المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إبن عطية جلي: - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ٢

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌المقالة الحادية عشرةفي ذكر دولة آل عثمان

- ‌الباب الأولفي ذكر سلاطينهم لوقت التاريخ

- ‌بداية الدولة العثمانية:

- ‌السّلطان أورخان:

- ‌السّلطان مراد خان الغازي:

- ‌السّلطان با يزيد خان الأول:

- ‌السّلطان محمّد خان:

- ‌السّلطان مراد خان الثاني:

- ‌السّلطان محمّد الثاني:

- ‌نبذة تاريخية عن القسطنطينية قبل الفتح العثماني:

- ‌فتح محمّد خان للقسطنطينية وغيرها:

- ‌السّلطان بايزيد خان الثّاني:

- ‌السّلطان سليم خان الأوّل الغازي:

- ‌حركة شاه اسماعيل ومقاومة السّلطان سليم له:

- ‌أخذ سليم الأوّل لبلاد الشّام ومصر:

- ‌أخذ سليم الأوّل لمصر:

- ‌السّلطان سليمان خان الأوّل القانوني:

- ‌سليم خان الثّاني:

- ‌بقيّة سلاطين آل عثمان:

- ‌فضائل العثمانيّين:

- ‌الباب الثّانيفي دخول العساكر العثمانية المنصورة لإفريقية لإنقاذها من أيدي أهل الكفر والضّلال

- ‌الباب الثّالثفي ذكر أمراء تونس من العساكر العثمانية بعد فتح الباشا سنان - رحمه الله تعالى

- ‌عهد الباشوات:

- ‌بداية عهد الدايات:

- ‌ابراهيم داي:

- ‌موسى داي:

- ‌عثمان داي:

- ‌يوسف داي:

- ‌الداي أسطى مراد:

- ‌الداي أحمد خوجة:

- ‌محمد لاز:

- ‌بداية البايات:

- ‌مراد باي وبداية الدولة المرادية:

- ‌الباي حمّودة باشا المرادي:

- ‌الدايات في عهد المراديين:

- ‌مراد باي:

- ‌محمد باي بن مراد:

- ‌محمّد باي الحفصي:

- ‌الفتنة بين محمد باي بن مراد وأخوه علي:

- ‌ علي باي

- ‌الداي أحمد شلبي ودوره فيالفتنة بين الأخوين محمّد باي وعلي باي:

- ‌فتنة أحمد شلبي وإتّفاق الأخوينمحمّد باي وعلي باي على قتاله:

- ‌نهاية علي باي:

- ‌عود إلى أخبار محمد باي:

- ‌فتنة محمّد بن شكر:

- ‌فتنة الداي محمّد طاطار:

- ‌عود إلى أخبار محمّد باي:

- ‌رمضان باي:

- ‌مراد باي بن علي:

- ‌ إبراهيم الشّريف

- ‌حسين بن علي وقيام الدّولة الحسينية:

- ‌الفتنة الحسينية الباشية:

- ‌علي باشا بن محمّد:

- ‌فتنة يونس باي:

- ‌محمد بن حسين بن علي:

- ‌علي باشا إبن حسين بن علي:

- ‌حمّودة باشا الحسيني:

- ‌الخاتمة:

- ‌الباب الأوّلفي ذكر وضعها وما يتعلّق بذلك

- ‌تأسيس سور صفاقس:

- ‌الجامع الكبير:

- ‌السّقاية:

- ‌الربض القبلي:

- ‌كسوف بالشمس:

- ‌الطّاعون وأثره:

- ‌صوف البحر:

- ‌آراء بعضهم في صفاقس:

- ‌الباب الثّانيفي ذكر ولاّتها

- ‌إستقلال حمّو بن مليل بصفاقس:

- ‌ولاّتها بعد فتح تميم بن المعز لها:

- ‌ولاّتها أيّام الموحّدين:

- ‌ولاّتها أيام الدّولة الحفصية:

- ‌إستقلال المكّني بها:

- ‌إبن عطية جلي:

- ‌إبن الإنكشاري:

- ‌الباب الثّالثفيما وقع لأهل صفاقس من الجهاد في هذه الأعصار المتأخّرة

- ‌حروب صفاقس مع مالطة:

- ‌حروب صفاقس مع البلنسيان:

- ‌الباب الرّابعفي ذكر بعض أهل الخير والصّلاح من العلماء والأولياء المتقدّمين بصفاقس ووطنها

- ‌مفهوم الولي والكرامة:

- ‌ترجمة أبو خارجة عنبسة:

- ‌ترجمة القاضي عيسى بن مسكين:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق الجبنياني ومناقبه:

- ‌ترجمة الأديب عبد الله الجبنياني:

- ‌ترجمة الفقيه أبي القاسم عبد الرّحمان اللبيدي:

- ‌ترجمة أبي عمرو عثمان الصّدفي المعروف بابن الضّابط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي حفص عمر القمّودي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي اللخمي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي القاسم عبد الخالق السّيوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي يحيى زكرياء إبن الضابط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي بكر الفرياني:

- ‌ترجمة عبد الله الفرياني:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الطّبّاع:

- ‌ترجمة الشّيخ طاهر المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي مدين شعيب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المحجوب:

- ‌ترجمة الشّيخ طاهر بن عبد الواحد المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عبّاس الجديدي:

- ‌ترجمة المرابطة السّتّ أم يحيى مريم وشيخها أبي يوسف الدّهماني:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الواحد إبن التّين:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي سيدي جبلة:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن عبد النّاظر:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي بن عبد الكافي:

- ‌ترجمة الولي إبراهيم بن يعقوب المعروف بصيد عقارب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي العبيدلي:

- ‌تتمّة ترجمة الولي إبراهيم بن يعقوب: صيد عقارب:

- ‌ترجمة الشّيخ نصير بن حامد، حفيد صيد عقارب:

- ‌ترجمة الشيخ سيدي عبد الله:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي بكر القرقوري مع التعرّض لشيخيه: الجديدي والشبيبي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله الأنصاري شهر الصّفّار:

- ‌ترجمة الشّيخ إبراهيم الصفاقسي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي علي الكرّاي:

- ‌تعريف بالسّادة الوفائية:

- ‌تتمّة ترجمة الشّيخ علي الكراي:

- ‌ترجمة الشّيخ عمر الكرّاي:

- ‌ترجمة الشيخ محمد الكراي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن عمر ابن الشّيخ علي الكرّاي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن الكرّاي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المرّاكشي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عيسى بن عمران البلوي:

- ‌ترجمة الشّيخ مخلوف الشّرياني:

- ‌ترجمة الولي محمّد الرّقيق أبي عكّازين:

- ‌ترجمة الشّيخ منصور بن عبد الله القرقوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي محمّد عبد الله الأومي:

- ‌ترجمة الولي منصور الغلام:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي الوحيشي:

- ‌ترجمة الولي سعيد بن منصور الوحيشي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن سعيد بن منصور الوحيشي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الحكموني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الحكموني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المؤخّر:

- ‌الشّيخان: الجمل والحرقاني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الغراب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المكّي:

- ‌ترجمة الشّيخ رمضان أبو عصيدة:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم المزغنّي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي بن خليفة:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد كمّون:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد البجّار:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد الخميري:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد حامد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد العزيز الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عبد الله الجمّوسي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد العزيز الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد السّلام الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد بن المؤدّب الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي محمّد حسن الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن محمّد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ طيّب الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن أحمد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد بن حسن الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد المغربي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي ذويب:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد الزّواري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المصمودي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان بكّار:

- ‌ترجمة الشّيخ إبراهيم الخرّاط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي الأومي:

- ‌ترجمة الشّيخ الأديب أبي الحسن علي الغراب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المصمودي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ عمر بن محمّد الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن عليابن عبد الصّادق الطرابلسي الحامدي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن الشّاهد المنيي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي محمّد عبّاس:

- ‌ترجمة الولي عمر كمّون:

- ‌ترجمة الولي شعبان زين الدّين:

- ‌ترجمة الولي أبي عبد الله محمّد المسدّي:

- ‌ترجمة الولي أبي الفوز سعيد حريز:

- ‌ترجمة الولي أبي الحسن علي الجراية:

- ‌ترجمة الولي أبي عبد الله محمّد أبو مغارة:

- ‌ترجمة الولي أبي العبّاس أحمد التّاجوري:

- ‌خاتمة النّاسخ:

- ‌فهرس‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ ب

- ‌ت

- ‌ح

- ‌ج

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌س

- ‌ ذ

- ‌ ز

- ‌ ش

- ‌ ط

- ‌ ص:

- ‌ض:

- ‌غ

- ‌ ع

- ‌ ف

- ‌ ق

- ‌ل

- ‌م

- ‌ك

- ‌ ن

- ‌و

- ‌ه

الفصل: ‌إبن عطية جلي:

صدر منهم، فتأهّبوا للمسير مع الباشا كارهين، فأمّر عليهم المكّني وجعلهم تحت نظره، فتمنّوا الموت لفراق وطنهم وأحبابهم ودخولهم تحت نظر عدوّهم، فلمّا وصلوا لطرابلس فرح النّاس بهم وأنزلوهم، وصار المكّني وزيرا أعظم عند الباشا، وما زالت أعقابه (87) وأعقاب تلك الجماعة بطرابلس إلى الآن، ولقد شاهدت دارا عظيمة بالمنشية من طرابلس، ورأيت حولها أطفالا عليهم آثار النخوة ومعهم جوار سود، فسألت عن الدّار فقيل لي هي دار المكّني وهذه بقيّة من ذرّيته وذلك سنة أربع وسبعين ومائة وألف (88).

ولمّا فتح العساكر العثمانية تونس إسترجعوا صفاقس لحكم تونس (89) وصار الولاة واردين عليها من تونس كما كانت في سالف الزمن.

‌إبن عطية جلي:

ولمّا تولّى الملك مراد باي إبن حمّودة باشا - رحمهما الله تعالى - ولى على صفاقس إبن عطيّة (90) جلّي فكان ظالما غشوما فاستولى على جميع الوظائف المخزنية، وكان في ابتداء أمره معتقدا في الشّيخ أبي الحسن الكرّاي (91) - نفعنا الله به - ويظهر الإحسان حتّى تمكّن من البلد، وابتنى له قصرا خارج البلد تشبها بملوك تونس في قصر باردو، وانقلب إحسانه إساءة، ومحبّته في الشّيخ أبي الحسن بغضا.

فلمّا نافق أبو القاسم الشّوك بجبل وسلات وخرج له مراد باي رحمه الله وحشد له الحشود فمن جملة / من خرج معه بعسكر من صفاقس إبن عطية، وخلّف نائبه على

(87) أسرة المكّني كان منهم طلبة علم تولوا الوظائف الشرعية في طرابلس، وقد تكون باقية إلى الآن.

(88)

1760 - 1761 م.

(89)

بعد إنضمام تونس إلى السّلطنة العثمانية، بقيت صفاقس تتأرجح بين حكم تونس وحكم طرابلس، وطبقا للأمر السّلطاني المؤرخ في رجب 1002 / مارس - أفريل 1594 رجعت صفاقس نهائيا إلى حكم تونس. أنظر عزيز سامح، الأتراك العثمانيون ص:289.

(90)

وهو الذي ينسب إليه طريق عطية المعروف الآن بمنزل شاكر.

(91)

إبن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن ميمون الكراي من أحفاد الشّيخ الصالح علي الكراي أبي بغيلة، العالم الصوفي الوفائي نسبا وطريقة (ت.1115/ 1703) ترجمه مقديش فيما بعد من هذا الكتاب، وأنظر عنه تراجم المؤلفين التونسيين 4/ 155 - 157.

ص: 206

المكوس والغرامات، وأمره أن لا يترك أحدا ولو كان من المساريح (92)، فسطا (93) على مساريح الشّيخ الكراي ولم يقبل مراجعة، ورضي بذلك إبن عطية وتحامل على حرم الشّيخ ومساريحه، فدعا عليه الشّيخ أبو الحسن الكراي فازدرى (94) به وهزأ.

فلمّا انتقل مراد باي إلى رحمة الله ووقعت بين أخيه محمّد الحفصي وبين إبني أخيه مراد ما وقع، سعى إبن عطية في الفتنة ولم يراقب الله تعالى، فأوقد نار الحرب ليجد لنفسه فسحة في تصرفاته لاشتغال السّلطنة عنه بما هو أهم.

فلمّا تولّى الحفصي ولاّه على صفاقس. ولمّا قدم محمّد باي وخرج محمّد الحفصي فرّ ابن عطية لعنّابة نحو سنتين ونصف.

فلمّا استولى على البلاد علي باي في (95) ثالث عشر من صفر سنة ثمان وثمانين وألف (96) استلزم (97) إبن عطية بلد صفاقس من علي باي (98)، فتحيّر النّاس قاطبة منه لما يعلمون من شؤمه وظلمه وعسفه، فاجتمع أهل الحلّ والعقد من البلد وهربوا لزاوية الشّيخ سيدي (99) علي الكراي بأهاليهم ونقلوا معهم ما يعزّ عليهم (من المتاع والأثاث)(100) فجعلوه بدار بعض حفدة الشّيخ قرب (101) الزّاوية، فدخل إبن عطية ليلا للبلد في نحو ستّين فارسا مماليك سود وبيض وصبايحية، فقصد زاوية الشّيخ الكراي، فنزل على الدّار التي بها أموال المسلمين وحريمهم وأشعل (102) الشموع

(92) أي المتمتعون بالإعفاء من الضريبة وأهمهم أصحاب الطرق والزوايا ومن ينعتون بالمرابطين من ذرية أصحاب الربط المجاهدين.

(93)

في الأصول: «سطى» .

(94)

في الأصول: «ازدرا» .

(95)

في الأصول: «ففي» .

(96)

17 أفريل 1677 م.

(97)

أي اشتراه لزمة.

(98)

بعدها في ط: «قوله استلزم أي الشقي المجتري الفاسق إبن عطية جلي عام ثمانية وثمانين وألف يوم ثلاثة عشر من صفر وكان فارا بنفسه في تلك الأيام في بلد الغرب، فرجع الشقي من بلاد الجزائر واستلزم بلد صفاقس» وهذه الإضافة حشو يكرر بالمعنى جملا سبقته.

(99)

توجد في القسم الغربي من المدينة في آخر سوق الفرياني حاليا.

(100)

ما بين القوسين ساقط من ش، وبعده كررت «ب» النص الذي بالهامش السابق.

(101)

في ب وت وط: «قرب ملاصقة الزاوية» .

(102)

في الأصول: «وشعل» طبقا للغة العامية.

ص: 207

والفنارات (103)، وأخرج كلّ ما كان بالدّار والزّاوية حتّى أن رجلا دخل تحت صندوق (104) الشّيخ أخرجه، ثم خرج وبعد / ذلك حمله بغضه للشّيخ أبي الحسن الكرّاي - نفعنا الله به - على دخول حرم زاويته (105)، وكان الشّيخ معتكفا بها ملازما للاعتكاف، فهجم وهو سكران على الشّيخ وأخرجه وأكرهه على المشي معه لداره، فاستغاث الشّيخ بالله تعالى وقال:«يا قهّار» ثلاثا، ثمّ استصرخ أولياء الله، فنادى بسيدي عبد القادر (106) ثلاثا (ثم عمّم رجال الله ثلاثا)(107) فلمّا ذهب سكره رجع نادما، فأتى الشّيخ وقال له: ندمت (108) فقال: ندمت حيث لا ينفعك الندم، وتندم وكررها ثلاثا، ثم أتاه بشربات تطييبا لقلبه، وكان الشّيخ صائما فأبى، فأمره بالرّجوع إلى زاويته نهارا، فأبى ذلك وقال: لا أرجع إلاّ ليلا، فلمّا حلّ الفطر وصلّى المغرب عرض عليه الطّعام فأبى حتّى جيء له بشربة ماء من زاويته فأفطر عليها، فلمّا أراد الإنصراف أتى له بفرس الزّاوية، فلمّا أراد الرّكوب حمل له الفاسق الرّكاب (وتحلّل من الشّيخ وخاف وارتعد قال الشّيخ أبو الحسن - رحمه الله تعالى -) (109): وكان مع إبن عطية خليله المتجري الأكبر الذي نزل عليه البلاء واحتاط الشقي قاسم الخرّاط وغيره من أتباعه لا سامحهم الله.

وكان الهجوم على الزّاويتين يوم السّبت، فلمّا كان الخميس الذي بعده أتى الخبر من محمّد باي إبن المرحوم مراد باي من بلد الكاف وأنّه حاز المحلّة والبلاد في تلك الساعة التي دخل فيها للزاويتين، فرعب إبن عطية من ذلك رعبا عظيما، وأرسل محمّد باي إبن الانكشاري لصفاقس وأمره بالقبض على إبن عطية، وجهّز معه نحو العشرين فارسا، فتوجّهوا / لصفاقس وسبق إبن الانكشاري ومعه فارس واحد، فلمّا بلغه خبر وصولهم

(103) في ش: «فيارات» ، وفنارات ج فنار، فانوس زيتي يصعب وصفه لعدم معرفتنا لجزئياته، وكانت للمدينة حسب ما ترشدنا إليه دفاتر الأحباس المحفوظة بمتحف صفاقس فنارات تنير الشوارع ليلا.

(104)

يقصد التابوت الذي يعلو القبر.

(105)

الموجودة الآن في الشارع الذي يحمل إسمه داخل المدينة.

(106)

عبد القادر الجيلاني (1077 - 1166 م) مؤسس الطريقة القادرية ومن كبار الصوفيين، فتح له زاوية في بغداد، وكانت الطريقة القادرية من الطرق الصوفية الرائجة في صفاقس في عصر المؤلّف، ولها أتباع كثيرون.

(107)

في ب وط: «ثم عمم في الاستغاثة فصار يقول: يا رجال الله، ثلاثا، فلمّا أدخله بعض دوره رجع الكلب نادما» .

(108)

في ط وب: «قد ندمت» .

(109)

ما بين القوسين ساقط من ط.

ص: 208

- وكان يحلق رأسه فحلق منه نصفه وبقي نصفه - حمله (110) الفزع على ترك رأسه منصّفا من غير إكمال، وفرّ هو وحريمه وأتباعه (ومماليكه عراة)(111) حفاة فلم يهتدوا (112) لزاوية أبي بغيلة إلاّ بعد (التي واللتيا)(113) فقيّده الله في زاوية سيدي علي الكراي رحمه الله ونفعنا به - (114) وأقام بها أيّاما، وبقيّة فرسان إبن الإنكشاري لمّا وصلوا البلد وجدوا الباب مغلقا فرجعوا للقيروان، وذلك أنّ أهل البلد من شدّة بغضهم في إبن عطية لمّا دخل إبن الإنكشاري خافوا أن يخرج إبن عطية فغلقوا أبواب البلد، ولمّا استقرّ ابن الإنكشاري هجم على إبن عطية فعجز عنه لتحرسه بالبندق.

قال الشّيخ أبو الحسن - رحمه الله تعالى - دخل بعض النّاس على إبن عطية يوم موته فرأى (وجهه منتقعا (115) وصدره مختلجا فقال له: ما لك؟ فقال: أخذتني سنة فرأيت ثلاثة رجال قد دخلوا علي هذه التّربة، فقال أحدهم: كتّفوه، فكتفني واحد. ثم دقّني واحد منهم في هذا الموضع الذي تراه مختلجا، فقلت لهم: من أنتم؟ فقال أحدهم: أنا عبد القادر الجيلاني، وهذا أبو إسحاق الجبنياني، وهذا الذي دقّك أبو بكر الكرّاي، وجعل الشّيخ الجيلاني ينادي: يا علي يا كراي، فأجابه الشّيخ من القبر، فكان أوّل من ضرب من جماعة إبن عطية هو برصاصة في الموضع الذي اختلج عليه من صدره، ثمّ قتل أتباعه ومماليكه جميعا بالسّيف والبندق وربطت (116) أرجلهم بالحبال وجرّوا بالأزقّة (117) وكان بين دخول حرم الشّيخ وقدوم إبن الإنكشاري خمسة أيّام فمن ثمّ يسمّى الشّيخ أبو الحسن الخموسي (118).

(110) في الأصول: «فحمله» .

(111)

ساقطة من ش.

(112)

بعدها في ب: «ففرح بذلك الخاص والعام والكبار والصغار فيا له من يوم عند أهل البلد» وهذه الجملة حشو في غير مكانها.

(113)

في ت: «جهد جهيد» .

(114)

بعدها في ط: الجملة التي نقلناها من «ب» في الهامش الذي قبل السابق.

(115)

في ت: «وجهه منتفخ وصدره مختلج» ، وفي ب:«وجهه منتقعا وصدره مختلجا» ، وفي ط:«وجهه منتقعا منتفضا مختلجا» .

(116)

في الأصول: «ربط» .

(117)

بعدها في ط: «قال الشّيخ أبو الحسن: فعوقبوا مثل ما صنعوا واحدة بواحدة والبادئ أظلم، كما تدين تدان، والعبد يجازى بمثل ما صنع، فأخرج من الزاوية هو وأتباعه ومماليكه وقتلا معا بالحديد الخ. نسئل الله السلامة والعافية، ورأى بعض الناس الشيخ في تلك الليلة.

(118)

يعرف بهذا اللقب إلى الآن، وبعده في ب: «قال الشيخ أبو الحسن: فرقبوا بمثل ما صنعوا واحدة بواحدة =

ص: 209