الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأخوين، وهدمت الأبواب وأصبحت القصبة مغلقة (370) من الغد، والقتال بين من فيها وبين من كان خارجها اليوم كلّه، وآخر أمر أحمد شلبي فراره بنفسه بليل بعد صلاة العشاء (371) ليلة الأحد الحادي عشر من رجب سنة سبع وتسعين وألف (372) مع بعض حواشيه فأحاط بهم العسس بسبخة سيجوم فقاتل بنفسه فوقعت به جراحات فأثقلته وكبت به فرسه فأخذ وقيّد عند الأخوين ووضع تحت يد إبراهيم خوجة حاكم العساكر الجزائرية.
نهاية علي باي:
وطلب أهل المدينة الأمان، فأمّنوا وألبس بقطاش خلعة ولاية الدولاتلية فصار (373) دايا، واستولوا على جميع مخلّفات أحمد شلبي، وجددت البيعة للأخوين (374) إلاّ أنّ نفوس العسكر مائلة لمحمّد لما يعلمون من رفقه وعسف أخيه.
ثمّ قسّم الأخوان البلاد فكان سهم محمّد باجة وما يليها والقيروان والمنستير، وسهم علي سوسة ووسلات والسّاحل والكاف وما يليها، وأظهروا أوّلا أمنا ثمّ تنازعوا.
ففي سبع وعشرين من الشّهر (375) تجمّعت جميع العساكر (376) وتقلّدوا السّلاح وخرجوا نحو المحال برأس الطابية، وجمعوا الخاص والعام وقالوا بلسان واحد: إنّ علي باي لا يصلح ولا نرضى إلاّ لمحمّد باي فقط، وكان الأخوان إذ ذاك بخيمة إبراهيم خوجة فاطلعا على العسكر (قائما وقاعدا فخرجا بلطافة)(377) فأمّا محمّد باي فطلع على ربوة (378) وأمّا أخوه علي فذهب إلى محلّته وخرج في بعض خيل معه ناويا (379) /
(370) في الأصول: «مغلوقة» .
(371)
خرج من باب غدر من القصبة: أنظر الإتحاف 2/ 60.
(372)
3 جوان 1686 م وفي الأصول: «ليلة إحدى وعشرين وألف» ، والتّصويب من الحلل 2/ 539.
(373)
في الحلل: «خلعة الولاية وجلس مرتبة الداي» ، 2/ 540.
(374)
يوم الأحد 10 رجب سنة 1097/ 2 جوان 1686 يوم دخولهما لتونس.
(375)
19 جوان 1686 م.
(376)
أي التونسية والجزائرية.
(377)
في ط: «قائما قاعدا بالطابية» .
(378)
«ينظر ما يكون» الإتحاف 2/ 60، وفي الحلل:«طلع على ربوة بالرّواهب» 2/ 543.
(379)
أي بنية.