المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب الاعتصام بالكتاب والسنة - مصابيح السنة - جـ ١

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌من أقوال العلماء في البغوي وكتابه

- ‌تمهيد

- ‌دراسة المصادر المعتمدة في التحقيق

- ‌مصادر البغوي في هذا الكتاب:

- ‌ما الفرق بين المصدر والمرجع

- ‌هل يعتبر كتاب مصابيح السنّة مصدرًا أم مرجعًا

- ‌أقسام مصادر التحقيق:

- ‌أولًا: مصادر الحديث الشريف

- ‌ثانيًا: المراجع الحديثية

- ‌1 - المراجع المتعلقة بكتاب "المصابيح

- ‌2 - المراجع الحديثية العامة:

- ‌ثالثًا: المعاجم والموسوعات

- ‌1 - معاجم الرجال:

- ‌2 - معاجم اللغة:

- ‌3 - فهارس الكتب والمكتبات:

- ‌ترجمة الإِمام البغوي

- ‌اسمه ونسبه وكنيته:

- ‌مولده ونشأته ورحلاته:

- ‌عائلته:

- ‌عقيدته ومذهبه الفقهي:

- ‌ثقافته ومكانته العلمية:

- ‌1 - التفسير

- ‌2 - الحديث الشريف:

- ‌3 - الفقه الشافعي:

- ‌4 - القراءات القرآنية:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌مصادر ترجمة الإمام البغوي

- ‌أهمية كتاب مصابيح السنّة توثيقه وتسميته، طبعاته، منهجه، شروحاته ومختصراته

- ‌توثيق نسبة الكتاب وتسميته

- ‌قيمة الكتاب ومنهج البغوي فيه

- ‌موارد البغوي في الكتاب:

- ‌لماذا جرّد البغوي أحاديث الكتاب من الأسانيد

- ‌ألفاظ أحاديث الكتاب:

- ‌تقسيم أحاديث الكتاب إلى صحاح وحسان:

- ‌انفراده باصطلاح الصحيح والحسن:

- ‌انتقاد العلماء لمنهج البغوي:

- ‌خطأ المستشرق "بروكلمان" في الكتاب:

- ‌بَيان الخطأ:

- ‌شروح الكتاب وتخريجاته

- ‌ مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي:

- ‌شروح مشكاة المصابيح

- ‌مختصرات مشكاة المصابيح

- ‌أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح

- ‌صورة السؤال

- ‌صورة الجواب

- ‌ الحديث الأول: حديث: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية

- ‌ الحديث الثاني: "القدرية مجوس هذه الأمة

- ‌ الحديث الثالث: حديث صلاة التساييح

- ‌ الحديث الرابع: حديث "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره

- ‌ الحديث الخامس: حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود

- ‌ الحديث السادس: "يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يجدون رائحة الجنة

- ‌ الحديث السابع: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يتبع حمامةً، فقال: شيطان يتبع شيطانًا" وفي رواية "شيطانة

- ‌ الحديث الثامن: "إذا كتب أحدكم كتابًا فَلْيَتَرَأَّبْهُ، فإنه أنجح للحاجة" ثم قال: (هذا منكر)

- ‌ الحديث التاسع: حديث "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه اللَّه ويبتليك

- ‌ الحديث العاشر: حديث "حبك الشيء يعمي ويصم

- ‌ الحديث الحادي عشر: حديث "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". غريب

- ‌ الحديث الثاني عشر: حديث "لا حكيم إلا ذو تجربة، ولا حليم إلا ذو عثرة

- ‌ الحديث الثالث عشر: حديث "المؤمن غرٌ كريم، والفاجر خبٌ لئيم

- ‌ الحديث الرابع عشر: حديث: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين

- ‌ الحديث الخامس عشر: حديث "إن الناس يمصرون أمصارًا

- ‌ الحديث السادس عشر: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليكَ يأكل معي هذا الطير

- ‌ الحديث السابع عشر: حديث "أنا دار الحكمة وعلي بابها

- ‌ الحديث الثامن عشر: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "يا على! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك

- ‌فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة على ترتيبها

- ‌منهج التحقيق والنُسَخُ الخطية للكتاب

- ‌النُسَخ الخطّيّة للكتاب:

- ‌النُسَخ المعتمدة في التحقيق:

- ‌سندنا بكتاب "مصابيح السنة

- ‌1 - كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الكبائر وعلامات النفاق

- ‌فصل في الوسوسة

- ‌3 - باب الإِيمان بالقدر

- ‌4 - باب إثبات عذاب القبر

- ‌5 - باب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة

- ‌2 - كِتَابُ العِلْمِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما يوجب الوضوء

- ‌3 - باب أدب الخلاء

- ‌4 - باب السواك

- ‌5 - باب سنن الوضوء

- ‌6 - باب الغسل

- ‌7 - باب مخالطة الجنب ما يباح له

- ‌8 - باب أحكام المياه

- ‌9 - باب تطهير النجاسات

- ‌10 - باب المسح على الخفين

- ‌11 - باب التيمم

- ‌12 - باب الغسل المسنون

- ‌13 - باب الحيض

- ‌14 - باب المستحاضة

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلاةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب المواقيت

- ‌3 - باب تعجيل الصلاة

- ‌فصل

- ‌4 - باب الأذان

- ‌5 - باب فضل الأذان وإجابة المؤذّن

- ‌فصل

- ‌6 - باب المساجد ومواضع الصلاة

- ‌7 - باب الستر

- ‌8 - باب السترة

- ‌9 - باب صفة الصلاة

- ‌10 - باب ما يقرأ بعد التكبير

- ‌11 - باب القراءة في الصلاة

- ‌12 - باب الركوع

- ‌13 - باب السجود وفضله

- ‌14 - باب التشهد

- ‌15 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها

- ‌16 - باب الدعاء في التشهد

- ‌17 - باب الذكر بعد الصلاة

- ‌18 - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

- ‌19 - باب سجود السهو

- ‌20 - باب سجود القرآن

- ‌21 - باب أوقات النهي

- ‌22 - باب الجماعة وفضلها

- ‌23 - باب تسوية الصف

- ‌24 - باب الموقف

- ‌25 - باب الإمامة

- ‌26 - باب ما على الإمام

- ‌27 - باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق

- ‌28 - باب من صلى صلاةً مرتين

- ‌29 - باب السنن وفضلها

- ‌30 - باب صلاة الليل

- ‌31 - باب ما يقول إذا قام من الليل

- ‌32 - باب التحريض على قيام الليل

- ‌33 - باب القصد في العمل

- ‌34 - باب الوتر

- ‌35 - باب القنوت

- ‌36 - باب قيام شهر رمضان

- ‌37 - باب صلاة الضحى

- ‌38 - باب التطوع

- ‌39 - باب صلاة التسبيح

- ‌40 - باب صلاة السفر

- ‌41 - باب الجمعة

- ‌42 - باب وجوبها

- ‌43 - باب التنظيف والتبكير

- ‌44 - باب الخطبة والصلاة

- ‌45 - باب صلاة الخوف

- ‌46 - باب صلاة العيد

- ‌فصل في الأُضْحِيَة

- ‌47 - باب العتيرة

- ‌48 - باب صلاة الخسوف

- ‌فصل في سجود الشكر

- ‌49 - باب الاستسقاء

- ‌فصل

- ‌5 - كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌1 - باب عيادة المريض وثواب المرض

- ‌2 - باب تمنِّي الموت وذكره

- ‌3 - باب ما يقال عندَ من حَضَرَهُ الموتُ

- ‌4 - باب غسلِ الميت وتكفينه

- ‌5 - باب المشي بالجنازة والصلاة عليها

- ‌6 - باب دفن الميت

- ‌7 - باب البكاء على الميت

- ‌8 - باب زيارة القبور

الفصل: ‌5 - باب الاعتصام بالكتاب والسنة

100 -

عن درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدريّ رضي الله عنهم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يُسلَّطُ على الكافرِ في قبرِه تسعة وتسعون تِنّينًا تَنْهَشُهُ وتلدغه حتى تقومَ الساعةُ، لو أنَّ تِنّينًا منها نَفَخ في الأرضِ ما أنبتتْ (1) خَضْراء"(2).

‌5 - باب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة

مِنَ الصِّحَاحِ:

101 -

عن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ منهُ فهوَ ردٌّ"(3).

102 -

وعن جابر رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"أمّا بعد، فإنَّ خيرَ الحديث كتاب اللَّه، وخيرُ الهُدى هُدى محمدٍ، وشرُّ الأُمورِ مُحدثاتُها، وكل مُحْدَثَةٍ بِدعةٌ، وكلُّ بِدعةٍ ضَلالة"(4).

(1) في مخطوطة برلين: (خضيرًا)، والتصويب من المطبوعة ومسند أحمد.

(2)

أخرجه: أحمد في المسند 3/ 38، في مسند أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، والدارمي في السنن 2/ 331، كتاب الرقاق، باب في شدة عذاب النار، وهذا لفظه. وأخرج الترمذي نحوه من طريق آخر عن أبي سعيد الخدري في السنن 4/ 639، كتاب صفة القيامة (38)، باب (26)، الحديث (2460)، وقال:(حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه). والتنِّين: حيّة عظيمة كثيرة السم.

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 5/ 301، كتاب الصلح (53)، باب إذا اصطلحوا على صلح جَور فالصلح مردود (5)، الحديث (2697). ومسلم في الصحيح 3/ 1343، كتاب الأقضية (30)، باب نقض الأحكام الباطلة، وردّ محدثات الأمور (8)، الحديث (17/ 1718).

(4)

أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 592، كتاب الجمعة (7)، باب تخفيف الصلاة والخطبة (13)، الحديث (43/ 867) دون ذكر:"وكل محدثة بدعة". وهذه اللفظة وردت في حديث أخرجه النسائي في المجتبى من السنن 3/ 188، كتاب صلاة العيدين (19)، باب كيف الخطبة (22).

ص: 150

103 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أبغضُ النّاسِ إلى اللَّه ثلاثةٌ: مُلحِدٌ في الحرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنَّةَ الجاهلية، ومُطَّلبٌ دمَ امرئٍ مسلم بغير حقّ ليهريقَ دمَه"(1) رواه ابن عباس رضي الله عنهما.

104 -

وقال: "كلُّ أُمتي يَدخلونَ الجنَّة إلّا مَنْ أبى. قالوا: ومَنْ يأبى؟ قال: مَنْ أطاعني دخلَ الجنّةَ، ومَنْ عصاني فقد أبى"(2) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

105 -

وعن جابر رضي الله عنه قال: "جاءتْ ملائكةٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو نائمٌ فقالوا: إن لصاحبِكُم هذا مثلًا فاضرِبُوا له مثلًا، فقال بعضُهُمْ: إنّه نائمٌ، وقال بعضُهُمْ: إنَّ العيْنَ نائمة والقلبَ يَقْظانُ. فقالوا: مثلَهُ كمثلِ رجل بنى دارًا وجعلَ فيها مأدبةً وبعثَ داعيًا، فمنْ أجابَ الداعيَ دخلَ الدَّارَ وأكلَ من المأدُبة، ومَنْ لمْ يُجبِ الداعيَ لمْ يدخُلِ الدارَ ولمْ يأكلْ مِنَ المأدُبة. فقالوا: أوِّلُوها لهُ يَفْقَهْها، قال بعضُهُمْ: إنّه نائم، وقال بعضُهُمْ: إنّ العينَ نائمةٌ والقلبَ يقظانُ. فقالوا: فالدارُ الجنّةُ، والدّاعي: محمدٌ، فمنْ أطاعَ محمدًا فقد أطاعَ اللَّه، ومَنْ عصى محمدًا فقدْ عصى اللَّه، ومحمدٌ فرق بينَ الناس"(3).

106 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: "جاءَ ثلاثةُ رهطٍ إلى أزواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يسألونَ عن عبادةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم،

(1) أخرجه البخاري في الصحيح 12/ 215، كتاب الديات (87)، باب من طلبَ دم امرئ بغير حق (9)، الحديث (6882).

(2)

أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 249، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)، الحديث (7280).

(3)

أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 249، كتاب الاعتصام (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)، الحديث (7281). ومحمد فرق بين الناس: روي مشددًا على صيغة الفعل [فَرَّقَ]، ومخفًا على المصدر [فَرَقٌ] كذا قاله الطيبي. وقال السيد جمال الدين: مصدر وصف به للمبالغة، أي فارق بين المؤمن والكافر والصالح والفاسق (القاري، المرقاة 1/ 181).

ص: 151

فلما أُخبِرُوا بها كانهم تقالُّوها، فقالوا: أين نحنُ مِنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقد غَفَرَ اللَّه لهُ ما تقدَّمَ مِنْ ذنبهِ وما تأخر. فقال أحدُهم: أمّا أنا فأُصلِّي الليلَ أبدًا. وقال الآخر: أنا أصومُ النهارَ ولا أُفطِرْ. وقال الآخر: أنا أعتزلُ النِّساءَ فلا أتزوَّج أبدًا. فجاءَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: أنتمُ الذين قُلتمْ كذا وكذا؟ أما واللَّه إني لأخشاكم للَّه وأتقاكم له، لكنِّى أصومُ وأفطِرْ، وأُصلِّي وأَرقُدْ، وأتزوجُ النساء، فمنْ رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ مِنِّي" (1).

107 -

وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"ما بالُ أقوامٍ يتنزَّهُونَ عنِ الشيءِ أصنَعُهُ، فواللَّه إنِّي لأعلَمهُمْ باللَّه وأشدُّهُم له خَشْية"(2).

108 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أنَّتم أعلمُ بأمرِ دُنياكُم، إِذا (3) أمرتُكُمْ بشيءٍ منْ أمرِ دينكُمْ فخُذُوا بهِ"(4)[رواه رافع بن خَديج](5).

(1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 104، كتاب النكاح (67)، باب الترغيب في النكاح (1)، الحديث (5063). ومسلم في الصحيح 2/ 1020، كتاب النكاح (16)، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة (1)، الحديث (5/ 1401). وعند عبد الرزاق أن الرهط الثلاثة هم: علي بن أبي طالب، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وعثمان بن مظعون. والرهط في اللغة: من ثلاثة الى عشرة.

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 513، كتاب الأدب (78)، باب من لم يواجه الناس بالعتاب (72)، الحديث (6101). ومسلم في الصحيح 4/ 1829، كتاب الفضائل (43)، باب علمه رضي الله عنه باللَّه تعالى وشدة خشيته (35)، الحديث (127/ 2356) و (128/ 2356). واللفظ للبخاري.

(3)

العبارة في المطبوعة: (فإذا) وما أثبتناه من المخطوطة وهو الموافق للفظ مسلم.

(4)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1835 - 1836 كتاب الفضائل (43)، باب وجوب ما قاله صلى الله عليه وسلم شرعًا (38)، الحديث (140/ 2362) دون لفظة:"أنتم أعلم بأمر دنياكم"، فإنها من حديث أنس رضي الله عنه، أخرجه مسلم في المصدر نفسه، الحديث (141/ 2363).

(5)

ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من مخطوطة برلين.

ص: 152

109 -

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّما مَثَلي ومَثَلُ ما بَعَثني اللَّه به كمثلِ رجُلٍ أتى قومًا فقال: يا قوم إنِّي رأيتُ الجيشَ بعَينَيَّ، وإنِّي أنا النَّذيرُ العُريانُ فالنَّجاءَ النَّجاءَ. فأطاعَهُ طائفةٌ مِنْ قومهِ فأدلجوا فانطلَقُوا على مَهَلِهِمْ فَنَجَوا، وكذَّبتْ طائفةٌ منهم فاصبحوا مكانَهُمْ فصبحَهُمُ الجيشُ فأهلكَهُمْ واجتاحَهُمْ. فذلك مثلُ من أطاعَني فاتَّبعَ ما جئتُ بهِ مِنَ الحقِّ، ومَثَلُ مَنْ عصاني وكذَّب بما جئت بهِ مِنَ الحقِّ"(1).

110 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:[إنّما](2) مَثَلي كمثَلِ رجلٍ استوقدَ نارًا، فلمّا أضاءتْ ماحولها جعلَ الفراشُ وهذهِ الدوابُّ التي تقعُ في النَّارِ يقعنَ فيها، وجعلَ يحجُزُهُنَّ ويغلِبْنَهُ فيقتَحمنَ فيها. قال: فذلكَ مَثَلي ومَثَلُكم، أنا آخذٌ بحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ هلمَّ عنِ النّارِ هلمَّ عنِ النَّارِ فتغلِبوني تقحَّمُون فيها" (3).

111 -

وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "مثلُ ما بعثَني اللَّه بهِ منَ الهُدَى والعلمِ كمثلِ الغَيْثِ الكثيرِ أصابَ أرضًا، فكانتْ منها طائفة طيبة قَبِلتِ الماءَ فأنبتتِ الكلأ والعُشْبَ الكثيرَ وكانتْ منها أجادبُ أمسكتِ الماءَ فنفعَ اللَّه بها الناسَ فشرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعوا وأصابَ منها طائفة أُخرى إنّما هيَ قِيعان لا تُمسكُ ماءً ولا تُنبتُ كلأ. فذلكَ مثلُ مَنْ فَقهَ في دينِ اللَّه ونفعَهُ اللَّه

(1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 250، كتاب الاعتصام (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)، الحديث (7283). ومسلم في الصحيح 4/ 1788، كتاب الفضائل (43)، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته (6)، الحديث (16/ 2283). والعُريان من التعري. ضرَب النبيّ صلى الله عليه وسلم لنفسه ولما جاء به مثلًا بذلك لما أبداه من الخوارق والمعجزات الدالة على القطع بِصِدْقِهِ تقريبًا لأفهام المخاطبين بما يألفونه.

(2)

ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو في لفظ البخاري.

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 316، كتاب الرقاق (81)، باب الانتهاء عن المعاصي (26)، الحديث (6483). ومسلم في الصحيح 4/ 1789، كتاب الفضائل (43)، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته (6)، الحديث (18/ 2284).

ص: 153

بما بعثني بهِ فعلمَ وعَلَّم. ومثلُ مَنْ لمْ يرفعْ بذلكَ رأسًا ولم يقبلْ هُدَى اللَّه الذي أُرسِلْتُ بهِ" (1) رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

112 -

وقالت عائشة رضي الله عنها: "تلا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} (2) الآية. قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فإذا رأيتِ الذينَ يَتّبعون ما تشابهَ منه، فأولئكَ الذينَ سمَّى اللَّه، فاحذَروهم"(3).

113 -

وقال عبد اللَّه بن عمرو (4) رضي الله عنهما: "هجَّرْتُ إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فسمعَ صوتَ رَجلينِ اختلفا في آيةٍ فخرجَ يُعرفُ في وجههِ الغضبُ، فقال: إنما هلكَ مَنْ كانَ قبلكُمْ باختلافِهِمْ في الكتابِ"(5).

114 -

وقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتُكُمْ فإنّما هلكَ مَنْ كان قبلَكُمْ بكثرةِ سُؤالهمْ واختلافِهِمْ على أنبيائهِمْ فإذا أمرتُكُمْ

(1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 175، كتاب العلم (3)، باب فضل من علِمَ وعلَّم (20)، الحديث (79). ومسلم في الصحيح 4/ 1787 - 1788، كتاب الفضائل (43)، باب بيان مثل ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم (5)، الحديث (15/ 2282).

(2)

سورة آل عمران (3)، الآية (7).

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 259، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة آل عمران (3)، باب {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} (1)، الحديث (4547). ومسلم في الصحيح 53/ 204، كتاب العلم (47)، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن (1)، الحديث (1/ 2665). واللفظ للبخاري.

(4)

وردت في المطبوعة: (عبد اللَّه بن عمر)، وهو خطأ.

(5)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2053، كتاب العلم (47)، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن (1)، الحديث (2/ 2666). وهجّرت: أتيت في الهاجرة أي الظهيرة (القاري، المرقاة 1/ 189).

ص: 154

بشيءٍ فأتُوا منهُ ما استطعتُمْ وإذا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شيءٍ فَدَعُوه" (1) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

115 -

وقال: "إنّ أعظمَ المسلمينَ في المسلمينَ جرْمًا، مَنْ سألَ عَنْ شيءٍ لمْ يحرمْ فَحُرِّمَ من أجلِ مسألتِه"(2) رواه سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه.

116 -

وقال: "يكونُ في آخرِ الزمانِ دجَّالونَ كذَّابونَ، يأْتُونكُمْ مِنَ الأحاديثِ بما لمْ تسمعُوا أنتمْ ولا آباؤكم، فإيّاكُمْ وإيّاهُمْ، لا يُضلُّونكمْ ولا يفتِنُونَكُمْ"(3) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

117 -

وقال: "لا تُصدِّقوا أهلَ الكتابِ ولا تُكذِّبوهم، و {قُولُوا آمَنَّا باللَّه وما أُنْزِلَ إلَيْنا وما أنْزِلَ} (4) الآية"(5) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

118 -

وقال: "كفَى بالمرءِ كَذِبًا أَنْ يُحدِّثَ بكلِّ ما سَمِعَ"(6) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

(1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 251،كتاب الاعتصام (96)، باب الاقتداء بسنن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)، الحديث (7288). ومسلم في الصحيح 2/ 975، كتاب الحج (15)، باب فرض الحج مرة في العمر (73)، الحديث (412/ 1337)، وهذا لفظه.

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 264، كتاب الاعتصام (96)، باب ما يُكرَه من كثرة السؤال (3)، الحديث (7289). ومسلم في الصحيح 4/ 1831، كتاب الفضائل (43)، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه (37)، الحديث (132/ 2358).

(3)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 12، المقدمة، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها (4)، الحديث (7/ 7).

(4)

سورة البقرة (2)، الآية (136).

(5)

أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 516، كتاب التوحيد (97)، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها (51)، الحديث (7542).

(6)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 10، المقدمة، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع (3)، الحديث (5/ 5).

ص: 155

119 -

وقال: "ما مِنْ نبيٍّ بعثَهُ اللَّه في أُمَّتهِ قبلي إلّا كان لهُ مِنْ أُمّتهِ حوارِيُّونَ وأصحابٌ يأخذونَ بسنّتهِ ويقتدُونَ بأمرهِ. ثمّ إنّها تخلُفُ منْ بعدِهم خُلوفٌ يقولونَ ما لا يفعلون، ويفعلونَ ما لا يُؤمَرُون، فمنْ جاهدَهُمْ بيدِه فهوَ مؤمنٌ، ومَن جاهدَهُمْ بلسانهِ فهوَ مُؤمنٌ، ومَنْ جاهدَهُمْ بقلبهِ فهوَ مُؤمنٌ، ليسَ وراءَ ذلكَ منَ الإِيمانِ حبَّة خَرْدَلٍ"(1) رواه ابن مسعود رضي الله عنه.

120 -

وقال: "لا يزالُ من أُمتي أُمة قائمة بأمرِ اللَّه لا يضرُّهم مَنْ خذلَهُمْ ولا مَنْ خالَفَهُمْ حتى يأتيَ أمرُ اللَّه وهم على ذلك"(2) رواه معاوية رضي الله عنه.

121 -

وقال: "لا تزالُ طائفة مِنْ أُمّتي يُقاتِلُونَ على الحقِّ، ظاهرينَ إلى يومِ القيامةِ"(3) رواه جابر رضي الله عنه.

122 -

وقال: "مَنْ دعا إلى هُدًى كان لهُ مِنَ الأجرِ مثلَ أُجورِ منْ تَبِعَهُ لا ينقُصُ ذلكَ مِنْ أُجورِهِمْ شيئًا، ومَنْ دعا إلى ضلالةٍ كان عليهِ مِنَ الإِثمِ مثلَ آثامِ مَنْ تبعهُ لا ينقصُ ذلكَ مِنْ آثامهِمْ شيئًا"(4).

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 70، كتاب الإيمان (1)، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان (20)، الحديث (80/ 50).

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 632، كتاب المناقب (61)، باب (28)، الحديث (3641)، وفي 13/ 442، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى:{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ} [النحل (16) الآيه (40)](29)، الحديث (7460). ومسلم في الصحيح 3/ 1524، كتاب الإمارة (33)، باب قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. . . "(53)، الحديث (174/ 1037).

(3)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 137، كتاب الإيمان (1)، باب نزول عيسى بن مريم. . . (71)، الحديث (247/ 156)، وفي 3/ 1524، كتاب الإمارة (33)، باب قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي. . . "(53)، الحديث (173/ 1923).

(4)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2060، كتاب العلم (47)، باب من سن سنة حسنة أو سيئة (6)، الحديث (16/ 2674). وقد صرح البغوي براوي هذا الحديث أنه أبو هريرة رضي الله عنه بعد حديثين.

ص: 156

123 -

وقال: "بدأَ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأَ، فطوبَى للغُرباءِ"(1).

124 -

وقال: إنَّ الإيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المدينةِ كما تَأْرِزُ الحيَّةُ إلى جُحْرِها" (2) روى هذه الأحاديث الثلاثة أبو هريرة رضي الله عنه.

مِنَ الحِسَان:

125 -

عن رَبيعة الجُرَشي رضي الله عنه أنه قال: "أُتيَ نبيُّ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقيل له: لِتنمْ عينُك، ولْتسمعْ أذُنُك، ولْيَعقِلْ قلبُك. قال: فنامتْ عَيْني، وسمعَتْ أُذُني، وعَقلَ قلبي. قال: فقيل لي: سيّدٌ بَنى دارًا، فصنَعَ [فيها] (3) مأدُبةً وأرسلَ داعيًا، فمنْ أجابَ الداعيَ دخلَ الدارَ وأكلَ من المأدُبة ورضيَ عنهُ السيّدُ، ومَنْ لمْ يُجبِ الداعيَ لمْ يدخلِ الدارَ ولمْ يأكل من المأدُبة وسخطَ عليه السيّد. قال: فاللَّه السيّدُ، ومحمدٌ الداعي، والدارُ الإِسلامُ والمأدبةُ الجنّة"(4).

(1) أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 1/ 130، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (65)، الحديث (232/ 145)، وقد صرّح البغوي باسم أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث (124) الآتي.

(2)

متفق عليه، أخرجه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري في الصحيح 4/ 93، كتاب فضائل المدينة (29)، باب الايمان يأرز إلى المدينة (6)، الحديث (1876). ومسلم في الصحيح 1/ 131، كتاب الإيمان (1) باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (65)، الحديث (233/ 147). ويأرز: أي ينضم ويجتمع (ابن حجر، فتح الباري 4/ 93).

(3)

ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس في المخطوطة ولا عند الدارمي.

(4)

أخرجه الدارمي في السنن 1/ 7، المقدمة، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب قبل مبعثه. وربيعة: هو ابن عمرو الجرشي، مختلف في صحبته، قتل يوم مرج راهط سنة أربع وستين، وكان فقيهًا، وثقه الدارقطني وغيره. (الحافظ ابن حجر، تقريب =

ص: 157

126 -

عن أبي رافِعٍ رضي الله عنه، أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا أُلفِيَنَّ أحدَكُمْ متكئًا على أريكتِه يأتيه الأمرُ مِنْ أمري مما أُمِرتُ به أو نُهيتُ عنه، فيقول: لا أدري، ما وجدنا في كتابِ اللَّه اتَّبعناه"(1).

127 -

عن المقدام بن مَعْد يكرِب رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ألا إنّي أُوتيتُ القرآنَ ومثلَهُ معهُ، ألا يوشكُ رجل شبعانُ على أريكتهِ يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه مِنْ حلالٍ فأحلُّوه، وما وجدتمْ فيهِ مِنْ حرامٍ فحرِّمُوه، وإنما حرّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما حرّم اللَّه، ألا لا يحلُّ لكم الحمارُ الأهليّ، ولا كلُّ ذي نابٍ من السِّباع، ولا لُقَطَةُ مُعاهِدٍ إلّا أن يستغني عنها صاحبُها، ومنْ نزلَ بقومٍ فعليهم أن يَقْرُوه، فإنْ لم يَقْرُوه فله أنْ يعَقِّبَهُمْ بمثلِ قَراه"(2).

= التهذيب 1/ 247. والقاري، المرقاة 1/ 193). وقد تصحفت في الأصل المطبوع الى ربيعة بن طلحة الجرشي.

(1)

أخرجه: أحمد في المسند 6/ 8، في مسند أبي رافع رضي الله عنه. وأبو داود في السنن 5/ 12، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنة (6)، الحديث (4605). والترمذي في السنن 5/ 37، كتاب العلم (42)، باب ما نُهيَ عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم (10)، الحديث (2663)، وقال:(هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 6 - 7، المقدمة، باب تعظيم حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)، الحديث (13). والحاكم في المستدرك 1/ 108 - 109، كتاب العلم، وقال:(صحيح على شرط الشيخين) وأقرة الذهبي قوله: (لا ألفينّ) أي لا أجد وألقى.

(2)

أخرجه: أحمد في المسند 4/ 130 - 131، في مسند المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه. والدارمي في السنن 1/ 114، المقدمة، باب السنة قاضية على كتاب اللَّه. وأبو داود في السنن 5/ 10 - 12، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنة (6)، الحديث (4604). والترمذي في السنن 5/ 38، كتاب العلم (42)، باب ما نُهيَ عنه أن يقال عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم (10)، الحديث (2664)، وقال:(هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وابن ماجه في السنن 1/ 6، المقدمة، باب تعظيم حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (2)، الحديث (12). ويَقْرُوه: أي يضيفوه.

ص: 158

128 -

عن العِرْباض بن سارية رضي الله عنه قال: "قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: أيحسبُ أحدُكُمْ مُتكئًا على أريكتهِ يظنُّ أنّ اللَّه لمْ يُحرِّمْ شيئًا إلا ما في هذا القرآن، ألا وإنّي واللَّه قد أمَرْتُ ووعَظتُ ونَهيتُ عن أشياءَ، إنّها لمثلُ القرآنِ أو أكثر، وإنَّ اللَّه لم يُحلَّ لكم أنْ تدخلُوا بُيوتَ أهلِ الكتابِ إلّا بإذنٍ، ولا ضربَ نسائهمْ، ولا أكلَ ثمارهمْ، إذا أعطَوكُمُ الذي (1) عليهم"(2).

129 -

وعن العِرْباض بن سارية قال: "وعظنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفتْ منها العُيونُ ووجِلَتْ منها القُلُوبُ، فقالَ قائلٌ: يا رسول [اللَّه] (3) كأنها موعظةُ مُودِّع فأوصِنا فقال: أُوصيكُمْ بتقوَى اللَّه والسَّمْعِ والطاعةِ وإنْ كانَ عِبدًا حبَشيًا، فإنهُ مَنْ يعِشْ منكُم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ، وإيَّاكُمْ ومُحدثات الأمورِ، فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضَلالة"(4).

(1) في المطبوعة زيادة (فرض) وليست عند أبي داود.

(2)

أخرجه أبو داود في السنن 3/ 436، كتاب الخراج والإمارة (14)، باب في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات (33)، الحديث (3050). قال المنذري في مختصر سنن أبي داود 4/ 255: في إسناده: أشعث بن شعبة المصيصي، وفيه مقال.

(3)

ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.

(4)

أخرجه: أحمد في المسند 4/ 126 - 127 في مسند العرباض بن سارية رضي الله عنه. والدارمي في السنن 1/ 44 - 45، المقدمة، باب اتباع السنة. وأبو داود في السنن 5/ 13 - 15، كتاب السنة (34)، باب في لزوم السنّة (6)، الحديث (4607). والترمذي في السنن 5/ 44، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (16)، الحديث (2676)، وقال:(هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 16، المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (6)، الحديث (43). قوله (بالنواجذ) أي الضواحك من الأسنان، وهي التي تبدو عند الضحك. ومعنى الحديث: أي تمسكوا بها كما يتمسّك العاض بجميع أضراسه.

ص: 159

130 -

وعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال: "خطَّ لنا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم خطًّا، ثم قال: هذا سبيلُ اللَّه. ثمّ خطَّ خطوطًا عن يمينهِ وعن شمالهِ، وقال: هذه سُبُلٌ، على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يَدعو إليه. وقرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} (1) الآية"(2).

131 -

عن عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"لا يؤمنُ أحدُكُمْ حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ بهِ"(3).

132 -

مَنْ أَحيا سُنَّةً مِنْ سُنَّتي قدْ أُميتَتْ بعدي، فإنَّ لهُ منَ الأجرِ مثل أجور مَنْ عملَ بها مِنْ غيرِ أنْ ينقصَ مِنْ أجورهِمْ شيئًا، ومنِ ابتدعَ بِدعةَ ضلالةٍ لا يرضاها اللَّه ورسولُه كان عليهِ من الإِثمِ مثلُ آثامِ منْ عملَ بها لا ينقُصُ ذلكَ منْ أوزارِهمْ شيئًا" (4) رواه بلال بن الحارث المزني.

(1) سورة الأنعام (6)، الآية (153).

(2)

أخرجه: أحمد في المسند 1/ 435، 465، في مسند عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه. والدارمي في السنن 1/ 67، المقدمة، باب في كراهية أخذ الرأي. والنسائي في "السنن الكبرى" على ما ذكره المزي في تحفة الأشراف 7/ 25، الترجمة (9215) و 7/ 49، الترجمة (9281).

(3)

عزاه الهندي في كنز العمال 1/ 217، الكتاب الأول في الإِيمان والإسلام، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، للحكيم الترمذي وأبي نصر السجزي في الإبانة، وقال -السجزي-:(حسن غريب). وأخرجه بسنده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/ 469، في ترجمة أحمد بن محمد الاسفراييني، رقم (2239). والبغوي في شرح السنة 1/ 212 - 213، كتاب الإيمان، باب رد البدع والأهواء، الحديث (104). وأورده النووي في "الأربعين النووية" الحديث (41)، وقال:(حديث صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح).

(4)

أخرجه: الترمذي في السنن 5/ 45، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (16)، الحديث (2677) وقال:(هذا حديث حسن). وابن ماجه في السنن 1/ 76، المقدمة، باب من أحيا سنة قد أميتت (15)، الحديث (210). والحديث ليس من رواية بلال بن الحارث، بل هو عند الترمذي موجه إليه من حديث =

ص: 160

133 -

وقال: "إنَّ الدِّينَ ليَأرِزُ إلى الحجازِ كما تأرِزُ الحيّةُ إلى جُحْرِها، ولَيَعْقِلَنَّ الدِّينَ منَ الحجازِ معقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأسِ الجبلِ، إنَّ الدينَ بدأَ غريبًا ويرجعُ غريبًا، فطوبى للغرباءِ الذينَ يُصلحونَ ما أفسدَ الناسُ منْ بعدي منْ سُنَّتي"(1) رواه كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف بن زيد بن مِلْحَة عن أبيه، عن جده.

134 -

وقال صلى الله عليه وسلم: "لَيَأْتِيَنَّ على أُمَّتي كما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النَّعْل بالنَّعلِ حتَّى إنْ كان منهمْ مَنْ أتى أمَّهُ علانيةً لكانَ في أُمَّتي منْ يصنعُ ذلك، وإنّ بني إسرائيلَ تفرَّقتْ على ثِنتيْنِ وسَبعينَ مِلَّةً، وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ مِلَّةً، كلُّهمْ في النَّارِ إلا مِلَّةً واحدةً، قالوا: مَنْ هيَ يا رسولَ اللَّه؟ قال: ما أنا عليهِ وأصحابي"(2) رواه عبد اللَّه بن عمرو رضي الله عنهما.

135 -

وفي رواية معاوية: "واحدة في الجنّة وهي الجماعة، وإنه سيخرجُ في أُمَّتي قومٌ تتجارى بهم تلك الأهواءُ كما يَتَجارَى الكَلَبُ بصاحبهِ، لا يبقى منهُ عِرْقٌ ولا مَفْصِلٌ إلّا دخَله"(3).

= كثير بن عبد اللَّه بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث: "اعلم. قال: ما أعلم يا رسول اللَّه؟ قال: اعلم يا بلال. قال: ما أعلم يا رسول اللَّه؟ قال: أنه من أحيا سنة. . . ". وعند ابن ماجه من حديث كثير عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحيا سنة. . . ".

(1)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 18، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا (13)، الحديث (2630)، وقال:(هذا حديث حسن صحيح). والأُرْوِيّة: الأنثى من المَعِز الجبلي (القاري، المرقاة 1/ 203). ويأرز: أي ينضم إليها ويجتمع بعضه الى بعض (البغوي، شرح السنة 1/ 120، كتاب الإيمان، باب الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ).

(2)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 26، كتاب الإيمان (41)، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (18)، الحديث (2641)، وقال: هذا حديث مفسر غريب.

(3)

أخرجه: أحمد في المسند 4/ 102، في مسند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

ص: 161

136 -

وقال: "لا تجتمعُ هذه الأمة -أو قال أمة محمد- على ضلالةٍ، ويدُ اللَّه على الجماعةِ، ومَنْ شَذَّ شذَّ في النَّارِ"(1)[رواه ابن عمر وأنس](2).

137 -

ويروى عن ابن عمر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"اتَّبعوا السَّوادَ الأعظمَ، فإنه مَنْ شذَّ شذَّ في النَّارِ"(3).

138 -

وعن أنس رضي الله عنه قال: "قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا بُنيَّ إنْ قدرْتَ أن تُصبحَ وتمسيَ ليسَ في قلبكَ غِشٌّ لِأحدٍ فافعلْ. ثم قال: يا بُنَي وذلكَ مِنْ سنَّتي، ومَنْ أحبَّ (4) سُنَّتي فقد أحبَّني، ومَنْ أحبَّني كانَ معي في الجنَّة"(5).

= وأبو داود في السنن 5/ 5 - 6، كتاب السُّنّة (34)، باب شرح السنّة (1)، الحديث (4597).

(1)

أخرجه: الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه في السنن 4/ 466، كتاب الفتن (34)، باب ما جاء في لزوم الجماعة (7)، الحديث (2167) ولفظه:". . . ويد اللَّه مع الجماعة. . . "، قال:(هذا حديث غريب من هذا الوجه)، وقال:(وتفسير الجماعة عند أهل العلم هم أهل الفقه والعلم والحديث). وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه في السنن 3/ 1302، كتاب الفتن (36)، باب السواد الأعظم (8)، الحديث (3950) ولفظه مقارب. في الزوائد: في إسناده أبو خلف الأعمى، واسمه حازم بن عطاء، وهو ضعيف، وقد جاء الحديث بطرق، في كلها نظر. قاله شيخنا العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي.

(2)

ما بين الحاصرتين من المطبوعة.

(3)

أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 115 - 116، كتاب العلم، باب من شذَّ شذَّ في النار.

قوله: (السواد الأعظم) أي الجماعة الكثيرة، والمراد ما عليه أكثر المسلمين.

(4)

كذا في المطبوعة، واللفظ في مخطوطة برلين:(ومن أحيا)، وكذا هو عند الترمذي.

(5)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 46، كتاب العلم (42)، باب ما جاء في الأخذ بالسنّة واجتناب البدع (16)، الحديث (2678) ولفظه:". . . ومن أحيا سُنتي. . . "، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

ص: 162

139 -

وقال: "مَنْ تمسَّكَ بسُنَّتي عندَ فسادِ أُمَّتي فلهُ أجرُ مائة شَهيد"(1) رواه أبو هريرة.

140 -

وعن جابر رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: حين أتاهُ عمرُ رضي الله عنه فقال: "إنّا نسمعُ أحاديثَ منْ يهود تُعجِبُنا، أَفَتَرى أنْ نكتبَ بعضَها. فقال: أَمُتَهَوِّكُونَ أنتم كما تهوَّكَتِ اليهودُ والنَّصارى، لقدْ جئتُكُمْ بها بيضاءَ نقيَّة، ولوْ كان موسى حيًا ما وَسِعَهُ إلَّا اتِّباعي"(2).

141 -

وعن أبي سعيد الخُدريّ رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"منْ أكلَ طيِّبًا، وعملَ في سُنَّةٍ، وأمِنَ النَّاسُ بوائقَهُ دخلَ الجنَّةَ، فقال رجل: يا رسولَ اللَّه، إن هذا اليومَ في الناسِ لكثيرٌ، قال: وسيكونُ في قرونٍ بعدي"(3).

(1) أخرجه بلفظ مقارب الطبراني في "الأوسط" على ما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 172، كتاب الإيمان، باب في اتباع الكتاب والسنة. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 200 من حديث عبد العزيز بن أبي راود، رقم (398). وبلفظه التام أخرجه ابن عدي عن ابن عباس رضي الله عنه في الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 739، في ترجمة الحسن بن قتيبة المدائني.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 3/ 387 في مسند جابر رضي الله عنه. وعزاه للبيهقي في "شعب الإيمان" الإمام التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 63، الحديث (177/ 38). وأمتهوِّكون: أي أمتحيّرون في دينكم.

(3)

أخرجه الترمذي في السنن 4/ 669، كتاب صفة القيامة (38)، باب (60)، الحديث (2520)، وقال:(هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه). والحاكم في المستدرك 4/ 104، كتاب الأطعمة، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرِّجاه) وأقرّه الذهبي. وفي سنده أبي بِشْر عن أبي وائل عن أبي سعيد، قال الترمذي في المصدر السابق: وسألت محمد بن اسماعيل [بخاري] عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث اسرائيل ولم يعرف اسم أبي بِشر. قوله (بَوَائِقَهُ) أي شروره.

ص: 163

142 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّكُمْ في زمانٍ مَنْ تركَ منكمْ عُشْرَ ما أُمِرَ بهِ هلكَ ثمَّ يأتي زمانٌ مَنْ عملَ منهمْ بعُشْرِ ما أُمِرَ بهِ نجا"(1)(غريب).

143 -

عن أبي أُمامة [الباهلي](2) رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما ضلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كانوا عليهِ إلّا أوتُوا الجَدَلَ، ثم قرأَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (3) "(4).

144 -

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"نزلَ القرآنُ على خمسةِ وجوهٍ: حلالٍ، وحَرامٍ، ومحكمٍ، ومُتشابهٍ، وأمثالٍ، فأحُلُّوا الحلالَ، وحرِّموا الحرامَ، واعمَلُوا بالمحكم، وآمِنوا بالمتشابه، واعتبروا بالأمثال"(5).

145 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الأمرُ ثلاثة: أمرٌ بَيِّنٌ رُشدُه فاتَبعْهُ، وأمرٌ بَيِّنٌ غيُّهُ فاجتنِبْهُ،

(1) أخرجه الترمذي في السنن 4/ 530، كتاب الفتن (34)، باب (79)، الحديث (2267)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حماد عن سفيان بن عُيينة.

(2)

ما بين الحاصرتين من المطبوعة.

(3)

سورة الزخرف (43)، الآية (58).

(4)

أخرجه: أحمد في المسند 5/ 252، 256، في مسند أبي أمامة رضي الله عنه. والترمذي في السنن 5/ 378 - 379، كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الزخرف (45)، الحديث (3253)، وقال:(حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 19، المقدمة، باب اجتناب البدع والجدل (7)، الحديث (48).

(5)

أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" ولفظه: "فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتبعوا المحكم" على ما ذكره الإمام التبريزي في مشكاة المصابيح 1/ 64، الحديث (182/ 43).

ص: 164

وأمرٌ اختُلِفَ فيه فكِلْه إلى اللَّه عز وجل" (1).

146 -

عن أنس رضي الله عنه أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا تُشدِّدوا على أنفسِكُم فيُشدِّدَ اللَّه عليْكُمْ، فإنَ قومًا شدَّدوا على أنفُسِهم فشدَّدَ [اللَّه] (2) عليهم، فتلكَ بقاياهُمْ في الصَّوامعِ والدِّيار {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} (3) "(4).

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 386 - 387، الحديث (10774) وفي أوله:"أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: إنما الأمور ثلاثة. . . ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 157، كتاب العلم، باب الأمور ثلاثة:(ورجاله موثقون).

(2)

ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة ولا المخطوطة، وقد أثبتناه من لفظ أبي داود.

(3)

سورة الحديد (57)، الآية (27).

(4)

أخرجه أبو داود في السنن 5/ 209 - 210، كتاب الأدب (35)، باب في الحسد (52)، الحديث (4904). وهذا الحديث مقدّم عند الخطيب التبريزي في المشكاة 1/ 64 وعند القاري في المرقاة 1/ 209 قبل حديثَيْن. و (الصوامع) جمع صومعة، وهي موضع عبادة الرهبان من النصارى.

ص: 165