الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن حجر في شرحه لهذا الحديث: وقيل المراد من يريد بقاء سيرة الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها. وسنة الجاهلية اسم جنس يعم جميع ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه من أخذ الجار بجاره، والحليف بحليفه ونحو ذلك، ويلتحق بذلك كل ما كانوا يعتقدونه، والمراد منه ما جاء الإسلام بتركه كالطيرة والكهانة وغير ذلك. . . (1)
حكم الله هو الحكم الأكمل والأحكم، والأمثل، والأفضل؛ لأنه من عند الحكيم الخبير العليم القدير الحي القيوم. . . والذي يعدل عنه إلى غيره فلا شك أنه سيعدل إلى الجاهلية الجهلاء، وإلى الجهل المطبق، وإلى العمى والتخبط والضلال.
(1) فتح الباري ج12 ص 211.
المبحث السادس عشر: اختلاط النساء بالرجال، وترك الحجاب، والتبرج: من أمور الجاهلية
قال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (1){وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (2){وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (3).
(1) سورة الأحزاب الآية 32
(2)
سورة الأحزاب الآية 33
(3)
سورة الأحزاب الآية 34
قال ابن كثير: قال مجاهد: كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية. وقال قتادة: إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج؛ فنهى الله عن ذلك. وقال مقاتل بن حيان: التبرج: أنها تلقى الخمار على رأسها، ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدوا ذلك كله منها، وذلك التبرج، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج. . . (1)
وقال القرطبي: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء؛ كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة. . . فأمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة بيوتهن، وخاطبهن بذلك تشريفا لهن، ونهاهن عن التبرج، وأعلم أنه فعل الجاهلية الأولى فقال:{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} (2) وحقيقة التبرج إظهار ما ستره أحسن (3).
إن تكشف المرأة أمام الرجال، والاختلاط بين الجنسين يؤدي إلى فساد كبير، وهو ما منعه وحرمه الإسلام وعده من أمر الجاهلية الأولى، والجاهلية الجهلاء.
(1) تفسير ابن كثير ج 6 ص 406.
(2)
سورة الأحزاب الآية 33
(3)
تفسير القرطبي ج 14 ص 179.
المبحث السابع عشر: المؤمنون التزموا بكلمة التقوى وهي:] لا إله إلا الله [والذين كفروا جعلوا في قلوبهم:] الحمية [؛ حمية الجاهلية
قال ابن كثير: وذلك حين أبوا أن يكتبوا] بسم الله الرحمن الرحيم [، وأبوا أن يكتبوا:] هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله [، {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} (2) وهي قول] لا إله إلا الله [كما قال ابن جرير، وعبد الله بن أحمد بسنده من حديث أبي بن كعب: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} (3) قال: (لا إله إلا الله)(4).
وأخرجه الترمذي ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه.
(1) سورة الفتح الآية 26
(2)
سورة الفتح الآية 26
(3)
سورة الفتح الآية 26
(4)
تفسير ابن كثير ج 7 ص 326.