الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابنِ اليَمانِ قال: كُنتُ في مَسجِدِ المَدينَةِ جالِسًا أخفِقُ، واحتَضَنَنِي رجلٌ مِن خَلفِي فالتَفَتُ، فإِذا أنا بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، هَل وجَبَ عَلَيَّ وُضوءٌ؟ قال:"لا حَتَّى تَضَعَ جَنبَكَ"
(1)
. وهَذا الحديث تَفَرَّدَ به بَحرُ بنُ كَنيزٍ السَّقاءُ
(2)
، وهو ضَعيفٌ لا يُحتَجُّ برِوايَتِهِ
(3)
.
/
بابُ ما ورَدَ في نَومِ الساجدِ
600 -
أخبرَنا أبو الحسنِ عليّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفارُ، حدثنا محمدُ بنُ شاذانَ الجَوهَرِيُّ، حدثنا زكريا بنُ عَدِيٍّ، حدثنا عبدُ السَّلامِ بنُ حَربٍ، عن يَزيدَ الدَّالانِيِّ، عن قَتادَةَ، عن أبي العاليَةِ، عن ابنِ عباسٍ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نامَ في سُجودِه حَتَى غَطَّ ونَفَخَ، قُلتُ: يا رسولَ اللَّه، قَد نِمتَ. فقالَ:"إنَّما يَجِبُ الوُضوءُ على مَن وضعَ جَنبَه، فإِنَّه إذا وضعَ جَنبَه استَرخَت مَفاصِلُه"
(4)
. هَكَذا رواه جَماعَةٌ عن عبدِ السَّلامِ بنِ حَربٍ، وقالَ بَعضُهُم في الحديثِ: "إنَّما الوُضوءُ على مَن نامَ مُضطَجِعًا، فإِنَّه إذا اضطجع
(1)
ابن عدي في الكامل 2/ 486. وأخرجه المصنف في الخلافيات (420) من طريق محمد بن عبيد به.
والعقيلي في الضعفاء 2/ 75 من طريق قزعة به.
(2)
بعده في س، م:"عن ميمون الخياط".
(3)
هو بحر بن كنيز السقاء الباهلي، أبو الفضل البصري. ينظر الكلام عليه في المجروحين 1/ 192، والكامل لابن عدي 2/ 482، وتهذيب الكمال 4/ 12، وميزان الاعتدال 1/ 298، وتهذيب التهذيب 1/ 418. قال ابن حجر في التقريب 1/ 93: ضعيف.
(4)
أخرجه عبد بن حميد (658)، والطحاوي في شرح المشكل (3429) من طريق عبد السلام بلفظ "إنما يجب الوضوء على من نام مضجعا" والباقي بنحوه.
استَرخَت مَفاصِلُه"
(1)
.
601 -
أخْبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، حدثنا إسحاقُ بنُ مَنصورٍ السَّلولِيُّ، عن عبدِ السَّلامِ بنِ حَربٍ. فذكَره بإِسنادِه قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَجِبُ الوُضوءُ على مَن نامَ جالِسًا أو قائمًا أو ساجِدًا حَتَّى يَضَعَ جَنبَه، فإِنَّه إذا وضعَ جَنبَه استَرخَت مَفاصِلُه"
(2)
.
تَفَرَّدَ بهَذا الحديثِ على هذا الوَجه يَزيدُ بنُ عبدِ الرحمنِ أبو خالِدٍ الدَّالانِيُّ
(3)
، قال أبو عيسَى التِّرمِذِيُّ: سألت محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِيَّ عن هذا الحديثِ، فقالَ: هذا لا شَئَ، رواه سَعيدُ بنُ أبي عَروبَةَ عن قَتادَةَ، عن ابنِ عباسٍ قَولَه، ولَم يَذكُرْ فيه أبا العاليَةِ، ولا أعرِفُ لأبِي خالِدٍ الدّالانِيِّ سَماعًا مِن قَتادَةَ
(4)
.
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ قال: قال أبو داودَ السِّجِستانِيُّ: قَولُه: "الوضوءُ على مَن نامَ مُضطَجِعًا". هو حَديتٌّ مُنكَرٌ، لم يَروِه إلا يَزيدُ الدّالانِيُّ عن قَتادَةَ. وقالَ أبو داودَ: قال شُعبَةُ: إنَّما سمِع
(1)
أخرجه أبو داود (202). وضعفه الألبانى في ضعيف أبي داود (34).
(2)
أخرجه أحمد (2315)، والترمذى (77) من طريق عبد السلام بن حرب به بنحوه.
(3)
هو يزيد بن عبد الرحمن، أبو خالد الدالاني. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 9/ 277، والمجروحين 3/ 105، والكامل لابن عدي 7/ 2730، وتهذيب الكمال 33/ 273، وتهذيب التهذيب 12/ 82. قال ابن حجر في التقريب 2/ 416: صدوق يخطئ كثيرًا وكان يدلس.
(4)
علل الترمذي ص 45.
قَتادَةُ مِن أبي العاليَةِ أربَعَةَ أحاديثَ؛ حَديثُ يونُسَ بنِ مَتَّى، وحَديثُ ابنِ عمرَ في الصَّلاةِ، وحَديثُ:"القُضاةُ ثلاثةٌ". وحَديثُ ابنِ عباسٍ: حدَّثَني رِجالٌ مَرضيّونَ مِنهُم عُمَرُ وأَرضاهُم عِندِي عُمَرُ. يَعنِي في: "لا صلاةَ بعدَ العَصرِ".
قال الشيخُ: وسَمِعَ أيضًا حَديثَ ابنِ عباسٍ فيما يقولُ عِندَ الكَربِ، وحَديثَه في رُؤيَةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لَيلَةَ أُسرِيَ به موسَى وغَيْرَه.
قال أبو داودَ: وذَكَرتُ حَديثَ يَزيدَ الدّالانيُّ لأحمَدَ بنِ حَنبَلٍ فقالَ: ما ليَزيدَ الدّالانيِّ يُدخِلُ على أصحابِ قَتادَةَ.
قال الشيخُ [أحمدُ: يَعنِي به]
(1)
ما ذكَره البخاريُّ مِن أنه لا يُعرَفُ لأبِي خالِدٍ الدّالانيِّ سَماعٌ مِن قَتادَةَ.
قال أبو داودَ: ورَوَى أوَّلَه جَماعَةٌ عن ابنِ عباسٍ لم يَذكُروا شَيئًا مِن هَذا. وقالَ عِكرِمَةُ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَحفوظًا. وقالَت عائشَةُ رضي الله عنها: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تَنامُ عَينايَ ولا يَنامُ قَلبِي"
(2)
.
602 -
أخبرَنا أبو الحسنِ بنُ عَبدانَ، حدثنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ القاضِي، حدثنا حجَّاج بنُ مِنهالٍ، حدثنا حَمَّادُ بنُ سَلَمةَ، عن أيّوبَ وحُمَيدٍ وحَمَّادٍ الكوفِيُّ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم نامَ حَتَّى سُمِعَ له غَطيطٌ، فقامَ فصَلَّى ولَم يَتَوَضأ. قال عِكرِمَةُ: إنَّ
(1)
في م: "يعني به أحمد".
(2)
المصنف في المعرفة (164)، والخلافيات (403)، وأبو داود عقب (202). =
النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان مَحفوظًا
(1)
.
603 -
وأَخبرَنا أبو الحسينِ بنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا عليُّ بنُ محمدٍ المِصرِيُّ، حدثنا ابنُ أبي مَريَمَ، حدثنا الفِريابِيُّ، حدثنا سُفيانُ، عن سَلَمةَ بنِ كُهَيلٍ عن كُرَيبٍ، عن ابنِ عباسٍ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم نامَ حَتَّى نَفَخَ ثم قامَ فصلَّى ولَم يَتَوَضّأ
(2)
. مُخَرَّج في "الصحيحين" مِن حَديثِ الثَّورِيِّ دونَ الزِّيادَةِ التي تَفَرَّدَ بها أبو خالِدٍ الدّالانِيُّ
(3)
. وكَذَلِكَ رواه سَعيدُ بنُ جُبَيرٍ وغَيرُه عن ابنِ عبَّاس في حَديثِ المَبيتِ دونَ تِلكَ الزِّيادَةِ
(4)
.
ونَومُه هذا كان مُضطَجِعًا، وكانَ صلى الله عليه وسلم يَترُكُ الوُضوءَ مِنه مَخصوصًا، والَّذِي يَدُلُّ عليه ما:
604 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِي أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِميُّ، حدثنا عليُّ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ المَدينِيِّ، حدثنا سُفيانُ، قال: سمِع عمرٌو كُرَيبًا يُخبِرُ عن ابنِ عباسٍ قال: بِتُّ عِندَ خالَتِي مَيمونَةَ ذاتَ لَيلَةٍ، فلَمّا كان في بَعضِ اللَّيلِ قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فتَوَضّأَ مِن شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضوءًا خَفيفًا -يُخَفِّفُه عمرو ويُقَلِّلُه جِدًّا-
= والمجروحين 3/ 105، والكامل لابن عدي 7/ 2730، وتهذيب الكمال 33/ 273، وتهذيب التهذيب 12/ 82. قال ابن حجر في التقريب 2/ 416: صدوق يخطئ كثيرا وكان يدلس.
(1)
علل الترمذي ص 45.
(2)
في م: "يعني به أحمد".
(3)
المصنف في المعرفة (164)، والخلافيات (403)، وأبو داود عقب (202).
(4)
أخرجه الطبراني (11681، 11920) من طريق حجاج بن المنهال به، وأحمد (2194)، وعبد بن =
ثم قامَ يُصَلِّي، فقُمتُ فتَوَضّأْتُ نَحوًا ممَّا تَوَضّأَ، ثم قُمتُ عن يَسارِه، فحَوَّلَنِي فجَعَلَنِي عن يَمينِه، ثم صَلَّى ما شاءَ الله، ثم اضطَجَعَ فنامَ حَتَى نَفَخَ، ثم جاءَه المُنادِي فآذَنَه بالصلاةِ. وقالَ سُفيانُ مَرَّةً أُخرَى: ثم قامَ إلى الصلاةِ فصَلَّى بنا ولَم يَتَوَضّأْ. قال سُفيانُ: قُلنا لِعَمرٍو: إنَّ أُناسًا يَقولونَ: إنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَنامُ عَينُه ولا يَنامُ قَلبُه. قال عمرو: سَمِعتُ عُبَيدَ بنَ عُمَيرٍ يقولُ: رُؤيا الأنبياءِ وحيٌّ. وقَرأ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}
(1)
[الصافات: 102]،. رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن علي بنِ المَدينى
(2)
، ورواه مسلم عن محمدِ بنِ حاتِمٍ وابنِ أبي عمرَ عن سُفيانَ بنِ عُيَينَةَ، إلا أنَّهُما قالا: قال سُفيانُ: وهَذا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خاصةً؛ لأنه بَلَغَنا أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَنامُ عَيناه ولا يَنامُ قَلبُه
(3)
.
605 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو الحسنِ بنُ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ الدارِميُّ، حدثنا القَعنَبِيُّ فيما قرأَ على مالكٍ، عن سعيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أبي سلمةَ بنِ عبدِ الرحمنِ، عن عائشةَ في حَديثٍ ذكَره في صَلاةِ اللَّيلِ قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّه أتَنامُ قبلَ أن توتِرَ؟ فقالَ: "يا عائشَةُ، إن عَينَيَّ تنامان ولا ينام قَلبِي"
(4)
. رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن القَعنَبِي،
(1)
أخرجه أحمد (1911، 1912)، وابن ماجه (423)، وابن خزيمة (1524، 1533) من طريق سفيان بن عيينة به.
(2)
البخارى (138، 859).
(3)
مسلم (763/ 186).
(4)
المصنف في المعرفة (1356) من طريق عثمان بن سعيد به، ومالك 1/ 120، ومن طريقه أحمد (24073)، والترمذى (439)، والنسائي (1696)، وابن خزيمة (49، 1166)، وابن حبان (1166). وأخرجه أبو داود (1341) عن القعنبى به. وسيأتي في (4676، 4735، 13517).