الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أرواحهم، وصارت أجسامهم قبورا لها، فكما أنه لا يسمع أصحاب القبور، كذلك لا يسمع هؤلاء. وإذا كانت الحياة هي الحس والحركة' وملزومهما، فهذه القلوب لما لم تحس بالعلم والإيمان، ولم تتحرك له: كانت ميتة حقيقة، وليس هذا تشبيها لموتها بموت البدن، بل ذلك موت القلب والروح. . . والمقصود: أن العلم حياة القلوب من الجهل، فالقلب ميت، وحياته بالعلم والإيمان (1).
(1) مدارج السالكين لابن القيم ج3 ص262، 261 بتصرف بسيط.
المبحث الثلاثون: كفر النصارى نشأ من جهلهم بالحق وضلالهم فيه
قال الله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (1){صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} (2).
قال ابن كثير:. . . غير صراط المغضوب عليهم، الذين فسدت إرادتهم، فعلموا وعدلوا عنه، ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق، وأكد الكلام بلا، ليدل على أن ثم مسلكين فاسدين، وهما طريقتا: اليهود والنصارى (3).
قال ابن القيم:. . . ووبخ النصارى بالضلال والجهل الذي
(1) سورة الفاتحة الآية 6
(2)
سورة الفاتحة الآية 7
(3)
تفسير ابن كثير ج1ص45.