المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب التطهر في سائر الأواني من الحجارة والزجاج والصفر والنحاس والشبه(1)والخشب وغير ذلك - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطَّهارة

- ‌بابُ التَّطَهُرِ(1)بماءِ البَحرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالعَذبِ مِنه والأُجاجِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ البِئرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ السَّماءِ

- ‌بابُ التَّطَهُرِ بماءِ الثلج والبَرَدِ والماءِ البارِدِ

- ‌باب التَّطَهُّر بالماء المُسَخَّن

- ‌بابُ [كراهة التَّطَهُّر](3)بالماءِ المُشَمَّسِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بما عَدا الماءَ مِنَ المائعاتِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالماءِ الذي خالطَه طاهِرٌ لم يَغلِب عَلَيهِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بالنَّبيذِ

- ‌بابُ إِزالَةِ النَّجاساتِ بالماءِ دونَ سائرِ المائعاتِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأواني

- ‌بابٌ في جِلدِ المَيتَةِ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ المَيتَةِ بالدَّبغِ

- ‌بابُ طهارةِ باطِنِه بالدَّبغِ كطهارةِ ظاهِرِه، وجَوازِ الانتِفاعِ به في المائعاتِ كُلِّها

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بجِلدِ الكَلبِ والخِنزيرِ وأنَّهُما نَجِسانِ وهُما حَيّانِ

- ‌بابُ وُقوعِ الدِّباغِ بالقَرَظِ(5)أو ما يَقومُ مَقامَه

- ‌بابُ اشتِراط الدِّباغِ في طهارَةِ جِلدِ ما لا يُؤكَلُ لَحمُه وإن ذُكِّيَ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ ما يُؤكَلُ لَحمُه إذا كان ذَكيًّا

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بشَعَرِ المَيتَةِ

- ‌بابٌ في شَعَرِ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الادِّهانِ في عِظامِ الفِيَلَةِ وغَيِرها مِمّا لا يُؤكَلُ لَحمُه

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الشُّربِ في آنيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الأكلِ في صِحافِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ النَّهي عن الإناءِ المفَضَّضِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في سائرِ الأوانِي مِنَ الحجِارَةِ والزُّجاجِ والصُّفْرِ والنُّحاسِ والشَّبَهِ(1)والخَشَبِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في أوانِي المُشرِكينَ إذا لم يَعلَم نَجاسَةً

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في آوانيهِم بعدَ الغَسلِ إذا عَلِمَ نَجَاسَةً

- ‌جِماعُ أبوابِ السِّواكِ

- ‌بابٌ في فضل السواك

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن السِّواكَ سُنَّةٌ لَيسَ بواجِبٍ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواكِ عِندَ القيامِ إلى الصَّلاةِ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواك عِندَ الاستيقاظ مِن النَّومِ

- ‌باب تأكيد السواك عند الأَزْمِ

- ‌بابُ غَسلِ السواكِ

- ‌بابُ التَّسَوُّكِ بسِواكِ الغَيِر

- ‌بابُ دَفعِ السِّواكِ إلى الأكبَرِ

- ‌بابُ ما جاء في الاستياكِ عَرضًا

- ‌باب الاستياكِ بالأصابعِ

- ‌بابُ النِّيَّةِ في الطَّهارةِ الحُكميَّةِ

- ‌جِماعُ أبواب سُنَّةِ الوُضوءِ وفَرضِهِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ ومَحِلِّه مِنَ الإيمانِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ لِلصَّلاةِ

- ‌بابُ التَّسميَةِ على الوُضوءِ

- ‌بابُ غَسلِ اليَدَينِ قبلَ إدخالِهِما في(3)الإناءِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ صِفَةِ غَسلِهِما

- ‌بابُ إدخالِ اليَمينِ في الإناءِ والغَرفِ بها لِلمَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ التَّكرارِ في المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ المُبالَغَةِ في الاستِنشاقِ إلا أن يَكونَ صائمًا

- ‌بابُ الجَمعِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ الفَصلِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ تأكيدِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ، وأَنَّهُما غَيُر واجِبتَيِن

- ‌بابُ غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ تَخليلِ اللِّحيَةِ

- ‌بابُ عَركِ العارِضَيِن

- ‌باب غسل اليدين

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ إدخالِ المِرفَقَيِن في الوُضوءِ

- ‌بابُ استِحبابِ إمرارِ الماءِ على العَضُدِ

- ‌بابُ تَحريكِ الخاتَمِ في الإصبعِ عِندَ غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ المَسحِ بالرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ بَعضِ الرأسِ

- ‌بابُ الاختيارِ في استيعابِ الرأسِ بالمَسحِ

- ‌بابُ تَحَرِّي الصُّدغَينِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ المَسحِ على شَعَرِ الرأسِ

- ‌بابُ إمرارِ الماءِ على القَفا

- ‌بابُ المَسحِ على العِمامَةِ مَعَ الرأسِ

- ‌بابُ إيجابِ المَسحِ بالرأسِ وإن كان مُتَعَمِّمًا

- ‌بابُ التَّكرارِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ

- ‌ بابُ إدخالِ الإِصبَعَيِن في صِماخَي(2)الأُذُنَينِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ بماءٍ جَديدٍ

- ‌بابُ غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌ بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن فرضَ الرِّجلَيِن الغَسلُ، وأَنَّ مَسحَهُما لا يُجزئُ

- ‌بابُ قراءةِ مَن قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] نَصْبًا، وأَنَّ الأمرَ رَجَعَ إلى الغَسلِ، وأَنَّ مَن قرأها خَفضًا فإنما هو لِلمُجاوَرَةِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكَعبَيِن هُما النّاتِئانِ في جانِبَي القَدَمِ

- ‌بابُ تَخليلِ الأصابِعِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ التَّخليلِ

- ‌بابُ استِحبابِ الإِشراعِ في السّاقِ

- ‌بابٌ في نَزْعِ الخِضابِ عِندَ الوُضوءِ إذا كان يَمنَعُ الماءَ

- ‌باب ما يقولُ بعد الفَراغِ من الوُضوء

- ‌بابُ الوُضوءِ ثَلاثًا ثَلاثًا

- ‌بابُ كَراهِيةِ(3)الزّيادَةِ على الثَّلاثِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌بابٌ: يوضِّيءُ(1)بعض الأعضاء ثلاثًا وبَعضَها اثنَيِن وبَعضَها واحِدَةً

- ‌بابُ فضلِ التَّكرارِ في الوُضوءِ

- ‌باب فضيلة الوضوء

- ‌بابُ إسباغِ الوُضوء

- ‌بابُ الرَّجُلِ يوَضِّئُ صاحِبَه

- ‌بابُ تَفريقِ الوُضوء

- ‌بابُ التَّرتيبِ في الوُضوءِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في البِدايَةِ باليَميِن قبلَ اليَسارِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في البِدايَةِ(2)باليَسارِ

- ‌بابُ نَهي المُحْدِثِ عن مَسِّ المُصحَفِ

- ‌بابُ نَهي الجُنُبِ عن قراءةِ القُرآنِ

- ‌بابُ ذِكرِ الحديث الذي ورَدَ في نَهي الحائضِ عن قراءةِ القُرآنِ، وفيه نَظَرٌ

- ‌بابُ قراءةِ القُرآنِ بعدَ الحَدَثِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَذكُرُ اللَّهَ تعالَى على غَيِر طُهْرٍ

- ‌باب استحباب الطُّهرِ للذِّكرِ والقراءةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الاستِطابَةِ بابُ النَّهي عن استِقبالِ القِبلَةِ واستِدبارِها لِغائطٍ أو بَولٍ

- ‌بابُ الرُّخصةِ في ذلكَ في الأبنيَةِ

- ‌بابُ التَّخَلِّي عِندَ الحاجَةِ

- ‌بابُ الارتيادِ(4)لِلبَولِ

- ‌بابُ الاستِتارِ عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ

- ‌بابُ وضعِ الخاتَم عِندَ دُخولِ الخَلاءِ

- ‌بابُ ما يقولُ اذا أرادَ دُخولَ الخَلاءِ

- ‌بابُ تَغطيَةِ الرأسِ عِندَ دُخولِ الخَلاءِ، والاعتماد على الرِّجلِ اليُسرَى إذا قَعَدَ إن صَحَّ الخَبرُ فيهِ

- ‌بابٌ: كيف التَّكَشُّفُ عند الحاجة

- ‌ بابُ ما يقولُ إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في الماءِ الرَّاكِد

- ‌بابُ النهي عن التَّخَلِّي في طَريقِ النّاسِ(3)وظِلِّهِم

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في مُغتَسَلِه أو مُتَوَضَّئِه ثم يَتَطَهَّرُ فيه كَراهَةَ أن يُصيبَه شيءٌ مِنَ البَولِ عِندَ صَبِّ الماءِ

- ‌ بابُ النَّهي عن البَولِ في الثَّقبِ

- ‌بابُ البَولِ في الطَّست وغَيِر ذلكَ مِنَ الأوانِي

- ‌بابُ كَراهيَةِ الكَلامِ على الخَلاءِ

- ‌بابُ البَولِ قائمًا

- ‌بابُ البَولِ قاعِدًا

- ‌بابُ وُجوبِ الاستِنجاءِ بثَلاثَةِ أحجارٍ

- ‌بابُ الإيتارِ في الاستِجمارِ

- ‌بابُ التَّوَقِّى عن البَولِ

- ‌ بابُ الاستنجاءِ بالماءِ

- ‌بابُ الجَمعِ في الاستنجاءِ بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

- ‌بابُ دَلكِ اليَدِ بالأرضِ بعدَ الاستنجاءِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بما يَقومُ مَقَامَ الحِجارَةِ في الإِنقاءِ دونَ ما نُهِىَ عن الاستِنجاءِ بهِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بالجِلدِ المَدبوغِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في الاستنجاء بالتُّرابِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في النَّهي عن الاستِنجاءِ بشَيءٍ قَدِ استُنجِىَ به مَرَّةً

- ‌بابُ النَّهي عن مَسِّ الذَّكَرِ عِندَ البَولِ باليَميِن

- ‌بابُ النَّهي عن الاستِنجاءِ باليَميِن

- ‌بابُ الاستِبراءِ عن البَولِ

- ‌ بابُ كَيفيةِ الاستِنجاءِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الحَدَثِ

- ‌بابُ الوضوء مِنَ البَولِ والغائطِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المَذي أوِ الوَدي

- ‌بابُ الوضوِء مِنَ الدَّمِ يَخرُجُ مِن أحَدِ السَّبيلَيِن وغَيِر ذلكَ مِن دودٍ أو حَصاةٍ أو غَيِرهِما

- ‌بابٌ: الوُضوءُ مِنَ الريح يَخرُج مِن أحَدِ السَّبيلَيِن

- ‌بابُ الوضوء مِنَ النَّومِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِنَ النَّومِ قاعِدًا

- ‌ بابُ ما ورَدَ في نَومِ الساجدِ

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بالإغماءِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المُلامَسَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في لَمسِ الصَّغائرِ(1)وذَواتِ المَحارِمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الملموسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في غَمزِ الرَّجُلِ امرأتَه بغيِر شَهوةٍ، أو مِن وراءِ حائلٍ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسَّ الذَّكرِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسِّ المَرأَةِ فرجَها

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن مَن مسِّ الفَرجِ بظَهرِ الكَفِّ

- ‌بابٌ في مَسِّ الأُنثَيَيِن

- ‌باب في مسِّ الإِبِطِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاسِ الرَّطبةِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاس اليابسة

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن خُروجِ الدَّمِ مِن غَيرِ مَخرَجِ الحَدَثِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ من القَهقَهَةِ في الصلاة

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكلام وإن عَظُمَ لم يَكنْ فيه وُضوءٌ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في الأخذِ مِنَ الأظفارِ والشّارِبِ وما ذُكِرَ مَعَهُما وأنْ لا وُضوءَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ

- ‌باب: كَيفَ الأخْذ مِنَ الشّارِبِ

- ‌ بابُ ما جاءَ في التَّنَوُّرِ

- ‌ بابُ تَرك الوُضوءِ مِمّا مَسَّت النّارُ

- ‌بابُ التَّوَضُّؤِ مِن لُحومِ الإبِلِ

- ‌بابُ المَضمَضَةِ مِن شُربِ اللَّبَنِ وغَيِره مِمّا له دُسومَةٌ

- ‌باب الرخصة في ترك المضمضة من ذلك

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بعَمدِ الحَدَثِ وسَهوِهِ

- ‌بابٌ لا يَزولُ اليَقينُ بالشَّكِّ

- ‌بابُ الانتِضاحِ(3)بعدَ الوُضوءِ لِرَدِّ الوَسواسِ

- ‌بابُ أداءِ صَلَواتٍ بوُضوءٍ واحِدٍ

- ‌بابُ تَجديدِ الوُضوء

الفصل: ‌باب التطهر في سائر الأواني من الحجارة والزجاج والصفر والنحاس والشبه(1)والخشب وغير ذلك

‌بابُ التَّطَهُّرِ في سائرِ الأوانِي مِنَ الحجِارَةِ والزُّجاجِ والصُّفْرِ والنُّحاسِ والشَّبَهِ

(1)

والخَشَبِ وغَيرِ ذَلِكَ

117 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانيُّ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ بكرٍ السهميُّ، أخبرَنا حُمَيدٌ، عن أنَسٍ قال: حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فقامَ مَن كان قَريبَ الدارِ إلى أهلِه يَتَوَضَّأُ وبَقِيَ قَومٌ، فأُعن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بمِخضَبٍ مِن حِجارَةٍ فيه ماءٌ، فصَغُرَ المِخضَبُ أن يَبسُطَ فيه كَفَّه، فتَوَضأَ القَومُ كُلُّهُم. قُلنا: كم كانوا؟ قال: ثَمانينَ وزيادَةً

(2)

. رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن عبدِ اللَّه بنِ مُنيرٍ عن عبدِ اللَّه بنِ بَكرٍ

(3)

.

118 -

أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّه الأصبَهانيُّ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدثنا أحمدُ بنُ عَبدَةَ الضبِّيُّ، حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيدٍ، عن ثابِتٍ، عن أنَسٍ، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم دَعا بوَضوءٍ، فجِئَ بقَدَحٍ فيه ماء -أحسِبُه قال: قَدَحِ زُجاجٍ- فوَضَعَ أصابِعَه فيه، فجَعَلَ القَومُ يَتَوَضَّئَونَ الأوَّلَ فالأوَلَ

(4)

، فحَزَرتُهُم ما بَينَ السبعينَ إلى الثمانينَ، فجَعَلتُ أنظُرُ إلى الماءِ كأنَّه يَنبُعُ مِن بَينِ أصابِعِهِ

(5)

.

(1)

الشبه بفتحتين، وبكسر وسكون: ضرب من النحاس يصنع فيصفر، ويشبه الذهب في لونه. العون المعبود 1/ 37.

(2)

أخرجه ابن حبان (6545)، والمصنف في دلائل النبوة 4/ 123 من طريق عبد الله بن بكر السهمي به.

(3)

البخاري (195).

(4)

يجوز فيها النصب على الحال، والرفع على البدلية. ينظر الكتاب لسيبويه 1/ 397، 398.

(5)

ابن خزيمة (124). وأخرجه أحمد (12497) من طريق حماد بن زيد به.

ص: 88

قال ابنُ خُزَيمَةَ: رَوَى هذا الخَبَرَ غَيرُ واحِدٍ عن حَمّادِ بنِ زَيدٍ، فقالوا: رَحْراحٍ

(1)

. مَكانَ: زجاجٍ.

قال الشيخُ: هو كما قال.

119 -

أخبرَناه أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ بنُ إسحاقَ، أخبرَنا أبو مُسلِمٍ، حدثنا سليمانُ بنُ حَربٍ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّه، حدثنا محمدُ بنُ صالِحِ بنِ هانِئٍ، حدثنا محمدُ بنُ عمرَ بنِ العَلاءِ، حدثنا أبو الرَّبيع الزَّهرانيُّ (ح) وأخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ علي بنِ الحسينِ المُقرِئُ

(2)

، أخبرَنا الحسنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، أخبرَنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا مُسَدَّدٌ، قالوا: حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن ثابِتٍ، عن أنَسٍ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم دَعا بإِناءٍ مِن ماءٍ، فأُتِيَ بقَدَحٍ رَحراحٍ فيه شَيءٌ مِن ماءٍ، فوَضَعَ أصابِعَه فيه. قال أنَسٌ: فجَعَلتُ أنظُرُ إلى الماءِ يَنبُعُ مِن بَينِ أصابِعِه. قال أنَسٌ: فحَزَرتُ مَن تَوَضَّأ مِنه ما بَينَ السبعينَ إلى الثمانينَ

(3)

. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" عن مُسَدَّدٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ عن أبي الرَّبيعِ الزهرانِيِّ

(4)

.

(1)

الرحراح: الواسع القصير الجدار. صحيح مسلم بشرح النووي 15/ 38. قال ابن حجر في الفتح 1/ 304: وهذه الصفة شبيهة بالطست.

(2)

علي بن محمد بن علي بن حسين بن شاذان، أبو الحسن القاضي الإسفرايينى، ابن السقا الإمام الحافظ الناقد، من أولاد أئمة الحديث، سمع الكتب الكبار، وأملى وصنف، توفي سنة (414 هـ). ينظر سير أعلام النبلاء 17/ 305، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة 401 هـ-420 هـ) ص 488.

(3)

أخرجه ابن سعد 1/ 178، وعبد بن حميد (1363) عن سليمان بن حرب به. وأبو يعلى (3329)، وابن حبان (6546)، والمصنف في دلائل النبوة 4/ 122 من طريق أبى الربيع الزهرانى به. والمصنف في دلائل النبوة 4/ 122 من طريق مسدد به.

(4)

البخاري (200)، ومسلم (2279/ 4).

ص: 89

120 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا يَحيَى بنُ مَنصورٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ قُتَيبَةَ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّه قال: وأَخبَرَنِي أبو النَّضرِ، حدثنا يَحيَى بنُ عبدِ اللَّه بنِ ماهانَ الهَمذَانِيُّ، قالا: حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ يونُسَ، حدثنا عبدُ العَزيزِ بنُ أبي سلَمةَ، عن عمرِو بنِ يحيى، عن أبيه، عن عبدِ اللَّه بنِ زَيدٍ صاحِبِ النبي صلى الله عليه وسلم قال: جاءَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأخرجنا له ماء في تَورٍ

(1)

مِن صُفْرٍ، فتَوَضّأَ به فغَسَلَ وجهَه ثَلاثًا، وذِراعَيه مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ، ومَسَحَ برأسِه فأَقبَلَ بهِما وأَدبَرَ، وغَسَلَ رِجلَيهِ

(2)

. أخرَجَه البخاريُّ في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ عبدِ اللَّه بنِ يونُسَ

(3)

.

121 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنِي أبو النَّضرِ الفقيهُ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، قال: قَرأناه على أبي اليَمانِ، عن شُعَيبِ بنِ أبي حَمزَةَ، عن الزَّهريِّ قال: أخبرَنِي عُبَيدُ الله بنُ عبدِ اللَّه بنِ عُتبَةَ، أن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: لَمّا ثَقُلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم واشتَدَّ به وجَعُه، استأَذَنَ أزواجَه في أن يُمَرَّضَ في بَيتِي، فأَذِنَ له، فخَرَجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بَينَ رجُلَينِ تَخُطُّ رِجلاه في الأرضِ؛ بَينَ عباسٍ ورَجُلٍ آخَرَ. قال عُبَيدُ اللَّه: فأَخبَرتُ عبدَ اللَّه بنَ عباسٍ، فقالَ: أتَدرِى مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ؟ قُلتُ: لا. قال: هو عَلِيُّ. وكانَت عائشَةُ

(1)

التور: قدح كبير كالقدر يتخذ تارة من الحجارة وتارة من النحاس وغيره. ينظر صحيح مسلم بشرح النووى 13/ 166.

(2)

أخرجه ابن ماجه (471) من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس به. وأحمد (16456)، وأبو داود (100)، وابن حبان (1093) من طريق عبد العزيز به.

(3)

البخاري (197).

ص: 90

تُحَدِّث أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال بعدَ ما دَخَلَ بَيتَه

(1)

واشتَد وجَعُه: "أهريقوا عَلَيَّ مِن سبعِ قِرَبٍ لم تُحلَلْ أوكيتُهُنَّ؛ لَعَلِّي أعهَدُ إلى الناسِ"، فأُجلِسَ في مِخضَبٍ لِحفصةَ زَوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم طَفِقنا نَصُبُّ عليه من تِلكَ القِرَبِ، حَتَّى طَفِقَ يُشيرُ إلَينا أن قَد فعَلتُنَّ، ثم خَرَج إلى الناسِ

(2)

. رواه البخاريّ في "الصحيح" عن أبي اليَمانِ

(3)

.

ويُقالُ: إذ ذَلِكَ المِخضَبَ كان مِن نُحاسٍ:

122 -

وذَلِكَ فيما أخبرَنا أحمدُ بنُ عليٍّ

(4)

أبو بكرٍ الحافظُ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيمُ بنُ محمدِ اللَّه، حدثنا محمدُ بن إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدَّثَنا محمدُ بنُ يَحيَى، ومُحَمَّدُ بنُ رافِعٍ؛ قال محمدُ بنُ يَحيَى: سَمِعتُ عبد الرزاقِ، وقال ابنُ رافِعٍ: حدثنا عبدُ الرزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُروةَ أو عَمرةَ، عن عائشةَ قالَت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مَرَضِه الذي ماتَ فيه: "صبُّوا عَلَيَّ مِن سبعِ قِرَبٍ لم تحلَلْ أوكيتُهُنَّ، لَعَلِّي أستَريحُ فأَعهَدَ إلى النّاس". قالَت عائشَةُ رضي الله عنها: فأَجلَسناه في مخضَبٍ لِحَفصَة مِن نُحاسٍ، وسكبنا عليه الماءَ، حَتَّى طَفِقَ يُشيرُ إلَينا أن قَد فعَلتُنَّ، ثم خَرَجَ

(5)

.

123 -

قال

(6)

: وحدثنا محمدُ بنُ يَحيَى مَرَّةً، حدثنا عبدُ الرزاقِ، حدَّثنا مَعمَرٌ، عن الزّهرِيُّ، عن عُروةَ، عن عائشةَ بمثلِه، غَيرَ أنَّه لم يَقُلْ: مِن

(1)

في م: "بيتى".

(2)

أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3130) من طريق أبي اليمان به.

(3)

البخاري (198).

(4)

بعده في س، م:"ثنا".

(5)

ابن خزيمة (258) عن محمد بن رافع به.

(6)

يعني: ابن خزيمة.

ص: 91

نُحاسٍ. ولَم يَقُلْ: ثم خَرَجَ

(1)

.

124 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو النَّضرِ الفَقيهُ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا عليّ بنُ المَدينِيِّ (ح) وأخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، [أخبرَنا القَطيعِيُّ]

(2)

، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدَّثنى أبى، قالا: حدثنا عبدُ الرزاقِ، حدثنا مَعمَر، عن الزُّهرِيِّ، وأَخبَرَني عُروَةُ، عن عَمْرَةَ، عن عائشةَ قالَت نَحوَه:"لَعَلِّي أستَريحُ". كَذا أخبرَنا في "المستدرك" إجازَة

(3)

.

125 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ وأبو محمدِ بنُ يوسُفَ، قالا: أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ أيوبَ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ (ح) وأخبرَنا أبو الحسنِ محمدُ بنُ يَعقوبَ بنِ أحمدَ الفَقيهُ بالطابَرانِ

(4)

، أخبرَنا أبو علي محمدُ بنُ أحمدَ الصّوّافُ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حدثنا حَوثَرَةُ بنُ أشرَسَ أبو عامِرٍ العدويُّ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلَمةَ، عن شُعبَةَ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ قالَت: كُنتُ أغتَسِلُ أَنا ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في

(5)

تَورٍ مِن شَبَهٍ، يُبادِرُني مُبادَرَةً

(6)

. جَوَّدَه حَوثَرَةُ بنُ أشرَسَ، وقَصَّرَ به

(1)

ابن خزيمة (123).

(2)

في م: " أنا أبو النضر".

(3)

الحاكم 1/ 144، 145 مطولا، وصححه، ووافقه الذهبي. وهو عند أحمد (25179) وفيه: عروة أو عمرة على الشك.

(4)

الطابران: إحدى مدينتى طوس، وطوس مدينة بخراسان. ينظر معجم البلدان 3/ 486، 560.

(5)

في م: "من".

(6)

أخرجه الطبراني في الصغير 1/ 213، وأبو نعيم في الحلية 6/ 256 من طريق عبد الله بن أحمد=

ص: 92

بَعضهُم عن حَمّادٍ، فقالَ: عن رجلٍ. ولَم يُسَمِّ شُعبَةَ

(1)

، وأَرسَلَه بَعضُهُم فلَم يَذكُرْ في إسنادِه عُروةَ، وكَذَلِكَ أخرَجَه أبو داودَ في "السنن"

(2)

.

126 -

أخبرَنا أبو عليٍّ الحسينُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو النَّضرِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ الفَقيهُ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا سعيدُ بنُ أبي مَريَمَ، حدثنا أبو غَسّانَ، حدَّثَني أبو حازِمٍ، عن سَهلِ بنِ سَعدٍ قال: ذُكِرَ لِرسولِ الله صلى الله عليه وسلم امرأَةٌ مِنَ العَرَبِ. فذكَر الحديثَ. قالَ سَهلٌ: فأَقبَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَومَئذٍ حَتَّى جَلَسَ في سَقيفَةِ بني ساعِدَةَ وأَصحابُه، ثم قال:"اسقِنا يا سَهلُ". قال: فأَخرَجتُ لهم هذا القَدَحَ، فسَقَيتُهُم فيهِ. قال أبو حازِمٍ: فأَخرَجَ إلَينا سَهلٌ ذَلِكَ القَدَحَ، فشَرِبنا فيه. قال: ثم استَوهَبَه إيّاه عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ، فوَهَبَه لَه

(3)

. رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن سعيدِ بنِ أبي مَريَمَ، ورواه مسلمٌ عن أبي بكرِ بنِ إسحاقَ وغَيرِه عن سعيدِ بنِ أبي مَريَمَ

(4)

.

وقَد رُوِّينا عن أنَسِ بنِ مالكٍ في قَدَحِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفيه ما دَلَّ على أن ذَلِكَ كان مِن خَشَبٍ، ويُذكَرُ عن محمدِ بنِ أبي إسماعيلَ أنَّه دَخَلَ على أنَسِ بنِ مالكٍ، فرأَى في بَيتِه قَدَحًا مِن خَشَبٍ، فقالَ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَشرَبُ فيه ويَتَوَضّأُ

(5)

.

= به. وقال أبو نعيم: غريب من حديث حماد عن شعبة.

(1)

أخرجه أبو داود (99)، وابن عدي في الكامل 2/ 753 من طريق حماد بن سلمة به.

(2)

أبو داود (98). ينظر صحيح أبى داود (89، 90).

(3)

أخرجه أبو عوانة (8125)، والطبرانى (5792) من طريق سعيد بن أبي مريم به.

(4)

البخاري (5637)، ومسلم (2007/ 88).

(5)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 184 من طريق محمد بن أبي إسماعيل به.

ص: 93