الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
868 -
عن عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت: "بمَ كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يفتَتِحُ إذا هبَّ من الليلِ؟ فقالت: كانَ إذا هَبَّ من الليل كَبَّر عشرًا، وحَمِدَ اللَّهَ عشرًا، وقال: سبحان اللَّهِ وبحمدهِ عشرًا، وقال: سبحان الملكُ القُدُّوس عشرًا، واستغفر عشرًا، وهلَّلَ عشرًا، ثمَّ قال: اللهم اني أعوذُ بك من ضِيْقِ الدنيا، وضِيْقِ يوم القِيامةِ عشرًا، ثمَّ يفتتِحُ الصَّلاةَ"(1).
32 - باب التحريض على قيام الليل
مِنَ الصِّحَاحِ:
869 -
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يعقِدُ الشيطانُ على قافيةِ رأسِ أحدِكم إذا هو نامَ ثلاث عُقدٍ، يضربُ على كلِّ عقدةٍ: عليكَ ليلٌ طويلٌ فارقُدْ، فإن استيقظ فذكرَ اللَّهَ تعالى انحلَّتْ عقدةٌ، فإن توضأ انحلَّتْ عقدةٌ، فإن صلى انحلَّتْ عقدة، فأصبح نشيطًا طيِّبَ النفس، وإلا أصبحَ خبيثَ النفسِ كسلانَ"(2).
(1) أخرجه أحمد في المسند 6/ 143 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 5/ 322 - 323 كتاب الأدب (35)، باب ما يقول إذا أصبحَ (110)، الحديث (5085)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 8/ 284 كتاب الاستعاذة (50)، باب الاستعاذة من ضيق المقام يوم القيامة (63)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 431 كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (5)، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل (180)، الحديث (1356).
(2)
متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 24 كتاب التهجد (19)، باب عقد الشيطان على قافية الرأس. . . (12)، الحديث (1142)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 538 كتاب صلاة المسافرين وقصرها (6)، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع، حتَّى أصبح (28)، الحديث (207/ 776) وعن القافية قال في شرح السنة 4/ 33:(وأراد بقافية الرأس، مؤخر الرأس).
870 -
وقال المغيرة [بن شعبة](1): "قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الليلِ حتَّى تَورَّمَت قَدَمَاهُ فقيل له: لِمَ تصنعُ هذا وقد غفرَ اللَّهُ لك ما تقدَّم من ذنبِكَ وما تأخَّرَ؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا"(2).
871 -
وقال عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه: "ذُكِرَ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقيل: مازالَ نائمًا حتَّى أَصْبَحَ -ما قامَ إلى الصلاة- فقال: بالَ الشيطانُ في أُذُنِهِ"(3).
872 -
وقالت أم سَلَمَة: "استيقظَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليلةً فَزِعًا يقول: سبحانَ اللَّهِ! ماذا أُنزِل الليلةَ مِن الخزائنِ وماذا أُنزِل من الفتن، مَنْ يُوقِظُ صواحِبَ الحُجُراتِ -يريد أزواجَهُ- لكي يُصلِّين؟ رُبَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٌ في الآخرة"(4).
873 -
وقال: "ينزلُ ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا حينَ يبقَى ثلثُ الليلِ الآخرُ يقول: مَن يدعوني فاستجيبَ له، مَن يسألُني
(1) ليست في مخطوطة برلين.
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 8/ 584 كتاب التفسير (65)، باب {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنَ ذَنْبِكَ. . .} [سورة الفتح (48)، الآية (2)](2)، الحديث (4836)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2171 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (50)، باب إكثار الأعمال، والاجتهاد في العبادة (18)، الحديث (79/ 2819).
(3)
متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 28 كتاب التهجد (19)، باب إذا نام ولم يُصلِّ بال الشيطان في أذنه (13)، الحديث (1144)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 537 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع. . . (28)، الحديث (205/ 774).
(4)
أخرجه البخاري من رواية هند بنت الحارث الفِراسية، عن أم سلمة رضي عنها، في الصحيح 13/ 20 كتاب الفتن (92)، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شرٌ منه (6)، الحديث (7069)، والمراد بالخزائن تعبير عن الرحمة لكثرتها وعزِّتها.
فأُعْطِيهِ مَن يستغفرني فأغفِرَ له" (1). وفي رواية: "ثم يبسطُ يديهِ يقول: من يُقرِضُ غيرَ عدومٍ ولا ظَلُومٍ؟ حتَّى ينفجرَ الفجرُ" (2). [وفي رواية: "يكون كذلك حتَّى يضيء الفجر ثم يعلو ربّنا إلى كرسيّه"] (3).
874 -
وقال: "إنَّ في الليلِ ساعةً لا يوافقُها رجلٌ مسلمٌ يسألُ اللَّهَ تعالى خيرًا، مِن أمرِ الدنيا والآخرةِ إلا أَعطاهُ إيَّاهُ، وذلكَ كلَّ ليلةٍ"(4).
875 -
وقال: "أَحبُّ الصلاةِ إلى اللَّهِ تعالى صلاةُ داودَ، وأَحبُّ الصيامِ إلى اللَّهِ صيامُ داودَ، كانَ ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ وينامُ سُدسَه، ويصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا"(5).
876 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: "كانَ -تعني رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ينامُ أولَ الليلِ ويُحيي آخِرَهُ، ثمَّ إن كانت له حاجةٌ
(1) متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 29 كتاب التهجد (19)، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل (14)، الحديث (1145)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 521 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل. . . (24)، الحديث (168/ 758).
(2)
أخرجه من رواية أبي هريرة مسلم في الصحيح 1/ 522 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب الترغيب في الدعاء. . . (24)، الحديث (171/ 758).
(3)
ما بين الحاصرتين من مخطوطة برلين، وهو ساقط من المطبوعة، والرواية أخرجها الدارقطني في كتاب النزول، صفحة 97 من رواية جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنه.
(4)
متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 2/ 415 كتاب الجمعة (11)، باب الساعة التي في يوم الجمعة (37)، الحديث (935)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 521 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب في الليل ساعة مستجاب فيها الدعاء (23)، الحديث (166/ 757).
(5)
متفق عليه من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 16 كتاب التهجد (19)، باب من نام عند السحر (7)، الحديث (1131)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 816 كتاب الصيام (13)، باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به. . . (35)، الحديث (189/ 1159).
إلى أهلهِ قضى حاجتَه ثم ينامُ، فإن كانَ عندَ النداءِ الأولِ جُنبًا وثبَ فأفاضَ عليهِ الماءَ، وإن لم يكنْ جنبًا توضأ للصلاةِ ثم صلى ركعتينِ" (1).
مِنَ الحِسَان:
877 -
عن أبي أُمامة قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"عليكم بقيامِ الليلِ فإنه دَأبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبَةٌ لكم إلى رَبِّكم، وَمَكْفَرةٌ للسيئاتِ ومَنْهَاةٌ عن الإثمِ"(2)[وفي رواية: "وَمَطْرَدَةُ الداءِ عن الجسدِ" (3)](4).
878 -
وقال: "ثلاثةٌ يضحكُ اللَّهُ إليهم: الرجلُ إذا قامَ بالليلِ يصلي، والقومُ إذا صفُّوا في الصلاةِ، والقومُ إذا صفُّوا في قتالِ العدوِّ"(5).
879 -
وقال: "أقربُ ما يكونُ الربُّ مِن العَبْدِ (6) في جوفِ الليلِ
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 32 كتاب التهجد (19)، باب من نام أول الليل وأحيى آخره. . . (15)، الحديث (1146)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 510 كتاب صلاة المسافرين. . . (6)، باب صلاة الليل وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم. . . (17)، الحديث (129/ 739).
(2)
أخرجه الترمذي في السنن 5/ 553 كتاب الدعوات (49)، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (102)، عقب الحديث (3549)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 358 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى 2/ 502 كتاب الصلاة، باب الترغيب في قيام الليل.
(3)
أخرجه الترمذي في المصدر السابق 5/ 552 - 553، الحديث (3549)، والبيهقي في المصدر السابق.
(4)
ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين وهو من المطبوعة.
(5)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 80، ضمن مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجه من رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، في السنن 1/ 73 القدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (13)، الحديث (200)، وأخرجه البغوي في شرح السنة 4/ 42، باب التحريض على قيام الليل، الحديث (929).
(6)
في المطبوعة (العبد من الرب) والتصويب من مخطوطة برلين وسنن الترمذي.
الآخرِ، فإن استطعتَ أنْ تكونَ ممن يذكرُ اللَّهَ في تلكَ الساعةِ فَكُنْ" (1)(صحيح).
880 -
وقال: "رحمَ اللَّهُ رجلًا قامَ من الليلِ فصلَّى، وأَيقظَ امرأتَه فَصَلَّت، فإن أَبَتْ نضحَ في وجهِهَا الماء رحمَ اللَّهُ امرأةً قامَتْ من الليلِ فصلَّتْ، وأيقظَتْ زوجَها (2) فإن أبَى نضحَت في وجهِه الماءَ"(3).
881 -
وعن أبي أُمَامة أنَّه قال: "قيل: يا رسولَ اللَّهِ أيُّ الدعاءِ أَسْمَعُ؟ قال: جوفَ الليلِ الآخرَ، ودُبُرَ الصلواتِ المكتوباتِ"(4).
882 -
وقال: "إنَّ في الجنّةِ غُرَفًا يُرَى ظاهِرُها من باطِنها، وباطُنها
(1) أخرجه الترمذي من رواية عمرو بن عَبَسة رضي الله عنه، في السنن 5/ 569 - 570 كتاب الدعوات (49)، باب (119) وهو ما يلي: باب في دعاء الضيف (118)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 1/ 279 - 280 كتاب المواقيت (6)، باب النهي عن الصلاة بعد العصر (35)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 396 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء في الساعات التي تكره فيها الصلاة (148)، الحديث (1251)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 309 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل.
(2)
في المطبوعة هنا زيادة (فصلى)، وليست في مخطوطة برلين وسنن أبي داود.
(3)
أخرجه أحمد من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، في المسند 2/ 250 ضمن مسند أبي هريرة، وأخرجه أبو داود في السنن 2/ 73 كتاب الصلاة (2)، باب قيام الليل (307)، الحديث (1308)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 205 كتاب قيام الليل (20)، باب الترغيب في قيام الليل (5)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 424 كتاب إقامة الصلاة. . . (5)، باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل (175)، الحديث (1336)، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 309 كتاب صلاة التطوع، باب تحريض قيام الليل.
(4)
تقدم هذا الحديث تحت الرقم (689).