموما حرام سفك الدم فيه، وعضد شجره، والتقاط لقطته لم يخصصه بالمسجد الحرام، وإنما علقه بعموم الحرم، وقوله صلى الله عليه وسلم:«صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام (2)» يشمل جميع الحرم؛ لأن الله يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (3) وهو أسري به من بيته، ومن الأدلة أيضا قول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} (4) الآية، ومعلوم أن الكافر لا يجوز إدخاله الحرم كله، وليس هذا الحكم مختصا بمسجد الكعبة. فجميع الحرم فيه الفضل، ولا يختص بذات المسجد، وإن كان الإنسان يرى في نفسه أن قربه ومشاهدة الكعبة أولى من غيره، وأنه إذا صلى في المسجد الحرام وشاهد الكعبة يرى لهذا في نفسه شأنا ليس كما إذا صلى في سائر مساجد مكة، لكن مع هذا كله نقول: إن الصحيح أن جميع الحرم تضاعف فيه الصلاة، ويدخل
(1) صحيح البخاري الجزية (3189)، صحيح مسلم الحج (1353)، سنن النسائي مناسك الحج (2892)، سنن أبو داود المناسك (2017)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 259).
(2)
صحيح البخاري الجمعة (1190)، صحيح مسلم الحج (1394)، سنن الترمذي الصلاة (325)، سنن النسائي المساجد (694)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1404)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 277)، موطأ مالك النداء للصلاة (461).
(3)
سورة الإسراء الآية 1
(4)
سورة التوبة الآية 28