الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإن نلت المراد فذاك حسبي
…
وإن أحرم فإني ذو احتساب
وما فارقت إخواني وأهلي
…
وما (208) أحببت إلاّ عن (209) غلاب.
قال: وارتحل فاتّصل بالحاجب الموفّق مجاهد بن عبد الله (210) فأكرمه وعظّمه وأدناه وقرّبه وكشف عنه، فوجد فضلا وجلالة، فاستمسك به وحسد على مكانه منه فوجد في منزله مذبوحا وسكّين الأقلام بين يديه مغالطة كأنّه فعل ذلك بنفسه، وبقيت الرّوح فيه، فسألوه من به، فأشار إلى فقيه الموضع، وكان الفقيه المذكور كثير الملازمة [له] وهلك من ساعته، فقال الفقيه: إنّما أشار إليّ بالوصية، فقيد وسجن إلى أن جاء وليّ الدم فطلبه فلم يتوجّه له عليه حقّ (211)، فأطلقه، وكانت وفاة (212) عبد الله المذكور سنة خمس عشرة وأربعمائة (213).
ترجمة الفقيه أبي القاسم عبد الرّحمان اللبيدي:
ومن منازل صفاقس أيضا قرية لبيدة (214) كما قال الرّشاطي (215)، وإليها ينسب الفقيه الصالح أبو القاسم عبد الرّحمان بن محمّد الحضرمي اللبيدي (216)، قال إبن شرف في صلته لتاريخ الرّقيق: كان بقية أهل العلم وله تصانيف في الفقه، وبرع في الفتيا، وذكر الرّشاطي أنّ تأليفه المسمّى «بالشّرح والتّفصيل لمسائل المدوّنة» كتاب كبير.
قال في المعالم (217): / سمع على الشّيخ أبي الحسن القابسي، وأبي محمّد بن أبي زيد، وغيرهما، وسمع منه أبو عبد الله محمّد بن سعدون وغيره من القرويين والأندلسيين،
(208) في الرّحلة: «ومن» .
(209)
في الأصول: «من» .
(210)
هو العامري.
(211)
في ت: «حق أبدا» ، ساقطة من ب.
(212)
في الأصول: «وفات» .
(213)
1024 - 1025 م.
(214)
أنظر رحلة التّجاني، ص:83.
(215)
بواسطة التّجاني.
(216)
له ترجمة في رحلة التّجاني 83، الحلل السّندسيّة 1/ 325، تراجم المؤلّفين التّونسيين 4/ 208 - 210 وذيّل التّرجمة كعادته بذكر المصادر والمراجع.
(217)
النّقل من معالم الإيمان زيادة عما في رحلة التّجاني.
ووجهه أبو الحسن القابسي لتفقيه أهل المهدية وامتد عمره بعد اقرانه فحاز رئاسة العلم والتّشيّخ (218) به بالقيروان، وكان فاضلا فقيها زكيّا له اعتقاد في الصّالحين يزورهم في السّاحل ويبحث عن مناقبهم وأحوالهم، وهو الذي ألّف مناقب (219) أبي إسحاق الجبنياني، وله كتاب في الفقه كبير جمع فيه بين النوادر لأبي محمّد (220) وموطّأ مالك وغيرهما، فجمع فيه مذهب مالك كله، وألّف اختصار المدوّنة (221)، توفّي بالقيروان سنة أربعين وأربعمائة (222) وسنه ثمانون سنة (223) وأنشد لنفسه بعد ما ذكر مناقب الشّيخ أبي إسحاق الجبنياني وأصحابه هذه الأبيات (224):
[البسيط]
أنت العليّ وأنت الخالق الباري
…
أنت العليم بما تخفيه أسراري
أنت الغني فما للخلق مقدرة
…
في وسع عيش وفي بؤس وإقتار
تعطى (225) الولاية أقواما فتلبسهم
…
ثوب المهابة محروسا من العار
تجول في ملكوت العزّ أنفسهم
…
تبدو مدامعهم خوفا من النّار
قد أسلموا الأهل والأوطان وارتحلوا
…
ما أن ترى مثلهم في نازح الدّار
يا طول حزني على تركي لوصلهم
…
يا ويح نفسي على بعدي وإدباري
لم لا أظلّ على الأشجان (226) معتكفا
…
أدعو المليك بإفصاح وإضمار
على (227) المليك يذود النّفس عن عطب
…
يجلو الغماء (228) بتوفيق وأنوار
(218) في ت: «مع التشيخ» .
(219)
حقّقه وترجمه إلى الفرنسية الأستاذ هادي روجي إدريس مع مناقب محرز بن خلف لأبي طاهر الفارسي، «أطروحة تكميلية» ، من منشورات كلية الآداب بجامعة الجزائر، باريس 1959.
(220)
هو إبن أبي زيد القيرواني وهو شيخه، وهذا الكتاب يعرف بزيادات الأمّهات.
(221)
ويعرف بالملخّص كما ذكره إبن شرف في صلته لتاريخ الرّقيق، وذكر الرّشاطي أنّه توفّي سنة ثلاثين وأربعمائة، أنظر رحلة التّجاني 83.
(222)
1048 - 1049 م.
(223)
فيكون مولده سنة 360/ 971 م.
(224)
المناقب ص: 70.
(225)
كذا في بعض نسخ المناقب، وفي بعض النسخ الأخرى وفي الأصول:«تصفى» .
(226)
كذا بالأصول والمناقب.
(227)
كذا بالأصول وفي بعض نسخ المناقب، وفي غيرها:«عسى» ، هامش 14 ص:70.
(228)
في الأصول: «العمى» ، والتّصويب من المناقب.