الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ عز وجل فِيمَنْ عِنْدَهُ. وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (1).
وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي المَسْجِدِ مُتَّكِئٌ عَلَى بُرْدٍ لَهُ أَحْمَرَ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُُ أَطْلُبُ العِلْمَ، فَقَالَ:«مَرْحَبًا بِطَالِبِ الْعِلْمِ، إِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ مَحَبَّتِهِمْ لِمَا يَطْلُبُ» (2) وفي رواية: «مِنْ حُبِّهِمْ لِمَا طَلَبَ» (3).
5 - وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِطُلَاّبِ العِلْمِ:
عَنْ أَبِي هَارُونَ العَبْدِيِّ قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ قَالَ: " مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ". قَالَ: " قُلْنَا: وَمَا وَصِيَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ " قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ سَيَأْتِي بَعْدِي قَوْمٌ يَسْأَلُونَكُمْ الحَدِيثَ عَنِّي، فَإِذَا جَاؤُوكُمْ فَأَلْطِفُوا بِهِمْ، وَحَدِّثُوهُمْ» (4). وفي رواية أنه: إِذَا رَأَى الشَّبَابَ قَالَ: " مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ
(1)" مسند الإمام أحمد ": ص 161 حديث 7421 جـ 13 بإسناد صحيح، رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان. ونحوه في " مجمع الزوائد ": ص 122 جـ 1، و " سنن ابن ماجه ": ص 51 جـ 1.
(2)
" مجمع الزوائد ": ص 131 جـ 1، رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح، وانظر " الجرح والتعديل ": ص 13 جـ 1.
(3)
" مجمع الزوائد ": ص 131 جـ 1، رواه الطبراني في " الكبير " ورجاله رجال الصحيح، وانظر " الجرح والتعديل ": ص 13 جـ 1.
(4)
" شرف أصحاب الحديث ": ص 72: آ، وقد رواه الخطيب البغدادي بسنده الآتي:«أَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الصَّفَّارُ إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السَّرَخْسِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ المُعَدِّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ الوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو هَارُونَ العَبْدِيُّ» . ولفظ الحديث لابن بشران.
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَوْصَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُوَسِّعَ لَكُمْ فِي المَجْلِسِ وَأَنْ نُفَقِّهَكُمْ، فَإِنَّكُمْ خُلُوفُنَا، وَأَهْلُ الحَدِيثِ بَعْدَنَا " (1).
وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَأْمُرُهُمْ بِأَنْ يُرَحِّبُوا بِطُلَاّبِ العِلْمِ، فَيَقُولُ:«سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ العِلْمَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، [وَاقْنُوهُمْ] (*)» (2).
وفي رواية: «وَإِنَّهُمْ سَيَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ فَإِذَا جَاؤُوكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا» (3).
تلك لمحة سريعة عن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلم، وتشجيعه العلماء وطلاب العلم على التعليم والتعلم، فَبَيَّنَ فضل العلماء وطلابه، ومنزلة كل منهم وأجره، حتى إنَّ المرء لا يكاد يسمع شَيْئًا من ذلك، إلَاّ اندفع تِلْقَائِيًّا، ليكون أحد أطراف الحياة العلمية، فهل بعد هذا كله وسيلة تشجيعية لطلب العلم وتحصيله؟ وهل وراء ذلك ما يثني الصحابة ومن بعدهم عن دراسة الحديث وحفظه وإتقانه؟!
إِنَّ التشجيع العلمي بلغ أَوْجَهُ، وسبيل العلم متيسر للجميع ليس بينه وبين طلابه حاجز أو مانع، ومعلم الخير يرحب بكل طالب.
وننتقل بعد هذا إلى منهج الرسول الكريم في تعليم أصحابه.
…
(1)" شرف أصحاب الحديث ": ص 22: ب.
(2)
" سنن ابن ماجه ": ص 55 جـ 1.
(3)
" سنن ابن ماجه ": ص 56 جـ 1.
----------------------
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
(*) ورد في المطبوع من الكتاب (وَأَفْتُوهُمْ) وإنما هي (وَاقْنُوهُمْ) كما أثبتها. انظر: ابن ماجه: " السنن "، تحقيق وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، المُقَدِّمَةُ، (22) بَابُ الوَصَاةِ بِطَلَبَةِ العِلْمِ، حديث رقم 247، 1/ 90 و 91، طبعة سَنَةَ: 1395 هـ - 1975 م، نشر دار إحياء التراث العربي. بيروت - لبنان.