الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدرنة (43) في السنة المذكورة، وهو أول من اتّخذ المماليك وسمّاهم يكيجري (44) أي العسكر الجديد وكساهم اللّباد البيض (45) المثني إلى خلف، ويسمى بركا (46)، بضم الباء الموحدة وسكون الراء آخره كاف. وكانت له رحمه الله صولة عظيمة على الكفّار، واجتمعت النّصارى على سلطانهم أسبوت (47)، فقاتلهم السّلطان مراد قتالا شديدا، قتل سلطانهم وانهزموا، فأظهر واحد من ملوكهم الطّاعة إسمه يلواش (48) فتقدّم لتقبيل يد السّلطان، فلما قرب منه أخرج خنجرا كان أعدّه في كمّه فضرب السّلطان مراد فاستشهد - رحمه الله تعالى - سنة اثنين وتسعين وسبعمائة (49)، فصار القانون العثماني من ذلك اليوم أن لا يدخل على السّلطان أيلجي ولا غيره بسلاح، وأن تفتّش ثيابه وأن لا يدخل / على السّلطان إلاّ بين رجلين يكتنفانه (50)، فكانت مدة سلطنته إحدى وثلاثين سنة (51).
السّلطان با يزيد خان الأول:
وولي السّلطنة بعده السعيد يلدرم (52) با يزيد (53)، مولده سنة ثمان وخمسين وسبعمائة (54) وولي السّلطنة وعمره اثنتان (55) وأربعون سنة، واستولى رحمه الله على
(43) تنسب للإمبراطور الرّومي أدريان الّذي أجرى فيها عدة تحسينات أوجبت إطلاق إسمه عليها وذلك خلال القرن الثاني للميلاد.
(44)
في ط: «يكنجري» وفي ش وت وب: «يكنجدي» وفي تاريخ الشعوب الإسلامية: «يني جري» «يكي جري» 3/ 21، والتصويب من الإعلام ص:253. والكاف تلفظ نونا ومعنى اللفظة الجند الجديد.
(45)
في الإعلام: «أبيض» .
(46)
في الأصول: «برك» .
(47)
في ت: «السهوة» ، وفي ب وش وط:«استهوت» والتصويب من الإعلام.
(48)
في ش وت: «بلواش» ، وفي ب:«بلواس» ، وفي تاريخ الشعوب الإسلامية لبروكلمان «ميلوش كوبيلتش» 3/ 26 والتصويب من الإعلام.
(49)
1390 م.
(50)
في ش وب: «يكشفانه» ، وفي ط وت:«يكتّفانه» والمثبت من الإعلام.
(51)
عن السّلطان مراد، أنظر الإعلام للنهروالي ص:253.
(52)
كذا في ط والإعلام ص: 254، وفي ت:«بلدوم» ، وفي ب:«بلدرم» وكلاهما تحريف ويلدرم معناها «الصاعقة» وللسّلطان يلدرم با يزيد ترجمة في الضّوء اللاّمع للسخاوي 11/ 148 - 149، وشذرات الذهب 7/ 47 في ترجمة تيمور لنك.
(53)
في الأصول: «أبو يزيد» .
(54)
1356 - 1357 م.
(55)
في الأصول: «اثنان» .
كثير من قلاع النّصارى وبلادهم وأراضيهم، فصارت النّصارى تلتمس إلى بعض ملوك الطّوائف في بلاد الرّوم الإستعانة (56) على السّلطان يلدرم (52) فلزمه - رحمه الله تعالى - أن يستولي على ملوك الطّوائف، وضيّق على جماعة منهم مثل إبن كرميان (57) أخذه وحبسه مع أحد وزرائه، فهرب مع وزيره من الحبس إلى تيمور لنك، وهرب أيضا إبن منتشا (58) منه وحلق لحيته وحواجبه وصار في صورة قلندري (59) وهرب إلى تيمور لنك وكذلك ابن أيدين (60) هرب (61) في صورة سقطي بياع (62) الخرزات (63)، وكذا إبن أسفنديار (64) وغيرهم من أمراء تلك الدّيار وملوكها، فملك جميع بلادهم، فوصلوا (65) إلى تيمور لنك وشكوا من (66) السّلطان با يزيد (67) خان، وحسّنوا له أن يصل إلى بلاد الرّوم، فوصل إلى البلاد الشّامية والحلبية (68)، وقتل فيها وسفك الدّماء، وعاث في الأرض، وأخذ تلك البلاد، وأسّر أهلها ونهب المسلمين، وشرح ذلك يطول حسبما أشرنا إليه في ترجمة تيمور لنك، واستمرّ تيمور على الفساد (69) إلى أن وصل إلى أذربيجان (70)، فخرج با يزيد رحمه الله إلى قتاله، فلما التقى الجمعان قرب أنقره (71) هرب من عساكر السّلطان با يزيد (67) طائفة التّتار / وعسكر منتشا وعسكر
(56) في ط: «الاستمانة» .
(57)
في ط: «أمير كرميان» ، وفي ت:«ابن كرتمان» ، وفي ش وب:«ابن كرمتان» ، والتصويب من الإعلام ص:254.
(58)
في ط: «أمير منتشا» .
(59)
في ش وط وب: «قلزري» ، وفي ب:«قلوزي» والتّصويب من الإعلام.
(60)
في ش وت وب: «ابن يزيد» ، وفي ط:«أمير يزيد» والتّصويب من الإعلام.
(61)
كذا في ش والإعلام. ساقطة من بقية الأصول.
(62)
في الأصول: «بسباع» والتّصويب من الإعلام.
(63)
في الأصول: «خرازات» ج خرزة والخرزات هي فصوص من حجارة وقيل فصوص من جيد الجوهر ورديئة من الحجارة. تاج العروس 4/ 33.
(64)
في ش وب وت: «ابن سفنديار» ، وفي ط:«أمير سقنديار» والتّصويب من الإعلام.
(65)
كذا في ش وب وت، وفي ط والإعلام:«وصلوا» .
(66)
في ط: «إلى» .
(67)
في الأصول: «أبي يزيد» .
(68)
كذا في ط والاعلام، وفي ب:«فوصل إلى بلاد الشامية» ، وفي ت:«فوصل إلى البلاد الشامية» ، وفي ش:«فوصل تلك البلاد الشامية» .
(69)
في ط وت: «فساده» وفي الإعلام: «يفسد في الأرض» .
(70)
في الأصول: «أدريافك» والتصويب من الإعلام.
(71)
في الإعلام: «أنكورية» وتكتب بالطريقتين.
كرميان، وتركوا السّلطان با يزيد (67) خان وذهبوا إلى تيمور لنك، واشتدّ الحرب وقتل من أولاد السّلطان با يزيد (67) مصطفى، فشرع عسكره في الرجوع إلى خلف، وثبت السّلطان با يزيد (67) وقليل ممّن معه واستمرّ يقاتل إلى أن وصل إلى تيمور بسيفه فقاتل بنفسه وقد عجزوا عنه فرموا عليه (72) بساطا وأمسكوه (73) فحبسوه (74) حسبما أسلفنا (75).
فقبضوا عليه وحملوه عند إنصرافهم من بلاد الرّوم، فلم يزل معهم إلى أن وصلوا إلى حدود تبريز، وكان قصد تيمور أن يطلقه إذا وصلها لكن أخذه - رحمه الله تعالى - مرض الخناق وضيق النّفس فلم ينفع (76) فيه الدّواء، ولمّا تحقّق - رحمه الله تعالى - فراغ العمر المعلوم، وحلول الأجل المحتوم، أوصى تيمور لنك (77) وقال له: لي إليك (78) ثلاث نصائح: أولاهن أن لا تقتل رجال الأروام فإنهم رداء الإسلام، وأنت أولى بنصرة الدّين لأنك تزعم أنك من المسلمين، ثانيهن أن لا تترك التّتار بهذه الدّيار فإنك إن تذرهم يملؤوها من قبائلهم نارا وهم على المسلمين أضرّ من النّصارى، ثالثهن أن لا تدير (79) التخريب في قلاع المسلمين وحصونهم، ولا تجلهم عن مواطنهم وحركتهم وسكونهم، فإنها معاقل الدّين وملجأ الغزاة (80) والمجاهدين، وهذه أمانة حمّلتكها، وولاية قلّدتكها، فقبلها بأحسن قبول وحمل الأمانة ذلك / الجهول ولمّا قضى نحبه - رحمه الله تعالى - تأسّف وحزن وبكى ودفن بتبريز، ثم نقله ولده موسى جلبي (81) بمعرفة (82) تيمور إلى تربته بمدينة بروسا (83) فتوفي - رحمه الله تعالى - سنة خمس وثمانمائة (84).
(72) في ط: «عنه» .
(73)
في الأصول: «مسكوه» .
(74)
هنا ينتهى نقله من الإعلام فيما يتعلق بالسّلطان يلدرم با يزيد، وبعدها في الإعلام:«فحصل له حمى عضبية فتوفي إلى رحمة الله تعالى في سنة 805» ص: 254.
(75)
أنظر ج.1 ص: 296.
(76)
في ت: «يجتمع» ، في ب:«ينجع» وفي ط: «ينجح» .
(77)
في ط وت وب: «تيمور» .
(78)
في ط وت وب: «عليك» .
(79)
في ش: «تريد» .
(80)
في الأصول: «الغزات» .
(81)
مع بقاء موسى في حالة الأسر وفي حراسة أمير كرميان. تاريخ الدولة العلية ص: 147.
(82)
في ط: «بمعونة» .
(83)
وتكتب: «بروسة» و «بورصة» أيضا.
(84)
في الأصول: «خمس عشرة وثمانمائة» ، وفي الإعلام:«توفي إلى رحمة الله سنة 805 هـ » ص: 254، وفي تاريخ الدولة العلية:«مات في 15 شعبان 805» ص: 146 وهو التاريخ الذي اعتمده بروكلمان 3/ 31، ودائرة المعارف الإسلامية 1/ 1151 - 1153 ويقابله بالميلادي: 1402 - 1403 م.