الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولو حارت الأفكار في حلّ مشكل
…
لكان عليه العقد في ذاك والحلّ
هو البحر، بل لا، إنما البحر ماؤه
…
أجاج، وذاك السائغ المشرب السّهل
إذا ما اشتكت أرض القلوب جهالة (41)
…
ترى سحبه بالعلم تهمي وتنهلّ
خبير بتقرير المسائل عالم
…
فصيح له في نطقه المنطق الفصل (42)
ولولا إمام النحو نوّه باسمه
…
لقال له: أهلا، وأنت لذا أهل
أبا فارس من ذا يجاريك في النّهى (43)
…
ولو كان في الدنيا له الجاه والطّول
بقيت على الأيّام كنزا لأهلها
…
وساعدك التّوفيق والعزّ والفضل
فدونكها (44) بكرا يشير بنانها
…
وترنو (45) إلى علياك أعينها النّجل
فلا زلت ينبوع الفضائل كلّما
…
تقادم فضل منك يخلفه فضل (46)
وله تآليف منها عقيدة على مذهب أهل السّنّة، ومقدّمة في الفقه، وشرح مقدمة (47) السيوطي (48) في النّحو، واختصر سيرة الحلبي، وله ديوان خطب، وتوفّي رحمه الله سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف (49).
ترجمة الشّيخ الولي عبد الله الجمّوسي:
ومن أجلّ من أخذ عن الشّيخ الفراتي الولي الصّالح سيدي عبد الله الجمّوسي.
كان أوّلا من عامة النّاس يبيع الفحم، فحصل له جذب إلاهي فتعلّم القرآن في
(41) في ط: «جماله» .
(42)
في الديوان: «الجزل» ، وبعد هذا بيت في الديوان أسقطه المؤلف وهو: فقيد لدى التدريس - لو كنت قائلا - لقلت: لباب الشهد يقذفه النحل.
(43)
في ش: «النها» .
(44)
في الدّيوان: «ودونكها» .
(45)
في ت: «ويدنو» .
(46)
القصيدة في ديوان محمد الشّرفي (م. سبق ذكره) ص: 62 - 63، وأسقط المؤلف ثلاثة أبيات من آخر القصيدة.
(47)
في ط: «ألفية» .
(48)
في الحلل السّندسيّة 3/ 305 وشرح الشّمعة المضيئة في النّحو، وهي نفسها التي عبّر عنها المؤلف بمقدمة السيوطي في النحو، وفي كشف الظنون 4/ 1065 الشمعة المضيئة في علم العربية لجلال الدين عبد الرحمان السيوطي، ألفها في ابتداء حاله مختصر ورقتان.
(49)
1718 - 1719 م، وفي الحلل السّندسيّة 3/ 333 توفي صبيحة يوم الخميس الواحد والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائة وألف / 2 أكتوبر 1722.
كبر سنّه، وتفقّه على الشّيخ الفراتي وأضرابه من فقهاء بلده، فلازم على الشّيخ الفراتي قراءة مختصر الشّيخ خليل سبع عشرة ختمة فتمكّن من الفقه، وغلب عليه الجذب، فأقبل على تعليم القرآن العظيم، وسنّة النبيء الكريم، وكانت تأتيه البوادي، يتعلّمون منه ويتوبون على يديه.
ونظم المختصر وألفية في النّحو قال فيها: فائقة ألفية السيوطي لكونها وافرة الشروط، إلاّ أنّ وزن نظمها غير محرّر، فلذا تركت تأليفه.
وكان يفرّ من تولية المناصب والأحكام جهده، فأنزل فيه أهل البلد أمرا من السّلطنة على أن يحضر مع الفقهاء مجلس يوم الخميس لفصل ما يصعب من نوادر الوقائع على عادة فقهاء البلد، فكان يحضر ويشدّد في الأحكام ويعارض القضاة والفقهاء بحسب إجتهاده نصرة للحقّ، فتأذّوا منه فأتوا بأمر من الحضرة بتونس على منعه من الحضور، فكان بعدها يقول: نعم البلد، ونعم السّور، ونعم النّاس لولا ما فيها من المداهنة، ويقول لشيخه الفراتي: يا سيدي كنت مجاب الدعوة ونستقي بك الغمام، فمنذ تولّيت الأحكام (50) / زال ذلك السّرّ منك. وترك الجمعة فترك الفقهاء وما هم فيه، وأقبل على التّعليم رافضا للدّنيا (51) وأبنائها وأمرائها.
وكان صلبا في الدّين لا تأخذه في الله لومة لائم، وكانت يده مباركة في شفاء المرضى كتابة ورقيا، مستجاب الدّعوة حتّى نزول المطر وقت القحط والشدّة، جاءه بعض البوادي بثلاثة أحمال زكاة حبوبه (52)، فردّه وقال: لا آكل أوساخ الخلق هو يرزقني من حيث لا أحتسب، فمن ثمّ تقلّل من الدّنيا واقتصر على أدنى القوت.
وخرج ذات يوم لخدمة جنانه الذي يقتات منه فلقيه بعض تلاميذه من الأعراب وهو يبيع جلبا من الغنم فقال: إلى أين يا سيدي؟ قال: إلى الجنان، فقال: أتعبت (53) نفسك في شيء قليل الجدوى، فقال الشّيخ: وأنت ما تصنع هنا؟ قال: أبيع جلبا أنتفع بمكسبه، قال له: تخسر فيه مائة ريال من رأس مالك، فكان كذلك.
قيل كان يقري الأنس والجن، توفي رحمه الله سنة نيف وأربعين ومائة
(50) الشّيخ عبد العزيز الفراتي تولّى الفتوى ولم يتولّ القضاء كما مرّ قريبا.
(51)
في ط: «رافض الدنيا» .
(52)
في ط: «حبوب» .
(53)
في ط: «الفت» .