المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ترجمة الشيخ طيب الشرفي: - نزهة الأنظار في عجائب التواريخ والأخبار - جـ ٢

[محمود مقديش]

فهرس الكتاب

- ‌المقالة الحادية عشرةفي ذكر دولة آل عثمان

- ‌الباب الأولفي ذكر سلاطينهم لوقت التاريخ

- ‌بداية الدولة العثمانية:

- ‌السّلطان أورخان:

- ‌السّلطان مراد خان الغازي:

- ‌السّلطان با يزيد خان الأول:

- ‌السّلطان محمّد خان:

- ‌السّلطان مراد خان الثاني:

- ‌السّلطان محمّد الثاني:

- ‌نبذة تاريخية عن القسطنطينية قبل الفتح العثماني:

- ‌فتح محمّد خان للقسطنطينية وغيرها:

- ‌السّلطان بايزيد خان الثّاني:

- ‌السّلطان سليم خان الأوّل الغازي:

- ‌حركة شاه اسماعيل ومقاومة السّلطان سليم له:

- ‌أخذ سليم الأوّل لبلاد الشّام ومصر:

- ‌أخذ سليم الأوّل لمصر:

- ‌السّلطان سليمان خان الأوّل القانوني:

- ‌سليم خان الثّاني:

- ‌بقيّة سلاطين آل عثمان:

- ‌فضائل العثمانيّين:

- ‌الباب الثّانيفي دخول العساكر العثمانية المنصورة لإفريقية لإنقاذها من أيدي أهل الكفر والضّلال

- ‌الباب الثّالثفي ذكر أمراء تونس من العساكر العثمانية بعد فتح الباشا سنان - رحمه الله تعالى

- ‌عهد الباشوات:

- ‌بداية عهد الدايات:

- ‌ابراهيم داي:

- ‌موسى داي:

- ‌عثمان داي:

- ‌يوسف داي:

- ‌الداي أسطى مراد:

- ‌الداي أحمد خوجة:

- ‌محمد لاز:

- ‌بداية البايات:

- ‌مراد باي وبداية الدولة المرادية:

- ‌الباي حمّودة باشا المرادي:

- ‌الدايات في عهد المراديين:

- ‌مراد باي:

- ‌محمد باي بن مراد:

- ‌محمّد باي الحفصي:

- ‌الفتنة بين محمد باي بن مراد وأخوه علي:

- ‌ علي باي

- ‌الداي أحمد شلبي ودوره فيالفتنة بين الأخوين محمّد باي وعلي باي:

- ‌فتنة أحمد شلبي وإتّفاق الأخوينمحمّد باي وعلي باي على قتاله:

- ‌نهاية علي باي:

- ‌عود إلى أخبار محمد باي:

- ‌فتنة محمّد بن شكر:

- ‌فتنة الداي محمّد طاطار:

- ‌عود إلى أخبار محمّد باي:

- ‌رمضان باي:

- ‌مراد باي بن علي:

- ‌ إبراهيم الشّريف

- ‌حسين بن علي وقيام الدّولة الحسينية:

- ‌الفتنة الحسينية الباشية:

- ‌علي باشا بن محمّد:

- ‌فتنة يونس باي:

- ‌محمد بن حسين بن علي:

- ‌علي باشا إبن حسين بن علي:

- ‌حمّودة باشا الحسيني:

- ‌الخاتمة:

- ‌الباب الأوّلفي ذكر وضعها وما يتعلّق بذلك

- ‌تأسيس سور صفاقس:

- ‌الجامع الكبير:

- ‌السّقاية:

- ‌الربض القبلي:

- ‌كسوف بالشمس:

- ‌الطّاعون وأثره:

- ‌صوف البحر:

- ‌آراء بعضهم في صفاقس:

- ‌الباب الثّانيفي ذكر ولاّتها

- ‌إستقلال حمّو بن مليل بصفاقس:

- ‌ولاّتها بعد فتح تميم بن المعز لها:

- ‌ولاّتها أيّام الموحّدين:

- ‌ولاّتها أيام الدّولة الحفصية:

- ‌إستقلال المكّني بها:

- ‌إبن عطية جلي:

- ‌إبن الإنكشاري:

- ‌الباب الثّالثفيما وقع لأهل صفاقس من الجهاد في هذه الأعصار المتأخّرة

- ‌حروب صفاقس مع مالطة:

- ‌حروب صفاقس مع البلنسيان:

- ‌الباب الرّابعفي ذكر بعض أهل الخير والصّلاح من العلماء والأولياء المتقدّمين بصفاقس ووطنها

- ‌مفهوم الولي والكرامة:

- ‌ترجمة أبو خارجة عنبسة:

- ‌ترجمة القاضي عيسى بن مسكين:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق الجبنياني ومناقبه:

- ‌ترجمة الأديب عبد الله الجبنياني:

- ‌ترجمة الفقيه أبي القاسم عبد الرّحمان اللبيدي:

- ‌ترجمة أبي عمرو عثمان الصّدفي المعروف بابن الضّابط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي حفص عمر القمّودي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي اللخمي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي القاسم عبد الخالق السّيوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي يحيى زكرياء إبن الضابط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي بكر الفرياني:

- ‌ترجمة عبد الله الفرياني:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الطّبّاع:

- ‌ترجمة الشّيخ طاهر المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي مدين شعيب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المحجوب:

- ‌ترجمة الشّيخ طاهر بن عبد الواحد المزوغي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عبّاس الجديدي:

- ‌ترجمة المرابطة السّتّ أم يحيى مريم وشيخها أبي يوسف الدّهماني:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الواحد إبن التّين:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي سيدي جبلة:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن عبد النّاظر:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي بن عبد الكافي:

- ‌ترجمة الولي إبراهيم بن يعقوب المعروف بصيد عقارب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي العبيدلي:

- ‌تتمّة ترجمة الولي إبراهيم بن يعقوب: صيد عقارب:

- ‌ترجمة الشّيخ نصير بن حامد، حفيد صيد عقارب:

- ‌ترجمة الشيخ سيدي عبد الله:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي بكر القرقوري مع التعرّض لشيخيه: الجديدي والشبيبي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله الأنصاري شهر الصّفّار:

- ‌ترجمة الشّيخ إبراهيم الصفاقسي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي علي الكرّاي:

- ‌تعريف بالسّادة الوفائية:

- ‌تتمّة ترجمة الشّيخ علي الكراي:

- ‌ترجمة الشّيخ عمر الكرّاي:

- ‌ترجمة الشيخ محمد الكراي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن عمر ابن الشّيخ علي الكرّاي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن الكرّاي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المرّاكشي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عيسى بن عمران البلوي:

- ‌ترجمة الشّيخ مخلوف الشّرياني:

- ‌ترجمة الولي محمّد الرّقيق أبي عكّازين:

- ‌ترجمة الشّيخ منصور بن عبد الله القرقوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي محمّد عبد الله الأومي:

- ‌ترجمة الولي منصور الغلام:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي الوحيشي:

- ‌ترجمة الولي سعيد بن منصور الوحيشي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن سعيد بن منصور الوحيشي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الحكموني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الحكموني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المؤخّر:

- ‌الشّيخان: الجمل والحرقاني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الغراب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المكّي:

- ‌ترجمة الشّيخ رمضان أبو عصيدة:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم المزغنّي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي بن خليفة:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد كمّون:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد البجّار:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد الخميري:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد حامد النّوري:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد العزيز الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي عبد الله الجمّوسي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد العزيز الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد السّلام الفراتي:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد بن المؤدّب الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي محمّد حسن الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن محمّد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ طيّب الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن أحمد الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد بن حسن الشّرفي:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد المغربي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي ذويب:

- ‌ترجمة الشّيخ محمّد الزّواري:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد المصمودي:

- ‌ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان بكّار:

- ‌ترجمة الشّيخ إبراهيم الخرّاط:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي الأومي:

- ‌ترجمة الشّيخ الأديب أبي الحسن علي الغراب:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المصمودي:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ عمر بن محمّد الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد الجمّني:

- ‌ترجمة الشّيخ أحمد بن عليابن عبد الصّادق الطرابلسي الحامدي:

- ‌ترجمة الشّيخ علي بن الشّاهد المنيي:

- ‌ترجمة الشّيخ الولي محمّد عبّاس:

- ‌ترجمة الولي عمر كمّون:

- ‌ترجمة الولي شعبان زين الدّين:

- ‌ترجمة الولي أبي عبد الله محمّد المسدّي:

- ‌ترجمة الولي أبي الفوز سعيد حريز:

- ‌ترجمة الولي أبي الحسن علي الجراية:

- ‌ترجمة الولي أبي عبد الله محمّد أبو مغارة:

- ‌ترجمة الولي أبي العبّاس أحمد التّاجوري:

- ‌خاتمة النّاسخ:

- ‌فهرس‌‌ المصادر والمراجع

- ‌ ا

- ‌ ب

- ‌ت

- ‌ح

- ‌ج

- ‌خ

- ‌د

- ‌ر

- ‌س

- ‌ ذ

- ‌ ز

- ‌ ش

- ‌ ط

- ‌ ص:

- ‌ض:

- ‌غ

- ‌ ع

- ‌ ف

- ‌ ق

- ‌ل

- ‌م

- ‌ك

- ‌ ن

- ‌و

- ‌ه

الفصل: ‌ترجمة الشيخ طيب الشرفي:

‌ترجمة الشّيخ طيّب الشّرفي:

وأمّا الشّيخ (168) أبو الشذى (169) سيدي طيّب الشّرفي فقد كان رحمه الله إماما في علوم الدين، عمدة، ثبتا، حجة، متقنا، متفننا، أحد نوادر الزمان زهدا وصلاحا، فاز من العلوم الأدبية بالقدح المعلّى من جميع أنواعها، وأما الفقه والحديث والتفسير والقراءات والتجويد والأصول والتوحيد والفرائض والحساب فحدث عن البحر ولا حرج، وأخذ من المنطق الحظ الأوفر، والحاصل أنّه رحمه الله كان كاملا في مشيخة السنة.

وكان في ذاته حسن الخلق والخلق، والهيئة والسيرة، حليما كريما محبّبا عند النّاس، نفّاعا لخلق الله ببذل العلم لسائله، موفقا مدقّقا في تقريره، وهو القائم بالمدرسة بعد أبيه.

وكانت رحلته لتونس فأخذ عن شيخنا سيدي عبد الله السّوسي، وشيخنا سيدي قاسم المحجوب، (والشيخ الغرياني، وأخذ التّجويد عن الشيخ)(170) السّبعي المقري في آخرين من مشايخ العصر بتونس.

وكان رحمه الله راغبا عن المناصب كلّها، فطلب أوّلا هو والشّيخ سيدي حسن المفتي - المقدّم الذّكر - أن يكونا كاتبين عند الباشا رحمه الله وأرسل إليهما فذهبا إليه / فطلبهما في ذلك فامتنعا، وطلب هو أيضا أن يكون قاضيا فامتنع، فجعل أهل البلد فيه وثيقة أنّه يصلح بنا للقضاء وشهدوا فيها (171) أنّه لا يصلح إلاّ هو، وأرادوا توليته كرها عليه، فقال لهم: إن أردتم خروجي من بينكم خرجت وولّوا (172) من يصلح غيري بكم فكفوا عنه.

وكان في ابتداء أمره قد يتحمّل بعض الشهادات ثمّ ترك ذلك واقتصر على بثّ العلم ونشره، ونصح الخلق وتعليمهم، فاعتقده كافّة النّاس، وأخذ عنه خلائق لا يحصون كثرة كالشيخ أبي العباس سيدي أحمد إبن الشيخ سيدي أحمد الشّرفي المفتي، والشيخ أبي عبد الله محمد المغربي، والشيخ أبي الحسن علي ذويب الشاعر، والشيخ أبي عبد الله سيدي محمد الزّواري أحد شيوخنا، والشيخ أبي عبد الله محمد المصمودي

(168) في ط: «أما أخوه» .

(169)

في الأصول: «الشذا» .

(170)

ما بين القوسين ساقط من ط.

(171)

ساقطة من ط.

(172)

في ط: «وأولو» .

ص: 401

القاضي، والشيخ الأديب الشاعر أبي إسحاق إبراهيم الخرّاط، والشيخ أبي زيد سيدي عبد الرّحمان بكّار، والشيخ أبي العباس أحمد المصّمودي إبن الشيخ عبد الرّحمان، والشّيخ سيدي الحاج طاهر المحجوب، والشيخ علي البقلوطي، وكان عدلا، والشيخ سيدي قاسم بن عاشور الجمّالي، والشيخ أبي عبد الله محمّد بن عاشور، والشّيخ فرج ابن عاشور، مع خلائق من قصور السّاف والوطن لا يحصون، وكذا شيخنا أبو عبد الله محمد الدّرناوي والشيخ أبي عبد الله محمد حمزة، وأخذ عنه أيضا نجلاه / وأبو زيد سيدي عبد الرحمان، وأبو عبد الله سيدي محمد الشرفي إبن الشيخ سيدي حسن المفتي - المقدّم الذّكر - فهؤلاء مشاهير أصحابه وأكثرهم لنشر العلم في حياته وبعد وفاته.

وممّا أنشده تلميذه أبو إسحاق سيدي إبراهيم الخرّاط - أبقى الله مهجته (173) - عند ختمه للشفاء للقاضي عياض بقصيدة وهي هذه:

[الطويل]

عليّ بمن أهوى حديث الشّفا قصّوا

وعن شرح تهيامي (174) ووجدي به نصّوا

حديث غرامي في هواه مسلسل

ومرسل دمعي لا يقيّده ربص

يصحّح يأسي منه فتكة لحظه

كأن له في كلّ جارحة شقص

كأنّ له ثان (175) على كلّ مهجة

كأنّ له حقّ، كأنّ له نصّ

وتطمعني فيه زخارف لفظه

كأنّ [له] على جلب القلوب له حرص

علقت به ريّان من ما شبا به

وفي مهجتي من نار وجنته لقص

أسيل المحيّا يخجل البدر طالعا

وللشّمس منه وهي مشرقة رهص (176)

فلا عيب فيه غير لدن (177) نوابه

وفي ردفه ثقل تباهي به الدّعص

وفي ريقه شهد وفي ثغره لمى (178)

وفي لحظه سحر وفي فرعه عقص

نسيت وما أنسى عتابا على النّوا

ورتجه (179) مصغ ما (180) له بعدها ربص

وحلو حديث بالعتاب مردّد (181)

عفيف فلا لثم يريب ولا مصّ

سقى ورعى ربعا ونيلا (182) تشفّيا

من الوصل حتّى كان يفضحنا (183) القرص

(173) في ت وب: «بهجته» .

(174)

في ش: «تيهافي» .

(175)

في ط وب: «ثأر» .

(176)

كذا في ط وفي ش: «رعص» .

(177)

في ط: «لون» .

(178)

في ش: «سنى» .

(179)

في ط: «ورنحه» .

(180)

ساقطة من ط.

(181)

في ش: «فردده» .

(182)

في ط: «وليلا» .

(183)

في ط: «يفصحنا» .

ص: 402

طرقت خلال الحيّ خطوي مقصّر

ولفظي ومن أهوى على سرّنا مقص

أصاحب (184) قلبا لا يذلّ وصارما

له كلّما قد سلّ من غمده وبص (185)

أجوب به ديمومة تذعر (186) القطا (187)

فليس بها إلاّ اليعافير والدّرص (188)

أمانا أمانا أيّها الفاتك الّذي

على كلّ قتلى لحظه ما له نكص

بنا قد (189) سعت ناس فصدّق ظنونهم

كما زعموا أنّي بوصلك مختصّ

فثغرك أنّي لم أكن من جناته

فما لك بالهجران مني تقتصّ

قطعت يدي منه (190) ولست بسارق

لدرّه فاعلم إنما يقطع اللّصّ

سأوجد عن حتفي بحبك محفة

وها عند شيخي طيّب الشّرفي النصّ (191)

هو الطيّب ابن الطّيب الطاهر الذي

غدا فوق فرق (192) الفرقدين له قنص

هو السيّد المهتزّ صارم فكره

لقرع العويصات التي ما لها نصّ

تجاذب أيدي فكره كلّ شارد

عن الذهن حتى يستبين (193) له لحص (194)

وجيز فصيح ماهر شمس (195) محضر

على درسه كلّ البرية تنتصّ

تراهم لديه من إفادته لهم

حروف سطور في الطّروس قد التصّ [وا]

كما الهيم (196) حول الورد ذات ازدحام أو

لواحظ عشّاق على الحسن تكتصّ

أسيّدنا يا منبع العلم والتّقى

أثرت منار العلم فهو بكم يخصّ

فدم أيّها الحبر السّنيّ السّور (197) ذا (198)

فخار وبالعلياء والفضل تختصّ

فمهما بدت من (199) حاسد لك (200) لفتة

تبدّى (201) لنا في جيده عند ذا (202) وقص

ولو في بنان (203) الدّهر كلّ كريمة

بدت خاتما (204) ضاءت فأنت لها فصّ

(184) في ط: «أصاب» .

(185)

في ط: «رقص» .

(186)

في ش: «تذعن» .

(187)

في ط: «القضا» .

(188)

في ط: «الروص» .

(189)

في ت: «بنادق» .

(190)

في ط: «مني» .

(191)

في ط: «نص» .

(192)

ساقطة من ط وت.

(193)

في ط وت: «يتبين» .

(194)

في ت: «الحص» .

(195)

ساقطة من ط، وفي ت:«شر» .

(196)

في ط: «البهم» ، وفي ت:«اليهم» .

(197)

في ط: «البري» ، وفي ت:«البر» .

(198)

في ت: «أخا» .

(199)

ساقطة من ت.

(200)

في ت: «إلى» .

(201)

في ط: «تبدو» .

(202)

في ت: «عندنا» .

(203)

في ط: «نفاق» .

(204)

في ط: «ختما» .

ص: 403

ولو أن شمس الأفق باهت بنورها

دراري السّما ودّت لوانت لها قرص

أمولاي دم فخرا وعزا (205) وسؤددا

فأنت الذي عن كلّ مجد له (206) حرص

بختم الشفا هنيت فلتبد ساحبا (207)

ذيول علا منها عليك غدت قمص

فيا لك من حبر كشفت نكاته

لنا فغدا في كلّ علم لنا شنص (208)

جزاك جزاء الله عنا بفضله

نعيما بفردوس لولدانه قفص

خدمت بمدحي روض مجدك مذ (209) رأيت

عن خدمة العلم الشريف لك الفحص

فإنّك يا فخر الورى بحر سؤدد

لفكري فيه عن لآلي الثنا غوص

فدرّ مديحي فيك منه التقطته (210)

وما كان إلاّ النضد (211) لي فيه والوص

ولو كان في وسعي جذبت النّجوم كي

أحلّي بها مدحي لكم ولها رقص

فها بنت (212) فكري غادة قد توشّحت

بدرّ ثناء لم يحصه العدّ والخرص

فخذها عروسا مهرها صالح الدعاء منك

وشرطي لا يلاحظها خصّ

عليك سلام الله ما هبّت الصّبا

بروض وغنّى (213) فيه ورق له كصّ

وصلّ وسلّم يا إلاهي على النبيء والآل (214)

والأصحاب بالفضل قد خصّ [ـوا]

ولم يزل مرضي السّيرة طيّب السّريرة إلى أن حضرته الوفاة شهيدا مبطونا يوم ثلاثة عشر خلت من رجب الحرام سنة ثمان وتسعين ومائة وألف (215) فقرأ {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَاُدْخُلِي جَنَّتِي} (216) وأوصى أن يصلّي عليه تلميذه الشيخ سيدي أحمد بن سيدي أحمد بن حسن لما اعتقد فيه من الصلاح والفضل، وكان ذلك إشارة والله أعلم إلى توليته مشيخة المدرسة فكان ذلك، ثمّ تشهد شهادة الحقّ، وفارق الدّنيا - رحمه الله تعالى - وخرج خلف جنازته خلق ملأ الفضاء، ورثاه تلميذه الشّيخ علي ذويب بمرثية طويلة قرأها عند سرير نعشه قبل الصلاة عليه وهي هذه:

(205) في ط وت: «عزا وفخرا» .

(206)

في ت: «لها» .

(207)

في ط: «أساحب» ، وفي ت:«ساحب» .

(208)

في ط وت: «سنص» .

(209)

في ط وت: «قد» .

(210)

في ط وت: «التعضمه» .

(211)

في ت: «النظر» .

(212)

في ط: «نبت» .

(213)

في ط: «وعنا» .

(214)

في ت: «وآله» .

(215)

5 ماي 1783 م.

(216)

سورة الفجر: 27 - 28 - 29 - 30.

ص: 404

[الكامل]

ريب (217) المنون من البريّة دان (218)

ورداه لم يظهره (219) منه يدان

عجبا (220) له أردى ولم يك (221) ذا يد

ومهنّد صمصامة وسنان

لم يثنه عن حكمه الجاري على

غير المراد من الخليفة (222) ثان

بالله عاتبه على وثباته

وثباته (223) فيها الفظيع الجان

أرأيت كيف دهى فهال فهاج (224) في

كلّ القلوب فوادح الأحزان

ولمحت بدرا (225) كيف سار مشيعا

في الجوّ بالأملاك للرّحمان

والنّاس طرّا حوله ودموعهم

فاضت على الوجنات والأذقان

ما لي أرى الأجفان غير قريحة

والدّمع منها غير أحمر قان

وعلام فارق لعننا (226) دارا (227) غدت

مثوى النكاد وطارق (228) الحدثان

ليست بدار للقرار ولا لما

ترجوه من أمن ونيل أمان

كم نغّصت (229) عيشا وكم قد فرّقت

بين امرئ وأليفه المتدان

وكم اغتدت (230) وبدت مخادعة لمن

قد أعجبته ولا خداع روان (231)

تنمو فجائعها وتأتي بغتة

كالصّلّ (232) يكمن في الزهور لجان (233)

أبناؤها (234) أحنت (235) عليهم فاغتدوا

صرعى بخالية من السّكّان

ويل امرئ تلفيه مغرورا بها

متلهّفا (236) بوبالها الفتّان

وتراه مسرورا بمن هو شائد

لقصوره فيها ومن هو بان

(217) هذه المرثية موجودة في تقريرات الشيخ علي ذويب على حاشية الشيخ يوسف الحفناوي على الأشموني. مخطوط تابع لمكتبة الشيخ علي النوري، انتقل إلى متحف العادات والتقاليد الشعبية بصفاقس ومنه إلى المكتبة الوطنية بتونس وهو مسجل تحت رقم 20175 (مكتبة الشيخ علي النوري) والقصيدة هنا وهناك تختلف بعض الشيء في تقديم الأبيات وتأخيرها، وزيادة ونقصان.

(218)

في ط: «دن» ، وفي ت:«دنى» .

(219)

في ت: «يظهر» .

(220)

في ت: «عجب» .

(221)

في ط وت: «يكن» .

(222)

في التقريرات: «الخليقة» .

(223)

في ط: «وثبانه» .

(224)

كذا في ط، ساقطة من ت، وفي ش:«ففاج» .

(225)

في الأصول: «يدبل» وفي التقريرات: «يذبل» .

(226)

في ت وط: «لعشا» .

(227)

في ت وط: «دار» .

(228)

في ت وط: «وطاق» .

(229)

في ت وط: «نقصت» .

(230)

في التقريرات: «اعتدت» .

(231)

في التقريرات: «زوان» .

(232)

في ت: «كالضل» .

(233)

في ط: «يجان» .

(234)

في ط: «انباؤها» .

(235)

في التقريرات: «أخنت» .

(236)

في التقريرات: «متلهيا» .

ص: 405

أبغض بها من مستقرّ نوائب

ومحلّ أكدار ودار هوان

أين الوصيّ مدينة العلم الرّضى

والشّيخ ذو النّورين والشّيخان

والأصبحيّ الفرد مفتي طيبة

وعليهما (237) المثني على النّعمان

وأخو المكارم نجل إدريس الّذي

قد سار للفسطاط من بغدان

والمهتدي الصوفي مفخر (238) حنبل

والسيّد الحنفي والأخوان (239)

وبنو (240) الحسين الأتقياء أولو الهدى

والشيخ عبد القاهر الجرجان (241)

والأشعريّ الشيخ والقاضي أبو

بكر وسعد الدّين والعمران

والسيّد السّند الفصيح لسانه

والمرتضى عمرو أبو عثمان

وأبو المعالي والإمام وجعفر

والزاهد القرنيّ (242) والحسنان (243) /

والسادة الأشراف من ملكوا الدّنا

وحووا مناهم من بني (244) مروان (245)

أيرى (246) التّسلّي بالّذين ذكرتهم

عن شيخنا في حيّز (247) الإمكان

لا والّذي أهدى لمن حملوا له

ذاك السرير موفّر الغفران (248)

وأفاض - جلّ - على الألى معه مشوا (249)

ما راق من عفو ومن رضوان (250)

(237) في التقريرات: «وعليها» .

(238)

في ط: «معجز» .

(239)

كامل هذا البيت غير موجود في التقريرات.

(240)

في ت: «وبني» .

(241)

في ط: «الجرجاني» .

(242)

في ط: «القرن» .

(243)

في ت: «وحسان» .

(244)

ساقطة من التقريرات.

(245)

بعدها في التقريرات هذا البيت: «كل مضى فكأنه لم يبد في ذي الدار حينا مأمن الأحيان»

(246)

كذا في التقريرات وفي الأصول: «أبدى» .

(247)

في ت وط: «خير» .

(248)

في التقريرات: لا والذي أهدى لحامل نعشه ومشيعيه موفر الغفران.

(249)

في ت وط: «معشو» .

(250)

في التقريرات: «وأراه في دار الخلود قصوره وحباه ما قد رام من رضوان وحلائلا من حورها قالت له أهلا بهذا العلم الربان»

ص: 406

إن حلّ ذا الشيخ الجنان فكلّنا (251)

يمسي لأشقى (252) الحرق في (253) نيران (254)

نحن الذين ننوح (255) من فقدانه

نوح الحمام على قضيب البان

ونبين شجوا (256) مجريا فوق الثرا

دمعا يرى متواصل الفيضان (257)

بلدي صفاقس قد بدت لبّاسة

ثوب الحداد (258) بذلك الفقدان

مرّت مفاخر مجدها ولطالما

زهيت به وجلت على بلدان (259)

ما لي أرى سكّانها لم يسلبوا (260)

ألبابهم ويروا ذوي هذيان (261)

يا أيّها الموت الذي بهجومه

تبدي النّفوس نوى عن (262) الأبدان

هلاّ تركت أبا الشّذا أستاذنا

الفهّامة العلاّمة الصّمدان

شيخ المشايخ طيّب من فضله

ذكراه طيّبة بكلّ مكان

الخيّر الشرفيّ والهادي الذي

ما إن له بين البرية (263) ثان (264)

المهتدى لعقائد أثنى على

تحريرهنّ تقدّس الديان (265)

خلت الديار من المعارف مذ خلت (266)

من ربّها النقّالة المعوان (267)

(251) في ت وط: «فكأنما» .

(252)

في ت وط: «الأسقى» .

(253)

في ت: «من» .

(254)

في التقريرات: أضحى لديها في الجنان وكلنا أمسى لأشقى الحزن في نيران

(255)

في ط: «نتحوح» .

(256)

في ت وط: «شبرا» .

(257)

في التقريرات: «نبين عليه فضيعة وبكى يرى متواصل الفيضان»

(258)

في ت وط: «المراد» .

(259)

في التقريرات: «حلوان» وبعده بيت ساقط: «كم من بكى في القطر فاض عليه من انسانة ناحت ومن انسان» .

(260)

في ط: «يلبسوا» .

(261)

ساقطة من التقريرات.

(262)

في ت وط: «على» .

(263)

في التقريرات: «الخلائق» .

(264)

في التقريرات: «شاني» .

(265)

كذا في التقريرات وفي الأصول: «الدفمان» .

(266)

في ط: «قد حلت» .

(267)

في ط: «المعدان» .

ص: 407

الطّاهر الآباء والآراب والأحلام

والإخوان والخلاّن

والأثوب البيض الّتي هبّ الشّذا

منها على الأذيال والأردان

ببيان منطقه البديع ونحوه

ذكر الفتى البصريّ والشيخان

وبفقهه الكرديّ أصبح صيته

مستخرجا من ربقة النّسيان

قد شاذ مذهب مالك وأبانه

بعد اندراس رائق البنيان

ودرى معارف بعد (268) عشر قد مضت

من سنّه لم يدرها الشّيخان

أبدى وجوها للحديث بديعة

خفيت عن العينيّ والكرمان

وأبان (269) حفظا فائقا (270) ذا فطنة

هزأت بفطنة أحمد الهمدان

حبر ترحّل غير معتوب (271) ولا

متصنّع أشر ولا منّان

ومضى أبرّ مهذّب فهم أخا

غلب (272) إلى أسنى التّقى حنّان

ومضى لطيفا طبعه ذا همّة

شادت له للفخر خير منان (273)

أحيى بمبدع نحوه وببثّه

فيمن تطلّبه أبا حيّان

وأتى بمختار الخلاصة منه في

درس أنار مفاخر الحيّان (274)

وألاح منطقه البديع بيانه

نقدا لما انتخبوه في (275) الميزان (276)

لهفي عليه أغرّ أفضل سيّد (277)

ذي سؤدد من دونه النّسران

ندب بديع (278) رثائه فرض على

كلّ امرئ للشّعر (279) غير معان

حسّان أشعار تسرّ وطالما

سرت فنون الشعر من حسّان

لهفي على ذا الشّيخ طيّب الرضا ال

ـشّرفي فخر أفاضل الأزمان

طاب الثّناء عليه ذا (280) حسن به

في خجلة كم قد بدى الغمران

كم مستفيد ذاد عنه ضلالة

بهدى حجاه السّاطع البرهان (281)

(268) في التقريرات: «وقائق عند» .

(269)

في الأصول: «وبان» .

(270)

في التقريرات: «رائقا» .

(271)

كذا في التقريرات وفي ط: «معتو» ، وفي ش وت:«معتوى» .

(272)

في التقريرات: «قلب» .

(273)

في التقريرات: «ميان» .

(274)

في التقريرات: «الجياني» .

(275)

في الأصول: «من» .

(276)

في التقريرات: «نقدا لما انتخبوا من الميزان» .

(277)

في ت وط: «سيدي» .

(278)

في التقريرات: «أبر» .

(279)

في التقريرات: «للنظم» .

(280)

في ط: «عدا» .

(281)

هذا البيت ساقط من التقريرات.

ص: 408

ومقرّه (282) في ختمه (283) أبدى (284) له

مدحا على رغم الحسود العان (285)

كتب البيان قد اعترتها كربة

بمضيّه المهمي (286) بكا الأجفان

وبكت بكا الثّكلى عليه وقد بدت

في بردة المتغرّب الحيران

النّصح والإنصاف قد ذهبا معا

بذهابه المذكي لظى الأشجان

والفقه والتّحرير معه ترحّلا

للرمس في طيّ من (287) الأكفان

واها لأكفان قد اشتملت على

بحر تلاطم أو على لبنان

لهفي على من كان أعلم عالم

بدلائل الإعجاز للقرآن

هاد لأسرار البلاغة مغرم

بنهاية الإعجاز (288) والإتقان

صبّ بتلخيص المعاني مولع

بمقاصد الإيضاح والتّبيان

لهفي على (289) من (290) علمه انتفعت به

أهل الذّكاء الكاملو (291) الإيمان

لهفي على معشوق محراب به

فضع الأسى لحسوده الشّيطان

لهفي على عفّ الضّمير (292) المرتدى

بالفضل والعاري من النّقصان

لهفي على فهم مدائح علمه

أزرت بنظم قلائد العقيان

لهفي على فطن أغرّ موفّق

ذي مسطر مستحسن ولسان

لهفي على نقاد ألفاظ حوت

غرر البدائع صيرفيّ معان

لهفي على حبر له لم يبد في

أسنى الفضائل والفواضل ثان

علم البلاغة والعقائد طالما

أبداه عذب (293) موارد ومجان

هو ثالث الشّيخين في الفنّين بل

هو خير أعلام الورى الأعيان

حسد السما والأرض (294) منذ مشت بها

منه وأبدى طيبها القدمان

فكأنه من عالم (295) الأملاك لا

من عالم يعزى إلى الإنسان

بدروسه المثنى على تدقيقها

وبورده كم أشرق الملوان

(282) في ط: «ومغرض» .

(283)

في ط: «ختمها» .

(284)

في ط: «بدى» .

(285)

كامل البيت ساقط من التقريرات.

(286)

في ط: «المهير» .

(287)

ساقطة من ت.

(288)

في ت وط والتقريرات: «الإيجاز» .

(289)

في ش: «عن» .

(290)

ساقطة من ت.

(291)

في التقريرات: «الكاملي» .

(292)

في ت وط: «الضهير» .

(293)

في ت: «عذبا» .

(294)

في التقريرات: «السماء الأرض» .

(295)

كذا في التقريرات وفي الأصول: «علم» .

ص: 409

قد ناح من فقدانه الإسلام مع

أبنائه بالمدمع الهتّان

وبكت (296) زهور (297) علومه وعفافه

ووفاؤه المقصى عن (298) التّبيان (299)

ورثته (300) تحقيقاته الغرّ الّتي

كانت به تعطى بديع بيان

وتتيه بالقلم الذي أجراه (301) في

أدراجه منه جليل (302) بيان (303)

صادت صقور فهومه ما عنه قد

عجزت مخالب فطنة العقبان (304)

قد كان حصنا للشريعة (305) شامخا

صعب الذّرى (306) متمنّع (307) الأركان

قد (308) كان سلوة كلّ ثكلان أخا (309)

لفظ تبيّن عقلة العجلان

كم سرّت العلياء منه بفاضل

من بكا كلّ نزاهة ريّان (310)

سحبت فصاحته ذهول فهامة

ومديد نسيان على سحبان

قد كان مفتاح العلوم براحتي

لبّ له متكامل الرجحان (311)

ومطالع الأنوار كم قد أشرقت

في درسه النّفّاع ذي (312) الإحسان

ما الأرمويّ حكاه قدما في الحجا

وذكائه المستحسن الحسّان (313)

قد كان (314) نور ذكائه يبدو إلى

أهل النّهى في الدّرس ذا لمعان

قد كان هذا الشيخ طيّبا أخا (315)

تقوى منزّهة عن الخذلان

حبرا (316) أفاد العالمين معارفا

حسّانة بتلطّف وبيان (317)

وأجاب لمّا أن دعاه إلاهه

لجنان دار الخلد والحيوان

ومضى حميدا للنّعيم مخلّدا

جمّ العفاف كما مضى العمران (318)

(296) في التقريرات: «وبكاه» .

(297)

في التقريرات والأصول: «زهر» .

(298)

في ت وط: «على» .

(299)

في التقريرات: «ووفاؤه النائي عن الكيسان» .

(300)

في ط: «ورثه» .

(301)

في ت وط: «أجره» .

(302)

في ت وط: «خليل» .

(303)

في التقريرات: «بنان» .

(304)

في التقريرات: «عقباني» .

(305)

في التقريرات: «للديانة» .

(306)

في ت وط: «الدوي» .

(307)

في ت: «ممتنع» .

(308)

في ش: «وقد» .

(309)

في التقريرات: «وذا» .

(310)

كامل البيت ساقط من التقريرات.

(311)

في ش: «الرحجان» .

(312)

في ط وت: «البقاع ذو» .

(313)

في ط: «والحسان» .

(314)

في التقريرات: «كاد» .

(315)

في ت: «مع» .

(316)

في التقريرات: «حبر» .

(317)

في التقريرات: «ليان» .

(318)

بعده في التقريرات: «لو زاره الموتى كساهم في ألبان اكفاه مكرم الضيفان» .

ص: 410

نوح الأنام على الموفّق طيّب

مستحسن كبديع شدو قنان

ما الصّبر محمود عليه وربّما

يهجى امرؤ يشقى به ويعان

كلّ امرئ من أهل خلّته له

طرفان في بحر البكا غرقان

غسلا بدمعهما الرّقاد وغادرا

في الأرض سيّالا من الغدران

كم من بكى (319) في القطر فاض عليه من

إنسانه (320) ناحت ومن إنسان

يا ذا الّذي هو بالمضيّ لربّه

وبذكره منّا بعيد دان

أنرى نياما بعد فقدك في دجى

ليل بمتّقد الأسى (321) يقظان

فقدت علوم القطر منذ فقدت في

هذا الزمان الغادر الخوّان

القطر أظلم إذ محى عنه سنا

علم رحيلك عنه للحنّان

وتشرّدت عنه المفاخر كلّها

وبدت عليه كآبة الثّكلان

من للدّروس (322) الغرّ (323) بعدك في حمى

قد كان ذا فخر على جرجان

وعلى الدّيار لمصر طرّا تائها (324)

متهكّما بفخار تفتازان

لم يبق للتّحقيق (325) بعدك معتن

في سائر الأقطار والبلدان

من خير أعلام البريّة أنت في

ذي الدّار دار الغم آخر فان

ريّا مدائح دينك الموفور (326) قد

هبّت نسائمها (327) على الأكوان

كم طالب لمعارف أبدى بكا

جمّا عليك وسيّء الأحزان (328)

ويتيمة شقّت عليك جيوبها

جزعا كأرملة من الجيزان (329)

(319) في ت: «بكاء» .

(320)

في ط وت: «أسنانه» ، وفي التقريرات:«ألف بساءة» ، وبسأ بالشيء: أنس به.

(321)

في ت: «الأسمى» .

(322)

في ت: «من الدروس» .

(323)

في التقريرات: «الزهر» .

(324)

في ط وت: «طرتائها» .

(325)

في ط: «للحقيق» ، وفي التقريرات:«بالتحقيق» .

(326)

في ط: «أطوفور» .

(327)

في ط وت: «سنائمها» .

(328)

كامل البيت ساقط من التقريرات.

(329)

كامل البيت ساقط من التقريرات.

ص: 411

يهنيك أنّك غير مسؤول (330) بذا

ك (331) المشي من اسهالك الزّيّان (332)

فيه تيقّنّا سعادتك الّتي

حيّت تشهّدك العظيم الشان

كمد (333) الحسود به وكلّ مذبذب

غمر ردي أصله قرنان (334)

أنت السّعيد على الحقيقة والّذي

أرضعت للتقوى أجلّ لبان

أنت الشّهيد وأنت خير مبرا

من كلّ ما يدعو إلى الشّنآن

قد كنت للعلماء سلطانا له

فضل دراه كلّ ذي سلطان

أجرى عليك الطرف دمعا (335) كاد أن

يبدو بهدى (336) الدّار ذا طوفان (337)

سأقول للقوم الألي (338) باحثتهم

بمباحث زهر الوجوه حسان

أجروا الدّماء على المحاجر واتركوا

ماء الشؤون (339) لغير هذا الشان

نبذت (340) مفاتح جنّة الخلد الّتي

تاقت لزورتكم إلى رضوان

يبدو أمامك فاتحا أبوابها

ويريك أسنى الحور والولدان

فتكون بينهم أجلّ منعّم

طرب وخير مخلّد جذلان

تسعى عليك من الرحيق المشتهى

ومعينها الولدان بالكيسان

نلت الرّضى المهدى إليك كماله

مننا موفّرة من المنّان

يهنيك في تلك القصور تنعّم

قد حزته في رحمة الرّحمان /

فارقت دهرك شاكيا أفعاله

وبنيه (341) أهل الزّيغ والكفران

وقدمت مسرورا على مولاك ذا

دين كدين حبيبه العدنان

دام البكاء عليك من أهل الهدى

في كلّ منزلة وكلّ مكان

لو أنصفوك بدوا أسيل (342) مآتم

كمآتم ريت (343) من السنوان

من كلّ لاطمة لورد ناظر

شمّاء غير مهانة وعوان

ومبينة جزعا شديدا مبعدا

عنها (344) نفيس للحلي حصان

(330) في ت: «مسؤل» .

(331)

في ت: «بذا» .

(332)

في التقريرات: «الربان» .

(333)

في ت: «كمدا» .

(334)

في التقريرات: «باد الحسادة والعداوة عان» .

(335)

ساقطة من ش.

(336)

في ت: «بهذا» .

(337)

في الأصول: «طرفان» .

(338)

في ت: «الملي» .

(339)

في ت: «ما الشوق» ، وفي ش:«ما الشؤن» .

(340)

في ط وت: «تبدت» .

(341)

في ط: «نبيه» .

(342)

في التقريرات: «أهيلا» .

(343)

في ط: «ريث» .

(344)

في التقريرات: «عنه» .

ص: 412

أبا الشّذا المسرور في دار البقا

بأوانس حور العيون (345) غوان

أبقيت فينا خيّرين حجاهما

وذكاهما الوقّاد نقّادان (346)

كلّ يرى بعفافه ورشاده (347)

فخر الأحبة زينة الأقران

سيحلّ في تلك المجالس عالما

بمقاصد التفكير والإمعان (348)

ألفاظه المسرور سامعها ترى

كالزهر منثورا (349) بروض جنان (350)

يدعى الكبير وضدّه بين الورى

بمحمّد وبعابد الرّحمان

بهما عن الذكرى لفضل أبيهما

قد تغتدي يوما أولي سلوان

غمّي عليك أبا الشّذا (351) أظهرت ما (352)

ظهر الصّباح لمن له عينان

إني لأضعفها وإن أصبحت ذا

كمد عليك به الرّقاد جفان

وأبين من دمعي سوابق تغتدي

تجري لبعض الأرض في ميدان (353)

يبكي عليك محمّد في تونس (354)

ويرى رعاه الله ذا هيمان

أيّ امرئ من بعد فقدك لا يرى

في بردة المتحيّر الولهان

إن التّلامذة الألي علّمتهم

سلبوا النّهى فبدوا ذوى هذيان

يجب البكاء عليك يا شمس الهدى

أبدا على النسوان والذّكران

رحم الإله لكم كريم حشاشة

ما جال فيها الهم (355) بالعصيان /

(345) في الأصول: «حور العين» ، وفي التقريرات:«زهر العيون» .

(346)

في التقريرات: «أبقيت فينا صينا سيحل في مثوى الدروس لكم بغير توان» .

(347)

في التقريرات: «أعني أبا عبد الله محمدا» .

(348)

في التقريرات: «مستحسن الإدراك محمود الحجا في رائق التحقيق ذا الامعان» .

(349)

في ط: «منشور» .

(350)

بعدها في التقريرات: «وحياؤه كم سر أرباب الهدى ورأوه خير طبيعة الإنسان» .

(351)

في ط: «أبا الشد» .

(352)

في الأصول: «ظهرت كما» .

(353)

في التقريرات: «وأنبت من دمع سوابق قد جرت من بعض ظهر الأرض في ميدان» .

(354)

في التقريرات: «يبكي عليك وقد حوته تونس» .

(355)

ساقطة من الأصول والمثبت من التقريرات.

ص: 413