الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسيّدنا عثمان متّصل النّسب
…
فيا حبّذا من نسل تلك الأماثل
كراماته تنبيك عن طيب فعله
…
تنير ضياء مثل شمس التّوافل
بنى داره زاوية مسجد بهي
…
وروضة دفن هي (647) عذب المناهل
فمولده في شهر رمضان ثابت
…
بعشرين يوما مع ثمان فواضل
مسمّى بيوم جمعة فيه ساعة
…
يجاب دعاء البرّ فيها لسائل
ففي عام واو ثمّ كاف محقّق
…
وبعدهما ألف مضت برواحل
وسار إلى عفو الإلاه مهلّلا
…
وسبحته مقرونة بالأنامل
بآخر يوم بالعروبة (648) ينسب
…
لشهر رجب فالعفو واللّطف نائل
ففي عام ألف ثمّ خمس ومائة
…
عفا عنه مولانا كريم الفعائل
فعاش من الأعوام سبعين بعدها
…
ثلاث وستّ غير شهري (649) فواصل
ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المرّاكشي:
وتفقّه به عدّة تلاميذ من أعيانهم خليفته على زاويته الشّيخ أبو عبد الله / سيدي محمّد المرّاكشي المقدّم الذّكر، أصله من مدينة مرّاكش. قدم أجداده لصفاقس من مقدار أربعمائة سنة على ما قيل وإنّما استخلفه على الزّاوية لأنّه تزوّج إمرأتين لم يفتح له منهما بذكر ولا أنثى، وكان له إبن أخ تبنّاه وأراد استخلافه فحصلت (650) بينهما منافرة، فاستدعى أبا عبد الله المرّاكشي لما رأى من حسن سيرته وخلوص طويّته وإقباله على العلم النّافع، فجذبه بهمّته وتفقّه به، قيل إنّه أخذ عليه العهد أن يجتنب المناصب الشّرعية، ولعلّه لخوفه من الإشتغال بها عن القيام بالزّاوية أو لسيره على طريق القوم فإنّهم يفرّون منها إذ لا يسلم من غوائلها إلاّ الفرد النّادر سيّما في هذه الأعصار الّتي صار القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر، فقبل العهد ووفى به، ثمّ استأذن شيخه في حجّ بيت الله (651)، فلمّا رجع أقامه الشّيخ مقامه في حياته، وصار يعمل الميعاد من
(647) في ط: «بها» .
(648)
في ط وب: «العروية» ، وفي ت:«المروية» . وهذا البيت مختلّ الميزان بكلّ الأصول.
(649)
في ط: «ثلاث وست غير شهر هن فواصل» .
(650)
في الأصول: «حصل» .
(651)
في ط: «بيت الله الحرام» .
الجمعة للجمعة بقراءة كتب الوعظ والسّير والمغازي والتّحريض على الجهاد وأفعال الطّاعة، كما هو عادة أهل البلد في كلّ جمعة، ويعلّم التّلاميذ من علوم الطّريقة والحقيقة إلى أن انتقل الشّيخ أبو الحسن، فاستقلّ بعده وكتب الشّيخ في حبسه واستخلافه أنّه يقبض دخل الزّاوية، وينفق عليها، ولا حساب عليه، ولا يدخل معه في ذلك أحد، فقام، وكلّما فضل عنده شيء من غلال الحبس إشترى به عقارا للزاوية، فكثر بذلك دخلها، واتّسع حالها، وسار على طريقة شيخه فأنشأ القصائد / وعمل الموشّحات، وخمّس كثيرا من القصائد، ورثاه بعد وفاته تلميذه الشّيخ الصّالح أبو عبد الله محمّد الفرياني بمرثية من جملتها:
[الطّويل]
وبعد ثنائي (652) بالجميل تأسّيا
…
أردت بمرثاتي الذي كان لي يقري
محمّد المراكشي الّذي سما
…
على عصره في الجود والبذل والقدر
له منطق عذب يشوّق من أتى
…
لمجلسه المرسوم للوعظ كالعطر
فوفّقه ربّ السّما في حياته
…
إلى أن توفّاه الصّفوح عن الوزر
ففي شهر شعبان المعظّم قدره
…
عفا عنه ربّ جاد بالصّفح والسّتر
بليلة عشر منه تتلو لتسعة
…
توفّاه مولاه قبيل ضيا الفجر
لدى عام ألف وأربعين ومائة (653)
…
تليها ثمان بالحساب وبالحصر
ورثاه أيضا ولده الشّيخ أبو العبّاس أحمد بمرثية طويلة وقام مقامه بعده بالزّاوية، وكان رجلا رحيما رقيق القلب، ذا حظّ من الفقه، محبّا للفقراء والزوّار، باذلا للطّعام جوّادا:
[البسيط]
لا يألف الدرهم المضروب صرّته
…
لكن يمرّ عليها وهو منطلق
ذا خمول وانجماع عن غير أبناء جنسه، ملازما لميعاد الجمعة، ناشرا للعلم بقدر وسعة سائرا على طريقة والده وشيخه إلى أن توفّاه الله سنة تسع وتسعين ومائة وألف (654) شهيدا بالطّاعون، فقام أبناؤه مقامه.
(652) في بقيّة الأصول: «ثيابي» .
(653)
26 ديسمبر 1735 م.
(654)
1785 م.