المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ترجمة المرابطة الست أم يحيى مريم وشيخها أبي يوسف الدهماني: - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ٢

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌المقالة الحادية عشرةفي ذكر دولة آل عثمان

- ‌الباب الأولفي ذكر سلاطينهم لوقت التاريخ

- ‌بداية الدولة العثمانية:

- ‌السّلطان أورخان:

- ‌السّلطان مراد خان الغازي:

- ‌السّلطان با يزيد خان الأول:

- ‌السّلطان محمّد خان:

- ‌السّلطان مراد خان الثاني:

- ‌السّلطان محمّد الثاني:

- ‌نبذة تاريخية عن القسطنطينية قبل الفتح العثماني:

- ‌فتح محمّد خان للقسطنطينية وغيرها:

- ‌السّلطان بايزيد خان الثّاني:

- ‌السّلطان سليم خان الأوّل الغازي:

- ‌حركة شاه اسماعيل ومقاومة السّلطان سليم له:

- ‌أخذ سليم الأوّل لبلاد الشّام ومصر:

- ‌أخذ سليم الأوّل لمصر:

- ‌السّلطان سليمان خان الأوّل القانوني:

- ‌سليم خان الثّاني:

- ‌بقيّة سلاطين آل عثمان:

- ‌فضائل العثمانيّين:

- ‌الباب الثّانيفي دخول العساكر العثمانية المنصورة لإفريقية لإنقاذها من أيدي أهل الكفر والضّلال

- ‌الباب الثّالثفي ذكر أمراء تونس من العساكر العثمانية بعد فتح الباشا سنان - رحمه الله تعالى

- ‌عهد الباشوات:

- ‌بداية عهد الدايات:

- ‌ابراهيم داي:

- ‌موسى داي:

- ‌عثمان داي:

- ‌يوسف داي:

- ‌الداي أسطى مراد:

- ‌الداي أحمد خوجة:

- ‌محمد لاز:

- ‌بداية البايات:

- ‌مراد باي وبداية الدولة المرادية:

- ‌الباي حمّودة باشا المرادي:

- ‌الدايات في عهد المراديين:

- ‌مراد باي:

- ‌محمد باي بن مراد:

- ‌محمّد باي الحفصي:

- ‌الفتنة بين محمد باي بن مراد وأخوه علي:

- ‌ علي باي

- ‌الداي أحمد شلبي ودوره فيالفتنة بين الأخوين محمّد باي وعلي باي:

- ‌فتنة أحمد شلبي وإتّفاق الأخوينمحمّد باي وعلي باي على قتاله:

- ‌نهاية علي باي:

- ‌عود إلى أخبار محمد باي:

- ‌فتنة محمّد بن شكر:

- ‌فتنة الداي محمّد طاطار:

- ‌عود إلى أخبار محمّد باي:

- ‌رمضان باي:

- ‌مراد باي بن علي:

- ‌ إبراهيم الشّريف

- ‌حسين بن علي وقيام الدّولة الحسينية:

- ‌الفتنة الحسينية الباشية:

- ‌علي باشا بن محمّد:

- ‌فتنة يونس باي:

- ‌محمد بن حسين بن علي:

- ‌علي باشا إبن حسين بن علي:

- ‌حمّودة باشا الحسيني:

- ‌الخاتمة:

- ‌الباب الأوّلفي ذكر وضعها وما يتعلّق بذلك

- ‌تأسيس سور صفاقس:

- ‌الجامع الكبير:

- ‌السّقاية:

- ‌الربض القبلي:

- ‌كسوف بالشمس:

- ‌الطّاعون وأثره:

- ‌صوف البحر:

- ‌آراء بعضهم في صفاقس:

- ‌الباب الثّانيفي ذكر ولاّتها

- ‌إستقلال حمّو بن مليل بصفاقس:

- ‌ولاّتها بعد فتح تميم بن المعز لها:

- ‌ولاّتها أيّام الموحّدين:

- ‌ولاّتها أيام الدّولة الحفصية:

- ‌إستقلال المكّني بها:

- ‌إبن عطية جلي:

- ‌إبن الإنكشاري:

- ‌الباب الثّالثفيما وقع لأهل صفاقس من الجهاد في هذه الأعصار المتأخّرة

- ‌حروب صفاقس مع مالطة:

- ‌حروب صفاقس مع البلنسيان:

- ‌الباب الرّابعفي ذكر بعض أهل الخير والصّلاح من العلماء والأولياء المتقدّمين بصفاقس ووطنها

- ‌مفهوم الولي والكرامة:

- ‌ترجمة أبو خارجة عنبسة:

- ‌ترجمة القاضي عيسى بن مسكين:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق الجبنياني ومناقبه:

- ‌ترجمة الأديب عبد الله الجبنياني:

- ‌ترجمة الفقيه أبي القاسم عبد الرّحمان اللبيدي:

- ‌ترجمة أبي عمرو عثمان الصّدفي المعروف بابن الضّابط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي حفص عمر القمّودي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي اللخمي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي القاسم عبد الخالق السّيوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي يحيى زكرياء إبن الضابط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي بكر الفرياني:

- ‌ترجمة عبد الله الفرياني:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الطّبّاع:

- ‌ترجمة الشّيخ طاهر المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي مدين شعيب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المحجوب:

- ‌ترجمة الشّيخ طاهر بن عبد الواحد المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عبّاس الجديدي:

- ‌ترجمة المرابطة السّتّ أم يحيى مريم وشيخها أبي يوسف الدّهماني:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الواحد إبن التّين:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي سيدي جبلة:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن عبد النّاظر:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي بن عبد الكافي:

- ‌ترجمة الولي إبراهيم بن يعقوب المعروف بصيد عقارب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي العبيدلي:

- ‌تتمّة ترجمة الولي إبراهيم بن يعقوب: صيد عقارب:

- ‌ترجمة الشّيخ نصير بن حامد، حفيد صيد عقارب:

- ‌ترجمة الشيخ سيدي عبد الله:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي بكر القرقوري مع التعرّض لشيخيه: الجديدي والشبيبي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله الأنصاري شهر الصّفّار:

- ‌ترجمة الشّيخ إبراهيم الصفاقسي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي علي الكرّاي:

- ‌تعريف بالسّادة الوفائية:

- ‌تتمّة ترجمة الشّيخ علي الكراي:

- ‌ترجمة الشّيخ عمر الكرّاي:

- ‌ترجمة الشيخ محمد الكراي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن عمر ابن الشّيخ علي الكرّاي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن الكرّاي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المرّاكشي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عيسى بن عمران البلوي:

- ‌ترجمة الشّيخ مخلوف الشّرياني:

- ‌ترجمة الولي محمّد الرّقيق أبي عكّازين:

- ‌ترجمة الشّيخ منصور بن عبد الله القرقوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي محمّد عبد الله الأومي:

- ‌ترجمة الولي منصور الغلام:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي الوحيشي:

- ‌ترجمة الولي سعيد بن منصور الوحيشي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن سعيد بن منصور الوحيشي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الحكموني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الحكموني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المؤخّر:

- ‌الشّيخان: الجمل والحرقاني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الغراب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المكّي:

- ‌ترجمة الشّيخ رمضان أبو عصيدة:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم المزغنّي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي بن خليفة:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد كمّون:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد البجّار:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد الخميري:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد حامد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد العزيز الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عبد الله الجمّوسي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد العزيز الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد السّلام الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد بن المؤدّب الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي محمّد حسن الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن محمّد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ طيّب الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن أحمد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد بن حسن الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد المغربي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي ذويب:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد الزّواري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المصمودي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان بكّار:

- ‌ترجمة الشّيخ إبراهيم الخرّاط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي الأومي:

- ‌ترجمة الشّيخ الأديب أبي الحسن علي الغراب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المصمودي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ عمر بن محمّد الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن عليابن عبد الصّادق الطرابلسي الحامدي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن الشّاهد المنيي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي محمّد عبّاس:

- ‌ترجمة الولي عمر كمّون:

- ‌ترجمة الولي شعبان زين الدّين:

- ‌ترجمة الولي أبي عبد الله محمّد المسدّي:

- ‌ترجمة الولي أبي الفوز سعيد حريز:

- ‌ترجمة الولي أبي الحسن علي الجراية:

- ‌ترجمة الولي أبي عبد الله محمّد أبو مغارة:

- ‌ترجمة الولي أبي العبّاس أحمد التّاجوري:

- ‌خاتمة النّاسخ:

- ‌فهرس‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ ب

- ‌ت

- ‌ح

- ‌ج

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌س

- ‌ ذ

- ‌ ز

- ‌ ش

- ‌ ط

- ‌ ص:

- ‌ض:

- ‌غ

- ‌ ع

- ‌ ف

- ‌ ق

- ‌ل

- ‌م

- ‌ك

- ‌ ن

- ‌و

- ‌ه

الفصل: ‌ترجمة المرابطة الست أم يحيى مريم وشيخها أبي يوسف الدهماني:

‌ترجمة المرابطة السّتّ أم يحيى مريم وشيخها أبي يوسف الدّهماني:

ومن منازل صفاقس الرّاجعة إليها المنية (383) وهي قرية العابدة السّتّ أم يحيى مريم وهي معروفة مشهورة.

قال في فضلها سيدي علي بن أبي القاسم - نفعنا الله به -: السّتّ أمّ يحيى خير من ألف لحية من لحية علي بن أبي القاسم، أخذت الطّريقة عن العارف بالله سيدي أبو يوسف يعقوب بن ثابت الدّهماني (384).

ولا بدّ لنا من ذكر شيء من مآثره ليعلم علو الفرع بعلو أصله، ولتزداد لنا البركة بذكر هؤلاء الأخيار. قال / في معالم الإيمان (385): كان من أعلام طريق الإرادة وكبار مشايخها، سمع الفقه على الشّيخ أبي زكرياء بن عوانة، ولازم مجلسه وانتفع به، وسمع الحديث على أبي محمّد عبد الله بن حوط الله وغيره، ورحل إلى بجاية للقاء الشّيخ أبي مدين شعيب، ثمّ رحل إلى الحجّ سنة خمس وتسعين وخمسمائة (386)، ولقي الشّيخ أبا عبد الله القرشي - رضي الله تعالى عنه - ثمّ قال: ولد أبو يوسف بالبادية بقرب قرية تسمّى المسروقين (387) من حوز القيروان، ونشأ بالبادية والقيروان، وقرأ القرآن على أبي عبد الله محمّد بن عمر بن جابر رحمه الله.

وكان رحمه الله منذ مراهقته البلوغ محافظا على الصّلاة متنزها عن الفواحش، وكان محبّا في ركوب الخيل العتاق.

وكان سبب انقطاعه عن العرب (388) أنّه قال: سرت مرّة مع جماعة من بني عمّي من عمل القيروان إلى المهدية بنيّة الجهاد عند نزول الرّوم عليها في وقعة الجمعة المشهورة،

(383) قرب جبنيانة: الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي ص: 223.

(384)

رحل إلى لقاء أبي مدين ببجانة سنة 570/ 1174 وله نحو 20 سنة، وهو قيرواني كانت له تنقلات وزيارات إلى المهدية وأحوازها، ومن مريديه أم يحيى، وله أشعار تنم على فكرة وحدة الوجود (توفي سنة 621/ 1224 - 1225) ودفن بالقيروان وقبره بجوار قبر أبي الحسن القابسي قرب باب تونس، أنظر: الحقيقة التاريخية للتصوف الإسلامي ص: 223، شجرة النّور: 168 - 169، ومعالم الإيمان 3/ 213 - 229.

(385)

3/ 213 - 229 م.

(386)

1198 - 1199 م.

(387)

كانت في المكان المعروف في وقتنا هذا بمركز «سيدي الهاني» ، قبلي الطّريق الرّابطة بين مدينتي سوسة والقيروان: الحقيقة التّاريخية للتّصوّف الإسلامي، هامش 1 ص:223.

(388)

المقصود بهم سكّان البادية.

ص: 293

وكان عليّ درع حسن وأنا راكب على فرس أدهم، فلقينا الشّيخ الصّالح الوليّ أبا (389) زكريّاء بن الأجباري، فنظر إلينا ثمّ كرّر إليّ النّظر دونهم، ثمّ قبض على ركابي وقال لي: ما اسمك يا فتى؟ فقلت له: يعقوب، فقال: إسأل الله يا فتى أن يفني شبابك في طاعة الله، فثار خاطري لذلك في الحين، وكأنّما رماني بسهم، فخرجت من المهدية وأنا على خلاف ما كنت عليه، ثمّ وصلت إلى القيروان، فتركت ركوب الخيل ومكاثرة أهلي، وانقطعت إلى عمارة مسجد كان هناك بقربنا / ثمّ قصدت إلى ميعاد الشّيخ الصّالح الزّاهد الفقيه أبي زكرياء بن عوانه - رحمه الله تعالى - ثمّ لم يزل ملازما لميعاده حتّى تعلّم كثيرا من العلم (390)، ثمّ لازم الخير والخدمة (391) في المسجد إلى أن وصل الشّيخ أبو عبد الله البسكري تلميذ أبي الفضل البسكري (392) القيروان، فصحبه مدّة وانتفع به، ثمّ ارتفعت أحواله، وأخذ في المجاهدة وسلوك سبيل الرّياضة، وصحب جماعة من كبار المشايخ فانتفع بصحبتهم.

وله كرامات كثيرة، فمنها أنّ الشّيخ أبا عبد الله القرشي (393) كان قد هجر السّماع وحضوره فقيل له: لم منعته وهجرته؟ قال: لما حدث فيه من المقاصد لغير الله، ولمّا قدم عليه الشّيخ أبو يوسف سأله الاذن فيه، وحضوره معه قال: هذا باب سددناه ومنعناه فقال: أنا قادم ولي عليكم كرامة القدوم، فأجابه إلى ذلك، فجعل مجلس سماع حضر فيه إثنا (394) عشر رجلا من الأكابر، وجمع من الطلبة والمحبّين، فلمّا أخذوا في السّماع تواجد الشّيخ أبو يوسف وارتفع من موضعه في الهواء (395) فقام الشّيخ أبو عبد الله القرشي على قدميه وكان زمنا مقعدا منذ أعوام تقدّمت، قال أبو عبد الله القرطبي:

فجعلت أمدّ يدي وأنا قائم على صدور قدمي لعلّي ألحق قدم الشّيخ أبي يوسف وهو في الهواء (395) فلم أستطع، فدار ذلك البيت جميعه ثمّ عاد إلى موضعه وأنا أنظر إلى بياض

(389) في الأصول والمعالم: «أبو» .

(390)

في المعالم: «العمل» 3/ 216.

(391)

في المعالم: «الخلوة» .

(392)

أبو الفضل ابن النحوي إبن الشّيخ أبي الفضل البسكري (ت.513/ 1119) الوفيات لابن قنفد ص: 40.

(393)

هو محمد بن أحمد بن إبراهيم، أصله من بلاد الأندلس وسكن مصر ثمّ القدس وبه مات في سنة 599/ 1203، ودفن به: أنظر جامع كرامات الأولياء 1/ 190 - 195، الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 159 - 160.

(394)

في ش: «اثنى» .

(395)

في ش: «الهوى» .

ص: 294

قدميه وهو في الهواء (395)، فكان الشّيخ أبو عبد الله يقول: تقولون ذهب الرّجال؟ أنظروا إلى هذا البدوي.

قال وعمي في آخر عمره وكان إذا أخذ / المصحف نظر فيه.

ورأت أم يحيى مريم بالمنية من قطر صفاقس في منامها قائلا يقول لها: سر إلى الشّيخ أبي زكرياء المعروف بابن هناص بالمهدية وبايعه، قالت: فاستيقظت واستعذت بالله من الشّيطان الرّجيم ونمت، فعاد إليّ ثانية وثالثة فقال لي في الثالثة: ما أنا شيطان وإنّما أنا ملك. قالت: فسرت من بلدي إلى المهدية في طلب من ذكر لي، فلمّا دخلت البلد بقيت حائرة أتوسّم من أسأله يدلّني على موضعه، فبينما أنا كذلك إذ فتح باب دار فخرج رجل عليه ثوب وعلى رأسه قلنسوة دون عمّة، فقال لي على البديهة: أهلا ومرحبا بالمرابطة مريم على عدد ما مشيت من منزلك إلى هنا، والذي يخاطبك يعقوب الدّهماني، والذي خوطبت به في منزلك هو عندي في منزلي، قالت: فبقيت متعجبة لكشفه ما خوطبت به في منامي في بلدي ومخاطبته لي باسمي من غير سابق معرفة، فدخلت الدّار فوجدت بها زوجه أمّ يوسف ولم يكن عنده إذ ذاك غيرها، ووجدت الشّيخ أبا زكرياء عنده في خدمته، فأقمت عنده وقتا، فقال لي الشّيخ أبو زكرياء:

عليك بخدمة الشّيخ أبي يوسف فيما أمرت وحسبك ما خاطبك به أول ما رآك وكاشف بما رأيته في المنام وعن السؤال أغناك، قالت: فألزمت نفسي لطاعته من ذلك الزّمان إلى الآن، وكان عندها للشّيخ أبي يوسف زيادة تعظيم وهيبة واحترام لا ينحصر / طول حياته وبعد مماته، وكان لها قرب التّسعين أو الثّمانين، فكانت لا تجلس دون لحاف ولا تستطيع رفع الكلام عنده ولا النّظر إليه، ولا تقرب منه هيبة واحتراما.

ولمّا رجعت إلى موضعها ومرض الشّيخ أبو يوسف مرضا شديدا نقل إليها أنّه مات، فدهشت وأقعدت وسكنت دهرا لا تستطيع القيام، فلمّا برئ الشّيخ من ذلك المرض الذي قال فيه: سررت (396) بولدين يزدادان لي، وأعيش إثني عشر عاما، فكان كذلك، فعند تمام عافيته وصحّته، وسمع بخبرها سافر لها، فلمّا قرب من موضعها قال: لا يخبرها أحد بي حتى أدخل عليها المنزل، فلمّا دخل قيل لها: الشّيخ طالع إليك! فقامت من زمانتها في ساعتها وتلقّته خارج باب البيت، وقالت: يا سيدي، قيل

(396) في المعالم ص: 222: «بشرت» .

ص: 295

لي أنّك متّ فدخلت علي حسرة، فقال لها: يا مريم لا شيء يحيي ويميت إلاّ الله تعالى، فكان لها في الشّيخ قصد عظيم ونيّة حسنة، واتّخاذ صحبة.

قال بعضهم: نزل الشّيخ عندنا بقصر وكنت بالقصر الآخر، فسرت إليه وقلت في نفسي: تمنّيت لو أطعمني الشّيخ ثلاث لقم بيده في فمي! فلمّا دخلت عليه وجدته في جماعة يتناولون طعاما، والمرابطة مريم جالسة، فلمّا رأتني قالت للشّيخ: إدفع لصاحب الأمنية ما طلب، فأعطاني ثلاث لقم كما خطر في سرّي فتعجّبت من مطابقتهما لذلك.

ومن كراماتها ما حدّث به / بعضهم قال: كنا ليلة عند المرابطة في البيت فضربت بيدها، فبقينا ننظر، فقالت: محمد البرزلي أتي من قصر زياد والأسد بالجابية أخشى أن يروعه، وإلاّ فما يرى منه بأسا! ثمّ سكتت ساعة وقالت: قوموا افتحوا له الباب، فقمنا فوجدناه قرب الباب، آتيا، ونظرنا الأسد بالموضع الذي ذكرت لم يتحرك.

وقال بعض أصحابها: خرجت من المهدية ومعي شيء من السريس (397) برسمها، فلمّا وصلت الغيضة (398) وحان الليل سمعت خلفي حسّا، فوقفت أتحسّس إليه، فانقطع عنّي، فلم أزل كذلك حتّى وصلت ولا رأيت شيئا، فلمّا ضربت الباب وفتح لي أخرجت لي رأسها من الطّاق، وقالت: قد (399) وصل! فقلت لها: من هو؟ قالت:

الأسد كان خلفك يشيعك، فنظرت فإذا هو كما قالت، وكانت أمّ يحيى هذه من أصحاب الشّيخ الأوّلين، وخواصه، وكان يقول: أصحابي الأوّل دخلوا من الباب الذي دخلت منه وحصل لهم مثل ما حصل لي وزيادة.

قال (400): ومن كرامات الشّيخ أبي يوسف ما حدّثني به أبو علي فضل الصّفاقسي قال: عطشت ليلة عطشا شديدا ولم أجد ماء ولم أطق صبرا، فأخذت الإناء ومددت يدي وقلت: يا ربّ بحرمة سيدي أبي يوسف إلاّ ما أسقيتني السّاعة، والسّماء مصحية، والنّجوم تزهر، ويدي ممدودة بالإناء، ثمّ غلب عليّ غالب حال غيّبني عن حسّي، فلم أدخل يدي إلاّ وقد قيّض الله بمطر غزير / في الوقت فوجدت الماجل (401) قد امتلأ حتّى ارتفع الغطاء.

(397) في ط: «السريس» ، وفي المعالم ص: 222: «السرجس» ، وفي نسخ أخرى منه:«الموبس» .

(398)

في ت: «الغيظمة» .

(399)

في الأصول: «من» ، وفي المعالم:«قد وصل وصل» ص: 223.

(400)

المعالم 226.

(401)

في الأصول: «الماجن» .

ص: 296