المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌من أقوال العلماء في البغوي وكتابه

- ‌تمهيد

- ‌دراسة المصادر المعتمدة في التحقيق

- ‌مصادر البغوي في هذا الكتاب:

- ‌ما الفرق بين المصدر والمرجع

- ‌هل يعتبر كتاب مصابيح السنّة مصدرًا أم مرجعًا

- ‌أقسام مصادر التحقيق:

- ‌أولًا: مصادر الحديث الشريف

- ‌ثانيًا: المراجع الحديثية

- ‌1 - المراجع المتعلقة بكتاب "المصابيح

- ‌2 - المراجع الحديثية العامة:

- ‌ثالثًا: المعاجم والموسوعات

- ‌1 - معاجم الرجال:

- ‌2 - معاجم اللغة:

- ‌3 - فهارس الكتب والمكتبات:

- ‌ترجمة الإِمام البغوي

- ‌اسمه ونسبه وكنيته:

- ‌مولده ونشأته ورحلاته:

- ‌عائلته:

- ‌عقيدته ومذهبه الفقهي:

- ‌ثقافته ومكانته العلمية:

- ‌1 - التفسير

- ‌2 - الحديث الشريف:

- ‌3 - الفقه الشافعي:

- ‌4 - القراءات القرآنية:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌مصادر ترجمة الإمام البغوي

- ‌أهمية كتاب مصابيح السنّة توثيقه وتسميته، طبعاته، منهجه، شروحاته ومختصراته

- ‌توثيق نسبة الكتاب وتسميته

- ‌قيمة الكتاب ومنهج البغوي فيه

- ‌موارد البغوي في الكتاب:

- ‌لماذا جرّد البغوي أحاديث الكتاب من الأسانيد

- ‌ألفاظ أحاديث الكتاب:

- ‌تقسيم أحاديث الكتاب إلى صحاح وحسان:

- ‌انفراده باصطلاح الصحيح والحسن:

- ‌انتقاد العلماء لمنهج البغوي:

- ‌خطأ المستشرق "بروكلمان" في الكتاب:

- ‌بَيان الخطأ:

- ‌شروح الكتاب وتخريجاته

- ‌ مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي:

- ‌شروح مشكاة المصابيح

- ‌مختصرات مشكاة المصابيح

- ‌أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح

- ‌صورة السؤال

- ‌صورة الجواب

- ‌ الحديث الأول: حديث: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية

- ‌ الحديث الثاني: "القدرية مجوس هذه الأمة

- ‌ الحديث الثالث: حديث صلاة التساييح

- ‌ الحديث الرابع: حديث "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره

- ‌ الحديث الخامس: حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود

- ‌ الحديث السادس: "يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يجدون رائحة الجنة

- ‌ الحديث السابع: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يتبع حمامةً، فقال: شيطان يتبع شيطانًا" وفي رواية "شيطانة

- ‌ الحديث الثامن: "إذا كتب أحدكم كتابًا فَلْيَتَرَأَّبْهُ، فإنه أنجح للحاجة" ثم قال: (هذا منكر)

- ‌ الحديث التاسع: حديث "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه اللَّه ويبتليك

- ‌ الحديث العاشر: حديث "حبك الشيء يعمي ويصم

- ‌ الحديث الحادي عشر: حديث "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". غريب

- ‌ الحديث الثاني عشر: حديث "لا حكيم إلا ذو تجربة، ولا حليم إلا ذو عثرة

- ‌ الحديث الثالث عشر: حديث "المؤمن غرٌ كريم، والفاجر خبٌ لئيم

- ‌ الحديث الرابع عشر: حديث: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين

- ‌ الحديث الخامس عشر: حديث "إن الناس يمصرون أمصارًا

- ‌ الحديث السادس عشر: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليكَ يأكل معي هذا الطير

- ‌ الحديث السابع عشر: حديث "أنا دار الحكمة وعلي بابها

- ‌ الحديث الثامن عشر: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "يا على! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك

- ‌فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة على ترتيبها

- ‌منهج التحقيق والنُسَخُ الخطية للكتاب

- ‌النُسَخ الخطّيّة للكتاب:

- ‌النُسَخ المعتمدة في التحقيق:

- ‌سندنا بكتاب "مصابيح السنة

- ‌1 - كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الكبائر وعلامات النفاق

- ‌فصل في الوسوسة

- ‌3 - باب الإِيمان بالقدر

- ‌4 - باب إثبات عذاب القبر

- ‌5 - باب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة

- ‌2 - كِتَابُ العِلْمِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما يوجب الوضوء

- ‌3 - باب أدب الخلاء

- ‌4 - باب السواك

- ‌5 - باب سنن الوضوء

- ‌6 - باب الغسل

- ‌7 - باب مخالطة الجنب ما يباح له

- ‌8 - باب أحكام المياه

- ‌9 - باب تطهير النجاسات

- ‌10 - باب المسح على الخفين

- ‌11 - باب التيمم

- ‌12 - باب الغسل المسنون

- ‌13 - باب الحيض

- ‌14 - باب المستحاضة

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلاةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب المواقيت

- ‌3 - باب تعجيل الصلاة

- ‌فصل

- ‌4 - باب الأذان

- ‌5 - باب فضل الأذان وإجابة المؤذّن

- ‌فصل

- ‌6 - باب المساجد ومواضع الصلاة

- ‌7 - باب الستر

- ‌8 - باب السترة

- ‌9 - باب صفة الصلاة

- ‌10 - باب ما يقرأ بعد التكبير

- ‌11 - باب القراءة في الصلاة

- ‌12 - باب الركوع

- ‌13 - باب السجود وفضله

- ‌14 - باب التشهد

- ‌15 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها

- ‌16 - باب الدعاء في التشهد

- ‌17 - باب الذكر بعد الصلاة

- ‌18 - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

- ‌19 - باب سجود السهو

- ‌20 - باب سجود القرآن

- ‌21 - باب أوقات النهي

- ‌22 - باب الجماعة وفضلها

- ‌23 - باب تسوية الصف

- ‌24 - باب الموقف

- ‌25 - باب الإمامة

- ‌26 - باب ما على الإمام

- ‌27 - باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق

- ‌28 - باب من صلى صلاةً مرتين

- ‌29 - باب السنن وفضلها

- ‌30 - باب صلاة الليل

- ‌31 - باب ما يقول إذا قام من الليل

- ‌32 - باب التحريض على قيام الليل

- ‌33 - باب القصد في العمل

- ‌34 - باب الوتر

- ‌35 - باب القنوت

- ‌36 - باب قيام شهر رمضان

- ‌37 - باب صلاة الضحى

- ‌38 - باب التطوع

- ‌39 - باب صلاة التسبيح

- ‌40 - باب صلاة السفر

- ‌41 - باب الجمعة

- ‌42 - باب وجوبها

- ‌43 - باب التنظيف والتبكير

- ‌44 - باب الخطبة والصلاة

- ‌45 - باب صلاة الخوف

- ‌46 - باب صلاة العيد

- ‌فصل في الأُضْحِيَة

- ‌47 - باب العتيرة

- ‌48 - باب صلاة الخسوف

- ‌فصل في سجود الشكر

- ‌49 - باب الاستسقاء

- ‌فصل

- ‌5 - كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌1 - باب عيادة المريض وثواب المرض

- ‌2 - باب تمنِّي الموت وذكره

- ‌3 - باب ما يقال عندَ من حَضَرَهُ الموتُ

- ‌4 - باب غسلِ الميت وتكفينه

- ‌5 - باب المشي بالجنازة والصلاة عليها

- ‌6 - باب دفن الميت

- ‌7 - باب البكاء على الميت

- ‌8 - باب زيارة القبور

الفصل: ‌[1 - باب]

‌1 - كِتَابُ الإِيمَانِ

[1 - باب]

مِنَ الصِّحَاحِ:

1 -

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "بينما نحنُ عندَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذْ طلعَ علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشَّعرِ، لا يُرى عليهِ أثَرُ السفرِ، ولا يعرفُهُ منا أحدٌ، حتى جلسَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأسندَ رُكبتَيْه إلى رُكبتَيْهِ ووضَعَ يدَيْهِ على فخذَيْهِ، وقال: يا محمد أخبرني عن الإيمانِ، فقال: الإِيمانُ أنْ تُؤمنَ باللَّه وملائكتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليومِ الآخرِ، وتؤمِنَ بالقَدَرِ خيرهِ وشره، فقال: صدقتَ، قال: فأخبِرْني عن الإِسلام، قال: الإسلامُ أنْ تشهدَ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتحُجَّ البيتَ إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، قال: فأخبِرْني عن الإحسان، قال: الإِحسانُ أنْ تعبدَ اللَّه كَأنَّكَ تراهُ فإنْ لمْ تكُنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ، قال: فأخبِرْني عن السَّاعة، قال: ما المسؤولُ عنها بأعلمَ مِنَ السَّائلِ، قال: فأخبِرْني عن أماراتِها، قال: أنْ تلدَ الأمةُ ربَّتَها، وأنْ ترى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاءَ الشَّاءِ يتطاولونَ في البُنيانِ، قال: ثم انطلقَ فلبِثْتُ مليًا ثمّ قال لي: يا عمرُ أتدري مَنِ السَّائلُ؟ قلت: اللَّه ورسولُهُ أعلمُ، قال: فإنَّهُ جبريلُ أتاكُمْ يُعلِّمكم أمرَ

ص: 112

دينِكُم" (1). (2) ورواه أبو هريرة رضي الله عنه وفي روايته: "وأنْ ترَى الحُفاةَ العُراةَ [العالةَ](3) الصُّمَّ البُكْمَ مُلوكَ الأرض [في](4) خمسٍ لا يَعلمُهُنَّ إلَّا اللَّه {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} (5) الآية" (6).

2 -

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بُنيَ الإِسلامُ على خمس: شهادةِ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والحجِّ، وصَوْمِ رمضان"(7).

3 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"الإيمانُ بِضعٌ وسبعونَ شُعبةً، فأفضلُها قولُ لا إله إلّا اللَّه، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريقِ، والحياءُ شُعبة مِنَ الإيمانِ"(8).

(1) وفي مخطوطة برلين: (أمر دنياكم) وهو تصحيف.

(2)

والإِسلام والإِحسان (1)، الحديث (1/ 8)، وقوله:(أن تلد الأمة ربّتها) أي مالكها ومولاها، و (العالة): الفقراء.

(3)

ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وهو من النسخة المطبوعة وليس عند مسلم واللفظ له.

(4)

ساقطة من مخطوطة برلين، وهي عند البخاري ومسلم.

(5)

لقمان (31)، الآية (34).

(6)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 114، كتاب الإيمان (2)، باب سؤال جبريل النبيَّ صلى الله عليه وسلم (37)، الحديث (50). ومسلم في الصحيح 1/ 40، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان (1)، الحديث (7/ 10).

(7)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 49، كتاب الإيمان (2)، باب دعاؤكم إيمانكم (2)، الحديث (8). ومسلم في الصحيح 1/ 45، كتاب الإيمان (1)، باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام (5)، الحديث (21/ 45) واللفظ للبخاري.

(8)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 63، كتاب الإيمان (1)، باب بيان عدد شعب الإيمان (12)، الحديث (58/ 35) بلفظ:"الإيمان بضع وسبعون، أو بضع وستون شعبة. . . ". وأخرجه البخاري في الصحيح 1/ 51، كتاب الإيمان (2)، باب أمور الإيمان (3)، الحديث (9) ولفظه:"الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإِيمان".

ص: 113

4 -

[وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال](1)، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"المسلمُ مَنْ سلمَ المسلمون مِنْ لِسانِهِ ويدِهِ، والمهاجِرُ مَنْ هجرَ ما نهى اللَّه عنه"(2).

5 -

و"لا يُؤمِنُ أحدُكُمْ حتَّى أكون أحبَّ إليهِ مِنْ والدِهِ وولدِهِ والناس أجمعين"(3) رواه أنس رضي الله عنه.

6 -

وقال: "ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيهِ وجدَ حَلاوةَ الإيمانِ: مَنْ كانَ اللَّه ورسولُهُ أحَّب إليهِ ممَّا سِواهُما، ومَنْ (4) أحبَّ عبدًا لا يُحبُّهُ إلّا للَّه، ومنْ يكرهُ أنْ يعودَ في الكُفْر بعدَ إذْ أنقذَهُ اللَّه منهُ كما يكرهُ أنْ يُلقى في النَّارِ"(5) رواه أنس.

7 -

وقال: "ذاقَ طعْم الإيمانِ مَنْ رضي باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمَّدٍ رسولًا"(6) رواه العباس بن عبد المطلب.

(1) إسناد هذا الحديث موضوع بآخره في نسخة برلين.

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 53، كتاب الإيمان (2)، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده (4)، الحديث (10) واللفظ له. ومسبم في الصحيح 1/ 65، كتاب الإيمان (1)، باب بيان تفاضل الإسلام (14)، الحديث (64/ 40) دون قوله:"والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه".

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 58، كتاب الإيمان (2)، باب حُب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان (8)، الحديث (15). ومسلم في الصحيح 1/ 67، كتاب الإيمان (1)، باب وجوب محبة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين (16)، الحديث (70/ 44).

(4)

في مخطوطة برلين: (وروي) بدل (ومن) وهو تصحيف.

(5)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 72، كتاب الإيمان (2)، باب من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان (14)، الحديث (21). ومسلم في الصحيح 1/ 66، كتاب الإيمان (1)، باب بيان خصال من اتصف بهنّ وجد حلاوة الإِيمان (15)، الحديث (67/ 43) واللفظ للبخاري.

(6)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 62، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أنّ من رضي باللَّه ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولًا فهو مؤمن (11)، الحديث (56/ 34).

ص: 114

8 -

وقال: "والذي نفس محمدٍ بيدِهِ، لايسمعُ بي أحدٌ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ يموتُ ولمْ يُؤمِن بالذي أرْسِلْت بهِ، إلّا كانَ مِنْ أصحابِ النّار"(1) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

9 -

وقال: "ثلاثةٌ لهم أجرانِ: رجلٌ مِنْ أهلِ الكتابِ آمنَ بنبيِّهِ وآمنَ بمحمدٍ، والعبدُ المملوكُ إذا أدَّى حقَّ اللَّهِ وحقَّ مَواليهِ، ورجل كانتْ عندهُ أمَةٌ يَطؤها فأدَّبها فأحسنَ تأدِيبَها وعلَّمَها فأحسنَ تعليمَها، ثمّ أعتَقَها فتزوَّجَها، فلهُ أجران"(2) رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

10 -

وقال: "أمِرتُ أنْ أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يَشهدوا أنْ لا إله إلّا اللَّهَ وأنَّ محمَّدًا رسول اللَّه، ويُقيموا الصَّلاة، ويُؤتوا الزَّكاة، فإذا فَعَلوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُم وأموالَهُم إلَّا بحقِّ الإِسلام، وحسابُهم على اللَّه"(3) رواه ابن عمر رضي الله عنهما.

11 -

وقال: "مَنْ صَلَّى صلاتَنا، واستقبلَ قِبلتَنا، وأكلَ ذبيحتَنا، فذلكَ المسلمُ الذي لهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رسولهِ، فلا تخْفِروا اللَّهَ في ذِمَّتهِ"(4) رواه أنس رضي الله عنه.

(1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 134، كتاب الإيمان (1)، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس (70)، الحديث (240/ 153).

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 190، كتاب العلم (3)، باب تعليم الرجل أمته وأهله (31)، الحديث (97). ومسلم في الصحيح 1/ 134، كتاب الإِيمان (1)، باب وجوب الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس (70)، الحديث (241/ 154). واللفظ للبخاري دون قوله:"يطؤها".

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 75، كتاب الإيمان (2)، باب {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة:(9) الآية (5)] (17)، الحديث (25). ومسلم في الصحيح 1/ 53، كتاب الإِيمان (1)، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه (8)، الحديث (36/ 22). واللفظ للبخاري.

(4)

أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 496، كتاب الصلاة (8)، باب فضل استقبال القبلة (28)، الحديث (391). وقوله:(فلا تخفروا) أي لا تغدروا.

ص: 115

12 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أتى أعرابيٌّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: دُلَّني على عَملٍ إذا عملتُهُ دخلتُ الجنّةَ، قال: تعبدُ (1) اللَّهَ ولا تشركُ به شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ المكتوبةَ، وتُؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ، وتصومُ رمضانَ، قال [الأعرابيُّ] (2): والذي نفسي بيدِهِ لا أزيدُ على هذا، ولا أنقُصُ منه. فلما ولَّى قال النبي صلى الله عليه وسلم: مَنْ سرَّهُ أنْ ينظرَ إلى رجلٍ مِنْ أهلِ الجنةِ فلينظُرْ إلى هذا"(3).

13 -

وعن سُفيان بن عبد اللَّه الثقفي قال: "قلتُ: يا رسولَ اللَّه قُلْ لي في الإِسلامِ قولًا، لا أسألُ عنهُ أحدًا غيركَ، قال: قُلْ آمنتُ باللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ"(4).

14 -

وعن طلحة بن عُبيد اللَّه قال: "جاءَ رجلٌ من أهلِ نجدٍ ثائرُ الرأسِ، نسمعُ دَويَّ صوتهِ ولا نفقَهُ ما يقولُ، حتى دنا، فإذا هو يسألُ عنِ الإِسلام، فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: خمسُ صلواتٍ في اليومِ والليلةِ، فقال: هلْ عليَّ غيرهُنَّ؟ فقال: لا، إلّا أنْ تطوَّعَ. قال: وصيامُ شهرِ رمضانَ. قال: هلْ عليَّ غيرُه؟ قال: لا، إلّا أنْ تَطوَّعِ. [قال وذكرَ لهُ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الزَّكاةَ. فقالَ: هَلْ عليَّ غيرُها؟ فقال: لا إلّا أنْ تَطَوَّعَ] (5). قال: فأدبرَ الرجلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزيدُ على هذا

(1) في مخطوطة برلين: (أن تَعْبُدَ).

(2)

ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وليس عند البخاري ومسلم.

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 261، كتاب الزكاة (24)، باب وجوب الزكاة (1)، الحديث (1397). ومسلم في الصحيح 1/ 44، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الإِيمان الذي يدخل به الجنة (4)، الحديث (15/ 14).

(4)

أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 65، كتاب الإيمان (1)، باب جامع أوصاف الإِسلام (13)، الحديث (62/ 38).

(5)

ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة، وهو عند البخاري ومسلم.

ص: 116

ولا أنقُصُ منهُ. فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: أفلحَ الرجل إنْ صدقَ" (1).

15 -

وعن ابن عباس أنه قال: "إنَّ وفدَ عبدِ القيسِ لما أَتَوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: مَنِ القومُ -أو مَنْ الوفدُ؟ قالوا: ربيعةُ. قال: مرحبًا بالقوم -أو بالوفدِ- غيرَ خَزايا ولا نَدامَى. قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، إنّا لا نستطيعُ أن نأتيكَ إلّا في الشهر الحرام، وبيننا وبينكَ هذا الحيُّ من كُفارِ مُضَرَ، فمُرنا بأمرٍ فَصْلٍ نُخبرُ بهِ مَنْ وراءَنا وندخُلُ بهِ الجنَّة، وسألوهُ عنِ الأشربةِ، فأمرهُم بأربع ونهاهُمْ عن أربع: أمرهُمْ بالإِيمانِ باللَّهِ وحدَه، قال: أتدرونَ ما الإِيمانُ باللَّهِ وحده؟ قالوا: اللَّهُ ورسولهُ أعلمُ، قال: شهادةُ أنْ لا إله إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه، وإقامُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزكاةِ، وصيامُ رمضانَ، وأنْ تُعطوا من المَغْنم الخُمُسَ ونهاهُمْ عن أربَع: عنِ الحَنْتَمِ، والدُّبّاءِ، والنَّقيرِ، والمُزفَّت (2). وقال: احفظوهنَّ وأخبِروا بهنَّ مَنْ وراءَكم"(3).

(1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 106، كتاب الإيمان (2)، باب الزكاة من الإِسلام (34)، الحديث (46). ومسلم في الصحيح 1/ 40 - 41، كتاب الإيمان (1)، باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإِسلام (2)، الحديث (8/ 11). قوله:(ثائر الرأس) أي أن شعره متفرق من ترك الرفاهية.

(2)

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 1/ 134: (الحنتم: بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة من فوق، هي الجرة، كذا فسرها ابن عمر في صحيح مسلم، وله عن أبي هريرة: الحنتم الجرار الخضر، [مسلم، الصحيح 3/ 1577 - 1583، كتاب الأشربة (36)، باب النهي عن الانتباذ في المزفت والدباء والحنتم والنقير]، وروى الحربي في الغريب عن عطاء: أنها جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم. والدُّبّاء: بضم المهملة وتشديد الموحدة والمد، هو القرع، قال النووي: والمراد اليابس منه، وحكى القزاز فيه القصر. والنقير بفتح النون وكسر القاف: أصل النخلة ينقر فيتخذ منه وعاء. والمزفت بالزاي والفاء ما طلي بالزفت).

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 129، كتاب الإيمان (2)، باب أداء =

ص: 117

16 -

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وحوله عِصابةٌ من أصحابهِ:"بايعوني على أنْ لا تُشركوا باللَّهِ شيئًا، ولا تَسْرِقوا، ولا تَزْنوا، ولا تَقْتُلوا أولادَكم، ولا تأتوا ببُهتانٍ تفترونَهُ بينَ أيديكمْ وأرجُلِكُمْ، ولا تَعْصوا في مَعْروف، فمنْ وَفَى منكم فأجرُهُ على اللَّهِ، ومن أصابَ مِنْ ذلك شيئًا فعُوقبَ في الدُّنيا فهوَ كفارةٌ له، ومَنْ أصابَ مِنْ ذلك شيئًا ثمَّ سَتَرهُ اللَّه عليه فهُوَ إلى اللَّهِ، إنْ شاءَ عَفا عنهُ، وإنْ شاءَ عاقَبَهُ، فبايعناهُ على ذلك "(1).

17 -

وعن أبي سعيد الخُدريّ رضي الله عنه أنّه قال: "خرجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في أضحى -أو فطر- إلى المصلَّى، فمرَّ على النِّساءِ فقال: يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ، فإني أُريتُكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ، فقُلْنَ: وبمَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: تُكثِرْنَ اللَّعْنَ، وتكفُرْنَ العَشير، ما رأيت مِنْ ناقِصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذْهبَ لِلُبِّ الرجلِ الحازِم مِنْ إحداكنَّ. قلن: وما نُقصانُ دينِنا وعَقْلِنا يا رسولَ اللَّه؟ قال: أليسَ شهادة المرأةِ نصف (2) شهادةِ الرجل؟ قُلن: بلى. قال: فذلك من نُقصان عَقلِها. قال: أليسَ إذا حاضَتْ لم تُصَلِّ ولم تَصُمْ؟ قُلن: بلى. قال: فذلك من نُقصانِ دينِها"(3).

= الخمس من الإِيمان (40)، الحديث (53). ومسلم في الصحيح 1/ 47 - 48، كتاب الإيمان (1)، باب الأمر بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وشرائع الدين (6)، الحديث (24/ 17). واللفظ للبخاري.

(1)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 64، كتاب الإيمان (2)، باب "بايعوني على أن لا تشركوا باللَّه شيئًا"(11)، الحديث (18). ومسلم في الصحيح 3/ 1333، كتاب الحدود (29)، باب الحدود كفارات لأهلها (10)، الحديث (41/ 1709).

(2)

في مخطوطة برلين: (مثل نصف)، وهو لفظ البخاري.

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 405، كتاب الحيض (6)، باب ترك الحائض الصوم (6)، الحديث (304). ومسلم في الصحيح 1/ 87، كتاب الإِيمان (1)، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات (34)، الحديث (132/ 80).

ص: 118

18 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّه تبارك وتعالى: كذّبَني ابنُ آدمَ ولم يكنْ له ذلك، وشَتمني ولمْ يكنْ له ذلك. فأمّا تكذيبُهُ إيَّايَ، فقوله: لن يُعيدَني كما بدأني، وليسَ أولُ الخلق بأهونَ عليَّ من إعادتهِ. وأما شَتمُهُ إيايَ فقوله: اتَّخذَ اللَّهُ ولدًا وأنا الأَحدُ الصمدُ لم ألِدْ ولم أُولَد، ولم يَكُنْ لي كُفوًا أحد". وفي رواية: "فسبحاني أن أتَّخذ صاحبةً أو ولدًا"(1) رواه ابن عباس رضي الله عنهما.

19 -

وقال: "قال اللَّه تعالى: يؤذيني ابنُ آدمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وأنا الدَّهرُ، أُقَلِّبُ اللَّيلَ والنَّهار"(2). رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

20 -

وقال: "قال اللَّه تعالى: أنا أغنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّرْكِ، مَنْ عمِلَ عَملًا أشركَ فيه معِي غَيْري، تركتُهُ وشِرْكَهُ"(3) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

21 -

وقال: "قال اللَّه تعالى: الكِبرياءُ ردائي والعظمةُ إزاري، فمنْ نازَعَني واحدًا منهما أدخلتُهُ النَّار"(4) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.

(1) الحديث الذي ساقه المصنف أخرجه البخاري بلفظه عن أبي هريرة في الصحيح 8/ 739، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (112)، باب (1)، الحديث (4974)، دون ذكر الرواية الثانية. وبلفظ مقارب عن ابن عباس، أخرجه أيضًا في المصدر نفسه 8/ 168، تفسير سورة البقرة (2)، باب {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ} (8)، الحديث (4482).

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 574، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة الجاثية (45)، الحديث (4826). ومسلم في الصحيح 4/ 1762، كتاب الألفاظ من الأدب (40)، باب النهي عن سب الدهر (1)، الحديث (2/ 2246) واللفظ له.

(3)

أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2289، كتاب الزهد والرقائق (53)، باب من أشرك في عمله غير اللَّه (وفي نسخة: باب تحريم الرياء) (5)، الحديث (46/ 2985).

(4)

أخرجه بلفظه: أحمد في المسند 2/ 248، 414 في مسند أبي هريرة رضي الله عنه.

وأبو داود في السنن 4/ 350، كتاب اللباس (26)، باب ما جاء في الكبر (29)، =

ص: 119

22 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أحدٌ أصبرُ على أذًى يسمعه مِنَ اللَّه تعالى، يَدَّعونَ له الولد ثم يُعافيهم ويرزُقهم"(1) رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.

23 -

وعن مُعاذ رضي الله عنه قال: "كنت رِدْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على حمارٍ ما بيني وبينُه إلّا مُؤْخِرَةُ الرَّحْلِ فقال: يا معاذُ هلْ تدري ما حقُّ اللَّه على عبادِه؟ وما حقُّ العِبادِ على اللَّه؟ قلتُ: اللَّهُ ورسولُه أعلم. قال: فإنَ حَقَّ اللَّهِ على عبادِهِ أنْ يعبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحقُّ العبادِ على اللَّهِ أنْ لا يُعذَبَ مَنْ لا يُشركُ بهِ شيئًا. فقلت: يا رسول اللَّه، أفلا أبَشِّر به الناسَ؟ قال: لا، فَيتَّكِلُوا"(2).

24 -

وقال: "ما مِنْ أحدٍ يشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه وأنَّ محمدًا رسولُ اللَّه صِدْقًا مِنْ قلبهِ إلَّا حرَّمهُ اللَّهُ على النَّارِ"(3) رواه معاذ.

= الحديث (4090). وابن ماجه في السنن 2/ 1397، كتاب الزهد (37)، باب البراءة من الكبر والتواضع (16)، الحديث (4174). بينما هو بمعناه عند مسلم في الصحيح 4/ 2023، كتاب البر والصلة (45)، باب تحريم الكبر (38)، الحديث (136/ 2620).

(1)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 13/ 360، كتاب التوحيد (97)، باب قول اللَّه تعالى {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:(51) الآية (58)] (3)، الحديث 7378). ومسلم في الصحيح 4/ 2160، كتاب صفات المنافقين (50)، باب لا أحد أصبر على أذى من اللَّه عز وجل (9)، الحديث (4/ 28049) واللفظ للبخاري.

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 58، كتاب الجهاد (56)، باب اسم الفرس والحمار (46)، الحديث (2856)، وفي 10/ 397 - 398، كتاب اللباس (77)، باب إرداف الرجل خلف الرجل (101)، الحديث (5967). ومسلم في الصحيح 1/ 58، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (48/ 30)(49/ 30). قوله (رِدْفَ) أي راكبًا خلفه.

(3)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 1/ 226، كتاب العلم (3)، باب من خصّ =

ص: 120

25 -

وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال:"أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وعليه ثوبٌ أبيضُ، وهو نائم، ثم أتيتُه وقد استيقظَ، فقال: ما مِنْ عبدٍ قال لا إله إلا اللَّهُ ثم ماتَ على ذلك إلّا دخلَ الجنَّة. قلتُ: وإنْ زَنى وإن سَرق؟ قال: وإنْ زَنى وإنْ سَرق. قلت: وإنْ زنى وإنْ سَرق؟ قال: وإنْ زَنى وإنْ سَرق. قلت: وإنْ زَنى وإن سرق؟ قال: وإنْ زنَى وإنْ سَرق على رَغْم أنفِ أبي ذر. وكان أبو ذر إذا حدَّث بهذا الحديث قال: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذَر"(1).

26 -

وعن عُبادة بن الصّامت رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"من شهدَ أنْ لا إله إلّا اللَّهُ وحدهُ لا شريكَ له وأنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُه، وأنَّ عيسى عبدُ اللَّهِ ورسولُه وابنُ أمَتِه وكلمتهُ ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منه، والجنةُ حقٌّ والنارُ حقٌّ، أدخلَهُ اللَّهُ الجنةَ على ما كانَ منَ العمل"(2).

27 -

وقال عمرو بن العاص: "أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلت له: ابْسُطْ يمينكَ فلَأبايعْكَ، فبسطَ يمينَهُ، فقبضْتُ يدي، فقال: ما لَكَ

= بالعلم قومًا دون قوم كراهية أن لا يفهموا (49)، الحديث (128). ومسلم في الصحيح 1/ 61، كتاب الإيمان (1)، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (53/ 32). واللفظ للبخاري.

(1)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 10/ 283، كتاب اللباس (77)، باب الثياب البيض (24)، الحديث (5827). ومسلم في الصحيح 1/ 95، كتاب الإيمان (1)، باب من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة ومن مات مشركًا دخل النار (40)، الحديث (154/ 94). واللفظ للبخاري.

(2)

متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 474، كتاب الأنبياء (60)، باب قوله:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء (4) الآية (171)](47)، الحديث (3435). ومسلم في الصحيح 1/ 57، كتاب الإِيمان (1)، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (10)، الحديث (46/ 28).

ص: 121

يا عمرو؟ قلتُ: أردتُ أنْ أشترطَ. قال: تشترطُ ماذا؟ قلت: أنْ يُغفرَ لي. قال: أما علمتَ يا عمرو أنَّ الإسلامَ يهدِمُ ما كانَ قبلَهُ، وأنَّ هجرةَ تهدِمُ ما كانَ قبلَها، وأنَّ الحجَّ يهدمُ ما كان قبلَهُ. [فبايعتُه على ذلك](1) " (2).

مِنَ الحِسَان:

28 -

عن معاذ رضي الله عنه قال: "قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أخبِرني بعملٍ يُدخلُني الجنَّة ويُباعدُني من النار، قال: لقد سألتَ عن عظيمٍ وإنّه ليسيرٌ على مَنْ يسَّره اللَّهُ عليه: تعبُدُ اللَّه ولا تشركُ بهِ شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ وتحج البيتَ، ثم قال: ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ: الصَّومُ جُنَّة، والصَّدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئ الماءُ النارَ وصلاةُ الرجلِ في جوفِ الليلِ، ثمّ تلا: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ {يَعْمَلُونَ} (3) ثم قال: [ألا] (4) أُخبرك برأسِ الأمرِ وعمودِهِ وذِرْوةِ سنامِهِ، قلتُ: بلى يا رسولَ اللَّه، قال: رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُهُ الصلاةُ، وذِروة سنامِهِ الجهادُ. ثم قال: ألا أُخبركَ بملاكِ ذلك كلِّه، قلت: بلى يا نبيَّ اللَّه. فأخذَ بلِسانِه وقال: كُفَّ عليكَ هذا. فقلتُ: يا نبيَّ اللَّه، إنّا لَمُؤاخذون بما نتكلَّمُ به؟ قال: ثكلتْكَ أُمُّك يا معاذُ، وهلْ يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجُوهِهِمْ، أو على مناخِرِهم، إلّا حصائدُ ألسنتهِمِ"(5).

(1) ما بين الحاصرتين ساقط من مخطوطة برلين، وهو من المطبوعة، وليس عند مسلم.

(2)

هو من حديث مطول أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 112، كتاب الإيمان (1)، باب كون الإِسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج (54)، الحديث (192/ 121).

(3)

السجدة (32)، الآيتان (16 - 17).

(4)

من المطبوعة، وهي عند الترمذي.

(5)

أخرجه: أحمد في المسند 5/ 231 في مسند معاذ بن جبل رضي الله عنه. والترمذي في السنن 5/ 11 - 12، كتاب الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة (8)، الحديث (2616) وقال:(هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 2/ 1314 - 1315، كتاب الفتن (36)، باب كف اللسان في الفتنة (12)، الحديث (3973). قوله:(جُنَّةٌ) أي وقاية. أي يقي صاحبه ما يؤذيه من الشهوات.

ص: 122