الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علمنا من الحي الذي لا يموت، وأنتم تأخذونه من حي يموت، وقول آخر وقد قيل له: ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزاق؟ فقال: ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق، من يسمع من الخلاق؟ وقول آخر: العلم حجاب بين القلب وبين الله عز وجل. وقول آخر: إذا رأيت الصوفي يشتغل ب " أخبرنا " و" حدثنا " فاغسل يدك منه.
وقول آخر: لنا علم الحرف، ولكم علم الورق. وهذا كلام فيه صد عن دين الله وعن كلام الله، وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن القيم: ومن فارق الدليل، فقد ضل سواء السبيل.
ولا دليل إلى الله والجنة سوى الكتاب والسنة. وكل طريق لم يصحبها دليل القرآن والسنة فهي من طرق الجحيم، والشيطان الرجيم. . . ثم قال: وأما من أعرض عن الكتاب والسنة، ولم يتقيد بهما: فهو من لدن النفس والهوى والشيطان فهو لدني شيطاني. . . وهو ثمرة الإعراض عن الوحي، وتحكيم الهوى والشيطان. . . (1)
(1) مدارج السالكين ج2 ص468 - 477.
المبحث السابع والثلاثون: الإنسان تعترضه الآفات فيخلف علمه الجهل
قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (1)، وقال
(1) سورة لقمان الآية 23
سبحانه: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (1)، وقال سبحانه وتعالى:{قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (2)، وقال {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} (3).
الله سبحانه وتعالى هو العليم، وهو الذي يوصف بالعلم المطلق، وهو العالم بالسرائر والخفيات التي لا يدركها علم الخلق، وهو العلم على الحقيقة، وهو الذي أحاط علمه سبحانه بكل شيء. . . أما الآدميون - وإن كانوا يوصفون بالعلم - فإن ذلك ينصرف منهم إلى نوع من المعلومات، دون نوع، وقد يوجد ذلك منهم في حال دون حال، وقد تعترضهم الآفات فيخلف علمهم الجهل، ويعقب ذكرهم النسيان، وقد نجد الواحد منهم عالما بالفقه غير عالم بالنحو، وعالما بهما غير عالم بالحساب وبالطب ونحوهما من الأمور. . . (4)
وعلى هذا فالإنسان تعترضه العوارض الكثيرة التي تؤثر على قواه وعلى علمه، ومن هذه العوارض: المرض، والنوم، والجوع، والظمأ، والخوف، والنسيان، وضعف القوى، وهذه وغيرها تؤثر
(1) سورة يوسف الآية 76
(2)
سورة الطلاق الآية 12
(3)
سورة الجن الآية 28
(4)
شأن الدعاء للخطابي ص57 بتصريف بسيط.