الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التي لم يتصل بها قبض، وأنه لا قصاص في قتلها وأن الإمام وغيره ممن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ينبغي أن يبدأ بنفسه وأهله فهو أقرب إلى قبول قوله وإلى طيب نفس من قرب عهده بالإسلام. وأما قوله صلى الله عليه وسلم تحت قدمي فإشارة إلى إبطاله. . . قوله أنه موضوع كله معناه الزائد على رأس المال كما قال تعالى:{وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ} (1)(2).
طهر النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي من جميع أمور الجاهلية سواء كانت في الدماء، أو في المعاملات المالية، أو الاجتماعية أو غيرها من الحقوق العامة والخاصة، وكان ذلك في اجتماع عظيم للمسلمين يوم عرفة في حجة الوداع.
(1) سورة البقرة الآية 279
(2)
صحيح مسلم بشرح النووي ج 8 ص182، انظر تحفة الأحوذي ج8/ 482.
المبحث السابع والعشرون: خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية إذا فقهوا
أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة قال: «قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: أكرمهم أتقاهم قالوا: يا نبي الله ليس عن هذا نسألك. قال: فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: أفعن معادن العرب تسألونني؟
قالوا: نعم. قال: فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا (1)».
قال ابن حجر: القسمة رباعية:
1 -
فإن الأفضل من جمع بين الشرف في الجاهلية والشرف في الإسلام وكان شرفهم في الجاهلية بالخصال المحمودة من جهة ملائمة الطبع ومنافرته خصوصا بالانتساب إلى الآباء المتصفين بذلك، ثم الشرف في الإسلام بالخصال المحمودة شرعا.
2 -
ثم أرفعهم مرتبة من أضاف إلى ذلك التفقه في الدين، ومقابل ذلك من كان مشروفا في الجاهلية واستمر مشروفا في الإسلام فهذا أدنى المراتب.
3 -
القسم الثالث من شرف في الإسلام وفقه ولم يكن شريفا في الجاهلية، ودونه من كان كذلك لكن لم يتفقه
4 -
والقسم الرابع من كان شريفا في الجاهلية ثم صار مشروفا في الإسلام فهذا دون الذي قبله، فإن تفقه فهو أعلى رتبة من الشريف الجاهل (2).
(1) صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب 14 حديث رقم 3374 (فتح الباري ج 6 ص414).
(2)
فتح الباري ج 6 ص 415.