الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الطَّهارة
بابُ التَّطَهُرِ
(1)
بماءِ البَحرِ
قال اللهُ جلَّ ثناؤُه: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48]. وقال {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6]. قال أبو عبد اللَّه
محمدُ بنُ إدريسَ الشافعيُّ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه: ظاهِرُ القُرانِ يَدُلُّ على أَنَّ كُلَّ ماءٍ طَهارَةٌ
(2)
؛ ماءِ بَحرٍ وغيرِه، وقد روِى فيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم حَديثٌ يوافِقُ ظاهِرَ القُرآنِ، في إِسنادِه مَن لا أعرِفُه
(3)
. ثم ذكَر الحديثَ الذي:
1 -
أخبرَناه أبو عبدِ الله محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ
(4)
، وأبو زكريا يَحيَى
(5)
ابنُ إِبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ يحيى
(6)
، رحِمهما اللهُ تعالَى قالا: حدَّثَنا أبو العباسِ
(1)
في س، م:"التطهير". وكذلك في عناوين الأبواب التالية.
(2)
في س، د، م:"طاهر".
(3)
الأم 1/ 3.
(4)
محمد بن عبد اللَّه بن محمد بن حمدويه الضبى الحافظ، أبو عبد اللَّه الحاكم النيسابوري الشافعي.
الإِمام الحافظ الناقد العلامة شيخ المحدثين، صنف وخرج، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وكان من بحور العلم، له تصانيف عدة منها المستدرك على الصحيحين. توفي سنة (405 هـ). المنتخب من السياق (1)، وسير أعلام النبلاء 17/ 162، وطبقات الشافعية للسبكى 4/ 155.
(5)
في م: "محمد". خطأ.
(6)
يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن سختويه النيسابوري، أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكى، الشيخ الإِمام الصدوق القدوة الصالح شيخ التزكية ببلده. كان شيخا ثقة نبيلا خيرا زاهدا ورعا متقنا، ما كان يحدث إلا وأصله بيده يُعارض، حدث بالكثير وكان بصيرا بمذهب الشافعي. توفي سنة (414). الإرشاد للخليلى ص 330، والمنتخب من السياق (1636)، وسير أعلام النبلاء 17/ 295، والتقييد ص 483، وطبقات الشافعية للإسنوى 2/ 396، 397، وشذرات الذهب 3/ 201.
محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشافعي، أخبرَنا مالكٌ (ح) وأَخبرَنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الرُّوذْباريُّ
(1)
رحمه الله في كتاب "السنن"، أخبرنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرِ بنِ عبدِ الرزاقِ المعروفُ بابنِ داسَةَ
(2)
بالبَصرَةِ، حدَّثَنا أبو داودَ سليمانُ بنُ الأشعَثِ السِّجِستانِيُّ، حدَّثَنا عبدُ الله بنُ مَسلَمَةَ، عن مالكٍ، عن صَفوانَ بنِ سُلَيمٍ، عن سعيدِ بنِ سلَمةَ مِن آلِ ابنِ الأزرَقِ، أَنَّ المُغيرَةَ بنَ أبى بُردَةَ -وهو مِن بني عبدِ الدّارِ- أخبرَه أنَّه سمِع أبا هريرةَ يقولُ: سألَ رجلٌ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّه، إنّا نَركَبُ البحرَ ونَحمِلُ معنا القَليلَ مِنَ الماءِ، فإِن تَوَضّأنا به عَطِشنا، أفنتوضّأُ بماءِ البحرِ؟ فقالَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"هو الطّهورُ ماؤهُ الحِلُّ "مَيتَتُهُ"
(3)
.
(1)
الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم الروذبارى الطوسى أبو علي، الإمام المسند، حدث بسنن أبي داود بنيسابور وعقد له مجلس في الجامع، وحدث عنه من أقرانه الحاكم. توفي سنة (403 هـ). الأنساب 3/ 100، وسير أعلام النبلاء 17/ 219، والتقييد ص 249.
(2)
محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق البصرى التمار، أبو بكر ابن داسة، راوى سنن أبى داود، وهو آخر من حدث به كاملا، الشيخ الثقة العالم، توفى سنة (346 هـ). سير أعلام النبلاء 15/ 538، والعبر 2/ 273، وشذرات الذهب 2/ 373.
(3)
المصنف في المعرفة (2)، الشافعي 1/ 3، وأبو داود (83)، ومالك 1/ 22 وعنده:"أفنتوضأ به؟ " بدل قوله: "أفنتوضأُ بماء البحر". ومن طريقه أحمد (7233)، والبخاري في تاريخه 3/ 478، والترمذي (69) وقال: حسن صحيح. والنسائي (59، 331، 4361)، وابن ماجه (386، 3246)، وابن خزيمة (111)، وابن حبان (1243). وصححه البخاري -كما في علل الترمذي الكبير (33). وصححه جمع من أهل العلم منهم ابن منده وابن المنذر والطحاوى وابن حزم والخطابي، ينظر التلخيص الحبير 1/ 10.
وقَد تابَعَ الجُلاحُ أبو كَثيرٍ
(1)
صَفوانَ بنَ سُلَيمٍ
(2)
على رِوايَتِه عن سعيدِ بنِ سلمة.
2 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدَّثَنا عليُّ بنُ حَمشاذَ العَدلُ، حدَّثَنا عُبَيدُ بنُ عبدِ الواحِدِ بنِ شَريكٍ، حدَّثَنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، قال: حدَّثَني اللَّيثُ، عن يَزيدَ بنِ أبى حَبيبٍ، حدَّثَنا الجُلاحُ أبو كثيرٍ، أَنَّ ابنَ سلمةَ المَخزومِيَّ حدَّثه، أَنَّ المُغيرَةَ بنَ أبى بُردَةَ أخبرَه، أنَّه سمِع أبا هريرةَ يقولُ: كُنّا عندَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَومًا فجاءَه صَيّادٌ فقال: يا رسولَ اللَّه، إنّا نَنطَلِقُ في البحرِ نُريدُ الصَّيدَ، فيَحمِلُ معه أَحَدُنا الإداوَةَ
(3)
وهو يَرجو أَن يأخُذَ الصَّيدَ قَريبًا، فربما وجَدَه كَذَلِكَ، وربما لم يَجِدِ الصَّيدَ حَتَّى يَبلُغَ مِنَ البحرِ مَكانًا لم يَظُنَّ أَن يَبلُغَه، فلعلَّه يَحتَلِمُ أو يَتَوَضّاُ، فإِن اغتَسَلَ أَو تَوَضَّأ بهَذا الماءِ فلعل أَحَدَنا يُهلِكُه العَطَشُ، فهَل تَرَى في ماءِ البحرِ أَن نَغتَسِلَ به أَو نَتَوَضَّأ به إذا خِفنا ذَلِكَ؟ فزَعَمَ أَنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ:"اغتَسِلوا مِنه وتَوَضَّئوا به؛ فإِنه الطهورُ ماؤُه، الحِلُّ مَيتَتُه"
(4)
.
وقَد تابَعَ يَحيَى بنُ سعيدٍ الأنصارِيُّ ويَزيدُ بنُ محمدٍ القُرَشِيُّ سَعيدًا على
(1)
الجلاح أبو كثير الأموى مولاهم المصري. تنظر ترجمته في: تهذيب الكمال 5/ 178، وتهذيب التهذيب 2/ 126.
(2)
صفوان بن سليم أبو عبد اللَّه المدني. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير 4/ 307، 308، وثقات ابن حبان 6/ 468، وتهذيب الكمال 13/ 184.
(3)
الإداوة: إناء الوضوء. إكمال المعلم 2/ 47، وينظر مشارق الأنوار 1/ 24.
(4)
الحاكم 1/ 141. وقال: احتج مسلم بالجلاح أبي كثير. ووافقه الذهبى. وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 3/ 478 من طريق الليث به.
رِوايَتِه، إِلا أنَّه اختُلِفَ فيه على يَحيَى بنِ سعيدٍ؛ فروِى عنه عن المُغيرَةِ بنِ أبي بُردَةَ عن رجلٍ مِن بنى مُدلِجٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
. وروِى عنه عن عبدِ اللَّه بنِ المُغيرَةِ بنِ أبى بُردَةَ أَنَّ رجلًا مِن بنى مُدلِجٍ
(2)
. وروِى عنه عن عبدِ اللَّه بنِ المُغيرَةِ الكِندِيِّ عن رجلٍ مِن بنى مُدلِجٍ
(3)
. [وروِى عنه]
(4)
عن المُغيرَةِ بنِ عبدِ اللَّه [عن رجلٍ مِن بنى مُدلِجٍ
(5)
. وعَنه عن المُغيرَةِ بنِ عبدِ الله]
(6)
عن أَبيه
(7)
، وقيل غيرُ هذا.
واختَلَفوا أَيضًا في اسمِ سعيدِ بنِ سلَمةَ؟ فقيلَ كما قالَ مالكٌ. وقيل: [عبدُ اللَّه بنُ سعيدٍ]
(8)
المخزومِيُّ. وقيل: سلمةُ بنُ سعيدٍ. وهو الذي أَرادَ الشافعيُّ بقَولِه: في إِسنادِه مَن لا أَعرِفُه. أَوِ المُغيرَةُ، أَو هُما، إِلا أَنَّ الذي أَقامَ إسنادَه ثِقَةٌ، أَودَعَه مالِكُ بنُ أَنَسٍ "الموطأ"، وأَخرَجَه أبو داودَ في "السنن".
(1)
أخرجه الحاكم 1/ 141، والمصنف في المعرفة (12) من طريق يحيى به. وينظر علل الدارقطني 9/ 11.
(2)
أخرجه المصنف في المعرفة (14) من طريق يحيى به.
(3)
أخرجه المصنف في المعرفة (16) من طريق يحيى به.
(4)
في م: "وعنه".
(5)
أخرجه المصنف في المعرفة (13).
(6)
سقط من: م.
(7)
أخرجه المصنف في المعرفة (18) من طريق يحيى به. وينظر التمهيد لابن عبد البر 16/ 220.
(8)
في أ: "سعيد بن عبد الله". وينظر التاريخ الكبير 3/ 479.
وقَد رُوِي الحَديثُ عن عليِّ بنِ أبي طالِبٍ
(1)
وجابرِ بنِ عبدِ اللَّه
(2)
وعَبدِ اللَّه بنِ عمرٍو
(3)
، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
قالَ الشافعيُّ رحمه الله: ورَوَى عبدُ العَزيزِ بنُ عمرَ، عن سعيدِ بنِ ثَوبانَ، عن أبي هِندٍ الفِراسِيِّ، عن أبي هريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَن لم يُطَهِّرْه البحر فلا طَهَّرَه اللَّهُ"
(4)
.
3 -
أخبرَناه أبو حازِمٍ عُمَرُ بنُ أحمدَ بنِ إبراهيمَ الحافظُ
(5)
، أخبرَنا أبو أحمدَ الحافظُ، أخبرَنا أبو عبد اللَّه الحسينُ بنُ محمدِ بنِ عُفَيرٍ الأنصارِيُّ، حدَّثَنا محمدُ بنُ حُمَيدٍ، حدَّثَنا إبراهيمُ بنُ المُختارِ، حدَّثَنا عبدُ العزيزِ بنُ عمرَ. فذكَره بمِثلِه، إِلا أنَّه لم يَقُل: الفِراسِيُّ
(6)
.
(1)
أخرجه الدارقطني 1/ 35، والحاكم 1/ 142، 143. قال ابن حجر في التلخيص 1/ 12: من طريق أهل البيت، وفى إسناده من لا يعرف.
(2)
أخرجه الدارقطني 1/ 34، والحاكم 1/ 143 من طريق ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، وذكره ابن حجر في التلخيص 1/ 11 وقال: وإسناده حسن وليس فيه إلا ما يخشى من التدليس. وسيأتي في (1210) من وجه آخر عن جابر.
(3)
في أ: "عمر".
والحديث أخرجه الدارقطني 1/ 35، والحاكم 1/ 143. وضعفه ابن حجر في التلخيص 1/ 11.
(4)
الأم 1/ 3.
(5)
عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس أبو حازم المسعودى الهذلي النيسابورى الإمام، كان ثقة صادقًا حافظًا عارفًا. قال عبد الغافر: الإمام الحافظ في صنعة الحديث، الثقة الأمين، كثير السماع، حسن الأصول. توفي سنة (417 هـ). تاريخ بغداد 11/ 272، والمنتخب من السياق (1216)، وسير أعلام النبلاء 17/ 333.
(6)
أخرجه الدارقطني 1/ 35، 36 من طريق محمد بن حميد به، وقال: إسناده حسن، وقال الذهبي في 1/ 7: محمد بن حميد وهو واهٍ. وينظر البدر المنير لابن الملقن 1/ 374.