الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وظهر في الخمسة الأبواب بهور المسجد السّابق الّتي تفتح للشّمال بعض انهراش واستاست (48) مصارعها لمضي سبعمائة سنة عليها، فاتّفق رأي أهل الفضل على تجديدها ممّا فضل من غلاّت أوقاف المسجد فجدّدوها على نمط الخمسة السّابقة، فاتّسق المسجد في بنائه وأبواب / بهوره، وصار على أبدع نظام، أبقاه الله معمورا بذكره وتلاوة كتابه وقراءة سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلوم شريعته المطهّرة، والفراغ من الخمسة الأخيرة بتاريخ سنة سبع وتسعين ومائة وألف (49)، وتجديدها على يد أكبر المعلّمين أسطى أحمد ابن الحاج عبد السّلام الشّعبوني (50) وإخوته من الشّعريّين (51) أصحاب الصّناعة.
السّقاية:
ثمّ إنّ البلد لمّا كانت مشتهرة بالعطش لأنّ عمدتهم (52) على شرب ما يختزن من ماء المطر، وفي سنة الشّدّة يلجؤون (53) إلى ماء الآبار، وآبارها غير عذبة لأنّها سبخة والعذب من الآبار بعيد، فلمّا قدم النّاصر (54) من مرّاكش لإنقاذ (55) البلاد من يد الميورقي - حسبما مرّ مفصّلا - وقدم إلى صفاقس وجدها في غاية العطش، واشتكى النّاس ما هم فيه من العطش، فأمر ببناء مصانع لطيفة خارج البلد من شمالها، عدّة تلك المصانع بقدر أيّام السّنة: ثلاثمائة وخمسة وستّون (56)، وقال: يكفيهم كلّ ليلة
(48) نخرها السوس، والسّوس هو الدّود الذي ينخر الخشب وغيره.
(49)
1783 م.
(50)
كما جاء منقوشا على الباب الثّالث والرّابع في الإتجاه الشّرقي.
(51)
ذكرهم.
(52)
في ط: «عهدتهم» .
(53)
في الأصول: «يلجون» .
(54)
بن يعقوب بن عبد المؤمن الموحدي.
(55)
في ط وت: «لاستنقاذ» وفي ش: «انتقاذ» .
(56)
مما يتفكّه به في الأوساط الشّعبية الصّفاقسيّة هذا اللّغز: أنثى زميمة هي من عمر الجد إترضع في ثلاثمائة وستة وستين ولد
ماجل، فبقيت على ذلك مدّة، وسمّوها النّاصرية (57)، ولمّا طالت الأزمان استولى الفساد على أكثرها.
فلمّا ملك البلاد محمد باي إبن مراد باي رحمهم الله جميعا، واستبدّ بعد أخيه علي باي - حسبما مرّ - وكان محبّا لفعل الخير طلب منه أهل البلد إصلاح الناصرية، فأسعفهم بإحياء ما دثر منها (58)، وجعل عليها سورا محيطا بها من جميع جهاتها وجعل عليها بابا يتوصّل منه لدخولها.
ولمّا كثر أهل البلد وعمرت ولم يصبها الطّاعون مدة نحو ثمانين سنة شرع أهل الخير / في زيادة مصانع جديدة، وكلّ يعمل بقدر طاقته، فمن مقل ومن مكثر من واحد إلى أربع وأقل وأكثر، وصار أكثر النّاس يوصون بثلث أموالهم (59) لبناء مصانع للماء في النّاصرية، فكثرت وكفت النّاس في السّنين المخصبة، وإذا توالت المسغبة رجع النّاس إلى شرب ماء الآبار ويحصل لهم بذلك تعب ومشقة شديدة، فاشتهر البلد بشدّة العطش لا سيّما وهي مرسى مورد السّفّار بحرا وبرّا (60)، ومورد الأمحال السّلطانية الشّتائية (61). وعلى البلاد عدّة أودية (62) إذا نزل المطر حملت الأودية بماء كثير يروي الأراضي ويصل إلى قرب سور البلد ثمّ يصب في البحر مع شدّة حاجة النّاس لبعض ذلك الذي يصب في البحر.
فلمّا كانت أيّام الباشا - رحمه الله تعالى - بعد سيدي حسين باي رحمه الله بلغه ما يقاسيه أهل صفاقس من شدّة العطش فاستدعى وجوه البلد من صفاقس، وكان رجلا شهما مهيبا صعبا فعرّفهم أنّ قصده إنشاء فسقية لحفظ (63) ماء الأودية، فخافوا أن يأمرهم ببنائها من أموالهم لعدم قدرتهم على ذلك، فقالوا: إن الماء قريب من سطح
(57) مع الأيّام وبتوسّع العمران إزدادت صهاريج النّاصرية كما سيشير المؤلّف، وردمت النّاصرية باستثناء خمسة منها وبنيت في مكانها مدرسة ثانوية للفتيات تعرف بالنّاصرية.
(58)
ساقطة من ط وت.
(59)
كانت للنّاصرية أوقاف كثيرة تشير إلى أهميّتها في حياة النّاس.
(60)
كانت صفاقس نقطة إستراحة وتزويد على الطّريق السّاحلي الرّابط بين الشّمال والجنوب ثمّ منه إلى طرابلس والشّرق، وطريق القوافل البرّية في نفس الإتجاهات بإضافة إفريقيا السوداء عبر غدامس.
(61)
محلّة الشّتاء تذهب إلى الجريد لاستخلاص مجابيه لأنّ إصابته تعتمد على نتاج النّخيل.
(62)
واد القناطر وواد الشعبوني.
(63)
في ط وت: «تحفظ» .
الأرض، وليس في بلادنا عمق في الأرض يتحمّل حفر الفسقية بمجاري الأودية، فقال: إذهبوا وتفحّصوا (64) وأخبروني، قالوا: نعم، فلمّا قدموا حفروا في أماكن لا تليق، وعرفوه بعدم الإمكان.
فلمّا أفضت السّلطنة للمنعّم المرحوم برحمة الحيّ القيّوم، صاحب الخيرات والإحسان والمبرّات، ذي النّيّة الصّالحة والتّجارة الرّابحة، من ذخّر (65) الله له كنزا من دعاء الخير / ونزول الرّحمة لانفاذ له حتّى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين لتجدّد الدّعاء الصّالح عليه من الصّغير والكبير، والغني والفقير، والذّكر والأنثى، والحرّ والعبد، ليلا ونهارا، صياما وإفطارا، إحضارا وإسفارا، في الشّدّة والرّخاء، ألا وهو السّلطان الأفخم، والمقام المعظم والأعظم، سيدي علي باي إبن سيدي حسين باي - خلّد الله الملك في أخلافه - وأحلّه دار الرضى والرضوان مع جملة أسلافه.
فلما أقرّ الله عينه بالملك، ولم يبق معه من يخالفه وتمّت عليه نعمة الله، وأراد شكر ما تولاّه، تتبّع بنظره السعيد من هو أحوج لفعل الخير، فكشف الله عن بصيرته حتى رأى حاجة أهل صفاقس لحفظ مياه أوديتها، فأمر قائد البلد إذ ذاك، وهو المرحوم المنعّم صاحب السّياسة السّلطانية، والآداب الملوكية بكّار الجلولي (66) بالنّظر في شأن هذه القضيّة وكان رحمه الله حريصا على حبّ الخير سيما في شيء يعود نفعه لأهل (67) بلده، وأجره لسلطانه، وكان سبّاقا للغايات، محبّا لإظهار المزيّات، لا سيما فيما يبقى ثوابه لفاعله بعد الممات من إجراء الأنهار، وحفر الآبار، وحسبما ذكره النبيء المختار - عليه صلاة الله وسلامه أناء الليل والنهار - والدّال على الخير كفاعله، فامتثل الأمر، وبادر إلى فعل الخير، وأحضر أكابر المهندسين ممّن له خبرة بحفر الأنهار واستنباط المياه كأمين البناء الحاج سعيد القطي، وأسطى طاهر المنيف - المتقدّمي الذّكر - / وغيرهما ممّن له نظر في صناعة المياه، وأمرهم بالخروج للنّظر في الأرض لطلب مكان يصلح لوضع الفسقية، فوقع إختيارهم على موضع معيّن بعده من سور المدينة بقدر ميل
(64) في ط: «ابحثوا» .
(65)
في ط وت: «ادخر» .
(66)
بن علي بن فرحات (ت. في سنة 1782 م) وأسرة الجّلّولي من أكبر أسر صفاقس في القرنين الثّامن والتّاسع عشر، وخدم أفرادها السّلطنة الحفصية والعثمانية في أغلب الأحيان برتبة ولاة (قياد) بصفاقس وغيرها من الأوطان.
(67)
في ط: «على أهل» .
من الجهة الغربية (68) التي تأتي منها الأودية ويصل إليها الماء بالمطر اليسير، فعرّفوا السّلطان بذلك، فجاء الجواب من السّلطان بالأمر بالشروع في العمل، ولمّا شرعوا في الحفر وأخرجوا التّراب من الأرض، وكان النّاس في شدّة العطش، ولم يكن الوقت أوان المطر أنشأ الله السّحاب، وأنزل من السّماء ماء مباركا بالقرب منها فسالت مياه بقدرها، واجتمعت فيما حفروه فانتفع النّاس به أيّاما ورأوه فألا حسنا، ومن ذلك الوقت لوقت التّاريخ لم تخّل سنة من السّنين إلاّ وتمتليء إما في أوّل السّنة أو وسطها أو آخرها، وفي ذلك دلالة على صلاح نيّة منشئها وقبول عمله لأنّه لله، وما كان لله دام واتصل.
ثمّ إنّ أهل البلاد اختاروا للقيام بأمرها في قبض المال وصرفه الحاج الأبر الفقيه النّبيه أبا عبد الله محمّد إبن الحاج الأبر الفقيه العدل الأمثل الشّيخ المسنّ الصّالح أبي العبّاس أحمد الشّعبوني، لأنّه أصلح رجل يقوم بهذا الشأن، ولأنّه قبل بناء الفسقية كان حفر بئرين غربي البلد، وفّق الله فيهما لعذوبة مائهما، كان قصد بهما سقي أشجاره فلمّا استعذبهما النّاس أوقفهما على المسلمين، فانتفع الناس بهما مدة، تقبّل الله عمله.
وأمر السّلطان رحمه الله أن يكون المال المصروف على / الفسقية من غلّة الزّيتون الجالي (69) بغابة صفاقس ممّا لم يعرف له مالك لأنّه فيء للمسلمين ونظره للسّلطان، فبذل المعلّمون جهدهم وكذا القائد والمقدم حرصا على فعل الخير، وخوفا من عوائق الدّهر، فاغتنم النّاس الفرصة، وأمّن الله السّلطان، واطمأنّت الأوطان بقدر حسن نيّة السّلطان، فجاءت في أسرع زمان ورفق في المصروف بالنّسبة لغيرها، فيسّر الله الإتمام، وظهرت بركاتها للأنام، فاستبشر المسلمون وحصل للكلّ من الفرح والسرور ما لا يعلمه إلا الله، وأخبروا السّلطان بالتّمام واستبشر، واستقلّ (70) المصروف، وعلم أنّ الأمر كان عناية من الله، تقبّل الله عمله وجعله سببا للسّعادة الأبديّة، وخلّد الملك في ذرّيّته، وأجرى الصّالحات على أيديهم.
ولمّا ظهرت بركاتها ونفعها، رغب أهل الخير في العمل الصّالح بأن جمعوا ما تيسّر من الأموال، وحفروا صهريجا عظيما ملاصقا للفسقية، وأبقوا سور الفسقية حاجزا بينهما، فلمّا حملت الأودية دفعت بقوّتها ذلك الحاجز، وكان بعض النّاس فوقه
(68) هذه الفسقية ما زالت موجودة إلى الآن وتقع في وسط حديقة عمومية كما أشرنا.
(69)
الجالي في اللّغة الدّارجة «البرّي» .
(70)
كذا في ط وت، إستقل أي وجده قليلا، وفي ش:«استقال» .
يتفرّجون، فلمّا دفعته المياه وقع من كان فوقه في وسط ذلك الماء (71) المستبحر فتسارع النّاس لإنقاذهم فأنقذوهم، وحضر أجل واحد - رحمة الله عليه - مات شهيدا، فأخبروا السّلطان بالواقع فجاء الجواب بأن لا أريد أن يشاركني أحد في هذا الأمر ردّوا الأموال لأربابها وأدخلوا الصّهريج في الفسقية، فامتثلوا الأمر.
ولمّا تمّ أمرها وتواترت الأودية / ظهر في مكان إنضغاط الماء بعض تغوير حوالي جدرانها وأساسها فخافوا أن يظهر خلل فيها مع طول السّنين، فسعوا في تدعيم جدرانها وأساسها والإكثار من صبّ التّراب حواليها وبناء أسوار تذهب بقوّة وصول الماء ونزوله فتمّت النّعمة وعمّت الرّحمة، وكلّما امتلأت أخبروا مولانا السّلطان بحصول الخير وبشّروه بانفتاح باب أدعية الخير من كافّة النّاس وبظهور سرورهم وتجديد صالح أدعيتهم في كلّ وقت وحين ولو سكنت ألسنتهم نطقت جوارحهم بالدّعاء والثّناء (72) الجميل. قال الشاعر:
[الطّويل]
فعاجوا فأثنوا بالّذي أنت أهله
…
ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب (73)
ويوم امتلائها عندهم يوم عيد كما عند مصر يوم جري (74) النّيل وأنشدوا فيها الأشعار (75) وأحسن ما قيل فيها ما أنشده الأديب الأريب الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم الخرّاط (76) صاحب القصائد المشهورة، والأدبيات المنظومة والمنثورة، مادحا للسّلطان ومتوسّلا في تولية منصب الإشهاد فقال:
[الوافر]
سلوا أهواك (77) عين المستحيل
…
فما يغني إذا (78) عذل العذول
أأسلوه وطرفي سارح في
…
رياض من محياك الأسيل
(71) في ط: «المياه» .
(72)
في ط: «انشاء» .
(73)
كذا في ط وفي ش: «الحنايب» وفي ت: «المغايب» .
(74)
في ش وت: «جبر» .
(75)
في ش: «أشاعر» .
(76)
سيترجم له المؤلّف فيما بعد.
(77)
في ط وت: «سلو أهواك» وفي ش: «سلو هواك» .
(78)
في ش: «اذن» .
يلوح عليه خال عنبري
…
كزنجيّ يمانع للدخول
فيا دور العذار عليه (79) ماذا التّسلس
…
ـل (80) فيه منك بلا دليل
وكيف اخضرّ نبتك وسط نار
…
أكانت هذه نار الخليل /
أحالت لي عيون النّاس دينا
…
عليك مثبت بهوى العدول
وقاضي الحب يحكم لي (81) وهذا
…
ثبوت رضى المحال مع المحيل
وهبك أسرتني وملكت رقي
…
أتقتلني بناظرك الكحيل (82)
قد استفتيتهم (83) قتل الأسارى
…
أيذهب قاتل بدم القتيل
رويدا إنّني متخلّص من
…
وثاق الأسر بالملك الجليل
أبي الحسن المليك عليّ باشا
…
سليل حسين الملك الأصيل
هو النّفّاع والضّرار جودا
…
وبأسا للذّليل وللظّليل
محاول مجده أتزيل ما في
…
مبيت صالح وهنا مقيل
وما بالسيف تلتمس المعالي
…
ولكن بالسّعادة والقبول
أمولاي الذي سلب العدا في (84)
…
مواقف دونها سلب العقول
رقيت مراقي الأفلاك فينا
…
فدس هام الكواكب بالخيول
وأوردها المجرّة (85) واجن زهر الثري
…
اواقتطفته بلا ذبول
وفضّ نطاق جوزاها وجاوز
…
بسبق غير هيّاب ملول
فتعتصم الدّراري لو تجارى
…
خيولك بالوقوف أو الأفول (86)
وتحتجب الرّياح فما (87) لديها
…
مهب من شمال أو قبول
فصل واعزم على الاعدا بدهر
…
ولا تصحبه الا بالنّصول
فأنت حليف (88) سرج مع عنان
…
ومنطقة وهنديّ صقيل
وأنت أخو المكارم والمعالي
…
وملجؤنا من الخطب المذيل
(79) ساقطة من ت.
(80)
في ط: «اتسلسل» ، وفي ت:«السلسل» .
(81)
في ط وت: «يحكم ويا» .
(82)
في ط: «بنظرك الكليل» .
(83)
في ط: «أستقتيهم» .
(84)
في ت وط: «العراقي» .
(85)
كذا في ش وب، وفي ط:«الجمرة» ، وفي ت:«الحجرة» .
(86)
بيت ساقط من ب.
(87)
في ط: «فيما» .
(88)
في ش: «خليف» .
أمير المؤمنين بقيت سترا
…
على الخضراء بملك مستطيل
ولا زالت عباد الله تثني
…
عليك ثنا الرّياض على السّيول
أرحت صفاقسا من كدّ محل
…
ومن عطش ومن كرب طويل /
ومن شرب من الآبار ملحا
…
يزيدهم لهيبا في الغليل
فقد روّيتهم بسبيل (89) ماء
…
له تجبى (90) السّيول لدى النّزول
فيملأ (91) بركة عذبت وراقت
…
وجعّدها النّسيم لدى الأصيل
كأن مياهها عسل مصفى
…
فيا لله من ذاك السّبيل
فأنشد في تمامه إن تؤرّخ
…
سبيل جا كطعم السّلسبيل
لك الله المقدّس من أمير
…
حكيم الدّين والدّنيا نبيل
بثثت صنائعا في الناس كانت (92)
…
ملوك سواك عنها في نكول
وها هي بالعيان دليل صدق
…
مدى الأزمان لا قول القؤول
ومثلك لا يظنّ المال يبقى
…
ولا يبقى سوى قصد السّبيل
على المعروف والدّنيا ضمان
…
لكم بالملك والعمر الطّويل
مدحتك أيّها الملك المعلّى
…
بدرّ فاق من بحر الخليل
ولو أنّي قدرت على الدّراري
…
لكم نضّدتها عوض المقول
شهدت بمدحكم نظما فحقّ (93)
…
لي التّنضيد في سلك العدول
بقيت بقا الزمان أخا وفاء
…
تحقّق كل مأمول جليل
عليك مخلّد ملك ضخيم
…
وعزّ في السّعادة والقبول
وصلّى الله ربّ النّاس طرّا
…
على المختار سيّدنا الرّسول
وآله ثم صحبه (94) ما تغنّت
…
على الأغصان ورق في الأصيل.
وكيفية [وضع](95) هذه الفسقية أنّ شكلها مربّع مستطيل وبجانبها من ناحية
(89) كذا في ش وت، وفي ب:«سبيل» ، وفي ط:«بسيل» .
(90)
بياض في ط.
(91)
بياض في ط.
(92)
كذا في ط، وفي ش:«كان أت» ، وفي ب:«كا» ، وفي ت:«كنت» .
(93)
كذا في ش وب، وفي ت:«يحق» وفي ط: «بحق» .
(94)
في ط: «صحب» .
(95)
ساقطة من ش.
الشّمال فسقية صغرى ينزل الماء (إليها أولا بما احتمل السّيل من زبد وغثاء (96)، وبعد ركوده بعض ركود (97) ينزل الماء) (98) من الصّغرى للكبرى من طيقان بينهما / ويبقى الزّبد والغثاء في الصّغرى، وبعد مضي جملة من السّنين يزيلون ما تجمع فيهما من الحمإ ليبقى الماء على عذوبته ويتّسعان بفراغ موضع الحمأة، وجعل المهندسون في جانبها الشّرقي قبوا على طائفة منها، وجعلوا فيها أفواها لاخراج الماء وجعلوا عليها سورا من جميع الجهات حفظا لها وجعلوا فيه (99) أبوابا لدخول المستقين.
ولمّا كان شكلها مربّعا بطريق مساحتها ليعلم قدر ما تحمله من الماء يكون (100) بضرب أذرع الطّول في أذرع العرض، وما يخرج فيضرب في أذرع العمق، فيخرج عدّة ما فيها من الأذرع.
فطول الكبرى من المشرق إلى المغرب مائة وخمسة عشر ذراعا، وعرضها من الشّمال إلى الجنوب مائة ذراع إلاّ ذراعا، وعمقها الحامل للماء سبعة أذرع، فإذا ضرب أذرع الطول في أذرع العرض خرج خمسة وثمانون ذراعا وثلاثمائة وأحد عشر ألف ذراع، والخارج من ضرب هذا الخارج في سبعة العمق خمسة وتسعون وستمائة وتسعة وسبعون ألف ذراع.
وطول الصّغرى كطول الكبرى مائة وخمسة عشر، وعرضها أحد وثلاثون ذراعا، وعمقها أربعة أذرع إلاّ ربعا، فإذا ضربت عرضها في طولها خرج خمسة وستون وخمسمائة وثلاثة آلاف ذراع، فاذا ضربت هذا الخارج في العمق، وهو أربعة إلاّ ربعا، خرج ثمانية وستون ذراعا وثلاثمائة وثلاثة عشر ألف ذراع. (وثلاثة / أرباع ذراع، فإذا جمع (101) خارج ضرب الكبرى بخارج ضرب الصغرى بلغ ثلاثة وستّين ذراعا وثلاثة وتسعين ألف ذراع وثلاثة أرباع ذراع) (102).
وأخبرني المهندس أسطى محمّد المنيف أنّ الذّراع من الماء يملأ أربع قلال (103) فيكون الخارج من عدة الأذرع هو عدة وقر (104) الحمار لأن وقر (104) الحمار أربع قلال فإذا
(96) في ت: «عشاب» .
(97)
بعض ركود: ساقطة من ت وط.
(98)
ما بين القوسين ساقط من ط.
(99)
في ش: «فيها» .
(100)
ساقطة من ت وب وط.
(101)
في ط: «ضرب» .
(102)
ما بين القوسين ساقط من ب.
(103)
ج قلّة وهي من الفخّار. وفي ش: «قلل» .
(104)
الحمل الثّقيل. تاج العروس 3/ 605.