الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب الإِيمان بالقدر
مِنَ الصِّحَاحِ:
58 -
عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كتبَ اللَّه مقاديرَ الخلائقِ كلها قبلَ أنْ يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألْفَ سَنَةٍ. قال: وكان عرشُهُ على الماءِ"(1).
59 -
وقال: "كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ، حتى العجْزُ والكَيْسُ"(2) رواه عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
60 -
وقال: "احتجَّ آدمُ وموسى عند ربِّهِمَا فحجَّ آدمُ موسى، قال موسى: أنتَ آدمُ الذي خلقكَ اللَّه بيَدِهِ، ونفخَ فيكَ مِنْ روحِهِ، وأسجدَ لكَ ملائكتَهُ، وأسكنَكَ في جنَّتِهِ، ثمَّ أَهبَطْتَ النَّاسَ بخطيئَتِكَ إلى الأرضِ؟ فقال آدمُ: أنتَ موسى الذي اصطفاكَ اللَّه برسالَتِهِ وبكلامِهِ، وأعطاكَ الألواحَ فيها تِبْيَان كُلِّ شيءٍ، وقرَّبَكَ نَجيًّا، فَبِكَمْ وجدتَ اللَّه كتبَ التوراةَ قبلَ أنْ أُخْلَقَ؟ قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدمُ: فهلْ وجدْتَ فيها: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} (3) قال: نعم، قال أفتلُومُني على أنْ عَمِلْتُ عملًا كتبَهُ اللَّه عليَّ أَنْ أَعملَهُ قبلَ أنْ يخلُقَني بأربعينَ سنةً؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فحجَّ آدمُ موسى صلوات اللَّه عليهما"(4) [وفي رواية: "فقال موسى يا آدمُ أنتَ أبونا وأخرجتَنَا مِنَ الجنَّةِ، فقال آدمُ: يا موسى اصطفاكَ اللَّه بكلامِهِ وخَطَّ لَكَ
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2044، كتاب القدر (46)، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (2)، الحديث (16/ 2653).
(2)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2045، كتاب القدر (46)، باب كل شيء بقدر (4)، الحديث (18/ 2655). والكيس ضد العجز، وهو النشاط والحذق بالأمور.
(3)
سورة طه (20) الآية (121).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2043 - 2044، كتاب القدر (46)، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (2)، الحديث (15/ 2652).
التوراة بيدِهِ، تلومُني على أمرٍ قَدَّرَهُ اللَّه عليَّ قبل أَنْ يَخْلُقَنِي بأربعينَ سنة" (1) رواه أبو هريرة] (2).
61 -
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجمعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعينَ يومًا نطفةً، ثمّ يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثمّ يكونُ مُضغةً مثلَ ذلك، ثمّ يبعثُ اللَّه إليهِ ملَكًا بأربعِ كلماتٍ، فيكتُبُ اللَّه عملَهُ وأجلَهُ ورزقَهُ وشَقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفخُ فيهِ الرُّوحُ، وإن الرجلُ ليعملُ بعملِ أهلِ النّارِ حتى ما يكونُ بينهُ وبينها إلّا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ، فيعملُ بعملِ أهلِ الجنَّة فيدخل الجنة، وإنَّ الرجلَ ليعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتى ما يكونُ بينهُ وبينها إلّا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ فيعملُ بعمل أهل النّارِ فيدخل النارَ"(3) رواه ابن مسعود رضي الله عنه.
62 -
وقال: "إنَّ العبدَ ليعملُ عملَ أهلِ النّارِ وإنَّهُ مِنْ أَهْلِ الجنّةِ، ويعملُ عملَ أهلِ الجَنَّةِ وإنَّهُ مِنْ أَهْلِ النّارِ، وإنّما الأعمالُ بالخواتيم"(4). رواه سهل بن سعد الساعدي (5).
(1) متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 505، كتاب القدر (82)، باب تحاج آدم وموسى عند اللَّه (11)، الحديث (6614). ومسلم في الصحيح 4/ 2042، كتاب القدر (46)، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام (2)، الحديث (13/ 2652).
(2)
ما بين الحاصرتين من المطبوعة، وهو ساقط من مخطوطة برلين.
(3)
متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 6/ 303، كتاب بدء الخلق (59)، باب ذكر الملائكة (6)، الحديث (3208)، وفي 11/ 477، كتاب القدر (82)، باب (1)، الحديث (6594). ومسلم في الصحيح 4/ 2036، كتاب القدر (46)، باب كيفية الخلق الآدمي. . . (1)، الحديث (1/ 2643).
(4)
هو حديث مطول، متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 499، كتاب القدر (82)، باب العمل بالخواتيم (5)، الحديث (6607). ومسلم في الصحيح 1/ 106، كتاب الإيمان (1)، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه (47)، الحديث (179/ 112). واللفظ للبخاري.
(5)
وردت في المطبوعة: (ابن مسعود). والتصويب من مخطوطة برلين ومن مشكاة المصابيح =
63 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: "دُعِيَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى جنازةِ صَبِيٍّ من الأنصارِ، فقلتُ: طوبى لهذا، عُصفورٌ من عصافيرِ الجنّةِ، لمْ يعمل سُوءًا. قال: أو غير ذلك يا عائشة، إنّ اللَّه خلقَ الجنّةَ وخلقَ النّار، فخلقَ لهذه أهلًا، ولهذه أهلًا، خلقهم لهما وهم في أصلابِ آبائهِم"(1).
64 -
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلّا وقد كُتِبَ مقعدُهُ مِنَ النّارِ ومقعدُهُ منَ الجنّةِ. قالوا: يا رسولَ اللَّه أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا وندعُ العملَ؟ قال: لا، اعملوا فكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلِقَ له، أَمّا من كان من أهلِ السعادة فسَيُيسَّر لعمل السعادة، وأمّا من كان من أهل الشقاوة فسيُيسَّر لعملِ الشَّقاوةِ، ثمّ قرأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى} (2) الآية"(3) رواه علي بن أبي طالب.
65 -
وقال: "إنّ اللَّه كتبَ على ابنِ آدمَ حظَّهُ مِنَ الزِّنا، أدركَ ذلكَ لا محالة، فزنا العين النّظر، وزنِا اللِّسان المنطقُ (4)، والنَّفسُ تتمنّى وتشتهي،
= ومرقاة المفاتيح، وقد أخرج البخاري ومسلم الحديث عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.
(1)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2050، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6)، الحديث (31/ 2662). وقد ورد في المطبوعة من "المصابيح" عقب الحديث ما يلي:(رواه سهل بن سعد) والصواب حذفه من هذا الموضع -لأن الحديث من رواية عائشة- وإثباته في الحديث السابق. وطوبَى: اسم الجنة. وقيل: شجرة فيها.
(2)
سورة الليل (92) الآيتان (5 - 6).
(3)
متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 225، كتاب الجنائز (23)، باب موعظة المحدِّث عند القبر، وقعود أصحابه حوله (82)، الحديث (1362)، وفي 8/ 708 - 709، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، الأحاديث (4945 - 4949). ومسلم في الصحيح 4/ 2039، كتاب القدر (46)، باب كيفية الخلق الآدمي. . . (1)، الحديث (6/ 2647). واللفظ للبخاري.
(4)
كذا في المخطوطة والمطبوعة، واللفظ عند مسلم:(والنطق)، ولفظ الحديث له.
والفرج يُصدِّقُ ذلك أو (1) يُكَذِّبُه" (2) وفي رواية: "الأُذُنَانِ زِناهُما الاستماعُ، واليدُ زِناها البطْشُ، والرِّجلُ زِناها الخُطا" (3) رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
66 -
وعن عمران بن حُصيْن: "أنَّ رجلَيْنِ من مُزَيْنَةَ قالا: يا رسول اللَّه، أرأيتَ ما يعملُ الناسُ [اليومَ] (4)، ويكْدَحُونَ فيهِ، أشيءٌ قُضيَ عليهم ومضى فيهِم مِنْ قَدَرٍ سبقَ، أمْ فيما يُسْتَقْبَلُونَ. فقال: لا، بل شيءٌ قُضيَ عليهم ومضى فيهِم، وتصديقُ ذلكَ في كتابِ اللَّه عز وجل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (5) "(6).
67 -
وقال أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا أبا هريرةَ قد جَفَّ القلمُ بما أنتَ لاقٍ، فاختصِ على ذلكَ أو ذَر"(7).
68 -
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ قُلوبَ بني آدمَ كُلَّهَا بينَ إصبعينِ من أصابع الرَّحمنِ، كقلبٍ واحدٍ يُصرِّفهُ كيفَ يشاءُ. ثمّ قال
(1) في مخطوطة برلين: (ويكذبه)، وهو لفظ البخاري، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ مسلم.
(2)
متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 11/ 26، كتاب الاستئذان (79)، باب زنا الجوارح دون الفرج (12)، الحديث (6343). ومسلم في الصحيح 4/ 2046، كتاب القدر (46)، باب قُدّر على ابن آدم حظه من الزني وغيره (5)، الحديث (20/ 2657).
(3)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2047، كتاب القدر (46)، باب قدّر على ابن آدم حظه من الزني وغيره (5)، الحديث (21/ 2657).
(4)
ما بين الحاصرتين من صحيح مسلم.
(5)
سورة الشمس (91)، الآيتان (7 - 8).
(6)
أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2041 - 2042، كتاب القدر (46)، باب كيفية الخلق الآدمي، في بطن أمه (1)، الحديث (10/ 2650).
(7)
هذه شطرة من حديث. أخرجه: البخاري في الصحيح 9/ 117، كتاب النكاح (67)، باب ما يكره من التبتُّل والخِصاء (8)، الحديث (5076).
رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: اللَّهمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا على طاعَتِكَ" (1) رواهُ عبد اللَّه بن عمرو (2) رضي الله عنهما.
69 -
وعن أبي هريرة قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما مِنْ مَولودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطرَةِ، فأبواهُ يُهَوِّدانِهِ، أو يُنصِّرانِهِ أو يُمجِّسانِه، كما تُنْتَجُ البَهيمَة بَهيمةً جمعاء هل تُحِسُّونَ فيها مِنْ جَدعاءَ حتّى تكونُوا أنتمْ تَجدعونَها" ثم يقول (3): {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} (4) " (5).
70 -
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "قامَ فينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بخمسِ كلماتٍ، فقال: إنَّ اللَّه لا ينامُ ولا ينبغي له أَنْ ينامَ، يخفِضُ القِسْطَ ويرفعُهُ، يُرْفَعُ إليه عملُ الليلِ قبلَ عملِ النهارِ، وعملُ النهارِ قبلَ عَمَلِ الليلِ، حِجَابُهُ النُّورُ، لَو كَشَفَهُ لَأحْرَقَتْ
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2045، كتاب القدر (46)، باب تصريف اللَّه تعالى القلوب كيف شاء (3)، الحديث (17/ 2654).
(2)
تصحّف الاسم في المطبوعة إلى: (عبد اللَّه بن عمر).
(3)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/ 249، كتاب الجنائز (23)، باب ما قيل في أولاد المشركين (92):(ظاهره أنه من الحديث المرفوع، وليس كذلك، بل هو من كلام أبي هريرة أدرج في الخبر، بيّنه مسلم من طريق الزبيدي عن الزهري). ووقع التصريح بذلك في رواية البخاري من طريق يونس عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، أخرجه في كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يُصلى عليه.
(4)
سورة الروم (30)، الآية (30).
(5)
متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 219، كتاب الجنائز (23)، باب إذا أسلم الصبى فمات هل يُصلى عليه (79)، الحديث (1358) و (1359) وفي 8/ 512، كتاب التفسير، تفسير سورة الروم (30)، الحديث (4775)، وفي 11/ 493، كتاب القدر (82)، باب اللَّه أعلم بما كانوا عاملين (3)، الحديث (6599). ومسلم في الصحيح 4/ 2047، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6)، الحديث (22/ 2658). وقوله:(جمعاء) أي سليمة الأعضاء. و (الجَدْعاء): مقطوعة الأطراف.
سُبُحَاتُ وَجْهِهِ ما انتهى إليهِ بصرُهُ مِنْ خَلْقِهِ" (1).
71 -
وقال: "يَدُ اللَّه ملْأَى، لا تَغِيضُها نَفَقَةٌ سَحَّاءُ (2) الليلَ والنهارَ. أرأيتُمْ ما أنفقَ مُذْ خَلَقَ السماءَ والأرضَ، فإنه لم يَغِضْ ما في يَدِهِ، وكانَ عرشُهُ على الماءِ، وبيدِهِ الميزانُ يُخفِضُ ويَرْفَعُ"(3) رواه أبو هريرة رضي الله عنه. وفي رواية: "يمينُ الرَّحمنِ ملْأَى سحّاء"(4).
72 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سُئِلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عنْ ذَرَارِيِّ المشركينَ فقال: اللَّه أعلمُ بما كانوا عامِلين"(5).
مِنَ الحِسَان:
73 -
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن أوَّلَ ما خلقَ اللَّه تعالى القلمُ. فقال له: اكتُب، فقال: ما أكتب؟ قال: القدَر، ما كانَ وما هو كائنٌ إلى الأبد"(6). (غريب).
(1) أخرجه مسلم في الصحيح 1/ 161 - 162، كتاب الإيمان (1)، باب في قوله عليه السلام: إن اللَّه لا ينام. . . (79)، الحديث (293/ 179). أراد بالقسط القسم من الرزق الذي يصيب كلَّ مخلوق، وخفضه تقليله، ورفعه تكثيره.
(2)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 8/ 353: (لا يغيضها: بالغين المعجمة والضاد المعجمة الساقطة، أي: لا ينقصها، وسحّاء: بمهملتين مثقلًا ممدود، أي: دائمة).
(3)
أخرجه: البخاري في الصحيح 8/ 352، كتاب التفسير (65)، تفسير سورة هود (11)، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (2)، الحديث (4684).
(4)
أخرجه مسلم في الصحيح 2/ 691، كتاب الزكاة (12)، باب الحث على النفقة (11)، الحديث (36/ 993).
(5)
متفق عليه، أخرجه: البخاري في الصحيح 3/ 245، كتاب الجنائز (23)، باب ما قيل في أولاد المشركين (92)، الحديث (1384). ومسلم في الصحيح 4/ 2049، كتاب القدر (46)، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (6)، الحديث (26/ 2659). قوله:(ذراري) جمع ذرية، يعني أولادهم.
(6)
أخرجه الترمذي بلفظه، في السنن 4/ 458، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في الرضا بالقضاء (17)، الحديث (2155)، قال:(وهذا حديث غريب من هذا الوجه). وقد =
74 -
وسُئلَ عمرُ بن الخطاب عنْ هذِهِ الآية: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} (1) الآية. قال عمر: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يُسأَلُ عنها فقال: إنّ اللَّه خلقَ آدمَ، ثمّ مسحَ ظهرَهُ بيمينِهِ فاستخرَجَ منهُ ذُرِّيَّةً فقال: خلقْتُ هؤلاءِ للجنّةِ، وبعملِ أهل الجنّةِ يعملون، ثم مَسَحَ ظهرَهُ بيدِهِ فاستخرجَ منه ذُرِّيَّةً فقال: خلقْتُ هؤلاءِ للنّارِ وبعملِ أهلِ النّارِ يعملونَ. فقالَ رجلٌ: ففيمَ العملُ يا رسولَ اللَّه؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّه إذا خَلَقَ العَبْدَ للجنّةِ استعمَلَهُ بعملِ أهل الجنّةِ حتى يموتَ على عملٍ مِنْ أَعمالِ أهلِ الجنّةِ فيُدخِلُهُ بِهِ الجنّة، وإذا خلقَ العبدَ للنّارِ استعمَلَهُ بعملِ أهلِ النّارِ حتى يموتَ على عملٍ مِنْ أَعْمالِ أهلِ النّارِ فيُدخِلُهُ بِهِ النّار" (2).
= أخرجه أيضًا من هذا الوجه في السنن 5/ 424، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة ن"(67)، الحديث (3319) وقال:(هذا حديث حسن غريب). وله طرق أخرى عن عبادة بن الصامت، أخرجه: أحمد في المسند 5/ 317، في مسند عبادة بن الصامت رضي الله عنه. وأبو داود في السنن 5/ 76، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4700).
(1)
سورة الأعراف (7)، الآية (172).
(2)
أخرجه من طريق مسلم بن يسار الجهني: مالك في الموطأ 2/ 898 - 899، كتاب القدر (46)، باب النهي عن القول بالقدر (1)، الحديث (2). وأحمد في المسند 1/ 44 - 45، في مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأبو داود في السنن 5/ 79 - 80، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4703). والترمذي في السنن 5/ 266، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "ومن سورة الأعراف"(8)، الحديث (3075) وقال:(هذا حديث حسن). والنسائي في "السنن الكبرى" كما ذكره المِزي في تحفة الأشراف 8/ 113، الترجمة (10654). ولفظه عندهم:". . . عن مسلم بن يَسَار الجُهنيّ، أن عمر بن الخطاب سُئل. . . " قال الترمذي في المصدر السابق: (ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر. وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا). وقد أخرجه أبو داود في المصدر السابق، الحديث (4704)، في رواية بإسناد موصول: ". . . عن مسلم بن يسار، عن نُعيم بن ربيعة، قال: كنت عند عمر بن الخطاب، بهذا =
75 -
وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال:"خرجَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم وفي يديهِ كتابانِ، فقال للذي في يدهِ اليُمنى: هذا كتابٌ مِنْ رَبِّ العالمينَ فيهِ أسماءُ أهلِ الجنّةِ وأسماءُ آبائهمْ وقبائلهِمْ ثمَّ أُجْمِلَ على آخِرِهِمْ فلا يُزَادُ فيهمْ ولا يُنقَصُ منهمْ أبدًا، ثمّ قال للذي في شِمالِهِ: هذا كتابٌ من ربِّ العالمينَ فيهِ أسماءُ أهلِ النّارِ وأسماءُ آبائِهِمْ وقبائِلِهِمْ ثمّ أُجْمِلَ على آخِرِهِمْ فلا يُزَادُ فيهمْ ولا يُنْقَصُ منهمْ أبدًا. ثمّ قال (1) بيدَيْهِ فنبذَهُمَا، ثمّ قال: فرغَ ربُّكُمْ مِنَ العِباد {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} (2) "(3).
76 -
عن [ابن](4) أبي خِزامَةَ عنْ أبيه قال: "قلت: يا رسول اللَّه، أرأيتَ رُقًى نسترقيهَا ودواءً نتداوَى بهِ وتُقاةً نَتَّقيها، هلْ تُردُّ مِنْ قدرِ اللَّه شيئًا؟ قال:
= الحديث، وحديث مالك أتم"، يريد الحديث الذي ساقه المصنف. ونقل المنذري في نحتصر سنن أبي داود 7/ 73، عن أبي عمر بن عبد البر قوله:(ولكن معنى هذا الحديث قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه ثابتة كثيرة يطول ذكرها من حديث عمر بن الخطاب وغيره).
(1)
قال القاري في المرقاة 1/ 143: (ثم قال بيديه: أي أشار. العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، فتطلقه على غير الكلام واللسان فتقول قال بيده: أي أخذ، وقال برجله: أي مشى).
(2)
سورة الشورى (42)، الآية (7).
(3)
أخرجه: أحمد في المسند 2/ 167، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. والترمذي في السنن 4/ 449 - 450، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنة وأهل النار (8)، الحديث (2141)، قال:(وهذا حديث حسن غريب صحيح).
(4)
ساقطة من المخطوطة والمطبوعة، وقد تبع البغوي بإسقاطها الترمذي، والصواب إثباتها كما عند أحمد وابن ماجه، فالحديث يُروى عن الصابي أبي خزامة وليس عن أبيه، وهو بزاي قبلها كسرة، ابن يَعْمَرْ، بفتح التحتانية وسكون المهملة، السعديّ، أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم، يقال اسمه زيد بن الحارث ويقال الحارث، وكلاهما وَهْمٌ وهو صحابي له حديث في الرُّقى، وقلبه بعض الرواة (ابن حجر: تقريب التهذيب).
هيَ [أيضًا](1) مِنْ قَدَرِ اللَّه" (2).
77 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خَرَجَ علينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحنُ نتنازعُ في القَدَرِ فغضِبَ حتَّى احمَّر وجهُهُ فقال: أفبهذا أُمِرتُمْ أَمْ بهذا أُرْسِلْتُ إليكُمْ، إنّما هلكَ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ حينَ تنازَعُوا في هذا الأمرِ عَزَمْتُ عليكُمْ أنْ لا تنازَعُوا فيهِ"(3)(غريب).
78 -
عن أبي موسى رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إنَّ اللَّه خلقَ آدمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جميعِ الأرضِ، فجاءَ بَنُو آدمَ على قَدْرِ الأرضِ، منهمُ الأحمرُ، والأبيض، والأسودُ، وبينَ ذلكَ، والسَّهلُ، والحَزْنُ، والخبيثُ والطَّيِّبُ"(4).
(1) ما بين الحاصرتين من المطبوعة وهو ساقط من مخطوطة برلين، وليس عند الترمذي.
(2)
أخرجه: أحمد في المسند 3/ 421، في مسند ابن أبي خزامة رضي الله عنه. والتِّرمذي في السنن 4/ 399 - 400، كتاب الطب (29)، باب ما جاء في الرُّقى والأدوية (21)، الحديث (2065) وقال:(هذا حديث حسن صحيح). وابن ماجه 2/ 1137، كتاب الطب (31)، باب ما أنزل اللَّه داء إلا أنزل له شفاء (1)، الحديث (3437)، واللفظ للترمذي.
(3)
أخرجه الترمذي في السنن 4/ 443، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر (1)، الحديث (2133)، وقال:(وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المُرِّيِّ، وصالحٌ المُرِّيُّ له غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها). لكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، بمعنى حديث أبي هريرة، أخرجه: أحمد في المسند 2/ 178، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. وابن ماجه في السنن 1/ 33، القدمة، باب في القدر (10)، الحديث (85)، في الزوائد:(هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات)، عزمتُ: أي أقسمت أو أوجبت.
(4)
أخرجه: أحمد في المسند 4/ 400، 406 في مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وأبو داود في السنن 5/ 67، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4693). والتِّرمذي في السنن 5/ 204، كتاب تفسير القرآن (48)، باب "من سورة البقرة"(3)، الحديث (2955)، وقال:(هذا حديث حسن صحيح). الحَزْن: بفتح الحاء وسكون الزاي، أي الغليظ.
79 -
وعن عبد اللَّه (1) بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللَّه خلقَ خلقَهُ في ظُلْمَةٍ، فألقَى عليهِمْ مِنْ نُورِهِ، فمَنْ أصابَهُ مِنْ ذلكَ النُّورِ اهْتَدَى، ومَنْ أخطأهُ ضَلَّ، فلذلكَ أقولُ: جفَّ القلمُ على عِلمِ اللَّه"(2).
80 -
وقال أنس رضي الله عنه: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُكثرُ أنْ يقول: يا مُقلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دينكَ. فقلتُ: يا نبيَّ اللَّه آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فهلْ تخافُ علينا؟ قال: نعمْ، إنَّ القلوبَ بين أَصْبُعَيْنِ مِنْ أصابع اللَّه يُقَلِّبُهَا كيفَ يشاءُ"(3).
81 -
وقال: "مَثَلُ القلبِ كريشةٍ بأرضٍ فلاةٍ تقَلِّبُها (4) الرياحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ"(5) رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
82 -
عن علي رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا يُؤمنُ عبدٌ حتَّى يُؤمنَ بأربعٍ: يشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللَّه وأنِّي رسولُ اللَّه بعثَني بالحقِّ، ويؤمنُ بالموتِ وبالبعْثِ بعدَ الموتِ ويؤمنُ بالقَدَرِ"(6).
(1) تصحّف الاسم في المطبوعة إلى: (عبيد اللَّه)، والتصويب من أحمد والترمذي.
(2)
أخرجه: أحمد في المسند 2/ 176، 197، في مسند عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. والتِّرمذي في السنن 5/ 26، كتاب الإيمان (48)، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (18)، الحديث (2642)، وقال: هذا حديث حسن.
(3)
أخرجه: أحمد في المسند 3/ 112، 257، في مسند أنس بن مالك رضي الله عنه. والتِّرمذي في السنن 4/ 448، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن القلوب بين أُصبعي الرَّحمن (7)، الحديث (2140)، قال:(وهذا حديث حسن). وأخرجه مسلم من رواية عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، تقدم في الحديث (68).
(4)
في المطبوعة: (يقلّبها) بالياء، وهو في لفظٍ عند أحمد، وما أثبتناه لفظ الترمذي.
(5)
أخرجه: أحمد في المسند 4/ 408، 419 في مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وابن ماجه في السنن 1/ 34، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (88).
(6)
أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 452، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه (10)، الحديث (2145). وابن ماجه في السنن 1/ 32، المقدمة، باب في =
83 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي ليسَ لهما في الإِسلامِ نصيبٌ: المُرْجِئَةُ والقَدَرِيَّةُ"(1)(غريب).
84 -
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ اللَّه صلى
= القدر (10)، الحديث (81). والحاكم في المستدرك 1/ 32 - 33، كتاب الإيمان، باب لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع، وقال:(صحيح على شرط الشيخين) وأقره الذهبي. واللفظ للترمذي.
(1)
أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 454، كتاب القدر (33)، باب ما جاء في القدريّة (13)، الحديث (2149)، قال:(وهذا حديث غريب حسن صحيح). وابن ماجه في السنن 1/ 24، المقدمة، باب في الإيمان (9)، الحديث (62).
وهذا الحديث مما استخرجه أبو حفص عمر بن علي بن عمر القزويني من كتاب "المصابيح" وقال إنه موضوع. وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجوبته عن أحاديث "المصابيح" الحديث الأول (راجع صفحة 82 من مقدمتنا) فقال: (قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه، ومداره على نزار بن حبان عن عِكرمة عن ابن عباس، وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب). ونزار هذا، بكسر النون وتخفيف الزاي، وآخره راء، ضعيف عندهم، ورواه عنه ابنه علي بن نزار، وهو ضعيف، لكن تابعه القاسم بن حبيب. وإذا جاء الخبر من طريقين كل منهما ضعيف، قوي أحد الطرفين بالآخر، ومن ثمَّ حسَّنه الترمذي. ووجدنا له شاهدًا من حديث جابر، ومن طريق ابن عمر، ومن طريق معاذ وغيرهم، وأسانيدها ضعيفة، ولكن لم يوجد فيه علامة الوضع، إذ لا يلزم من نفي الإسلام عن الطائفتين إثبات كفر من قال بهذا الرأي، لأنه يحمل على نفي الإِيمان الكامل، أو المعنى أنه اعتقد اعتقاد الكافر، لإرادة المبالغة في التنفير من ذلك، لا حقيقة الكفر. وينصره أنه وصفهم بأنهم من أمته). انتهى كلام ابن حجر.
والمرجئة: من الإرجاء وهو التأخير، وهم فرقة يقولون: الأفعال كلها بتقدير اللَّه، وليس للعباد فيها اختيار، وأنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والقدرية هم الذين يقولون: الخير من اللَّه والشر من الإِنسان، وإن اللَّه لا يريد أفعال العُصاة. وسمّوا بذلك لأنهم أثبتوا للعبد قدرة توجد الفعل بانفرادها واستقلالها دون اللَّه تعالى، ونفوا أن تكون الأشياء بقدر اللَّه وقضائه.
اللَّه عليه وسلم يقول: "يكونُ في أُمَّتي خسف ومسخٌ وذلكَ في المكذِّبينَ بالقَدَرِ"(1).
85 -
وعنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"القَدَرِيَّة مجوسُ هذهِ الأُمَّة، إِنْ مَرِضُوا فلا تعودُوهم، وإنْ ماتُوا فلا تشهدُوهم"(2).
86 -
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا تُجالسوا أهلَ القدرِ ولا تفاتحوهم"(3).
(1) أخرجه: أحمد في المسند 2/ 108، في مسند عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما. وأبو داود في السنن 5/ 20 - 21، كتاب السُّنة (34)، باب لزوم السنة (7)، الحديث (4613). والترمذي في السنن 4/ 456، كتاب القدر (33)، باب (16)، الحديث (2152) واللفظ له.
(2)
أخرجه: أحمد في المسند 2/ 86، 125 من طريق عمر بن عبد اللَّه مولى غفرة عن عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنه. وأبو داود في السنن 5/ 66، كتاب السنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4691) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن ابن عمر، واللفظ له. والحاكم في المستدرك 1/ 85، كتاب الإيمان، باب القدرية مجوس هذه الأمة، وقال:(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر) ووافقه الذهبي. ومن رواية جابر، أخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 35، المقدمة، باب في القدر (10)، الحديث (92).
وهذا الحديث مما استخرجه الإمام القزويني من كتاب "المصابيح" وقال: إنه موضوع. وقد أجاب الحافظ ابن حجر عنه في أجويته عن أحاديث "المصابيح" الحديث الثاني (راجع ص 82 من مقدمتنا) فقال: (قلت: أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم [عن أبيه] عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الترمذي: (حسن)، وقال الحاكم بعد تخريجه:(صحيح الإسناد). قلت: ورجاله من رجال الصحيح، لكن في سماع أبي حازم هذا -واسمه سلمة بن دينار- عن ابن عمر نظر، وجزم المنذري [مختصر سنن أبي داود 7/ 58، الحديث (4526)] بأنه لم يسمع منه. وقال أبو الحسن بن القطان: (قد أدركه وكان معه بالمدينة، فهو متصل على رأي مسلم). قلت: وهذا الإسناد أقوى من الأول، وهو من شرط الحسن، ولعل مستند من أطلق عليه الوضع تسميتهم المجوس وهم مسلمون، وجوابه: أن المراد أنهم كالمجوس في إثبات فاعلين، لا في جميع معتقد المجوس، ومن ثم ساغت إضافتهم إلى هذه الأمة). انتهى كلام ابن حجر.
(3)
أخرجه: أحمد في المسند 1/ 30، في مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأبو داود في =
87 -
وعن عائشة رضي الله عنها قالت، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ستةٌ لعنتُهُمْ لعنَهُمُ (1) اللَّه وكلُّ نبيٍّ مجاب: الزائدُ في كتاب اللَّه، والمكذِّبُ بقدَرِ اللَّه، والمتسلِّطُ بالجبروتِ ليُعزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّه ويُذلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّه، والمستحِلُّ لحُرَمِ اللَّه، والمستحِلُّ منْ عِترتي ما حرَّمَ اللَّه، والتاركُ لسُنَّتي"(2).
88 -
عن مَطَرَ بن عُكامِس رضي الله عنه قال، قال رسول اللَّه صلى اللَّه علي وسلم:"إذا قضَى اللَّه لِعبدٍ أنْ يموتَ بأرضٍ جعلَ لَهُ إليها حاجةً"(3).
89 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قلت يا رسول اللَّه، ذَرَارِيُّ المؤمنين؟ قال مِنْ آبائهم. قلتُ: يا رسول اللَّه بلا عمل؟ قال: اللَّه أعلم بما كانوا عاملين. فقلتُ: وذرارِيُّ المشركين؟ قال: مِنْ آبائهم. قلتُ: [يا رسول اللَّه] (4)، بلا عمل؟ قال اللَّه أعلمُ بما كانوا عامِلين"(5).
= السنن 5/ 84، كتاب السُّنة (34)، باب في القدر (17)، الحديث (4710)، وفي 5/ 91، باب في ذرَارِيِّ المشركين (18)، الحديث (4720).
(1)
في مخطوطة برلين: (ولعنهم)، وما أثبتناه من المطبوعة، وهو الموافق للفظ الترمذي.
(2)
أخرجه: الترمذي في السنن 4/ 457، كتاب القدر (33)، باب (17)، الحديث (2154). والحاكم في المستدرك 1/ 36، كتاب الإيمان، باب ستة لعنهم اللَّه وكلُّ نبي مجاب. وقال:(صحيح الإِسناد ولا أعرف له علة) وأقره الذهبي. وعترة الرجل: أخصّ أقاربه. وعترة النبيّ صلى الله عليه وسلم: بنو عبد المطلب، وقيل: أهل بيته الأقربون وهم: أولاده، وعلي وأولاده.
(3)
أخرجه: أحمد في المسند 5/ 227، في مسند مطر بن عُكامِس رضي الله عنه. والترمذي في السنن 4/ 452 - 453، كتاب القدر (33)، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كُتب لها (11)، الحديث (2146)، قال:(وهذا حديث حسن غريب) واللفظ له. ثم أخرجه من حديث أبي عزَّة في المصدر نفسه، الحديث (2147) وقال:(هذا حديث صحيح).
(4)
ما بين الحاصرتين من المطبوعة وهو ساقط من مخطوط برلين، وليس عند أبي داود.
(5)
أخرجه أبو داود في السنن 5/ 85، كتاب السُّنة (33)، باب في ذراريِّ المشركين (18)، الحديث (4712).