المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب الجمع في الاستنجاء بين المسح بالأحجار والغسل بالماء - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطَّهارة

- ‌بابُ التَّطَهُرِ(1)بماءِ البَحرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالعَذبِ مِنه والأُجاجِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ البِئرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ السَّماءِ

- ‌بابُ التَّطَهُرِ بماءِ الثلج والبَرَدِ والماءِ البارِدِ

- ‌باب التَّطَهُّر بالماء المُسَخَّن

- ‌بابُ [كراهة التَّطَهُّر](3)بالماءِ المُشَمَّسِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بما عَدا الماءَ مِنَ المائعاتِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالماءِ الذي خالطَه طاهِرٌ لم يَغلِب عَلَيهِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بالنَّبيذِ

- ‌بابُ إِزالَةِ النَّجاساتِ بالماءِ دونَ سائرِ المائعاتِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأواني

- ‌بابٌ في جِلدِ المَيتَةِ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ المَيتَةِ بالدَّبغِ

- ‌بابُ طهارةِ باطِنِه بالدَّبغِ كطهارةِ ظاهِرِه، وجَوازِ الانتِفاعِ به في المائعاتِ كُلِّها

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بجِلدِ الكَلبِ والخِنزيرِ وأنَّهُما نَجِسانِ وهُما حَيّانِ

- ‌بابُ وُقوعِ الدِّباغِ بالقَرَظِ(5)أو ما يَقومُ مَقامَه

- ‌بابُ اشتِراط الدِّباغِ في طهارَةِ جِلدِ ما لا يُؤكَلُ لَحمُه وإن ذُكِّيَ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ ما يُؤكَلُ لَحمُه إذا كان ذَكيًّا

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بشَعَرِ المَيتَةِ

- ‌بابٌ في شَعَرِ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الادِّهانِ في عِظامِ الفِيَلَةِ وغَيِرها مِمّا لا يُؤكَلُ لَحمُه

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الشُّربِ في آنيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الأكلِ في صِحافِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ النَّهي عن الإناءِ المفَضَّضِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في سائرِ الأوانِي مِنَ الحجِارَةِ والزُّجاجِ والصُّفْرِ والنُّحاسِ والشَّبَهِ(1)والخَشَبِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في أوانِي المُشرِكينَ إذا لم يَعلَم نَجاسَةً

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في آوانيهِم بعدَ الغَسلِ إذا عَلِمَ نَجَاسَةً

- ‌جِماعُ أبوابِ السِّواكِ

- ‌بابٌ في فضل السواك

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن السِّواكَ سُنَّةٌ لَيسَ بواجِبٍ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواكِ عِندَ القيامِ إلى الصَّلاةِ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواك عِندَ الاستيقاظ مِن النَّومِ

- ‌باب تأكيد السواك عند الأَزْمِ

- ‌بابُ غَسلِ السواكِ

- ‌بابُ التَّسَوُّكِ بسِواكِ الغَيِر

- ‌بابُ دَفعِ السِّواكِ إلى الأكبَرِ

- ‌بابُ ما جاء في الاستياكِ عَرضًا

- ‌باب الاستياكِ بالأصابعِ

- ‌بابُ النِّيَّةِ في الطَّهارةِ الحُكميَّةِ

- ‌جِماعُ أبواب سُنَّةِ الوُضوءِ وفَرضِهِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ ومَحِلِّه مِنَ الإيمانِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ لِلصَّلاةِ

- ‌بابُ التَّسميَةِ على الوُضوءِ

- ‌بابُ غَسلِ اليَدَينِ قبلَ إدخالِهِما في(3)الإناءِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ صِفَةِ غَسلِهِما

- ‌بابُ إدخالِ اليَمينِ في الإناءِ والغَرفِ بها لِلمَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ التَّكرارِ في المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ المُبالَغَةِ في الاستِنشاقِ إلا أن يَكونَ صائمًا

- ‌بابُ الجَمعِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ الفَصلِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ تأكيدِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ، وأَنَّهُما غَيُر واجِبتَيِن

- ‌بابُ غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ تَخليلِ اللِّحيَةِ

- ‌بابُ عَركِ العارِضَيِن

- ‌باب غسل اليدين

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ إدخالِ المِرفَقَيِن في الوُضوءِ

- ‌بابُ استِحبابِ إمرارِ الماءِ على العَضُدِ

- ‌بابُ تَحريكِ الخاتَمِ في الإصبعِ عِندَ غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ المَسحِ بالرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ بَعضِ الرأسِ

- ‌بابُ الاختيارِ في استيعابِ الرأسِ بالمَسحِ

- ‌بابُ تَحَرِّي الصُّدغَينِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ المَسحِ على شَعَرِ الرأسِ

- ‌بابُ إمرارِ الماءِ على القَفا

- ‌بابُ المَسحِ على العِمامَةِ مَعَ الرأسِ

- ‌بابُ إيجابِ المَسحِ بالرأسِ وإن كان مُتَعَمِّمًا

- ‌بابُ التَّكرارِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ

- ‌ بابُ إدخالِ الإِصبَعَيِن في صِماخَي(2)الأُذُنَينِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ بماءٍ جَديدٍ

- ‌بابُ غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌ بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن فرضَ الرِّجلَيِن الغَسلُ، وأَنَّ مَسحَهُما لا يُجزئُ

- ‌بابُ قراءةِ مَن قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] نَصْبًا، وأَنَّ الأمرَ رَجَعَ إلى الغَسلِ، وأَنَّ مَن قرأها خَفضًا فإنما هو لِلمُجاوَرَةِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكَعبَيِن هُما النّاتِئانِ في جانِبَي القَدَمِ

- ‌بابُ تَخليلِ الأصابِعِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ التَّخليلِ

- ‌بابُ استِحبابِ الإِشراعِ في السّاقِ

- ‌بابٌ في نَزْعِ الخِضابِ عِندَ الوُضوءِ إذا كان يَمنَعُ الماءَ

- ‌باب ما يقولُ بعد الفَراغِ من الوُضوء

- ‌بابُ الوُضوءِ ثَلاثًا ثَلاثًا

- ‌بابُ كَراهِيةِ(3)الزّيادَةِ على الثَّلاثِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌بابٌ: يوضِّيءُ(1)بعض الأعضاء ثلاثًا وبَعضَها اثنَيِن وبَعضَها واحِدَةً

- ‌بابُ فضلِ التَّكرارِ في الوُضوءِ

- ‌باب فضيلة الوضوء

- ‌بابُ إسباغِ الوُضوء

- ‌بابُ الرَّجُلِ يوَضِّئُ صاحِبَه

- ‌بابُ تَفريقِ الوُضوء

- ‌بابُ التَّرتيبِ في الوُضوءِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في البِدايَةِ باليَميِن قبلَ اليَسارِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في البِدايَةِ(2)باليَسارِ

- ‌بابُ نَهي المُحْدِثِ عن مَسِّ المُصحَفِ

- ‌بابُ نَهي الجُنُبِ عن قراءةِ القُرآنِ

- ‌بابُ ذِكرِ الحديث الذي ورَدَ في نَهي الحائضِ عن قراءةِ القُرآنِ، وفيه نَظَرٌ

- ‌بابُ قراءةِ القُرآنِ بعدَ الحَدَثِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَذكُرُ اللَّهَ تعالَى على غَيِر طُهْرٍ

- ‌باب استحباب الطُّهرِ للذِّكرِ والقراءةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الاستِطابَةِ بابُ النَّهي عن استِقبالِ القِبلَةِ واستِدبارِها لِغائطٍ أو بَولٍ

- ‌بابُ الرُّخصةِ في ذلكَ في الأبنيَةِ

- ‌بابُ التَّخَلِّي عِندَ الحاجَةِ

- ‌بابُ الارتيادِ(4)لِلبَولِ

- ‌بابُ الاستِتارِ عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ

- ‌بابُ وضعِ الخاتَم عِندَ دُخولِ الخَلاءِ

- ‌بابُ ما يقولُ اذا أرادَ دُخولَ الخَلاءِ

- ‌بابُ تَغطيَةِ الرأسِ عِندَ دُخولِ الخَلاءِ، والاعتماد على الرِّجلِ اليُسرَى إذا قَعَدَ إن صَحَّ الخَبرُ فيهِ

- ‌بابٌ: كيف التَّكَشُّفُ عند الحاجة

- ‌ بابُ ما يقولُ إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في الماءِ الرَّاكِد

- ‌بابُ النهي عن التَّخَلِّي في طَريقِ النّاسِ(3)وظِلِّهِم

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في مُغتَسَلِه أو مُتَوَضَّئِه ثم يَتَطَهَّرُ فيه كَراهَةَ أن يُصيبَه شيءٌ مِنَ البَولِ عِندَ صَبِّ الماءِ

- ‌ بابُ النَّهي عن البَولِ في الثَّقبِ

- ‌بابُ البَولِ في الطَّست وغَيِر ذلكَ مِنَ الأوانِي

- ‌بابُ كَراهيَةِ الكَلامِ على الخَلاءِ

- ‌بابُ البَولِ قائمًا

- ‌بابُ البَولِ قاعِدًا

- ‌بابُ وُجوبِ الاستِنجاءِ بثَلاثَةِ أحجارٍ

- ‌بابُ الإيتارِ في الاستِجمارِ

- ‌بابُ التَّوَقِّى عن البَولِ

- ‌ بابُ الاستنجاءِ بالماءِ

- ‌بابُ الجَمعِ في الاستنجاءِ بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

- ‌بابُ دَلكِ اليَدِ بالأرضِ بعدَ الاستنجاءِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بما يَقومُ مَقَامَ الحِجارَةِ في الإِنقاءِ دونَ ما نُهِىَ عن الاستِنجاءِ بهِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بالجِلدِ المَدبوغِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في الاستنجاء بالتُّرابِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في النَّهي عن الاستِنجاءِ بشَيءٍ قَدِ استُنجِىَ به مَرَّةً

- ‌بابُ النَّهي عن مَسِّ الذَّكَرِ عِندَ البَولِ باليَميِن

- ‌بابُ النَّهي عن الاستِنجاءِ باليَميِن

- ‌بابُ الاستِبراءِ عن البَولِ

- ‌ بابُ كَيفيةِ الاستِنجاءِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الحَدَثِ

- ‌بابُ الوضوء مِنَ البَولِ والغائطِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المَذي أوِ الوَدي

- ‌بابُ الوضوِء مِنَ الدَّمِ يَخرُجُ مِن أحَدِ السَّبيلَيِن وغَيِر ذلكَ مِن دودٍ أو حَصاةٍ أو غَيِرهِما

- ‌بابٌ: الوُضوءُ مِنَ الريح يَخرُج مِن أحَدِ السَّبيلَيِن

- ‌بابُ الوضوء مِنَ النَّومِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِنَ النَّومِ قاعِدًا

- ‌ بابُ ما ورَدَ في نَومِ الساجدِ

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بالإغماءِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المُلامَسَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في لَمسِ الصَّغائرِ(1)وذَواتِ المَحارِمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الملموسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في غَمزِ الرَّجُلِ امرأتَه بغيِر شَهوةٍ، أو مِن وراءِ حائلٍ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسَّ الذَّكرِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسِّ المَرأَةِ فرجَها

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن مَن مسِّ الفَرجِ بظَهرِ الكَفِّ

- ‌بابٌ في مَسِّ الأُنثَيَيِن

- ‌باب في مسِّ الإِبِطِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاسِ الرَّطبةِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاس اليابسة

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن خُروجِ الدَّمِ مِن غَيرِ مَخرَجِ الحَدَثِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ من القَهقَهَةِ في الصلاة

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكلام وإن عَظُمَ لم يَكنْ فيه وُضوءٌ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في الأخذِ مِنَ الأظفارِ والشّارِبِ وما ذُكِرَ مَعَهُما وأنْ لا وُضوءَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ

- ‌باب: كَيفَ الأخْذ مِنَ الشّارِبِ

- ‌ بابُ ما جاءَ في التَّنَوُّرِ

- ‌ بابُ تَرك الوُضوءِ مِمّا مَسَّت النّارُ

- ‌بابُ التَّوَضُّؤِ مِن لُحومِ الإبِلِ

- ‌بابُ المَضمَضَةِ مِن شُربِ اللَّبَنِ وغَيِره مِمّا له دُسومَةٌ

- ‌باب الرخصة في ترك المضمضة من ذلك

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بعَمدِ الحَدَثِ وسَهوِهِ

- ‌بابٌ لا يَزولُ اليَقينُ بالشَّكِّ

- ‌بابُ الانتِضاحِ(3)بعدَ الوُضوءِ لِرَدِّ الوَسواسِ

- ‌بابُ أداءِ صَلَواتٍ بوُضوءٍ واحِدٍ

- ‌بابُ تَجديدِ الوُضوء

الفصل: ‌باب الجمع في الاستنجاء بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

فقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ففِي هذا"

(1)

.

وروّينا عن حُذَيفَةَ بنِ اليَمانِ، أنَّه كان يَستَنجِى بالماءِ إذا بالَ

(2)

. وعَن عائشةَ رضي الله عنها: مِنَ السُّنَّةِ غَسلُ المَرأَةِ قُبُلَها

(3)

.

‌بابُ الجَمعِ في الاستنجاءِ بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

518 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو صادِقٍ محمدُ بنُ أبي الفَوارِسِ العَطّارُ قالا: حدثنأ أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا العَبّاسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ البَيروتِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ شُعَيبِ بنِ شابورَ، حدَّثَني عُتبَةُ بنُ أبي حَكيمٍ، عن طَلحَةَ بنِ نافِعٍ أنَّه حدَّثه قال: حدَّثَني أبو أيّوب، وجابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ، وأَنَسُ بنُ مالكٍ الأنصاريّونَ، أن هَذِه الآَيَةَ لَمّا نَزَلَت:{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)} [التوبة: 108]. فقالَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا مَعشَرَ الأنصارِ، إنَّ اللهَ قَد أثنَى عَلَيكم خَيرًا في الطُّهور، فما طُهورُكم هذا؟ ". قالو ا: يا رسولَ اللَّهِ، نَتَوَضّأُ لِلصَّلاةِ ونغتسل مِنَ الجَنابَةِ. فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"فهَل مَعَ ذلكَ غَيرُهُ؟ ". قالوا: لا، غَيرَ أن أحَدَنا إذا خَرَجَ مِنَ الغائطِ أحَبَّ أن

(1)

المصنف في الصغرى (56)، والمعرفة (144)، والحاكم 1/ 187، وصححه، ووافقه الذهبى. وأخرجه الطبرانى (11065) من طريق محمد بن إسحاق به. وقال الهيثمى: إسناده حسن إلا أن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه. مجمع الزوائد 1/ 212.

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة (1630).

(3)

أخرجه البزار (245 - كشف). قال الهيثمى في مجمع الزوائد 1/ 213: وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد عنعنه.

ص: 321

يَستَنجِىَ بالماءِ. قال: "هو ذاكَ، فعَلَيكُموه"

(1)

.

519 -

أخبرَنا أبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو، أخبرَنا الحسنُ بنُ يَعقوبَ بنِ يوسُفَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبي طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوهَّاب بنُ عَطاءٍ، حدثنا سَعِيدُ، عن قَتادَةَ، عن مُعاذَةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها قالَت: مُرْنَ أزواجَكُنَّ أن يَغسِلوا عَنهُم أثَرَ الغائطِ والبَولِ، فإِنِّى أستَحييهم، وكانَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَفعَلُه

(2)

.

520 -

وأَخبرَنا أبو الحسنِ عليّ بنُ أحمدَ بنِ عمرَ المُقرِئُ

(3)

ببَغدادَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ سَلمانَ الفقيهُ، حدثنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ شاكِرٍ، حدثنا عَفانُ، حدثنا همام وأبو عَوانَةَ قالا: حدثنا قَتادَةُ. فذكَره بمَعناه

(4)

. ورواه أبو قِلابَةَ وغَيرُه عن مُعاذَةَ العَدَويَّةِ، فلَم يُسنِدْه إلى فِعلِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

(5)

، وقَتادَة حافِظٌ

(6)

.

(1)

الحاكم 1/ 155، وقال: حديث كبير صحيح، ووافقه الذهبى. وأخرجه ابن الجارود (40)،. وابن أبي حاتم في تفسيره 6/ 1882 من طريق عباس بن الوليد به. والدارقطنى 1/ 62 من طريق محمد بن شعيب به. وابن ماجه (355) من طريق عتبة بن أبي حكيم به. وقال البوصيرى في الزوائد: عتبة بن أبي حكيم ضعيف، وطلحة لم يدرك أبا أيوب. وقال الزيلعى: سنده حسن وعتبة بن أبي حكيم فيه مقال. نصب الراية 1/ 219.

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة (1628)، وأحمد (25378)، وأبو يعلى (4514) من طريق سعيد به.

(3)

علي بن أحمد بن عمر بن حفص بن الحمامي، أبو الحسن البغدادى المقرئ، قرأ القراءات على أبي بكر النقاش وغيره. قال الخطيب: كان صدوقًا دينًا فاضلًا، تفرد بأسانيد القراءات وعلوها في وقته. توفى سنة (417 هـ). ينظر تاريخ بغداد 11/ 329، وسير أعلام النبلاء 17/ 402.

(4)

أخرجه أحمد (24984) عن عفان به. والترمذي (19)، والنسائى (46)، وابن حبان (1443) من طريق أبي عوانة به، وقال الترمذي: حسن صحيح.

(5)

أخرجه ابن أبي شيبة (1643) من طريق يزيد الرشك عن معاذة به.

(6)

وصحح رفعه الدارقطني في العلل 14/ 429.

ص: 322

521 -

وقَد أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، وأبو بكرِ بنُ الحسنِ القاضِي، وإِسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السّوسِيُّ قالوا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا العَبّاسُ بنُ الوَليدِ، أخبرَنا عُقبَةُ بنُ عَلقَمَةَ، حدَّثَني الأوزاعِيُّ، حدَّثَني أبو عَمّارٍ، عن عائشةَ، أن نِسوَةً مِن أهلِ البَصرَةِ دَخَلنَ عَلَيها، قال: فأَمَرَتهُنَّ أن يَستَنجينَ بالماءِ، وقالَت: مُرْنَ أزواجَكُنَّ بذَلِكَ؟ فإِنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يَفعَلُه. قال: وقالَت: هو شِفاءٌ مِنَ الباسورِ

(1)

.

قال الإمامُ أحمدُ

(2)

رحمه الله: هذا مُرسَلٌ، أبو عَمّارٍ شَدّاد لا أُراه أدرَكَ عائشَةَ.

522 -

أخبرَنا أبو الحسنِ عليّ بنُ أحمدَ بنِ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، أخبرَنا سَعيدُ بنُ عثمانَ الأهوازِيُّ، حدثنا عمرُو بنُ مَرزوقٍ، حدثنا زائدَةُ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ قال: قال عليّ بنُ أبي طالِبِ: إنَّهُم كانوا يَبْعَرونَ بَعرًا وأَنتُم تَثْلِطونَ ثَلطًا

(3)

، فأَتبِعوا الحِجارَةَ الماءَ

(4)

. تابَعَه مِسعَرٌ عن عبدِ المَلِكِ. قال: لَيسَ هذا مِن قَديمِ حَديثِ عبدِ المَلِكِ؛ فإنَّ

(1)

أخرجه أحمد (24623)، وإسحاق بن راهويه (1726) من طريق الأوزاعي به.

(2)

هو المصنف رحمه الله، وقد نقل أبو زرعة العراقى كلام البيهقى هنا بقوله: وقال البيهقى. تحفة التحصيل ص 185 ترجمة (365).

(3)

ثلط البعير: إذا ألقى بعره رقيقا. والمراد أنهم كانوا يتغوطون يابسا كالبعر لأنهم كانوا قليلى الأكل والمآكل، وأنتم تثلطون رقيقا، وهو إشارة إلى كثرة المآكل وتنوعها. النهاية 1/ 220.

(4)

أخرجه الدارقطني في العلل 4/ 54، 55 من طريق سعيد بن عثمان الأهوازى به، وفيه:"عن عبد الملك بن عمير عن كردوس الثعلبى عن علي". وابن أبي شيبة (1644)، والدارقطنى في العلل 4/ 55 من طريق عبد الملك به. وقال الزيلعى: جيد. نصب الراية 1/ 219.

ص: 323

عبدَ المَلِكِ يَروِى عن الشَّبابِ.

523 -

أخبرَنا أبو الحسينِ بنُ الفَضلِ القَطَّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حدثنا محمد بنُ عبدِ اللَّه المخَرِّميُّ، حدثنا يَحيَى بنُ آدَمَ، حدثنا مِسعَرٌ، عن عبدِ المَلِكِ بنِ عُمَيرٍ قال: قال عَلِيٌّ: إنّا كُنا نَبعَرُ بَعْرًا، وأَنتُمُ اليَومَ تَثلِطونَ ثَلْطًا

(1)

.

524 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أخبرَنا أبو حامِدِ

(2)

ابنُ بلالٍ، حدثنا يَحيَى بنُ الرَّبيع، حدثنا سُفيانُ، عن إسماعيلَ (ح) وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ واللفظ له، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عُبَيدِ اللَّه [بنِ أبي داودَ]

(3)

المُنادِى، حدثنا وهبُ بنُ جَريرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن إسماعيلَ، عن قَيسِ بنِ أبي حازِمٍ، عن سَعدِ بنِ مالكٍ قال: لَقَد رأَيتُنِى وأَنا سابعُ سَبعَةٍ مَعَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ما لَنا طَعامٌ إلا ورَقُ الحَبْلَةِ أوِ الحُبُلَةِ

(4)

-هَكَذا حدَّث شُعبَةُ- حَتَى إنَّ أحَدَنا لَيَضَعُ

(5)

كما تَضَعُ الشاةُ، ثم أصبَحَت بَنو أسَدٍ تُعَزِّرُنِي على الإسلامِ، لَقَد خَسِرتُ إذن وضَلَّ سَعيِي. وفِي

(1)

يعقوب بن سفيان 2/ 802، 803.

(2)

في م: "حاتم" خطأ.

(3)

في م: "أبي داود بن" خطأ. وينظر تهذيب الكمال 26/ 50.

(4)

قال ابن حجر: الأول بفتح المهملة وسكون الموحدة، والثانى بضمهما، وقيل غير ذلك، والمراد به ثمر العضاه وثمر السمر وهو يشبه اللوبيا. وقيل المقصود عروق الشجر. فتح البارى 9/ 550. وقال في 11/ 289: قوله ورق الحبلة. بضم المهملة والموحدة وبسكون الموحدة أيضًا، وفي حاشية الأصل: هو الحبلة بضم الحاء وسكون الباء.

(5)

ليضع: كناية عن الذي يخرج منه في حال التغوط. ينظر فتح البارى 12/ 289، 290.

ص: 324