المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌7 - باب البكاء على الميت - مصابيح السنة - جـ ١

[البغوي، أبو محمد]

فهرس الكتاب

- ‌من أقوال العلماء في البغوي وكتابه

- ‌تمهيد

- ‌دراسة المصادر المعتمدة في التحقيق

- ‌مصادر البغوي في هذا الكتاب:

- ‌ما الفرق بين المصدر والمرجع

- ‌هل يعتبر كتاب مصابيح السنّة مصدرًا أم مرجعًا

- ‌أقسام مصادر التحقيق:

- ‌أولًا: مصادر الحديث الشريف

- ‌ثانيًا: المراجع الحديثية

- ‌1 - المراجع المتعلقة بكتاب "المصابيح

- ‌2 - المراجع الحديثية العامة:

- ‌ثالثًا: المعاجم والموسوعات

- ‌1 - معاجم الرجال:

- ‌2 - معاجم اللغة:

- ‌3 - فهارس الكتب والمكتبات:

- ‌ترجمة الإِمام البغوي

- ‌اسمه ونسبه وكنيته:

- ‌مولده ونشأته ورحلاته:

- ‌عائلته:

- ‌عقيدته ومذهبه الفقهي:

- ‌ثقافته ومكانته العلمية:

- ‌1 - التفسير

- ‌2 - الحديث الشريف:

- ‌3 - الفقه الشافعي:

- ‌4 - القراءات القرآنية:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌مصادر ترجمة الإمام البغوي

- ‌أهمية كتاب مصابيح السنّة توثيقه وتسميته، طبعاته، منهجه، شروحاته ومختصراته

- ‌توثيق نسبة الكتاب وتسميته

- ‌قيمة الكتاب ومنهج البغوي فيه

- ‌موارد البغوي في الكتاب:

- ‌لماذا جرّد البغوي أحاديث الكتاب من الأسانيد

- ‌ألفاظ أحاديث الكتاب:

- ‌تقسيم أحاديث الكتاب إلى صحاح وحسان:

- ‌انفراده باصطلاح الصحيح والحسن:

- ‌انتقاد العلماء لمنهج البغوي:

- ‌خطأ المستشرق "بروكلمان" في الكتاب:

- ‌بَيان الخطأ:

- ‌شروح الكتاب وتخريجاته

- ‌ مشكاة المصابيح" للخطيب التبريزي:

- ‌شروح مشكاة المصابيح

- ‌مختصرات مشكاة المصابيح

- ‌أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح

- ‌صورة السؤال

- ‌صورة الجواب

- ‌ الحديث الأول: حديث: "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية

- ‌ الحديث الثاني: "القدرية مجوس هذه الأمة

- ‌ الحديث الثالث: حديث صلاة التساييح

- ‌ الحديث الرابع: حديث "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره

- ‌ الحديث الخامس: حديث: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود

- ‌ الحديث السادس: "يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام لا يجدون رائحة الجنة

- ‌ الحديث السابع: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يتبع حمامةً، فقال: شيطان يتبع شيطانًا" وفي رواية "شيطانة

- ‌ الحديث الثامن: "إذا كتب أحدكم كتابًا فَلْيَتَرَأَّبْهُ، فإنه أنجح للحاجة" ثم قال: (هذا منكر)

- ‌ الحديث التاسع: حديث "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه اللَّه ويبتليك

- ‌ الحديث العاشر: حديث "حبك الشيء يعمي ويصم

- ‌ الحديث الحادي عشر: حديث "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل". غريب

- ‌ الحديث الثاني عشر: حديث "لا حكيم إلا ذو تجربة، ولا حليم إلا ذو عثرة

- ‌ الحديث الثالث عشر: حديث "المؤمن غرٌ كريم، والفاجر خبٌ لئيم

- ‌ الحديث الرابع عشر: حديث: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين

- ‌ الحديث الخامس عشر: حديث "إن الناس يمصرون أمصارًا

- ‌ الحديث السادس عشر: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير، فقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليكَ يأكل معي هذا الطير

- ‌ الحديث السابع عشر: حديث "أنا دار الحكمة وعلي بابها

- ‌ الحديث الثامن عشر: حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "يا على! لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك

- ‌فصل في تلخيص من أخرج هذه الأحاديث من الأئمة الستة في كتبهم المشهورة على ترتيبها

- ‌منهج التحقيق والنُسَخُ الخطية للكتاب

- ‌النُسَخ الخطّيّة للكتاب:

- ‌النُسَخ المعتمدة في التحقيق:

- ‌سندنا بكتاب "مصابيح السنة

- ‌1 - كِتَابُ الإِيمَانِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب الكبائر وعلامات النفاق

- ‌فصل في الوسوسة

- ‌3 - باب الإِيمان بالقدر

- ‌4 - باب إثبات عذاب القبر

- ‌5 - باب الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة

- ‌2 - كِتَابُ العِلْمِ

- ‌[1 - باب]

- ‌3 - كتاب الطهارة

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب ما يوجب الوضوء

- ‌3 - باب أدب الخلاء

- ‌4 - باب السواك

- ‌5 - باب سنن الوضوء

- ‌6 - باب الغسل

- ‌7 - باب مخالطة الجنب ما يباح له

- ‌8 - باب أحكام المياه

- ‌9 - باب تطهير النجاسات

- ‌10 - باب المسح على الخفين

- ‌11 - باب التيمم

- ‌12 - باب الغسل المسنون

- ‌13 - باب الحيض

- ‌14 - باب المستحاضة

- ‌4 - كِتَابُ الصَّلاةِ

- ‌[1 - باب]

- ‌2 - باب المواقيت

- ‌3 - باب تعجيل الصلاة

- ‌فصل

- ‌4 - باب الأذان

- ‌5 - باب فضل الأذان وإجابة المؤذّن

- ‌فصل

- ‌6 - باب المساجد ومواضع الصلاة

- ‌7 - باب الستر

- ‌8 - باب السترة

- ‌9 - باب صفة الصلاة

- ‌10 - باب ما يقرأ بعد التكبير

- ‌11 - باب القراءة في الصلاة

- ‌12 - باب الركوع

- ‌13 - باب السجود وفضله

- ‌14 - باب التشهد

- ‌15 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها

- ‌16 - باب الدعاء في التشهد

- ‌17 - باب الذكر بعد الصلاة

- ‌18 - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه

- ‌19 - باب سجود السهو

- ‌20 - باب سجود القرآن

- ‌21 - باب أوقات النهي

- ‌22 - باب الجماعة وفضلها

- ‌23 - باب تسوية الصف

- ‌24 - باب الموقف

- ‌25 - باب الإمامة

- ‌26 - باب ما على الإمام

- ‌27 - باب ما على المأموم من المتابعة وحكم المسبوق

- ‌28 - باب من صلى صلاةً مرتين

- ‌29 - باب السنن وفضلها

- ‌30 - باب صلاة الليل

- ‌31 - باب ما يقول إذا قام من الليل

- ‌32 - باب التحريض على قيام الليل

- ‌33 - باب القصد في العمل

- ‌34 - باب الوتر

- ‌35 - باب القنوت

- ‌36 - باب قيام شهر رمضان

- ‌37 - باب صلاة الضحى

- ‌38 - باب التطوع

- ‌39 - باب صلاة التسبيح

- ‌40 - باب صلاة السفر

- ‌41 - باب الجمعة

- ‌42 - باب وجوبها

- ‌43 - باب التنظيف والتبكير

- ‌44 - باب الخطبة والصلاة

- ‌45 - باب صلاة الخوف

- ‌46 - باب صلاة العيد

- ‌فصل في الأُضْحِيَة

- ‌47 - باب العتيرة

- ‌48 - باب صلاة الخسوف

- ‌فصل في سجود الشكر

- ‌49 - باب الاستسقاء

- ‌فصل

- ‌5 - كِتَابُ الجَنَائِزِ

- ‌1 - باب عيادة المريض وثواب المرض

- ‌2 - باب تمنِّي الموت وذكره

- ‌3 - باب ما يقال عندَ من حَضَرَهُ الموتُ

- ‌4 - باب غسلِ الميت وتكفينه

- ‌5 - باب المشي بالجنازة والصلاة عليها

- ‌6 - باب دفن الميت

- ‌7 - باب البكاء على الميت

- ‌8 - باب زيارة القبور

الفصل: ‌7 - باب البكاء على الميت

1219 -

وقال البَرَاءُ بن عازبٍ رضي الله عنه: "خَرَجْنَا مع رَسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم في جنازةٍ فوجدْنا القبرَ لم يُلْحَدْ فجلسَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مستقبَلَ القِبْلَةِ وجلسْنا معَه"(1)

1220 -

وعن عائشةَ رضي الله عنها، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"كَسْرُ عظمِ الميتِ ككسرهِ حيًّا"(2).

‌7 - باب البكاء على الميت

مِنَ الصِّحَاحِ:

1221 -

قال أنس رضي الله عنه: "دخلنا معَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم على أبي سيفٍ القَيْنِ (3) -وكان ظِئرًا (4) لإبراهيمَ- فأخذَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إبراهيمَ فَقَبَّلَهُ وشمَّه، ثمَّ دخلنا عليهِ بعدَ ذلكَ

(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 287 ضمن مسند البراء بن عازب رضي الله عنه، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 546 كتاب الجنائز (15)، باب الجلوس عند القبر (68)، الحديث (3212)، وأخرجه النسائي في المجتبى من السنن 4/ 78 كتاب الجنائز (21)، باب الوقوف للجنائز (81)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 494 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في الجلوس في المقابر (37)، الحديث (1549).

(2)

أخرجه مالك في الموطأ 1/ 238 كتاب الجنائز (16)، باب ما جاء في الاختفاء (15)، الحديث (45)، وأخرجه أحمد في المسند 6/ 168 - 169 ضمن مسند عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وأخرجه أبو داود في السنن 3/ 543 - 544 كتاب الجنائز (15)، باب في الحفَّار يجد العظم. . . (64)، الحديث (3207)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 516 كتاب الجنائز (6)، باب النهي عن كسر عظام الميت (63)، الحديث (1616)، وأخرجه ابن حبان، ذكره الهيثمي في موارد الظمآن، ص 196 كتاب الجنائز (6)، باب فيمن آذى ميتًا (32)، الحديث (776).

(3)

ذكره ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 99 وقال: (أبو سيف القَيْن، بفتح القاف وسكون المثناة التحتانية بعدها نون، وهو الحداد، كان من الأنصار وهو زوج أم سيف مرضعة إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم) وذكر اسمه وهو: البراء بن أوس.

(4)

الظِئْرُ: الرجل الحاضن (الفيومي، المصباح المنير: 388).

ص: 561

وإبراهيمُ يجودُ بنفسه، فجعلَتْ عينا رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فقالَ له عبدُ الرحمن بنُ عوفٍ: وأنتَ يا رسولَ اللَّه [تبكي](1)؟ فقالَ: يا ابنَ عوفٍ إنها رحمةٌ، ثمَّ أَتْبَعَها بأُخرى فقال: إن العينَ تدمعُ، والقلبُ يحزنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربَّنا، وانا لفِراقِكَ يا إبراهيم لَمَحْزُونون" (2).

1222 -

وقال أُسامة بن زيد: "أَرْسَلَتْ ابنةُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إليه: إن ابنًا لي قُبضَ فأْتِنَا، فأرسلَ يُقْرِئُ السلامَ ويقولُ: إن للَّهِ ما أَخَذَ وله ما أَعْطَى، وكلُّ [شيءٍ] (3) عندَه بأجلٍ مسمَّى، فلتصبرْ ولتحتسبْ، فأَرْسَلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه ليأتيَّنها، فقامَ ومعَه سعدُ بنُ عبادَةَ، [ومعاذُ بن جبلٍ، وأبيُّ بن كعبٍ، وزيدُ بن ثابتٍ] (4)، ورجالٌ، فَرُفِعَ إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم الصبيُّ ونفسُه تَتَقَعْقَعُ، ففاضَتْ عيناهُ، فقال سعدٌ: يا رسولَ اللَّه ما هذا؟ قال: هذه رحمةً جعلَها اللَّهُ في قلوبِ عبادِهِ: وإنَّما يرحمُ اللَّهُ من عبادِه الرحماءَ"(5).

(1) ليست في مخطوطة برلين. ولا عند البخاري، واللفظ له.

(2)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 172 - 173 كتاب الجنائز (23)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"إنا بك لَمَحزونون". . . (43)، الحديث (1303)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 1807 - 1808 كتاب الفضائل (43)، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال. . . (15)، الحديث (62/ 2315).

(3)

ليست في مخطوطة برلين، ولا عند البخاري، وهي في لفظ مسلم.

(4)

ليست في مخطوطة برلين، ولا عند مسلم، وهي عند البخاري.

(5)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 150 - 151 كتاب الجنائز (23)، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يُعذب الميت ببعض بكاء أهلِه عليه. . . " (32)، الحديث (1284)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 635 - 636 كتاب الجنائز (11)، باب البكاء على الميت (6)، الحديث (11/ 923)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 385 في معنى تتقعقع:(أي تضطرب وتتحرك، ولا تثبت علي حالة واحدة)، وقال ابن حجر في فتح الباري 3/ 156 في بيان ابنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم:(لكنَّ الصواب في حديث الباب أن المرسِّلة زينب، وأن الولد صَبِيِّة كما ثبت في مسند أحمد. . .).

ص: 562

1223 -

وقال عبدُ اللَّه بنُ عمرَ: "اشتَكَى سعدُ بن عُبادَةَ شَكْوى، فأَتَاهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودُهُ مع عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ، وسعدِ بن أبي وقَّاص، وعبد اللَّه بن مسعودٍ رضي الله عنهم، فلما دخلَ وجدَه في غاشِيةٍ، فبَكَى النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فلما رَأَى القومُ بكاءَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بَكَوا، فقال: ألا تَسْمَعون! إن اللَّه لا يُعَذِّبُ بدمعِ العينِ، ولا بحُزْنِ القلبِ، ولكن يعذِّبُ بهذا -وأشار إلى لسانِهِ- أو يرحمُ، وإن الميتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليه"(1).

1224 -

وقال: "ليسَ منا مَن ضربَ الخدودَ، وشَقَّ الجيوبَ، ودعا بدعوَى الجاهليةِ"(2).

1225 -

وقال: "أنَّا بريءٌ ممن حَلَقَ وسَلَقَ وخَرَقَ"(3).

(1) متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 175 كتاب الجنائز (23)، باب البكاء عند المريض (44)، الحديث (1304)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 636 كتاب الجنائز (11)، باب البكاء على الميت (6)، الحديث (12/ 924).

(2)

متفق عليه، من رواية عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 163 كتاب الجنائز (23)، باب ليس منا من شق الجيوب (35)، الحديث (1294)، وأخرجه مسلم في الصحيح 1/ 99 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم ضرب الخدود. . . (44)، الحديث (165/ 103).

(3)

متفق عليه من رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 165 - معلقًا- فقال:(قال الحكم بن موسى. . .) كتاب الجنائز (23)، باب ما يُنهَى عن الحلقِ عند المصيبة (37)، الحديث (1296)، وأخرجه مسلم في الصحيح -متصلًا- 1/ 100 كتاب الإيمان (1)، باب تحريم ضرب الخدود. . . (44)، الحديث (167/ 104)، وقال ابن حجر مبيِّنًا التعليق في رواية البخاري في فتح الباري 3/ 165:(الصواب رواية الجماعة بصيغة التعليق، وقد وصله مسلم في "صحيحه" فقال: "حدثنا الحكم بن موسى"). وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 387: (حَلَقَ: أي شعر رأسه لأجل المصيبة، وسلق. . .، أي رفع صوته بالبكاء والنوح، أو قال ما لا يجوز شرعًا، وقيل: الصلق، واللطم، والخدش. وخرق: بالتخفيف أي قطع ثوبه بالمصيبة).

ص: 563

1226 -

وقال: "أربعٌ في أُمَّتي من أمرِ الجاهليةِ لايَتْرُكُونَهن: الفخرُ في الأحسابِ، والطَّعنُ في الأنسابِ، والاستسقاءُ بالنجوم، والنِّياحةُ، وقال: النائحةُ إذا لم تَتُبْ قبلَ موتها، تقامُ يومَ القيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرَانٍ ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ"(1).

1227 -

وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "مرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ تبكي عندَ قبرٍ فقال: اتقي اللَّهَ وأصْبِري، فقالت: إليكَ عَنِّي فإنك لم تُصَبْ بمصيبَتي -ولم تعرفه- فقيلَ لها: إنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاتَتْ بابَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَلَمْ تَجِدْ عندَه بَوَّابِينَ فقالت: لم أعرفْكَ، فقال: إنما الصبرُ عند الصدمةِ الأولى"(2).

1228 -

وقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يموتُ لمسلمٍ ثلاثةٌ من الوَلَدِ فيَلِجُ النَّارَ إلا تَحِلَّةَ القَسَم"(3).

(1) أخرجه مسلم من رواية أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، في الصحيح 2/ 644 كتاب الجنائز (11)، باب التشديد في النِّياحة (10)، الحديث (29/ 934). قوله (سربال): قميص. و (القطران) ما يتحلب من شجر يُسمّى الأبهل، وهو حارّ، يحرق الجرب بحرارته.

(2)

متفق عليه، أخرجه البخاري في الصحيح 3/ 148 كتاب الجنائز (23)، باب زيارة القبور (31)، الحديث (1283)، وأخرجه مسلم في الصحيح 2/ 637 - 638 كتاب الجنائز (11)، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى (8)، الحديث (15/ 926).

(3)

متفق عليه من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري في الصحيح 11/ 541 كتاب الأيمان والنذور (83)، باب قول اللَّه تعالى:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} [سورة النور: (24)، الآية (53)]. . . (9)، الحديث (6656)، وأخرجه مسلم في الصحيح 4/ 2028 كتاب البِرِّ والصِّلَة والآداب (45)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (47)، الحديث (150/ 2632)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 389 في معنى تَحلَّة. القسم:(قيل إلا مقدار ما يبرُّ اللَّه قَسَمه فيه بقوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [سورة مريم: (19)، الآية (71)] يعني: لا يدخل النار، لكن يَمُرُّ عليها من غير لحوق ضرر منها به، وقيل إلا زمانًا يسيرًا).

ص: 564

1229 -

وقال لِنِسْوَةٍ من الأنصارِ: "لا يموتُ لإحدَاكُنَّ ثلاثةٌ من الولدِ فتحتسبَهُ إلا دخلَتْ الجنةَ، فقالت امرأة: واثنانِ (1) يا رسولَ اللَّه؟ قال: واثنانِ (1) "(2) وفي رواية: "ثلاثةٌ لم يبلغوا الحِنْثَ"(3).

1230 -

وقال: "يقولُ اللَّهُ عز وجل: ما لِعَبْدي المؤمنِ عندي جزاءٌ إذا قَبَضْتُ صَفِيَّه مِن أهلِ الدنيا ثم احتسَبَهُ إلا الجنة"(4).

مِنَ الحِسَان:

1231 -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: "لعنَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم النَّائحَةَ والمستمعة"(5).

1232 -

وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا للمؤمنِ! إن أصابَهُ خيرٌ حَمِدَ اللَّهَ [وأثنَى عليهِ](6) وشَكَرَ، وإن أصابَتْهُ مصيبةٌ حَمِدَ اللَّهَ

(1) في مخطوطة برلين: (أو اثنين): وهي عند مسلم في لفظ.

(2)

أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2028 كتاب البر والصلة والآداب (45)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه (47)، الحديث (151/ 2632).

(3)

أخرجه مسلم من رواية أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 4/ 2029 كتاب البر. . . (45)، باب فضل من يموت له ولد. . . (47)، الحديث (153/ 2634). قوله:(لم يبلغوا الحنث) أي لم يبلغوا مبلغ الرجال، حتَّى يُكتب عليهم الإثم. والحنث: البلوغ، وقيل الذنب، وهو أظهر.

(4)

أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيح 11/ 241 - 242 كتاب الرِّقاق (81)، باب العمل الذي يبتغى به وجه اللَّه، فيه سعدٌ (6)، الحديث (6424)، قال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 390:(صفَّيَّه أي مختاره ومحبوبه من الولد، أو الوالد، أو غيرهما).

(5)

أخرجه أبو داود في السنن 3/ 492 - 493 كتاب الجنائز (15)، باب في النوح (29)، الحديث (3128)، وقال القاري في مرقاة المفاتيح 2/ 390:(قال ميرك: في سنده محمد بن الحسن بن عطية العوفي، عن أبيه، عن جده، والثلاثة ضعفاء).

(6)

ليست في مخطوطة برلين.

ص: 565

وصبَرَ، فالمؤمنُ يؤجرُ في كلِ أمرِهِ، حتَّى في اللُّقمةِ يرفعُها إلي في امرأتِهِ" (1).

1233 -

عن أنس رضي الله عنه أنّه قال، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما مِنْ مُؤمنٍ إلا وله بابانِ [من السماءِ] (2) بابٌ يصعدُ منهُ عملهُ، وبابٌ ينزِلُ منه رزقُهُ، فإذا ماتَ بَكَيَا عليه، فذلكَ قوله: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} (3) "(4).

1234 -

عن ابن عباس رضي الله عنه أنّه قال، قالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"منَ كانَ له فَرَطَانِ مِن أمتي أدخلَهُ اللَّه بهما الجنةَ، فقالت عائشةُ رضي الله عنها: فَمَن كانَ له فَرَطٌ مِن أُمَّتِكَ؟ فقال: وَمَنْ كانَ له فَرَطٌ يا مُوَفَّقة، فقالت: فمن لم يكنْ له فَرَطٌ مِن أُمَّتك؟ فقال: فأنا فَرَطُ أمَّتي، لن يُصابوا بمثلي"(5)(غريب).

(1) أخرجه أحمد من رواية سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في المسند 1/ 182 ضمن مسند سعد رضي الله عنه، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، ص (578) باب ما يقول إذا أصابته مصيبة، الحديث (1067). وعزاه الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح إلى البيهقي في "شُعَبِ الإيمان"، وأخرج نحوه مسلم عن صهيب رضي الله عنه، في الصحيح 4/ 2295 كتاب الزهد والرقائق (53)، باب المؤمن أمره كله خير (13)، الحديث (64/ 2999).

(2)

ليست في مخطوطة برلين، ولا عند الترمذي.

(3)

سورة الدخان (44)، الآية (29).

(4)

أخرجه الترمذي في السنن 5/ 380 كتاب تفسير القرآن (48)، باب ومن سورة الدخان (46)، الحديث (3255)، وقال:(هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وموسى بن عبيدة، ويزيد بن أبان الرُّقاشي يُضَعَّفان في الحديث). وعزاه المناوي في فيض القدير 5/ 495 لأبي يعلى.

(5)

أخرجه أحمد في المسند 1/ 334 - 335 ضمن مسند ابن عباس رضي الله عنهما، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 376 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في ثواب من قدَّم ولدًا (64)، الحديث (1062)، وقال:(هذا حديث حسن غريب). قوله (فَرَطان) أي ولدان لم يبلغا الحلم.

ص: 566

1235 -

وقال [أبو موسى الأشعري، قال رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم](1): إذا ماتَ ولدُ العبد، قالَ اللَّهُ لملائكتِهِ: قَبَضْتُم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قَبَضْتُم ثمَرَةَ فؤادِهِ؟ فيقولون: نعم، فيقولُ: ماذا قالَ عبدي؟ فيقولون: حَمِدَكَ واسْترْجَعَ، فيقولُ اللَّه تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنّةِ وسَمُّوهُ بيتَ الحمدِ" (2).

1236 -

وقال: "مَنْ غزَّى مصابًا فله مثلُ أجرِهِ"(3).

(1) ليست في مخطوطة برلين.

(2)

أخرجه أحمد في المسند 4/ 415 ضمن مسند أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي في السنن 3/ 341 كتاب الجنائز (8)، باب فضل المصيبة إذا احتسب (36)، الحديث (1021)، وقال:(هذا حديث حسن غريب)، وفي سند الحديث أبو سِنان وهو: عيسى بن سِنان القَسْمَلي قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/ 98: (لين الحديث).

(3)

أخرجه الترمذي عن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه في السنن 3/ 385 كتاب الجنائز (8)، باب ما جاء في أجر من عزَّى مصابًا (71)، الحديث (1073)، وقال:(هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي بن عاصم. . .، ويقال: أكثر ما ابتُليَ به "علي بن عاصم" بهذا الحديث، نقموا عليه)، وأخرجه ابن ماجه في السنن 1/ 511 كتاب الجنائز (6)، باب ما جاء في ثواب من عزَّى مصابًا (56)، الحديث (1602)، وهذا الحديث واحد مما ذكره الحافظ سراج الدين ابن الملقن من أحاديث "المصابيح" وقال: إنها موضوعة، وقد أجاب الحافظ ابن حجر العسقلاني في:"أجوبته عن أحاديث المصابيح": فقال

(الحديث الرابع: حديث "من عزَّى مصابًا فله مثل أجره".

قلت: أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد اللَّه بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورجاله رجال "الصحيحين" إلا علي بن عاصم فإنه ضعيف عندهم. قال الترمذي بعد تخريجه: لا نعرفه مرفوعًا إلا عن علي بن عاصم.

ورواه بعضهم عن محمد بن سوقة شيخ علي بن عاصم موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود.

وقال الترمذي أيضًا: "أنكروه على علي بن عاصم، وعدوه من غلطه".

وقال أبو أحمد بن عدي: رواه جماعة متابعة لعلي بن عاصم، سرقه بعضهم منه، وأخطأ في بعضهم. =

ص: 567