الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإياها، ثم ننتقل إلى الصحابة وكيفية تَلَقِّيهِمْ الشريعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
…
2 - مَادَّةُ السُنَّةِ:
عرفنا في مقدمة هذا الباب أَنَّ السُنَّةَ هي المادة التي تلقاها الصحابة رضي الله عنهم مع القرآن الكريم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشاركوا في تطبيقها واتباعها.
وإنا لنرى هذه المادة تتعلق بالمسلمين في جميع أمور حياتهم: في عقائدهم وعباداتهم، ومناسكهم، وبيوعهم ومعاملاتهم، وفي أحوالهم الشخصية، وفي آدابهم، كما تتصل اتصالاً وَثِيقًا بمختلف مظاهر حياتهم اليومية في السلم والحرب في اليسر والعسر.
والمادة التي تتصف بهذه الصفات تجعل التلميذ متعلقًا بها مُحِبًّا لها، حريصًا عليها، لأنها الناظم لأموره وتصرفاته. وقد كان الصحابة حريصين على سُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحِبِّينَ لها، يتسابقون إلى مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم، يدفعهم إلى ذلك إيمانهم القوي وَحُبُّهُمْ لِمُعَلِّمِهِمْ الكَبِيرِ، وقد سمعوا وعرفوا ما للعلم من فضل ومكانة، وما للعلماء وطلاب العلم من منزلة وأجر فأقبلوا على تلقي السُنَّةَ وتطبيقها من قلوبهم صادقين مخلصين. ويظهر لنا ذلك جَلِيًّا في دراسة كيفية تَلَقِّيهِمْ السُنَّةَ عَنْ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.