الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على الولاية (112) الضّخمة، واستخلفه في حياته، وكان يتفرّس فيه النّجابة على الإثنين الآخرين.
مراد باي وبداية الدولة المرادية:
ولمّا مات أستاذه أراد [أخوه](113) رجب باي أن يستبدّ وحده بالأمر، فلمّا خرج بالأمحال لم يقم بها حقّ القيام كما يقوم مراد باي، ولمّا خرج بها مراد أتى بها على أحسن مراد، فكانا تارة يفترقان، وتارة يجتمعان، وفي محلّة الجزائر - المقدّمة الذّكر -، كان مراد وحده بمحلّة على جبالها، وهرب غالب مماليك سيّده إليه، ولمّا رجعوا إلى محلّة الكاف ساس الأمور بنفسه فكانت على وفق المراد، فلم يزل يعلو وغيره يسفل إلى أن بعث إلى الباب العالي فجاءه التّقليد من السّلطان سنة إحدى وأربعين وألف (114) - حسبما مرّ -، وكان مغرما بقتال الفئة الباغية أولاد سعيد فاعتنى بتمزيق شملهم، وكانت له القدرة عليهم إلاّ أنه لم ينفرد بتدبير البلاد لمشاركة رجب له فيها، وآخر غزواته الّتي أجلاهم (115) فيها، وقطعهم (116) وأخرجهم من البلاد إلى وطن طرابلس، فلم يستقرّوا فيها وهي آخر محاله، جاءه (117) خبر الباشوية وحيازة منصبها وهو على صفاقس، فتسمّى باسم الباشا (118) وتخلّى لولده حمّودة باشا عن المحال فباشر منصب الباشالك، ولكن لم تصف له الأيام فمات من سنته ودفن بجوار سيدي أحمد بن عروس - رحمه الله تعالى ونفعنا به - ولما بنى ولده حمودة (119) تربته / المجاورة للشّيخ في الجامع الّذي إستحدثه هناك نقله إليها (120).
(112) في ش: «الولايات» ، وفي ط:«الولاة» ، والتّصويب من المؤنس ص:227.
(113)
إضافة من المؤنس ص: 228.
(114)
1631 - 1632 م.
(115)
في الأصول: «جلاهم» .
(116)
كذا في ط والمؤنس، وفي ش:«أقطعهم» .
(117)
كذا في ط والمؤنس، وفي ش:«فجاءه» .
(118)
في الأصول: «الباشوية» .
(119)
هو أبو محمّد حمّودة باشا.
(120)
عن إبتداء أمر البايات وعهد مراد باي نقل المؤلّف ما في المؤنس 227 - 228 باختصار مع نقل كثير من عبارات إبن أبي دينار بنصّها.