المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ترك الوضوء من من مس الفرج بظهر الكف - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطَّهارة

- ‌بابُ التَّطَهُرِ(1)بماءِ البَحرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالعَذبِ مِنه والأُجاجِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ البِئرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ السَّماءِ

- ‌بابُ التَّطَهُرِ بماءِ الثلج والبَرَدِ والماءِ البارِدِ

- ‌باب التَّطَهُّر بالماء المُسَخَّن

- ‌بابُ [كراهة التَّطَهُّر](3)بالماءِ المُشَمَّسِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بما عَدا الماءَ مِنَ المائعاتِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالماءِ الذي خالطَه طاهِرٌ لم يَغلِب عَلَيهِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بالنَّبيذِ

- ‌بابُ إِزالَةِ النَّجاساتِ بالماءِ دونَ سائرِ المائعاتِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأواني

- ‌بابٌ في جِلدِ المَيتَةِ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ المَيتَةِ بالدَّبغِ

- ‌بابُ طهارةِ باطِنِه بالدَّبغِ كطهارةِ ظاهِرِه، وجَوازِ الانتِفاعِ به في المائعاتِ كُلِّها

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بجِلدِ الكَلبِ والخِنزيرِ وأنَّهُما نَجِسانِ وهُما حَيّانِ

- ‌بابُ وُقوعِ الدِّباغِ بالقَرَظِ(5)أو ما يَقومُ مَقامَه

- ‌بابُ اشتِراط الدِّباغِ في طهارَةِ جِلدِ ما لا يُؤكَلُ لَحمُه وإن ذُكِّيَ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ ما يُؤكَلُ لَحمُه إذا كان ذَكيًّا

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بشَعَرِ المَيتَةِ

- ‌بابٌ في شَعَرِ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الادِّهانِ في عِظامِ الفِيَلَةِ وغَيِرها مِمّا لا يُؤكَلُ لَحمُه

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الشُّربِ في آنيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الأكلِ في صِحافِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ النَّهي عن الإناءِ المفَضَّضِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في سائرِ الأوانِي مِنَ الحجِارَةِ والزُّجاجِ والصُّفْرِ والنُّحاسِ والشَّبَهِ(1)والخَشَبِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في أوانِي المُشرِكينَ إذا لم يَعلَم نَجاسَةً

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في آوانيهِم بعدَ الغَسلِ إذا عَلِمَ نَجَاسَةً

- ‌جِماعُ أبوابِ السِّواكِ

- ‌بابٌ في فضل السواك

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن السِّواكَ سُنَّةٌ لَيسَ بواجِبٍ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواكِ عِندَ القيامِ إلى الصَّلاةِ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواك عِندَ الاستيقاظ مِن النَّومِ

- ‌باب تأكيد السواك عند الأَزْمِ

- ‌بابُ غَسلِ السواكِ

- ‌بابُ التَّسَوُّكِ بسِواكِ الغَيِر

- ‌بابُ دَفعِ السِّواكِ إلى الأكبَرِ

- ‌بابُ ما جاء في الاستياكِ عَرضًا

- ‌باب الاستياكِ بالأصابعِ

- ‌بابُ النِّيَّةِ في الطَّهارةِ الحُكميَّةِ

- ‌جِماعُ أبواب سُنَّةِ الوُضوءِ وفَرضِهِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ ومَحِلِّه مِنَ الإيمانِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ لِلصَّلاةِ

- ‌بابُ التَّسميَةِ على الوُضوءِ

- ‌بابُ غَسلِ اليَدَينِ قبلَ إدخالِهِما في(3)الإناءِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ صِفَةِ غَسلِهِما

- ‌بابُ إدخالِ اليَمينِ في الإناءِ والغَرفِ بها لِلمَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ التَّكرارِ في المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ المُبالَغَةِ في الاستِنشاقِ إلا أن يَكونَ صائمًا

- ‌بابُ الجَمعِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ الفَصلِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ تأكيدِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ، وأَنَّهُما غَيُر واجِبتَيِن

- ‌بابُ غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ تَخليلِ اللِّحيَةِ

- ‌بابُ عَركِ العارِضَيِن

- ‌باب غسل اليدين

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ إدخالِ المِرفَقَيِن في الوُضوءِ

- ‌بابُ استِحبابِ إمرارِ الماءِ على العَضُدِ

- ‌بابُ تَحريكِ الخاتَمِ في الإصبعِ عِندَ غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ المَسحِ بالرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ بَعضِ الرأسِ

- ‌بابُ الاختيارِ في استيعابِ الرأسِ بالمَسحِ

- ‌بابُ تَحَرِّي الصُّدغَينِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ المَسحِ على شَعَرِ الرأسِ

- ‌بابُ إمرارِ الماءِ على القَفا

- ‌بابُ المَسحِ على العِمامَةِ مَعَ الرأسِ

- ‌بابُ إيجابِ المَسحِ بالرأسِ وإن كان مُتَعَمِّمًا

- ‌بابُ التَّكرارِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ

- ‌ بابُ إدخالِ الإِصبَعَيِن في صِماخَي(2)الأُذُنَينِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ بماءٍ جَديدٍ

- ‌بابُ غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌ بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن فرضَ الرِّجلَيِن الغَسلُ، وأَنَّ مَسحَهُما لا يُجزئُ

- ‌بابُ قراءةِ مَن قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] نَصْبًا، وأَنَّ الأمرَ رَجَعَ إلى الغَسلِ، وأَنَّ مَن قرأها خَفضًا فإنما هو لِلمُجاوَرَةِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكَعبَيِن هُما النّاتِئانِ في جانِبَي القَدَمِ

- ‌بابُ تَخليلِ الأصابِعِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ التَّخليلِ

- ‌بابُ استِحبابِ الإِشراعِ في السّاقِ

- ‌بابٌ في نَزْعِ الخِضابِ عِندَ الوُضوءِ إذا كان يَمنَعُ الماءَ

- ‌باب ما يقولُ بعد الفَراغِ من الوُضوء

- ‌بابُ الوُضوءِ ثَلاثًا ثَلاثًا

- ‌بابُ كَراهِيةِ(3)الزّيادَةِ على الثَّلاثِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌بابٌ: يوضِّيءُ(1)بعض الأعضاء ثلاثًا وبَعضَها اثنَيِن وبَعضَها واحِدَةً

- ‌بابُ فضلِ التَّكرارِ في الوُضوءِ

- ‌باب فضيلة الوضوء

- ‌بابُ إسباغِ الوُضوء

- ‌بابُ الرَّجُلِ يوَضِّئُ صاحِبَه

- ‌بابُ تَفريقِ الوُضوء

- ‌بابُ التَّرتيبِ في الوُضوءِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في البِدايَةِ باليَميِن قبلَ اليَسارِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في البِدايَةِ(2)باليَسارِ

- ‌بابُ نَهي المُحْدِثِ عن مَسِّ المُصحَفِ

- ‌بابُ نَهي الجُنُبِ عن قراءةِ القُرآنِ

- ‌بابُ ذِكرِ الحديث الذي ورَدَ في نَهي الحائضِ عن قراءةِ القُرآنِ، وفيه نَظَرٌ

- ‌بابُ قراءةِ القُرآنِ بعدَ الحَدَثِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَذكُرُ اللَّهَ تعالَى على غَيِر طُهْرٍ

- ‌باب استحباب الطُّهرِ للذِّكرِ والقراءةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الاستِطابَةِ بابُ النَّهي عن استِقبالِ القِبلَةِ واستِدبارِها لِغائطٍ أو بَولٍ

- ‌بابُ الرُّخصةِ في ذلكَ في الأبنيَةِ

- ‌بابُ التَّخَلِّي عِندَ الحاجَةِ

- ‌بابُ الارتيادِ(4)لِلبَولِ

- ‌بابُ الاستِتارِ عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ

- ‌بابُ وضعِ الخاتَم عِندَ دُخولِ الخَلاءِ

- ‌بابُ ما يقولُ اذا أرادَ دُخولَ الخَلاءِ

- ‌بابُ تَغطيَةِ الرأسِ عِندَ دُخولِ الخَلاءِ، والاعتماد على الرِّجلِ اليُسرَى إذا قَعَدَ إن صَحَّ الخَبرُ فيهِ

- ‌بابٌ: كيف التَّكَشُّفُ عند الحاجة

- ‌ بابُ ما يقولُ إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في الماءِ الرَّاكِد

- ‌بابُ النهي عن التَّخَلِّي في طَريقِ النّاسِ(3)وظِلِّهِم

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في مُغتَسَلِه أو مُتَوَضَّئِه ثم يَتَطَهَّرُ فيه كَراهَةَ أن يُصيبَه شيءٌ مِنَ البَولِ عِندَ صَبِّ الماءِ

- ‌ بابُ النَّهي عن البَولِ في الثَّقبِ

- ‌بابُ البَولِ في الطَّست وغَيِر ذلكَ مِنَ الأوانِي

- ‌بابُ كَراهيَةِ الكَلامِ على الخَلاءِ

- ‌بابُ البَولِ قائمًا

- ‌بابُ البَولِ قاعِدًا

- ‌بابُ وُجوبِ الاستِنجاءِ بثَلاثَةِ أحجارٍ

- ‌بابُ الإيتارِ في الاستِجمارِ

- ‌بابُ التَّوَقِّى عن البَولِ

- ‌ بابُ الاستنجاءِ بالماءِ

- ‌بابُ الجَمعِ في الاستنجاءِ بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

- ‌بابُ دَلكِ اليَدِ بالأرضِ بعدَ الاستنجاءِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بما يَقومُ مَقَامَ الحِجارَةِ في الإِنقاءِ دونَ ما نُهِىَ عن الاستِنجاءِ بهِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بالجِلدِ المَدبوغِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في الاستنجاء بالتُّرابِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في النَّهي عن الاستِنجاءِ بشَيءٍ قَدِ استُنجِىَ به مَرَّةً

- ‌بابُ النَّهي عن مَسِّ الذَّكَرِ عِندَ البَولِ باليَميِن

- ‌بابُ النَّهي عن الاستِنجاءِ باليَميِن

- ‌بابُ الاستِبراءِ عن البَولِ

- ‌ بابُ كَيفيةِ الاستِنجاءِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الحَدَثِ

- ‌بابُ الوضوء مِنَ البَولِ والغائطِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المَذي أوِ الوَدي

- ‌بابُ الوضوِء مِنَ الدَّمِ يَخرُجُ مِن أحَدِ السَّبيلَيِن وغَيِر ذلكَ مِن دودٍ أو حَصاةٍ أو غَيِرهِما

- ‌بابٌ: الوُضوءُ مِنَ الريح يَخرُج مِن أحَدِ السَّبيلَيِن

- ‌بابُ الوضوء مِنَ النَّومِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِنَ النَّومِ قاعِدًا

- ‌ بابُ ما ورَدَ في نَومِ الساجدِ

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بالإغماءِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المُلامَسَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في لَمسِ الصَّغائرِ(1)وذَواتِ المَحارِمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الملموسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في غَمزِ الرَّجُلِ امرأتَه بغيِر شَهوةٍ، أو مِن وراءِ حائلٍ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسَّ الذَّكرِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسِّ المَرأَةِ فرجَها

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن مَن مسِّ الفَرجِ بظَهرِ الكَفِّ

- ‌بابٌ في مَسِّ الأُنثَيَيِن

- ‌باب في مسِّ الإِبِطِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاسِ الرَّطبةِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاس اليابسة

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن خُروجِ الدَّمِ مِن غَيرِ مَخرَجِ الحَدَثِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ من القَهقَهَةِ في الصلاة

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكلام وإن عَظُمَ لم يَكنْ فيه وُضوءٌ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في الأخذِ مِنَ الأظفارِ والشّارِبِ وما ذُكِرَ مَعَهُما وأنْ لا وُضوءَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ

- ‌باب: كَيفَ الأخْذ مِنَ الشّارِبِ

- ‌ بابُ ما جاءَ في التَّنَوُّرِ

- ‌ بابُ تَرك الوُضوءِ مِمّا مَسَّت النّارُ

- ‌بابُ التَّوَضُّؤِ مِن لُحومِ الإبِلِ

- ‌بابُ المَضمَضَةِ مِن شُربِ اللَّبَنِ وغَيِره مِمّا له دُسومَةٌ

- ‌باب الرخصة في ترك المضمضة من ذلك

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بعَمدِ الحَدَثِ وسَهوِهِ

- ‌بابٌ لا يَزولُ اليَقينُ بالشَّكِّ

- ‌بابُ الانتِضاحِ(3)بعدَ الوُضوءِ لِرَدِّ الوَسواسِ

- ‌بابُ أداءِ صَلَواتٍ بوُضوءٍ واحِدٍ

- ‌بابُ تَجديدِ الوُضوء

الفصل: ‌باب ترك الوضوء من من مس الفرج بظهر الكف

عُبَيدِ اللَّه بنِ عمرَ، عن القاسِمِ، عن عائشةَ قالَت: إذا مَسَّتِ المَرأَةُ فرجَها تَوَضَّأَت

(1)

. وهَكَذا رواه عبدُ اللَّهِ العُمَرِيُّ عن أخيه عُبَيدِ اللَّهِ

(2)

.

‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن مَن مسِّ الفَرجِ بظَهرِ الكَفِّ

648 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حُمَيدٍ الأُشنانيُّ

(3)

، أخبرَنا أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِميُّ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ القاسِمِ، عن يَزيدَ بنِ عبدِ المَلِكِ النَّوفَلِيِّ، عن سعيدِ بنِ أبي سعيدٍ، عن أبي هريرةَ قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن أفضَى بيَدِه إلى فرجِه لَيسَ دونَها حِجابٌ فقَد وجَبَ عليه وضوءُ الصَّلاةِ"

(4)

. وهَكَذا رواه مَعنُ بنُ عيسَى وجَماعَةٌ مِنَ الثِّقاتِ عن يزيد بنِ عبدِ المَلِكِ

(5)

، إلا أن يَزيدَ تكلَّموا فيهِ

(6)

.

وقَد أخبرَنا أبو الحسينِ بنُ الفَضلِ القَطَّانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ جَعفَرٍ

(1)

الحاكم 1/ 138، وصححه، ووافقه الذهبي.

(2)

أخرجه الخطيب في تاريخه 3/ 122، 123 من طريق عبد الله العمرى به.

(3)

لعله أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم أبو بكر الأشنانى النيسابورى الصيدلانى. تقدم عقب (96).

(4)

المصنف في الخلافيات (522). وأخرجه ابن حبان (1118) من طريق عبد الرحمن بن القاسم به. وأحمد (8404) من طريق يزيد بن عبد الملك به.

(5)

أخرجه الطحاوى في شرح المعاني 1/ 74، وابن عدي في الكامل 7/ 2715، وابن شاهين في ناسخه (112) من طريق معن به.

(6)

هو يزيد بن عبد الملك بن المغيرة القرشى الهاشمى النوفلى، أبو المغيرة، ويقال: أبو خالد. ينظر الكلام عليه في: المجروحين 3/ 102، والكامل لابن عدي 7/ 2715، وتهذيب الكمال 32/ 196، وميزان الاعتدال 4/ 433، وتهذيب التهذيب 11/ 347. قال ابن حجر في التقريب 2/ 368: ضعيف.

ص: 393

النَّحْوِيُّ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدَّثَني الفَضلُ بنُ زيادٍ قالَ: سأَلتُ أبا عبدِ اللَّهِ، يَعنِي أحمدَ بنَ حَنبَلٍ، عن يَزيدَ بنِ عبدِ المَلِكِ النَّوفَلِيِّ فقالَ: شَيخٌ مِن أهلِ المَدينَةِ لَيسَ به بأْسٌ

(1)

.

قال الشيخُ: ولأبِي هريرةَ فيه أصلٌ، فقَد:

649 -

أخبرَنا محمدُ بنُ إبراهيمَ الفارِسِيُّ، أخبرَنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصبهانيُّ، حدثنا أبو أحمدَ بنُ فارِس، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ، حدَّثَني ابنُ يَحيَى، حدثنا عبدُ الصَّمَدِ، سمِع عمرَ بنَ أبي وهبٍ، سمِع جَميلَ بنَ بَشيرٍ، عن أبي هريرةَ: مَن أفضَى بيَدِه إلى فرجِه فليَتَوَضّأْ

(2)

. هَكَذا مَوقوفٌ.

وقيل: عن جَميلٍ عن أبي وهبٍ عن أبي هُرَيرَةَ:

650 -

أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا هارونُ بنُ سليمانَ، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ مَهدِيٍّ، عن عمرَ بنِ أبي وهبٍ، عن جَميلٍ العِجلِيِّ، عن أبي وهبٍ الخُزاعِيِّ، عن أبي هريرةَ قالَ: مَن مَسَّ فرجَه فليَتَوَضّأْ، ومَن مَسَّه -يَعنِي مِن وراءِ الثَّوبِ- فلَيسَ عليه وُضوءٌ

(3)

.

(1)

المعرفة والتاريخ 1/ 427.

(2)

التاريخ الكبير 2/ 216، وفيه: "قال عبد الصمد

"وليس فيه: "ابن يحيى".

(3)

المصنف في الخلافيات (558). وينظر علل الدارقطني 8/ 132.

ص: 394

651 -

أخبرَنا

(1)

أبو سَعيدِ بنُ أبي عمرٍو

(2)

: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشافعيُّ، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ نافِعٍ وابنُ أبي فُدَيكٍ، عن ابنِ أبي ذِئبٍ، عن عُقبَةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ ثَوبانَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أفضَى أحَدُكُم بيَدِه إلى ذَكَرِه فليتَوَضّأْ"

(3)

. وزاد بن نافعٍ فقالَ: عن محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ ثَوبانَ، عن جابِرٍ، عن النبيِّ

(4)

صلى الله عليه وسلم.

قال الشافعيُّ رحِمه الله تعالَى: وسَمِعتُ غَيرَ واحِدٍ مِنَ الحُفَّاظِ يَرويه لا يَذكُرونَ فيه جابِرًا. وزادَ أبو سعيدٍ في حَديثِه: قال الشافعيُّ: والإِفضاءُ باليَدِ إنَّما هو ببَطنِها، كما يُقالُ: أفضَى بيَدِه مُبايِعًا، وأفضَى بيَدِه إلى الأرضِ ساجِدًا، وإِلَى رُكبَتَيه راكِعًا

(5)

.

652 -

وأمَّا الحديث الذي أخبرَناه أبو الحسنِ عليّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ، أخبرَنا أبو محمدٍ الحسنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، أخبرَنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِي، حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ، حدثنا مُلازِمُ بنُ عمرٍو الحَنَفِيُّ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ بَدرٍ، عن قَيسِ بنِ طَلقٍ، عن أبيه طَلقِ بنِ عليٍّ قال: خَرَجْنا إلى

(1)

بعده في س، م:"أبو عبد اللَّه الحافظ و".

(2)

بعده في الأصل: "قالا"، وبعده في ر:"وأبو بكر أحمد بن الحسن". وفي حاشية الأصل: "لعله سقط وأبو بكر أحمد بن الحسن وهو الصواب".

(3)

المصنف في المعرفة (189)، والشافعى 1/ 19.

(4)

أخرجه ابن ماجه (480) من طريق ابن نافع به. وقال البوصيرى في الزوائد: في إسناده مقال، عقبة بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن المديني: شيخ مجهول، وباقى رجاله ثقات. ينظر علل ابن أبي حاتم 1/ 427 (23).

(5)

الأم 1/ 19، 20.

ص: 395

نَبِيِّ اللَّه صلى الله عليه وسلم وفدًا حَتَّى قَدِمنا عليه فبايَعناه وصَلَّينا معه، فجاءَ رجلٌ كأنه بَدَوِيٌّ

فقالَ: يا رسولَ اللَّه، ما تَرَى في مَسِّ الرَّجُلِ ذكَرَه بعدَ ما يَتَوَضّأُ؟ فقالَ:"وهَل هو إلا بَضعَةٌ، أو مُضغَةٌ، مِنكَ؟ "

(1)

. فهَذا حَديثٌ رواه مُلازِمُ بنُ عمرٍو هَكَذا. قال أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ الصِّبغِيُّ

(2)

: مُلازِمٌ فيه نَظَرٌ

(3)

.

قال الشيخُ: ورواه محمدُ بنُ جابِرٍ اليَمامِيُّ

(4)

وأَيُّوبُ بنُ عُتبَةَ

(5)

عن قَيسِ بنِ طَلقٍ

(6)

، وكِلاهُما ضَعيفٌ. ورواه عِكرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ عن قَيسٍ، أن طَلقًا سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم. فأَرسَلَه

(7)

. [وعِكرِمَةُ بنُ عَمَّارٍ أمثَلُ مَن رواه عن قَيسٍ]

(8)

.

(1)

أخرجه أبو داود (182)، والترمذى (85)، والنسائي (165)، وابن حبان (1120) من طريق ملازم بن عمرو به، وقال الترمذي: هذا الحديث أصح شئ روى في هذا الباب. وصححه الألبانى في صحيح أبي داود (167).

(2)

في س، د:"الضبعى". وينظر الأنساب 3/ 521، سير أعلام النبلاء 15/ 483.

(3)

هو ملازم بن عمرو بن عبد الله بن بدر الحنفى السحيمى، أبو عمرو، لقبه لزيم، ويقال: لزم. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير 8/ 73، والجرح والتعديل 8/ 435، وثقات ابن حبان 9/ 195، وتهذيب الكمال 29/ 188. قال ابن حجر في التقريب 2/ 291: صدوق.

(4)

هو محمد بن جابر بن سيار بن طلق اليمامى السحيمى، أبو عبد الله. ينظر الكلام عليه في: المجروحين 2/ 270، وتهذيب الكمال 24/ 564، وسير أعلام النبلاء 8/ 212، وميزان الاعتدال 3/ 496، وتهذيب التهذيب 9/ 88. قال ابن حجر في التقريب 2/ 149: صدوق ذهبت كتبه فساء حفظه وخلط كثيرًا.

(5)

هو أيوب بن عتبة اليمامي، أبو يحيى. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 2/ 253، والكامل لابن عدي 1/ 347، وتهذيب الكمال 3/ 484، وميزان الاعتدال 1/ 290، وتهذيب التهذيب 1/ 408. قال ابن حجر في التقريب 1/ 90: ضعيف.

(6)

ستأتى رواية محمد بن جابر مسندة في الحديث التالى، وأخرجه أحمد (16286) من طريق أيوب بن عتبة به.

(7)

المصنف في المعرفة (207) من طريق عكرمة بن عمار به.

(8)

ليس في: ب.

ص: 396

وعِكرِمَةُ بن عَمّارٍ قَدِ اختَلَفوا في تَعديلِه

(1)

، غَمَزَه يَحيَى بنُ سعيدٍ القَطّانُ وأَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ، وضَعَّفَه البخاريُّ جِدًّا. وأَمّا قَيسُ بنُ طَلقٍ

(2)

، فقَد رَوَى الزَّعفَرانِيُّ عن الشافعيِّ أنَّه قالَ: سأَلْنا عن قَيس فلَم نَجِدْ مَن يَعرِفُه بما يَكونُ لَنا قَبولُ خَبَرِهِ

(3)

. وقَد عارَضه مَن وصَفنا ثِقَتَه ورَجاحَتَه في الحديث وثبَتَهُ

(4)

. وفيما أخبرَنا أبو بكرِ بنُ الحارِثِ الفقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ النَّقّاشُ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ يَحيَى القاضِي السَّرَخسِيُّ، حدثنا رَجاءُ بنُ مُرَجَّى الحافظُ في قِصَّةٍ ذَكَرَها قال: فقالَ يَحيَى بنُ مَعينٍ: قَد أكثَرَ النّاسُ في قَيسِ بنِ طَلقٍ، ولا يُحتَجُّ بحَديثِهِ

(5)

. وأَخبرَنا أبو بكرٍ الفقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عمرَ الحافظُ قالَ. قالَ ابنُ أبي حاتِمٍ: سأَلتُ أبي وأَبا زُرعَةَ عن حَديثِ محمدِ بنِ جابِر هذا فقالا: قَيسُ بنُ طَلقٍ لَيسَ مِمَّن تَقومُ به حُجَّةٌ. ووَهَّناه ولَم يُثَبِّتاه

(6)

. ثم إنَّه كان -إن صَحَّ- في ابتِداءِ الهِجرَةِ حينَ كان

(1)

هو عكرمة بن عمار، أبو عمار العجلي. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 7/ 10، وتاريخ بغداد 12/ 257، وتهذيب الكمال 20/ 256، وميزان الاعتدال 3/ 90، وتهذيب التهذيب 7/ 261. قال ابن حجر في التقريب 2/ 30: صدوق يغلط.

(2)

هو قيس بن طلق بن علي الحنفى اليمامي. ينظر الكلام عليه في: ثقات ابن حبان 5/ 313، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى 3/ 20، وتهذيب الكمال 24/ 56، وميزان الاعتدال 3/ 397، وتهذيب التهذيب 8/ 398. قال ابن حجر في التقريب 2/ 129: صدوق.

(3)

ذكره المصنف في المعرفة 1/ 232.

(4)

في س، م:"تثبته".

(5)

المصنف في الخلافيات (599)، والدارقطنى 1/ 150، وقال الذهبى: هذا في سنده محمد بن الحسن النقَّاش وهو هالك. وقد وثقة ابن معين في تاريخه برواية الدارمى (486). وينظر ميزان الاعتدال 3/ 397.

(6)

الدارقطني 1/ 149.

ص: 397

رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَبنى مَسجِدَه، وَسَماعُ أبي هريرةَ وغَيرِه مِمَّن رُوِّينا عنه في ذلكَ كان بَعدَه، وهو فيما:

653 -

أخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدٍ المُقرِئُ المِهرَجانِيُّ بها، أخبرَنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، أخبرَنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ أبي بكرٍ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن محمدِ بنِ جابِرٍ قال: حدَّثَني قَيسُ بنُ طَلقٍ، عن أبيه قال: قَدِمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَبنى المَسجِدَ فقالَ: "اخلِطِ الطّينَ فإِنَّكَ أعلمُ بخَلطِه [يايَمامِيُّ]

(1)

. فسأَلتُه أو سأَلَه رجلٌ فقالَ: أرأَيتَ الرَّجُلَ يَتَوَضأُ ثم يَمَسُّ ذَكَرَهُ؟ فقالَ: "إنما هو مِنكَ"

(2)

.

ثم قَد حَمَلَه بَعضُ أصحابِنا على مَسِّه إيَّاه بظَهرِ كَفِّهِ.

654 -

ففيما أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحسينِ القَطَّانُ، حدثنا عليّ بنُ الحسنِ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ يَزيدَ المُقرِئُ، حدثنا هَمّامٌ، حدثنا محمدُ بنُ جابِرٍ قال: حدَّثني شَيخٌ لَنا مِن أهلِ اليَمامَةِ يُقالُ له: قَيسُ بنُ طَلقٍ، عن أبيه، أنَّه سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أو سمِع رجلًا يَسأَلُه، قال: بَينَما أنا أصَلِّي فذَهَبتُ أحُكُّ فخِذِي فأصابَت يَدِي ذكرِي. فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "إنَّما هو مِنكَ"

(3)

. والظّاهِرُ مِن حالِ مَن يَحُكُّ فخِذَه فأَصابَت يَدُه ذكَرَه أنه إنَّما يُصيبُه بظَهرِ كَفِّه، واللَّه أعلَمُ.

(1)

ليس في: م، وفي س:"يايمانى".

(2)

أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2159 من طريق حماد به.

(3)

أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 132، والمصنف في الخلافيات (567) من طريق همام به.

ص: 398

655 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدَّثني أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الجَرّاحِيُّ العَدلُ الحافظُ بمَروَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ يَحيَى القاضِي السَّرَخسِيُّ، حدثنا رَجاءُ بنُ مُرَجَّى الحافظُ قالَ: اجتَمَعنا في مَسجِدِ الخَيفِ أنا وأَحمَدُ بنُ حَنبَلٍ عليُّ بنُ المَدينِيِّ ويَحيَى بنُ مَعينٍ، فتَناظَروا في مَسِّ الذَّكَرِ فقالَ يَحيَى بنُ مَعينٍ: يُتَوَضّأُ مِنه. وتَقَلَّدَ عليُّ بنُ المَدينِيِّ قَولَ الكوفيّينَ وقالَ بهِ. واحتَجَّ ابنُ مَعينٍ بحَديثِ بُسرَةَ بنتِ صَفوانَ، واحتَجَّ عليُّ بنُ المَدينِيِّ بحَديثِ قَيسِ بنِ طَلقٍ، وقالَ ليَحيَى: كَيفَ تتقَلَّدُ إسنادَ بُسرَةَ ومَروانُ بنُ الحَكَمِ أرسَلَ شُرَطيًّا حَتَّى رَدَّ جَوابَها إلَيهِ؟ فقالَ يَحيَى: ثم لم يُقنِعْ ذلكَ عُروةَ حَتَّى أتَى بُسرَةَ فسأَلَها وشافَهَته بالحَديثِ. ثم قالَ يَحيَى: ولَقَد أكثَرَ النّاسُ في قَيسِ بنِ طَلقٍ وأنَّه لا يُحتَجُّ بحَديثِهِ. فقالَ أحمدُ بنُ حَنبَل: كِلا الأمرَينِ على ما قُلتُما. فقالَ يَحيَى

(1)

: مالكٌ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عمرَ: يُتَوَضّأُ مِن مَسِّ الذَّكَرِ. فَقالَ عَلِيٌّ: كان ابنُ مَسعودٍ يقولُ: لا يُتَوَضّأُ مِنه، وإِنَّما هو بَضعَةٌ مِن جَسَدِكَ. فقالَ يَحيَى: هذا عَمَّن؟ فقالَ: عن سُفيانَ، عن أبي قَيسٍ، عن هُزَيلٍ، عن عبدِ اللَّه. وإِذا اجتَمَعَ ابنُ مَسعودٍ وابنُ عمرَ واختَلَفا فابنُ مَسعودٍ أولَى أن يُتَّبَعَ. فقالَ له أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: نَعَم ولَكِن أبو قَيسٍ الأودِيُّ لا يُحتَجُّ بحَديثِهِ. فقالَ عَلِيٌّ: حدَّثني أبو نُعَيمٍ، حدثنا مِسعَرٌ، عن عُمَيرِ بنِ سعيدٍ، عن عَمّارٍ قالَ: ما أُبالِي مَسِستُه أو أنفِي. فقالَ يَحيَى: بَينَ عُمَيرِ بنِ سعيدٍ وعَمّارِ بنِ ياسِرٍ مَفازَةٌ

(2)

.

(1)

بعده في م: "عن". وينظر المستدرك 1/ 139.

(2)

المصنف في المعرفة (208)، والخلافيات (598)، والحاكم 1/ 139. وعنده الزيادة التى سيذكرها المصنف في الإسناد التالى.

ص: 399

656 -

وأَخبرَنا أبو بكرِ بنُ الحارِثِ الفقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ النَّقَّاشُ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ يَحيَى القاضِي السَّرَخسِيُّ. فذكَره بإِسنادِه وبَعضِ مَعناه. وقالَ في آخِرِه في حَديثِ عُمَيرِ بنِ سعيدٍ عن عمَّار فقالَ أحمدُ: عَمّارٌ وابنُ عمرَ استَوَيا، فمَن شاءَ أخَذَ بهَذا، ومَن شاءَ أخَذَ بهَذا

(1)

.

قال الشيخُ: قَد رُوِّينا عن عليِّ بنِ المَدينِي أنه قال في حَديثِ بُسرَةَ وسَماعِ عُروةَ مِنها كما قال يَحيَى بنُ مَعينٍ. وكأَنَّه رَجَعَ في ذلكَ إلى قَولِ يَحيَى وتَقليدِ حَديثِ بُسرَةَ.

أخبرَنا أبو الحسينِ بنُ الفَضلِ القَطّانُ، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ قال: قال محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ: قال عليُّ بنُ المَدينِي: اجتَمَعَ سُفيانُ وابنُ جُرَيجٍ فتَذاكَرا مَسَّ الذكَرِ، فقالَ ابنُ جُرَيجٍ: يُتَوَضأُ مِنه. وقالَ سُفيانُ: لا يُتَوَضأُ مِنه. فقالَ سُفيانُ: أرأَيتَ لَو أن رجلًا أمسَكَ بيَدِه مَنيًّا ما كان عَلَيهِ؟ فقالَ ابنُ جُرَيجٍ: يَغسِلُ يَدَه. قال: فأَيُّهُما أكبَرُ؛ المنيُّ أو مَسِّ الذَّكَرِ؟ فقالَ: ما ألقاها على لِسانِكَ إلا الشيطانُ

(2)

.

قال الشيخُ: وإِنَّما أرادَ ابنُ جُرَيجٍ أن السنة لا تُعارَضُ بالقياسِ. وذكَر الشافعيُّ في رِوايَةِ الزعفرانيِّ عنه أن الذي قال مِنَ الصحابَةِ: لا وُضوءَ فيه.

(1)

الدارقطني 1/ 150، وفيه محمد بن الحسن النقاش. وتقدم كلام الذهبى فيه في (652).

(2)

المصنف في الخلافيات (601)، ويعقوب بن سفيان 2/ 157. وأخرجه عبد الرزاق (439) عن الثورى قال: سمعته يقول: دعانى وابن جريج بعض أمرائهم.

ص: 400