الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على علم الإنسان، وعلى تصوره، وعلى فهمه، مما يجعل الإنسان يمر بأوقات، وأحوال يسيطر عليه الجهل فيها، ويعقب علمه جهلا؛ ولذلك أمر الشارع بالعلم، وبالتذكر والتفكر، وكرر سبحانه كثيرا من القصص والعبر والمسائل في القرآن لهذا الغرض وبأساليب متنوعة؛ حتى يبقى الإنسان عالما ومتذكرا، والله المستعان.
المبحث الثامن والثلاثون: من مسائل الجاهلية الاقتداء بالعالم الفاسق، أو العابد الجاهل
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: هذه مسائل خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عليه أهل الجاهلية الكتابيين والأميين مما لا غنى لمسلم عن معرفتها، فالضد يظهر حسنه الضد، وبضدها تتميز الأشياء. . .
" الخامسة ": الاقتداء بفسقة أهل العلم وجهالهم وعبادهم، فحذرهم الله تعالى من ذلك بقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (1)، وقال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (2).
إلي آيات أخر تنادي ببطلان الاقتداء بالفساق وأهل الضلالة
(1) سورة التوبة الآية 34
(2)
سورة المائدة الآية 77
والغي، وذلك من سنن أهل الجاهلية وطرائقهم المعوجة (1). يستوي العالم الفاسق والعابد الجاهل في الضلال والإضلال؛ فالأول جعل العلم كالبازي، يصيد به، ويحرفه على ضوء الأهواء والرغبات، والثاني يخدع بعبادته البسطاء وعامة الناس، ويظنون أنه على حق في عبادته وتنسكه، وما علموا أن الاقتداء به منزلة عظيمة، تزل بصاحبها إلى النار، وما ذاك إلا أنه اقتدى بهذا الجاهل؛ الذي عبد الله على غير بصيرة، نسأل الله العافية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) مسائل الجاهلية لمحمد بن عبد الوهاب ط الجامعة الإسلامية.