المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب قراءة من قرأ {وأرجلكم} [المائدة: 6] نصبا، وأن الأمر رجع إلى الغسل، وأن من قرأها خفضا فإنما هو للمجاورة - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطَّهارة

- ‌بابُ التَّطَهُرِ(1)بماءِ البَحرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالعَذبِ مِنه والأُجاجِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ البِئرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ السَّماءِ

- ‌بابُ التَّطَهُرِ بماءِ الثلج والبَرَدِ والماءِ البارِدِ

- ‌باب التَّطَهُّر بالماء المُسَخَّن

- ‌بابُ [كراهة التَّطَهُّر](3)بالماءِ المُشَمَّسِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بما عَدا الماءَ مِنَ المائعاتِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالماءِ الذي خالطَه طاهِرٌ لم يَغلِب عَلَيهِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بالنَّبيذِ

- ‌بابُ إِزالَةِ النَّجاساتِ بالماءِ دونَ سائرِ المائعاتِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأواني

- ‌بابٌ في جِلدِ المَيتَةِ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ المَيتَةِ بالدَّبغِ

- ‌بابُ طهارةِ باطِنِه بالدَّبغِ كطهارةِ ظاهِرِه، وجَوازِ الانتِفاعِ به في المائعاتِ كُلِّها

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بجِلدِ الكَلبِ والخِنزيرِ وأنَّهُما نَجِسانِ وهُما حَيّانِ

- ‌بابُ وُقوعِ الدِّباغِ بالقَرَظِ(5)أو ما يَقومُ مَقامَه

- ‌بابُ اشتِراط الدِّباغِ في طهارَةِ جِلدِ ما لا يُؤكَلُ لَحمُه وإن ذُكِّيَ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ ما يُؤكَلُ لَحمُه إذا كان ذَكيًّا

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بشَعَرِ المَيتَةِ

- ‌بابٌ في شَعَرِ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الادِّهانِ في عِظامِ الفِيَلَةِ وغَيِرها مِمّا لا يُؤكَلُ لَحمُه

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الشُّربِ في آنيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الأكلِ في صِحافِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ النَّهي عن الإناءِ المفَضَّضِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في سائرِ الأوانِي مِنَ الحجِارَةِ والزُّجاجِ والصُّفْرِ والنُّحاسِ والشَّبَهِ(1)والخَشَبِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في أوانِي المُشرِكينَ إذا لم يَعلَم نَجاسَةً

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في آوانيهِم بعدَ الغَسلِ إذا عَلِمَ نَجَاسَةً

- ‌جِماعُ أبوابِ السِّواكِ

- ‌بابٌ في فضل السواك

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن السِّواكَ سُنَّةٌ لَيسَ بواجِبٍ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواكِ عِندَ القيامِ إلى الصَّلاةِ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواك عِندَ الاستيقاظ مِن النَّومِ

- ‌باب تأكيد السواك عند الأَزْمِ

- ‌بابُ غَسلِ السواكِ

- ‌بابُ التَّسَوُّكِ بسِواكِ الغَيِر

- ‌بابُ دَفعِ السِّواكِ إلى الأكبَرِ

- ‌بابُ ما جاء في الاستياكِ عَرضًا

- ‌باب الاستياكِ بالأصابعِ

- ‌بابُ النِّيَّةِ في الطَّهارةِ الحُكميَّةِ

- ‌جِماعُ أبواب سُنَّةِ الوُضوءِ وفَرضِهِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ ومَحِلِّه مِنَ الإيمانِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ لِلصَّلاةِ

- ‌بابُ التَّسميَةِ على الوُضوءِ

- ‌بابُ غَسلِ اليَدَينِ قبلَ إدخالِهِما في(3)الإناءِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ صِفَةِ غَسلِهِما

- ‌بابُ إدخالِ اليَمينِ في الإناءِ والغَرفِ بها لِلمَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ التَّكرارِ في المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ المُبالَغَةِ في الاستِنشاقِ إلا أن يَكونَ صائمًا

- ‌بابُ الجَمعِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ الفَصلِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ تأكيدِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ، وأَنَّهُما غَيُر واجِبتَيِن

- ‌بابُ غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ تَخليلِ اللِّحيَةِ

- ‌بابُ عَركِ العارِضَيِن

- ‌باب غسل اليدين

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ إدخالِ المِرفَقَيِن في الوُضوءِ

- ‌بابُ استِحبابِ إمرارِ الماءِ على العَضُدِ

- ‌بابُ تَحريكِ الخاتَمِ في الإصبعِ عِندَ غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ المَسحِ بالرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ بَعضِ الرأسِ

- ‌بابُ الاختيارِ في استيعابِ الرأسِ بالمَسحِ

- ‌بابُ تَحَرِّي الصُّدغَينِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ المَسحِ على شَعَرِ الرأسِ

- ‌بابُ إمرارِ الماءِ على القَفا

- ‌بابُ المَسحِ على العِمامَةِ مَعَ الرأسِ

- ‌بابُ إيجابِ المَسحِ بالرأسِ وإن كان مُتَعَمِّمًا

- ‌بابُ التَّكرارِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ

- ‌ بابُ إدخالِ الإِصبَعَيِن في صِماخَي(2)الأُذُنَينِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ بماءٍ جَديدٍ

- ‌بابُ غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌ بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن فرضَ الرِّجلَيِن الغَسلُ، وأَنَّ مَسحَهُما لا يُجزئُ

- ‌بابُ قراءةِ مَن قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] نَصْبًا، وأَنَّ الأمرَ رَجَعَ إلى الغَسلِ، وأَنَّ مَن قرأها خَفضًا فإنما هو لِلمُجاوَرَةِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكَعبَيِن هُما النّاتِئانِ في جانِبَي القَدَمِ

- ‌بابُ تَخليلِ الأصابِعِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ التَّخليلِ

- ‌بابُ استِحبابِ الإِشراعِ في السّاقِ

- ‌بابٌ في نَزْعِ الخِضابِ عِندَ الوُضوءِ إذا كان يَمنَعُ الماءَ

- ‌باب ما يقولُ بعد الفَراغِ من الوُضوء

- ‌بابُ الوُضوءِ ثَلاثًا ثَلاثًا

- ‌بابُ كَراهِيةِ(3)الزّيادَةِ على الثَّلاثِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌بابٌ: يوضِّيءُ(1)بعض الأعضاء ثلاثًا وبَعضَها اثنَيِن وبَعضَها واحِدَةً

- ‌بابُ فضلِ التَّكرارِ في الوُضوءِ

- ‌باب فضيلة الوضوء

- ‌بابُ إسباغِ الوُضوء

- ‌بابُ الرَّجُلِ يوَضِّئُ صاحِبَه

- ‌بابُ تَفريقِ الوُضوء

- ‌بابُ التَّرتيبِ في الوُضوءِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في البِدايَةِ باليَميِن قبلَ اليَسارِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في البِدايَةِ(2)باليَسارِ

- ‌بابُ نَهي المُحْدِثِ عن مَسِّ المُصحَفِ

- ‌بابُ نَهي الجُنُبِ عن قراءةِ القُرآنِ

- ‌بابُ ذِكرِ الحديث الذي ورَدَ في نَهي الحائضِ عن قراءةِ القُرآنِ، وفيه نَظَرٌ

- ‌بابُ قراءةِ القُرآنِ بعدَ الحَدَثِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَذكُرُ اللَّهَ تعالَى على غَيِر طُهْرٍ

- ‌باب استحباب الطُّهرِ للذِّكرِ والقراءةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الاستِطابَةِ بابُ النَّهي عن استِقبالِ القِبلَةِ واستِدبارِها لِغائطٍ أو بَولٍ

- ‌بابُ الرُّخصةِ في ذلكَ في الأبنيَةِ

- ‌بابُ التَّخَلِّي عِندَ الحاجَةِ

- ‌بابُ الارتيادِ(4)لِلبَولِ

- ‌بابُ الاستِتارِ عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ

- ‌بابُ وضعِ الخاتَم عِندَ دُخولِ الخَلاءِ

- ‌بابُ ما يقولُ اذا أرادَ دُخولَ الخَلاءِ

- ‌بابُ تَغطيَةِ الرأسِ عِندَ دُخولِ الخَلاءِ، والاعتماد على الرِّجلِ اليُسرَى إذا قَعَدَ إن صَحَّ الخَبرُ فيهِ

- ‌بابٌ: كيف التَّكَشُّفُ عند الحاجة

- ‌ بابُ ما يقولُ إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في الماءِ الرَّاكِد

- ‌بابُ النهي عن التَّخَلِّي في طَريقِ النّاسِ(3)وظِلِّهِم

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في مُغتَسَلِه أو مُتَوَضَّئِه ثم يَتَطَهَّرُ فيه كَراهَةَ أن يُصيبَه شيءٌ مِنَ البَولِ عِندَ صَبِّ الماءِ

- ‌ بابُ النَّهي عن البَولِ في الثَّقبِ

- ‌بابُ البَولِ في الطَّست وغَيِر ذلكَ مِنَ الأوانِي

- ‌بابُ كَراهيَةِ الكَلامِ على الخَلاءِ

- ‌بابُ البَولِ قائمًا

- ‌بابُ البَولِ قاعِدًا

- ‌بابُ وُجوبِ الاستِنجاءِ بثَلاثَةِ أحجارٍ

- ‌بابُ الإيتارِ في الاستِجمارِ

- ‌بابُ التَّوَقِّى عن البَولِ

- ‌ بابُ الاستنجاءِ بالماءِ

- ‌بابُ الجَمعِ في الاستنجاءِ بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

- ‌بابُ دَلكِ اليَدِ بالأرضِ بعدَ الاستنجاءِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بما يَقومُ مَقَامَ الحِجارَةِ في الإِنقاءِ دونَ ما نُهِىَ عن الاستِنجاءِ بهِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بالجِلدِ المَدبوغِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في الاستنجاء بالتُّرابِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في النَّهي عن الاستِنجاءِ بشَيءٍ قَدِ استُنجِىَ به مَرَّةً

- ‌بابُ النَّهي عن مَسِّ الذَّكَرِ عِندَ البَولِ باليَميِن

- ‌بابُ النَّهي عن الاستِنجاءِ باليَميِن

- ‌بابُ الاستِبراءِ عن البَولِ

- ‌ بابُ كَيفيةِ الاستِنجاءِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الحَدَثِ

- ‌بابُ الوضوء مِنَ البَولِ والغائطِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المَذي أوِ الوَدي

- ‌بابُ الوضوِء مِنَ الدَّمِ يَخرُجُ مِن أحَدِ السَّبيلَيِن وغَيِر ذلكَ مِن دودٍ أو حَصاةٍ أو غَيِرهِما

- ‌بابٌ: الوُضوءُ مِنَ الريح يَخرُج مِن أحَدِ السَّبيلَيِن

- ‌بابُ الوضوء مِنَ النَّومِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِنَ النَّومِ قاعِدًا

- ‌ بابُ ما ورَدَ في نَومِ الساجدِ

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بالإغماءِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المُلامَسَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في لَمسِ الصَّغائرِ(1)وذَواتِ المَحارِمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الملموسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في غَمزِ الرَّجُلِ امرأتَه بغيِر شَهوةٍ، أو مِن وراءِ حائلٍ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسَّ الذَّكرِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسِّ المَرأَةِ فرجَها

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن مَن مسِّ الفَرجِ بظَهرِ الكَفِّ

- ‌بابٌ في مَسِّ الأُنثَيَيِن

- ‌باب في مسِّ الإِبِطِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاسِ الرَّطبةِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاس اليابسة

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن خُروجِ الدَّمِ مِن غَيرِ مَخرَجِ الحَدَثِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ من القَهقَهَةِ في الصلاة

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكلام وإن عَظُمَ لم يَكنْ فيه وُضوءٌ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في الأخذِ مِنَ الأظفارِ والشّارِبِ وما ذُكِرَ مَعَهُما وأنْ لا وُضوءَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ

- ‌باب: كَيفَ الأخْذ مِنَ الشّارِبِ

- ‌ بابُ ما جاءَ في التَّنَوُّرِ

- ‌ بابُ تَرك الوُضوءِ مِمّا مَسَّت النّارُ

- ‌بابُ التَّوَضُّؤِ مِن لُحومِ الإبِلِ

- ‌بابُ المَضمَضَةِ مِن شُربِ اللَّبَنِ وغَيِره مِمّا له دُسومَةٌ

- ‌باب الرخصة في ترك المضمضة من ذلك

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بعَمدِ الحَدَثِ وسَهوِهِ

- ‌بابٌ لا يَزولُ اليَقينُ بالشَّكِّ

- ‌بابُ الانتِضاحِ(3)بعدَ الوُضوءِ لِرَدِّ الوَسواسِ

- ‌بابُ أداءِ صَلَواتٍ بوُضوءٍ واحِدٍ

- ‌بابُ تَجديدِ الوُضوء

الفصل: ‌باب قراءة من قرأ {وأرجلكم} [المائدة: 6] نصبا، وأن الأمر رجع إلى الغسل، وأن من قرأها خفضا فإنما هو للمجاورة

هانئ، حدثنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ الصيدلانيُّ، حدثنا سلمةُ

(1)

بنُ شَبيبٍ، حدثنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ أعيَنَ، حدثنا مَعقِلٌ، عن أبي الزُّبَيرِ، عن جابِرٍ قال: أخبرَنِي عُمَرُ بنُ الخطابِ، أن رجلًا تَوَضّأَ فتَرَكَ مَوضِعَ ظُفُرٍ على قَدَمِه، فأَبصَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ارجِعْ فأَحسِنْ وُضوءَكَ"

(2)

. فرَجَعَ ثم صلى. أخرَجَه مُسلِمُ بنُ الحَجّاجِ في "الصحيح" عن سلَمةَ بنِ شَبيبٍ

(3)

.

330 -

وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغاني، حدثنا هارونُ بنُ مَعروفٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، حدثنا جَريرُ بنُ حازِمٍ، أنَّه سمِع قَتادَةَ بنَ دِعامَةَ قال: حدثنا أنَسُ بنُ مالكٍ، أن رجلًا جاءَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَد تَوَضَّأَ وتَرَكَ على قَدَمِه مِثلَ مَوضِعِ الظُّفُرِ، فقالَ له رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ارجِعْ فأَحسِنْ وُضوءَكَ"

(4)

.

‌بابُ قراءةِ مَن قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] نَصْبًا، وأَنَّ الأمرَ رَجَعَ إلى الغَسلِ، وأَنَّ مَن قرأها خَفضًا فإنما هو لِلمُجاوَرَةِ

331 -

أخبرَنا أبو نَصرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ بنِ عمرَ بنِ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو مَنصورٍ العَباسُ بنُ الفَضلِ بنِ زكريا الضَّبِّيُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا

(1)

في س: "سلم".

(2)

المصنف في الخلافيات (257). وأخرجه أحمد (134)، وابن ماجه (666) من طريق أبي الزبير به. وسيأتي في (395).

(3)

مسلم (243/ 31).

(4)

أخرجه أحمد (12487) عن هارون بن معروف به. وابن ماجه (665)، وابن خزيمة (164) من طريق ابن وهب به. قال الذهبى 1/ 74: تفرد به جرير. وينظر ما سيأتى في (394).

ص: 213

سَعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدَّثَنا هُشَيم، أخبرَنا خالِدٌ، عن عِكرِمَةَ، عن ابنِ عباسٍ أنه كان يَقرأُ:{وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} . قال: عادَ الأمرُ

(1)

إلى الغَسلِ

(2)

.

332 -

وبِإِسنادِه قال: أخبرَنا هُشَيمٌ قال: أخبرني أبو محمدٍ مَولَى قُرَيشٍ، حدثنا عَبَّادُ بنُ الرَّبيع، عن عليٍّ أنَّه كان يَقرَؤُها كَذَلِكَ

(3)

.

333 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّه، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدَّثَنا بُندار، حدثنا أبو داودَ، حدثنا قَيسُ بنُ الرَّبيع، عن عاصِمٍ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن عبدِ اللَّه يَعنِي ابنَ مَسعودٍ، أنَّه كان يَقرأُ:{وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} . قال: رَجَعَ الأمرُ إلى الغَسلِ

(4)

.

334 -

وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ مَرزوقٍ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إسحاقَ، عن سُفيانَ بنِ عُيَينَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال: رَجَعَ القُرآنُ إلى الغَسلِ. وقَرأ:

(1)

ليس في: س، د.

(2)

سنن سعيد بن منصور (715 - تفسير)، وعنه ابن المنذر في الأوسط (415)، والطحاوى في شرح المعانى 1/ 40. وأخرجه أبو عبيد في الطهور (396) عن هشيم به.

(3)

سنن سعيد بن منصور (716 - تفسير)، وعنه ابن المنذر في الأوسط (416).

(4)

أخرجه الطحاوى في شرح المعانى 1/ 39 من طريق أبي داود به. وابن جرير في تفسيره 8/ 192 من طريق قيس به.

ص: 214

{وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} بنصبها

(1)

.

335 -

وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ، حدثنا إبراهيمُ، حدثنا يَعقوبُ بنُ إسحاقَ الحَضرَمِيُّ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلَمةَ، عن قَيسٍ، عن مُجاهِدٍ قال: رَجَعَ القُرآنُ إلى الغَسلِ. وقَرأَ: {وَأَرْجُلَكُمْ} . بنَصبِها

(2)

.

336 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ وَمُحَمَّد بنُ موسَى بنِ الفَضلِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عَطاءٍ، أخبرَنا عُمَرُ بنُ قَيسٍ، عن عَطاءٍ أنَّه كان يَقرَؤُها:{وَأَرْجُلَكُمْ} . نَصْبًا

(3)

.

337 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ وأبو سعيدٍ قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا يَحيَى، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ، أخبرَنا إبراهيمُ بنُ موسَى، عن أُسَيدِ بنِ يَزيدَ، أن عبدَ الرحمنِ الأعرَجَ كان يَنصِبُها:{وَأَرْجُلَكُمْ} .

338 -

قال: وأَخبرَنا هارونُ بنُ موسَى، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرِو بنِ غَيلانَ:{وَأَرْجُلَكُمْ} . نَصْبًا.

(1)

أخرجه الطحاوى في شرح المعانى 1/ 40 عن إبراهيم بن مرزوق به. وابن جرير في تفسيره 8/ 193 من طريق سفيان به.

(2)

أخرجه الطحاوى في شرح المعانى 1/ 40 عن إبراهيم بن مرزوق به. وابن جرير في تفسيره 8/ 194 من طريق حماد به.

(3)

لم نجده. وأخرج عبد الرزاق (78) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: قوله: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} ترى الكعبين فيما يغسل من القدمين؟ قال: نعم، لا شك فيه.

ص: 215

339 -

وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه وأبو سعيدٍ قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا عيسَى بنُ مِيناءَ قالونُ قال: قَرأتُ على نافِعِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي نُعَيمٍ القارِئَ هَذِه القراءةَ غَيرَ مَرَّةٍ، فذكَر فيها:{بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} . مَفتوحَةً.

340 -

وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّه وأبو سعيدٍ قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا محمدُ بنُ الجَهمِ، أخبرن الوَليدُ بنُ حَسَّانَ الثورِيُّ، أنَّه قرأَ القُرآنَ على أبي محمدٍ يَعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ يَزيدَ الحَضرَمِى وكانَ عالِمًا بوُجوهِ القراءاتِ، وذكَر فيها:{وَأَرْجُلَكُمْ} مُنتَصِبَ اللَّام. وبَلَغَنِى عن إبراهيمَ بنِ يَزيدَ التَّيمِي أنَّه كان يَقرَؤُها نَصبًا

(1)

. وعَن عبدِ اللَّه بنِ عامِرٍ اليَحصبِيِّ، وعَن عاصِمٍ برِوايَةِ حَفصٍ، وعَن أبي بكرِ بنِ عيَّاشٍ برِوايَةِ الأعشَى، وعَنِ الكِسائى، كل هَؤُلاءِ نَصَبوها، ومَن خَفَضَها فإِنَّما هو لِلمُجاوَرَةِ. قال الأعمَشُ: كانوا يَقرَءونَها بالخَفضِ وكانوا يَغسِلونَ

(1)

.

341 -

وأَخبرَنا أبو الحسينِ

(2)

محمدُ بنُ الحسينِ بنِ محمدِ بنِ الفَضلِ القَطانُ وأبو القاسِمِ طَلحَةُ بنُ عليِّ بنِ الصَّقرِ

(3)

ببَغدادَ قالا: حدثنا أحمد بنُ عثمانَ الأَدَمِيُّ، حدثنا عبَّاس بنُ محمدٍ، حدثنا أبو الجَوّابِ، حدثنا عَمَّارُ بنُ

(1)

والقراءة بالخفض متواترة، قرأ بها ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر وخلف، وروى أبو بكر عن عاصم بالخفض. ينظر السبعة لابن مجاهد ص 242، 243، والنشر 2/ 287.

(2)

في س، م:"الحسنا".

(3)

طلحة بن علي بن الصقر، أبو القاسم البغدادى الكتانى، الشيخ الثقة، الخير الصالح، بقية السلف، قال الخطيب: كان ثقة صالحًا ستيرًا دينًا. توفى سنة (422 هـ). ينظر تاريخ بغداد 9/ 352، وسير أعلام النبلاء 17/ 479.

ص: 216

رُزَيقٍ

(1)

، عن أبي إسحاقَ، عن الحارِثِ، عن عليٍّ أنه قال: اغسِلوا القَدَمَين إلى الكَعبَينِ كما أُمِرتُم

(2)

.

وروِّينا في الحديثِ الصحيحِ، عن عمرِو بنِ عَبَسَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوُضوءِ:"ثم يَغسِلُ قَدَمَيه إلى الكَعبَينِ كما أمَرَه اللَّهُ تَعالَى"

(3)

. وفى ذلك دِلالَةٌ على أن اللَّهَ تعالَى أمَرَ بَغَسلِهِما.

342 -

وأَمّا الأثَرُ الذى أخبرَناه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ ومُحَمَّدُ بنُ موسَى بنِ الفَضلِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عَطاءٍ، أخبرَنا حُمَيدٌ، عن موسَى بنِ أنَسٍ قالَ: خَطَبَ الحَجّاجُ بنُ يوسُفَ النّاسَ فقالَ: اغسِلوا وُجوهَكُم وأَيديَكُم وأَرجُلَكُم، فاغسِلوا ظاهِرَهُما وباطِنَهُما وعَراقيبَهُما؛ فإِنَّ ذلكَ أقرَبُ إلى جَنَّتِكُم. فقالَ أنَسٌ: صَدَقَ اللَّهُ وكَذَبَ الحَجّاجُ: (فامسَحوا برُءوسِكُم وأَرجُلِكُم إلى الكَعبَينِ). قالَ: قَرأَها جَرًّا

(4)

. فإِنَّما أنكَرَ أنَسُ بنُ مالكٍ القراءةَ دونَ الغَسلِ؛ فقَد رُوِّينا عن أنَسِ بنِ مالكٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما دَلَّ على وُجوبِ الغسلِ

(5)

.

(1)

في س: "زريق".

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة (189)، وابن جرير في تفسيره 8/ 190، 191، 193 من طريق أبي إسحاق به. وليس عندهما:"كما أمرتم".

(3)

سيأتي تخريجه في (383، 4442).

(4)

أخرجه ابن جرير في تفسيره 8/ 195 من طريق حميد به.

(5)

تقدم تخريجه في (330).

ص: 217

343 -

وأمَّا الذى أخبرَنا الفقيهُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ الحارِثِ، أخبرَنا عليّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا إبراهيمُ بنُ حَمَّادٍ، حدثنا العَباسُ بنُ يَزيدَ، حدثنا سُفيانُ بنُ عُيَينَةَ قال: حدَّثني عبدُ اللَّه بنُ محمدِ بنِ عَقيلٍ، أن عليَّ بنَ الحسينِ أرسَلَه إلى الرُّبيِّعِ بنتِ معوِّذٍ يَسأَلُها عن وُضوءِ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم. فذكَر الحديثَ في صِفَةِ وُضوءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفيه قالَت: ثم غَسَلَ رِجلَيهِ. قالَمت: وقَد أتانى ابنُ عَبّاس لَكَ -تَعنِى ابنَ عباسٍ- فأَخبَرتُه، فقالَ: ما أجِدُ في الكِتابِ إلا

(1)

غَسلَتَينِ ومَسحَتَينِ

(2)

.

فهذا إن صَحَّ فيَحتَمِلُ أن ابنَ عباسٍ كان يَرَى القراءةَ بالخَفضِ، وأَنَّها تَقتَضِى المَسحَ، ثم لمَّا بَلَغَه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تَوَعَّدَ على تَركِ غَسلِهِما أو تَركِ شَئٍ مِنهُما، ذَهَبَ إلى وُجوبِ غَسلِهِما وقَرأها نَصْبًا؛ فقَد رُوِّينا

(3)

عنه أنَّه قَرأها نَصْبًا

(4)

.

(1)

بعده في س: "على".

(2)

الدارقطني 1/ 96. وأخرجه أحمد (27015) وأبو داود (127) من طريق سفيان بن عيينة به. وتقدم في (302).

(3)

بعده في أ: "حدَّثَنا جعفر بن عون حدثنا هشام بن سعد حدثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: قال ابن عباس: أتحبون أن أحدثكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ قال فدعا بإناء فيه ماء ثم ذكر وضوءه، وقال فيه: ثم قبض قبضة من الماء فرض على رجله اليمنى ثم مسح بيديه من فوق القدم ثم فعل باليسرى مثل ذلك. هذا أصح خبر روى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في هذا".

وقد كتبت هذه الرواية على حاشية "د" وفى أولها: حدثنى المسروقى

ولم يبين موضعها من المتن.

وكتب الناسخ في آخرها: ليس من الأصل. وقد أضيف هذا السياق في "م" عقب حديث (349) كرواية مستقلة أولها: حدثنى البيروتى حدثنى جعفر بن عون حدثنا هشام .... والذي يظهر أنها مقحمة في هذا الموضع خطأ. والله أعلم.

(4)

تقدم تخريجه في (331).

ص: 218

344 -

وأمَّا الحديث الذى أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ قالَ: حدَّثني أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بَالُويَهْ، حدثنا بشرُ بنُ موسَى، حدثنا خلّاد بنُ يَحيَى، حدثنا هِشامُ بنُ سَعدٍ، أخبرَنا زَيدُ بنُ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ قالَ: قالَ لَنا ابنُ عباسٍ: أتُحِبّونَ أن أُحَدِّثكُم كَيفَ كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ فذكَر الحديثَ قالَ: ثم اغتَرَفَ غَرفَةً أُخرَى فرَشَّ على رِجلِه

(1)

وفيها النَّعلُ، واليُسرَى مِثلَ ذَلِكَ، ومَسحَ بأَسفَلِ النَعلَينِ

(2)

.

345 -

والذى أخبرَناه أبو الحسنِ بنُ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ حمزة، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ محمدٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه قالَ: تَوَضّأَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَدخَلَ يَدَه في الإناءِ، فاستَنشَقَ ومَضمَضَ مَرَّةً واحِدَةً، ثم أدخَلَ يَدَه فصَبَّ على وجهِه مَرَّةً واحِدَةً، وصَبَّ على يَدَيه مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ، ومَسَحَ رأسَه مَرَّةً، ثم أخَذَ حَفنَةً مِن ماءٍ فرَشَّ على قَدَمَيه وهو مُتنَعلٌ

(3)

.

فهكَذا رواه هِشامُ بنُ سَعدٍ وعَبدُ العَزيزِ بنُ محمد الدَّراوردِيُّ، وقَد خالَفهما سليمانُ بنُ بلالٍ ومُحَمَّدُ بنُ عَجلانَ ووَرقاءُ بنُ عمرَ ومحمدُ بنُ جَعفَرِ بنِ أبي كَثيرٍ.

(1)

كذا في النسخ، وبعده في مصدر الخريج:"اليمنى".

(2)

الحاكم 1/ 147، وصححه، ووافقه الذهبى. وتقدم في (268).

(3)

تقدم في (233).

ص: 219

346 -

أمّا حَديثُ سليمانَ بنِ بلالٍ فأخبَرَناه [أبو عمرٍو محمدُ بنُ أحمدَ الأديبُ، أخبرَنا]

(1)

أبو بكرٍ الإسماعيليُّ، حدثنا القاسِمُ بنُ زكريا، أخبرَنا الرَّمادِيُّ، أخبرَنا أبو سلمةَ الخُزاعِيُّ، حدثنا سليمانُ بنُ بلالٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه تَوَضّأَ. فذكَر الحديثَ إلى أن قال: ثم اْخَذَ غَرْفَةً مِن ماءٍ ثم رَشَّ على [رجلِه اليمنى حتى غسَلها، ثم أخَذ غَرْفةً مِن ماءٍ فرَشّ على]

(2)

رِجلِه اليُسرَى، ثم قال: هَكَذا رأَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. يَعنِي يَتَوَضأُ

(3)

. ورواه البخاريُّ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ عبدِ الرحيمِ عن أبي سلَمةَ الخُزاعِي، وقال في الحديث: ثم أخَذَ غَرْفَةً مِن ماءٍ فرَشَّ على رِجلِه -يَعنِي اليُمنَى- حَتَى غَسَلَها، ثم أخَذَ غَرفَةً أُخرَى فغَسَلَ بها رِجلَه -يعنى اليُسرَى- ثم قال: هَكَذا رأَيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَتَوَضّأُ

(4)

.

347 -

وأمّا حَديثُ ابنِ عَجلانَ، فأَخبَرناه أبو حازِمٍ العَبْدُوِيُّ

(5)

الحافظُ، أخبرَنا أبو أحمدَ بنُ إسحاقَ الحافظُ، أخبرَنا أبو الليثِ نَصرُ بنُ القاسِمِ الفَرائضيُّ ببَغدادَ، حدثنا أبو بكرِ بنُ أبي شَيْبَةَ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ إدريسَ، عن محمدِ بنِ عَجلانَ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، فذكَره بإِسنادِه، قال: ثم غَرَفَ غَرْفَةً ثم غَسَلَ رِجلَه اليُمنَى، ثم غَرَفَ غَرفَةً فغَسَلَ رِجلَه اليُسرَى

(6)

.

(1)

سقط من: ب، م.

(2)

ليس في: س، م.

(3)

تقدم تخريجه في (245).

(4)

البخارى (140).

(5)

في س، د:"العبدي".

(6)

تقدم في (255).

ص: 220

348 -

وأَمّا حَديثُ ورقاءَ فأَخبَرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا يَزيدُ بنُ هارونَ، حدثنا ورقاءُ، حدثنا زَيدُ بنُ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ قال: قال ابنُ عباسٍ: ألا أُريكُم وُضوءَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: فغَسَلَ يَدَيه مَرَّةً مَرَّةً، وتَمَضمَضَ مَرَّةً واستَنشَقَ مَرَّةً، وغَسَلَ وجهَه مَرَّةً، وذِراعَيه مَرَّةً مَرَّةً، ومَسَحَ برأسِه مَرَّةً، وغَسَلَ رِجلَيه مَرَّةً مَرَّةً، ثم قال: هذا وُضوءُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

(1)

.

وقَد ذَكَرنا الرواياتِ فيما مَضَى إلا رِوايَةَ محمدِ بنِ جَعفَرٍ وهِىَ فيما:

349 -

أخبرَنا عليّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ، حدثنا عيسَى بنُ مِيناءَ، حدثنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ، عن زَيدِ بنِ أسلَمَ. فذكَره بإِسنادِه قال: ثم أخَذَ حَفنَةً فغَسَلَ بها رِجلَه اليُمنَى، وأَخَذَ حَفنَةً فغَسَلَ رِجلَه اليُسرَى.

فهَذِه الرِّواياتُ اتَّفَقَت على أنَّه غَسَلَهُما، وحَديثُ الدَّراوَردِيِّ يَحتمِلُ أن يَكونَ موافِقًا لها بأَن يَكون غَسَلَهُما في النَّعلِ. وهِشامُ بنُ سَعدٍ

(2)

لَيسَ بالحافِظِ جِدًّا، فلا يُقبَلُ مِنه ما يُخالِفُ فيه الثقاتِ الأثباتَ، كَيفَ وهُم عَدَد وهو واحِدٌ؟ وقَد رَوَى الثَّورِيُّ وهِشامُ بنُ سَعدٍ عن زَيدِ بنِ أسلَمَ ما يوافِقُ رِوايَةَ الجَماعَةِ:

(1)

تقدم تخريجه في (319).

(2)

هشام بن سعد المدني، أبو عباد، ويقال: أبو سعيد. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 9/ 61، والمجروحين 3/ 89، وتهذيب الكمال 30/ 203 - 208، وقال ابن حجر في التقريب 2/ 318: صدوق له أوهام، ورمى بالتشيع.

ص: 221

350 -

أخبرَنا الفقيهُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ بكرٍ الطّوسِيُّ

(1)

، أخبرَنا أبو بشرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ حاضرٍ، حدثنا أبو العباسِ السَّرّاج، حدثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ أبي سَمينَةَ، حدثنا القاسِمُ بنُ محمدِ بنِ يَزيدَ الجَرمِيُّ، حدثنا سُفيانُ الثَّورِيُّ وهِشامُ بنُ سَعدٍ، كِلاهُما عن زَيدِ بنِ أسلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ قال: قال لِي ابنُ عباسٍ: ألا أُرِيك وُضوءَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فتَوَضأَ مَرَّةً، ثم غَسَلَ رِجلَيه وعَلَيه نَعلُه

(2)

. فهَذا يَدُلُّ على أنَّه غَسَلَ رِجلَيه في النَّعلَينِ. والله أعلَمُ.

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشافعيُّ قال: قَد روِى أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مَسَحَ على ظُهورِ قَدَمَيه، وروِى أنَّه رَشَّ ظُهورَهُما، وأَحَدُ الحديثَينِ مِن وجهٍ صالِحِ الإسناد لَو كان مُنفَرِدًا ثَبَتَ، والذى خالَفَه أكثَرُ وأَثبَتُ مِنه؛ وأَمّا الحديثُ الآخَرُ فليس مِمّا يُثْبِتُ أهلُ العِلمِ بالحَديثِ لَوِ انفَرَدَ

(3)

.

قال الشيخُ: وإِنَّما عَنَى بالحَديثِ الأوَّلِ حَديثَ الدَّراوَردِيُّ وغَيرِه عن زَيدٍ، وعَنَى بالحَديثِ الآخَرِ واللهُ أعلمُ، حَديثَ عبدِ خَيرٍ عن عَليٍّ في المَسحِ على ظُهورِ القَدَمَينِ

(4)

. وقَد بَيَّنا أنَّه أرادَ، إن صَحَّ، ظَهرَ الخُفَّينِ، وهو مَذكورٌ

(1)

محمد بن بكر بن محمد، أبو بكر النوقانى الطوسى، قال عبد الغافر: حسن السيرة، بالغ في الورع والزهد. وقال الذهبى: الفقيه، شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور

وكان مع فضائله وكان صالحًا خاشعًا. توفي سنة (420 هـ). ينظر المنتخب من السياق (11)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة 401 هـ -420 هـ) ص 489، وطبقات الشافعيَّة للسبكى 4/ 121.

(2)

تقدم تخريجه في (268، 344).

(3)

المصنف في المعرفة (73)، والشافعى في اختلاف الحديث ص 170، 171.

(4)

حديث الدراوردى تقدم تخريجه في (233)، وحديث عبد خير سيأتي مسندًا في (1403، 1404).

ص: 222

في بابِ المَسحِ على الخُفِّ بعِلَلِهِ

(1)

.

وقَد روِى عن عليٍّ مِن وجهٍ آخَرَ في مَعنَى الحديثِ الأوَّلِ:

351 -

أخبرَناه أبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍ و، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو عبدِ الرحمنِ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ قال: حدَّثَني أبي، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ قال: حدَّثَني محمدُ بنُ طَلحَةَ بنِ يَزيدَ بنِ رُكانَةَ، عن عُبَيدِ اللَّهِ الخولانيِّ، عن ابنِ عباسٍ قال: دَخَلَ عَلَيَّ عَلِيُّ بَيتِي فدَعا بوَضوءٍ، فجِئنا بقَعبٍ

(2)

يأخُذُ المُدَّ أو قَريبَه حَتَى وُضِعَ بَينَ يَدَيه وقَد بالَ، فقالَ: يا ابنَ عباسٍ، ألا أتَوَضأُ لَكَ وُضوءَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَلتُ: بَلَى، فِداكَ أبي وأُمِّى. قال: فوُضِعَ له إناءٌ، فغَسَلَ يَدَيه ثم مَضمَضَ، واستَنشَقَ واستَنثَرَ، ثم أخَذَ بيَدَيه

(3)

فصَكَّ

(4)

بهما في

(5)

وَجْهِه وأَلقَمَ إبهامَيه ما أقبَلَ مِن أُذُنَيه. قال: ثم عادَ بمِثلَ ذلكَ ثَلاثًا، ثم أخَذَ كَفًّا مِن ماءٍ بيَدِه اليُمنَى فأَفرَغَها على ناصيَتِه، ثم أرسَلَها تَسيلُ على وجهِه، ثم غَسَلَ يَدَه اليُمنَى إلى المِرفَقِ ثَلاثًا

(6)

، ثم يَدَه الأُخرَى مِثلَ ذَلِكَ، ثم مَسَحَ برأسِه وأُذُنَيه مِن ظُهورِهِما، ثم أخَذَ بكَفَّيه مِنَ الماءِ فصَكَّ

(7)

على قَدَمَيه وفيها

(1)

سيأتى في (1400 - 1404).

(2)

القعب: القدح الضخم. تاج العروس 4/ 63 (ق ع ب).

(3)

بعده في م: "حفنة من ماء جميعا".

(4)

في ب، د:"فغسل".

(5)

ليس في: م.

(6)

ليس في: د.

(7)

بعده في م: "بهما".

ص: 223

النَّعلُ، [فَبَلَّها به]

(1)

ثم على الرجلِ الأُخرَى مِثلَ ذَلِك. قَال: فقلتُ: وفِي النَّعلَينِ؟ قال: وفِي النَّعلَينِ. قُلتُ: وفِي النَّعلَينِ؟ قال: وفِي النَّعلَينِ. قُلتُ: وفِي النَّعلَينِ؟ قال: وفِي النَّعلَينِ

(2)

.

قال أبو عيسَى التِّرمِذِيُّ: سأَلتُ محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِيُّ عن هذا الحديثِ فقالَ: لا أدرِى ما هذا الحديثُ. وكأنه رأى الحديثَ الأوَّلَ أصَحَّ، يَعنِي حَديثَ عَطاءِ بنِ يَسارٍ.

قال الشيخُ: [يَحتَمِلُ إن]

(3)

صحَّ أن يَكونَ غَسَلَهُما في النَّعلَينِ، فقَد رُوِّينا مِن أوجُهٍ كَثيرَةٍ عن أميرِ المُؤمِنينَ علي بنِ أبي طالِب رضي الله عنه أنَّه غَسَلَ رِجلَيه في الوُضوءِ:

352 -

مِنها ما أخبرنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا الحسنُ بنُ عليِّ بنِ عفانَ، حدثنا حُسَينُ بنُ عليٍّ، عن زائدَةَ، حدثنا خالِدُ بنُ عَلقَمَةَ، عن عبدِ خَيرٍ، عن علي رضي الله عنه أنه دَعا بوَضوء فأُتِيَ بإِناءٍ فيه ماءٌ. فذكَر الحديثَ إلى أن قال: ثم صَبَّ بيَدِه اليُمنَى ثلاثَ مَرّات على قَدَمِه اليُمنَى، ثم غَسَلَها بيَدِه اليُسرَى، ثم صَبَّ بيَدِه اليُمنَى على قَدَمِه اليُسرَى ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثم غَسَلَها بيَدِه اليُسرَى، ثم قال: هذا طُهورُ نَبِي اللَّه صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

في س: "ثم قبلها بها"، وفي أ:"ثم فبلها بها"، وفي د:"ثم بلها بها"، وفي المسند:"ثم قلبها بها".

(2)

أحمد (625). وأخرجه ابن خزيمة (153)، وابن حبان (1080) من طريق إسماعيل بن إبراهيم به.

وأبو داود (117) من طريق ابن إسحاق به.

(3)

في حاشية الأصل: "محتمل وإن".

(4)

تقدم تخريجه في (215، 234، 266، 273، 321).

ص: 224

353 -

ومِنها ما حدثنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، حدثنا محمدُ بنُ عليٍّ الوَرّاقُ، حدثنا أبو نُعَيمٍ الفَضلُ بنُ دُكَينٍ (ح) وأَخبرَنا أبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو، أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الصَّفَّارُ، حدثنا أحمدُ بنُ محمدٍ البِرْتيُّ

(1)

القاضِى، حدثنا أبو نُعَيمٍ، حدثنا رَبيعَةُ الكِنانيُّ، عن المِنهالِ بنِ عمرٍو، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، أنَّه سمِع عَليًّا رضي الله عنه وسُئلَ عن وُضوءِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأَراقَ الماءَ في الرَّحْبَةِ، ثم قال: أين السّائلُ عن وُضوءِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فغَسَلَ يَدَيه ثَلاثًا ووَجهَه ثَلاثًا وذِراعَيه ثَلاثًا، ومَسَحَ برأسِه حَتَّى ألَمَّ أن يَقطُرَ، وغَسَلَ رِجلَيه ثَلاثًا ثَلاثًا، ثم قال: هَكَذا كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضّأُ

(2)

. لَيسَ في رِوايَه الفقيهِ قَولُه: حَتَّى ألَمَّ أن يَقطُرَ. والباقِى سَواءٌ.

354 -

ومِنها ما أخبرَنا أبو الحسنِ عليّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرنَا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عثمانُ بنُ عمرَ، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا أبو الأحوَصِ، حدثنا أبو إسحاقَ، عن أبي حَيَّةَ قال: رأَيتُ عَليًّا تَوَضّأَ، فغَسَلَ كَفَّيه حَتَّى أنقاهُما، ثم مَضمَضَ ثَلاثًا واستَنشَقَ ثَلاثًا، وغَسَلَ وجهَه ثَلاثًا وذِراعَيه ثَلاثًا، ومَسَحَ برأسِه وغَسَلَ قَدَمَيه إلى الكَعبَينِ، ثم قامَ وأَخَذَ فضلَ وَضوئِه فشَرِبَه وهو قائمٌ، ثم قال: إنِّي أحبَبتُ أن أُرِيَكُم كَيفَ كان طُهورُ

(1)

في م: "البرى". وينظر تهذيب الكمال 23/ 202.

(2)

تقدم في (267).

ص: 225

رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم

(1)

. هَكَذا رواه أبو إسحاقَ عن أبي حَيَّةَ.

وثَبَتَ في مِثلِ هَذِه القصَّةِ أنه مَسَحَ، وأَخبَرَ أنَّه وُضوءُ مَن لم يُحْدِثْ:

355 -

أخبرَناه أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ مَحمُويه العسكريُّ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدٍ القَلانِسِيُّ، حدثنا آدَمُ، أخبرَنا شُعبَةُ، أخبرَنا عبدُ المَلِك بنُ مَيسَرَةَ قال: سَمِعتُ النَّزّالَ بنَ سَبْرَةَ يُحَدِّثُ عن علي بنِ أبي طالِبٍ رضي الله عنه، أنَّه صَلَّى الظُّهرَ، ثم قَعَدَ في حَوائجِ النّاسِ في رَحْبَةِ الكوفَةِ حَتَّى حَضَرَت صَلاةُ العَصرِ، ثم أُتِى بكوزٍ مِن ماءٍ فأَخَذَ مِنه حَفْنَةً واحِدَةً، فمَسَحَ بها وجهَه ويَدَيه ورأسَه ورِجلَيه، ثم قامَ فشَرِبَ فضلَه وهو قائمٌ، ثم قال: إنَ ناسًا يَكرَهونَ الشُربَ قائمًا، وإنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صنَعَ كما صَنَعتُ وقالَ:"هذا وُضوءُ مَن لم يحدِث"

(2)

. رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن آدَمَ بنِ أبي إياسٍ ببَعضِ مَعناه

(3)

.

وفِي هذا الحديثِ الثابِتِ دلالَةٌ على أن الحديثَ الذى روِى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المَسحِ على الرجلَينِ إن صَحَّ، فإِنَّما عَنَى به وهو طاهِرٌ غَيرُ مُحدِثٍ، إلا أن بَعضَ الرواةِ كأنَّه اختَصَرَ الحديثَ فلَم يَنقُلْ قَولَه: "هذا

(1)

أخرجه أبو داود (116) عن مسدد به. وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1352)، وابن ماجه (436)، والترمذي (48)، والنسائى (96) من طريق أبي الأحوص به. وصححه الألبانى في صحيح أبي داود (107).

(2)

المصنف في الآداب (670). وأخرجه أحمد (1005)، والنسائى (130)، وابن خزيمة (16) من طريق شعبة به. وأبو داود (3718) من طريق عبد الملك به. وليس عند أبي داود ذكر الوضوء.

(3)

البخارى (5616).

ص: 226

وُضوءُ مَن لم يُحْدِثْ".

356 -

وأَخبرَنا أبو الحسنِ عليّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّار، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدثنا أبي، أخبرَنا ابنُ الأشجَعِيِّ، عن أبيه، عن سُفيانَ، عن السُّدِّيِّ، عن عبدِ خَيرٍ، عن عليٍّ، أنَّه دَعا بكوزٍ مِن ما؟ ثم قال: أينَ هَؤُلاءِ الَّذينَ يَزعُمونَ أنَّهُم يَكرَهونَ الشُّربَ قائمًا؟ قال: فأَخَذَه فشَرِبَ وهو قائمٌ، ثم تَوَضّأَ وُضوءًا خَفيفًا، ومَسَحَ على نَعلَيه، ثم قال: هَكَذا فعَلَ رسولُ اللَّهِ عن ما لم يُحْدِثْ

(1)

.

وبِمَعناه رواه إبراهيمُ بنُ أبي الليثِ عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ عُبَيدِ

(2)

الرحمنِ الأشجَعِيِّ:

357 -

أخبرَنا أبو بكرٍ

(3)

أحمدُ بنُ علي الحافظُ، أخبرَنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصبهانيُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدثنا أبو يَحيَى محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ البَزّازُ، أخبرَنا إبراهيمُ بنُ أبي اللَّيثِ، أخبرَنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عُبَيدِ الرحمنِ الأشجَعِيُّ، عن سُفيانَ، عن السُّدِّيِّ، عن عبدِ خَيرٍ، عن عليٍّ، أنه دَعا بكوفي مِن ماءٍ ثم تَوَضأَ وُضوءًا خَفيفًا، ثم مَسَحَ على نَعلَيه، ثم قال: هَكَذا وُضوءُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلطّاهِرِ ما لم يُحْدِثْ

(4)

.

(1)

أحمد (970). وأخرجه القطيعى في جزء الألف دينار (63) عن عبد الله بن أحمد به.

(2)

في س، ب:"عبد".

(3)

ليس في: س، ب، م. وتقدمت ترجمه في (20).

(4)

المصنف في المعرفة (77)، وابن خزيمة (200).

ص: 227