الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثنا الحسنُ بنُ صالِحٍ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ محمدِ بنِ عَقيلٍ. فذكَره بنَحوِه، وقالَ: إصبَعَيه في جُحرَى أُذُنَيهِ
(1)
.
بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ بماءٍ جَديدٍ
310 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ العَنَزِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِميُّ، حدثنا الهَيثَمُ بنُ خارِجَةَ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ وهبٍ قال: أخبرَنِي عمرُو بنُ الحارِثِ، عن حَبّان بنِ واسِعٍ الأنصارِيِّ، أن أباه حدَّثه، أنَّه سمِع عبدَ اللَّه بنَ زَيدٍ يَذكُرُ أنَّه رأَى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَوَضأُ فأَخَذَ لأُذُنَيه ماءً خِلافَ الماءِ الذى أخَذَ لرأسه
(2)
. وهَذا إسنادٌ صَحيحٌ.
وكَذَلِك روِى عن عبدِ العَزيزِ بنِ عِمرانَ بنِ مِقلاصٍ وحَرمَلَةَ بنِ يَحيَى عن ابنِ وهبٍ
(3)
، ورواه مُسلِمُ بنُ الحجَّاج في "الصحيح"، عن هارونَ بنِ مَعروفٍ وهارونَ بنِ سعيدٍ الأيلِيِّ وأَبِي الطاهِرِ عن ابنِ وهبٍ بإِسنادِه
(4)
، أنَّه رأى رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَوَضأُ. فذكَر وُضوءَه قال: ومَسَحَ رأسَه بماءٍ غَيرِ فضلِ
(1)
أبو داود (131). وأخرجه أحمد (27019)، وابن ماجه (441) من طريق وكيع به. وحسنه الألبانى في صحيح أبى داود (121).
(2)
المصنف في الخلافيات (133).
(3)
المصنف في الخلافيات (132). وأخرجه الحاكم 1/ 151 من طريق عبد العزيز وحرملة به، وقال: صحيح على شرط الشيخين إذا سلم من ابن أبي عبيد الله. ووافقه الذهبى.
(4)
في س، م:"بإسناد صحيح".
يَدِه
(1)
. ولَم يَذكُرِ الأُذُنَينِ
(2)
:
311 -
أخبرَناه أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، أخبرَنا أبو داودَ، حدثنا أحمدُ بنُ عمرِو بنِ السَّرحِ يَعنِي أبا الطاهِرِ، حدثنا ابنُ وهبٍ، عن عمرِو بنِ الحارِثِ
(3)
. فذكَره، وهَذا أصَحُّ مِنَ الذى قَبلَه.
312 -
أخبرَنا أبو زكريا بنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ بنِ حَفصِ بنِ عاصِمِ بنِ عمرَ بنِ الخطابِ ومالِكُ بنُ أنَسٍ، عن نافِعٍ، أن عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ كان يُعيدُ إصبَعَيه في الماءِ فيَمسَحُ بهِما أُذُنَيهِ
(4)
.
313 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِي، أخبرَنا جَدِّى أبو عمرِو بنُ نُجَيدٍ، حدثنا محمدُ بنُ إبراهيمَ البُوشَنجَيُّ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ قال: حدثنا مالكٌ، عن نافِعٍ، أن عبدَ اللَّهِ بنَ عمرَ كان إذا تَوَضّأَ يأخُذُ الماءَ بإِصبَعَيه لأُذُنَيهِ
(5)
.
وأَمّا ما روِى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "الأُذُنانِ مِنَ الرأسِ". فروِى ذلكَ
(1)
في س، م:"يديه".
(2)
مسلم (236).
(3)
المصنف في المعرفة (357)، وأبو داود (120). وأخرجه أحمد (16467)، والترمذى (35)، وابن خزيمة (154)، وابن حبان (1085) من طريق ابن وهب به، وقال الترمذى: حسن صحيح.
(4)
المصنف في الخلافيات (136) من طريق أبى العباس الأصم به.
(5)
المصنف في الخلافيات (135) من طريق محمد بن إبراهيم به، ومالك 1/ 34.
بأَسانيدَ ضِعافٍ ذَكَرَناها في "الخِلافِ"
(1)
. وأَشهَرُ الأسانيدِ
(2)
فيه ما:
314 -
أخبرنا أبو الحسنِ عليّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ المُقرِئُ، أخبرَنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا مُسدَّدٌ وأبو الرَّبيع قالا: حدثنا حَمّاد، حدثنا سِنانُ بنُ رَبيعَةَ، عن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ، عن أبى أُمامَةَ، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَوَضأَ فغَسَلَ وجهَه ثَلاثًا، ويَدَيه ثَلاثًا، ومَسَحَ برأسِه، وقالَ:"الأُذُنانِ مِنَ الرّأسِ". وَكانَ يَمسَحُ المأقَينِ
(3)
.
وهَذا الحديث يقال فيه مِن وجهَينِ؛ أحَدُهُما ضَعفُ بَعضِ رواتِه
(4)
، والآخَرُ دُخولُ الشك في رَفعِهِ. وبِصِحَّةِ ذلكَ أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا عَبَّاس الدُّورِيُّ قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ مَعينٍ يقولُ: سِنانُ بنُ رَبيعَةَ
(5)
يُحَدِّثُ عنه حَمَّادُ بنُ زَيدٍ، لَيسَ هو بالقَوِيِّ
(6)
. أخبرَنا أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ، حدثنا أبو سعيدٍ الخَلَّالُ، حدثنا
(1)
الخلافيات 1/ 347، 348.
(2)
في س، م:"إسناد". قال النووى في المجموع 1/ 445: الأحاديث كلها ضعيفة -يعنى "الأذنان من الرأس"- متفق على ضعفها مشهور في كتب الحديث تضعيفها إلا حديث ابن عباس فإسناده جيد. والحديث أخرجه أبوداود (134) من طريق مسدد به. وأحمد (22223)، والترمذى (37)، دون قوله:"وكان يمسح المأقين"، وابن ماجه (444) من طريق حماد بن زيد به، وقال الترمذي: حسن.
(3)
المأقان تثنية المأق. وسيأتي معناه في الحديث (316).
(4)
في س، م:"الرواة".
(5)
هو سنان بن ربيعة الباهلى، أبو داود ربيعة البصرى. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 4/ 251، والكامل لابن عدي 3/ 1276، وتهذيب الكمال 12/ 147، وميزان الاعتدال 2/ 235، وتهذيب التهذيب 4/ 240. قال ابن حجر في التقريب 1/ 334: صدوق، فيه لين.
(6)
تاريخ يحيى بن معين برواية الدورى (3736)، والمصنف في الخلافيات (220).
أبو القاسِمِ البَغَوِيُّ، حدثنا مَحمودُ بنُ غَيلانَ، حدثنا النَّضرُ بنُ شُمَيلٍ، حدثنا ابنُ عَونٍ وذُكِرَ عندَه شَهرُ بنُ حَوشَبٍ
(1)
فقالَ: [إنَّ شَهرًا نَزَكُوه، إنَّ شَهرًا نَزَكوه. قَولُه: نَزَكوه]
(2)
. أى: طَعَنوا فيه وأَخَذَته ألسِنَةُ النّاسِ. وبِإِسنادِه حدَّثنا مَحمودُ بنُ غَيلانَ، حدثنا شَبابَةُ قالَ: سَمِعتُ شُعبَةَ يقولُ: كان شَهرُ بنُ حَوشَبٍ رافَقَ رجلًا مِن أهلِ الشّامِ فسَرَقَ عَيبَتَه
(3)
. أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العَبّاسُ بنُ محمدٍ الدُّورِيُّ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى بُكَيرٍ، حدثنا أبى قالَ: كان شَهرُ بنُ حَوشَبٍ على بَيتِ المالِ، فأَخَذَ خَريطَةً
(4)
فيها دَراهِمُ فقالَ القائلُ:
لَقَد باعَ شَهرٌ دينَهُ بخَريطَةٍ
…
فمَن يأمَنُ القُرّاءَ بَعدَكَ يا شَهرُ
(5)
(1)
هو شهر بن حوشب الشامي. ينظر الكلام عليه في: المجروحين 1/ 361، وتهذيب الكمال 12/ 579، وسير أعلام النبلاء 4/ 372، وتهذيب التهذيب 4/ 369. قال ابن حجر في التقريب 1/ 355: صدوق كثير الإرسال والأوهام.
(2)
في ر، س، م:"إن شهرا تركوه قوله تركوه".
والأثر عند المصنف في الخلافيات (221)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 23/ 233.
وأخرجه السلفى في الطيوريات (53) من طريق البغوى به. والفسوى في المعرفة والتاريخ 2/ 97، والعقيلى في الضعفاء 2/ 191، وابن حبان في المجروحين 1/ 361 من طريق النضر به.
(3)
العيبة: وعاء من أدم يكون فيه المتاع. ينظر المحكم 2/ 261.
والأثر أخرجه المصنف في الخلافيات (223)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 23/ 233.
(4)
الخريطة: وعاء من جلد أو نحوه يشد على ما فيه. ينظر التاج 19/ 243 (خ ر ط).
(5)
المصنف في الخلافيات (225)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 23/ 231. وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 2/ 98 عن العباس بن محمد به.
وقائل هذا الشعر القطامى الكلبى. ويقال: سنان بن مكمل النميرى- كما في تاريخ ابن جرير 6/ 538، 539.
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدٍ الفقيهُ، حدثنا عليّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا دَعلَجُ بنُ أحمدَ قال: سأَلتُ موسَى بنَ هارونَ عن هذا الحديثِ، فقالَ: لَيسَ بشَئٍ، فيه شَهرُ بنُ حَوشَبٍ، وشَهرٌ ضَعيف
(1)
، والحَديثُ في رَفعِه شَكٌّ
(2)
.
315 -
أخبرَنا أبو بكرٍ، أخبرَنا عَلِيٌّ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ جَعفَرِ بنِ خُشَيشٍ، حدثنا يوسُفُ بنُ موسَى القَطَّانُ، حدثنا سليمانُ بنُ حَربٍ، أخبرَنا حَمَّادُ بنُ زَيدٍ، عن سِنانِ بنِ رَبيعَةَ، عن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ، عن أبى أُمامَةَ أنَّه وصَفَ وُضوءَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالَ: كان إذا تَوَضأَ مَسَحَ مأقَيه بالماءِ. وقالَ أبو أُمامَةَ: الأُذُنانِ مِنَ الرأسِ. قال سليمانُ بنُ حَربٍ: الأُذُنانِ مِنَ الرّأسِ. إنَّما هو مِن قَولِ أبي أُمامَةَ، فمَن قال غَيرَ هذا فقَد بَدَّلَ -أو كَلِمَةً قالَها سليمانُ- أى أخطأَ
(3)
.
316 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا سليمانُ بنُ حَربٍ ومُسَدَّدٌ وقُتَيبَةُ، عن حمَّادِ بنِ زَيد، عن سِنانِ بنِ رَبيعَةَ، عن شَهرِ بنِ حَوشَب، عن أبي أُمامَةَ ذكَر وُضوءَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَمسَحُ المأقَينِ. قال: وقالَ: الأُذُنانِ مِنَ الرّأسِ. قال سليمانُ بنُ حَربٍ: يَقولُها أبو أُمامَةَ. قال قتيبَةُ: قال حَمَّادٌ: لا أدرِى هو مِن
(1)
بعده في م: "قال البيهقى".
(2)
الدارقطني 1/ 104، ومن طريقه المصنف في الخلافيات (227).
(3)
الدارقطني 1/ 104.
قَولِ النبي صلى الله عليه وسلم أو أبي أُمامَةَ؟ يَعنِي قِصَّةَ الأُذُنَينِ. قالَ قُتَيبَةُ: عن سِنانٍ أبي
(1)
رَبيعَةَ
(2)
. كَذا في كِتابِى: المأقَينِ. وهو في رِوايَةِ أبي سليمانَ الخَطّابِي عن ابنِ داسَةَ: المأقَينِ
(3)
. فسَّرَه أبو سليمانَ بطَرَفِ العَينِ الذى يَلِى الأنفَ، وهو مخرج الدَّمعِ.
والَّذِى روِى مِن مَسحِه رأسه وأُذُنَيه في بَعضِ ما مَضَى مُجمَلٌ، وكَيفيَّتُه مَوجودَةٌ فيما:
317 -
أخبرَنا أبو الحسنِ عليّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصّفّارُ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا عليّ بنُ المَدينِى، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ إدريسَ، حدثنا محمدُ بنُ عَجلانَ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن ابنِ عباسٍ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضأَ. فذكَر الحديثَ. قالَ: ثم أخَذَ شَيئًا مِن ماءٍ فمَسَحَ به رأسَه، وقالَ بالوُسطَيَينِ
(4)
مِن أصابِعِه في باطِنِ أُذُنَيه والِإبهامَينِ مِن وراءِ أُذُنَيهِ.
وقالَ أصحابُنا: فكأنه كان يَعزِلُ مِن كُلِّ يَدٍ إصبَعَينِ، فإِذا فرَغَ مِن مَسحِ
(1)
في م: "بن". وهو سنان بن ربيعة، أبو ربيعة البصرى. قال في عون المعبود 1/ 50: فلا يتوهم متوهم أن قتيبة أخطأ فيه؛ لأن كنية سنان أبو ربيعة، واسم والده ربيعة، فاتفق القولان. وينظر تهذيب الكمال 12/ 147. وكذا قال أبو داود في السنن عقب الحديث.
(2)
أبو داود (134). وأخرجه المصنف في الخلافيات (228) من طريق ابن داسة به. وصححه الألبانى في صحيح أبي داود (122).
(3)
في د: "المأقيين". والمأق طرف العين الذى يلى الأنف. وفيه أقوال أخرى. ينظر مشارق الأنوار 1/ 391.
(4)
في د: "بالوسطى". والقول هنا بمعنى الفعل، فالعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده أى: أخذ. وقال برجله. أى: مشى. النهاية 4/ 124.