الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهَكَذا رواه هَنَّادُ بنُ السَّرِيِّ عن أبي مُعاويَةَ، ورواه إبراهيمُ بنُ أبي مُعاويَةَ كما:
670 -
أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بنُ داسَةَ، أخبرَنا أبو داودَ، حدثنا هَنّادُ بنُ السريُّ وإِبراهيمُ بنُ أبي مُعاويَةَ، عن أبي مُعاويَةَ، عن الأعمَشِ، عن شَقيقٍ، عن مَسروقٍ، أَو حُدِّثه عنه قال: قال عبدُ اللَّه -وقالَ هَنّادٌ: عن شَقيقٍ، أو حدِّثه عنه- قال: قال عبدُ اللَّه
(1)
.
بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن خُروجِ الدَّمِ مِن غَيرِ مَخرَجِ الحَدَثِ
671 -
أخبرَنا أبو عبد اللَّه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبَّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، حدَّثني صَدَقَةُ بنُ يَسارٍ، عن ابنِ جابِرٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّه قال: خَرَجنا مَعَ رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم في غَزوَةِ ذاتِ الرِّقاعِ مِن نَخلٍ
(2)
، فأَصابَ رجلٌ مِنَ المُسلِمينَ امرأَةَ رجلٍ مِنَ المُشرِكينَ، فلَمّا انصَرَفَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قافِلًا أتَى زَوجُها وكانَ غائبًا، فلَمّا أُخبِرَ الخَبَرَ حَلَفَ لا يَنتَهِي حَتَّى يُهَريق في أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فخَرَجَ يَتبَعُ أثَرَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فنَزَلَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مَنزِلًا فقالَ: " [مَن رجلٌ]
(3)
يَكلَؤُنا لَيلَتَنا هَذِهِ؟ ". فانتدبَ رجلٌ مِنَ المُهاجِرينَ ورَجُلٌ مِنَ الأنصارِ فقالا: نَحنُ يا رسولَ اللَّهِ. قال: "فكُونا بفَمِ
(1)
أبو داود (204)، وصححه الألبانى في صحيح أبي داود (189).
(2)
نخل: موضع بنجد من أرض غطفان. معجم البلدان 4/ 768.
(3)
في س: "مروا رجلا".
الشِّعبِ". فلَمّا أن خَرَجا إلى فمِ الشِّعبِ قال الأنصارِيُّ لِلمُهاجِرِيِّ: أيُّ اللَّيلِ أحَبُّ إلَيكَ أن أكفيَكَه أوَّلَه، أو آخِرَهُ؟ قال: بَل اكفِنِي أوَّلَه. فاضطَجَعَ المُهاجِرِيُّ فنامَ، وقامَ الأنصارِيُّ يُصَلِّي، وأَتَى زَوجُ المَرأَةِ، فلَمّا رأَى شَخصَ الرَّجُلِ عَرَفَ أنَّه رَبيئَةُ
(1)
القَومِ، فرَماه بسَهمٍ فوَضَعَه فيه، فنَزَعَه فوَضَعَه، وثَبَتَ قائمًا يُصَلِّي، ثم رَماه بسَهمٍ آخَرَ فوَضَعَه فيه، فنَزَعَه فوَضَعَه، وثَبَتَ قائمًا يُصَلِّي، ثم عادَ له الثّالِثَةَ فوَضَعَه فيه، فنَزَعَه فوَضَعَه، ثم رَكَعَ فسَجَدَ، ثم أهَبَّ
(2)
صاحِبَه فقالَ: اجلِسْ فقَد أُثْبِتُّ
(3)
. فوَثَبَ، فلَمّا رآهُما الرَّجُلُ عَرَفَ أنَّه قَد نَذِرا به
(4)
فهَرَبَ، فلَمّا رأَى المُهاجِرِيُّ ما بالأَنصارِيِّ مِنَ الدِّماءِ قال: سبحانَ اللَّه! أفَلا أهبَبتَنِي أوَّلَ ما رَماكَ؟ قال: كُنتُ في سورَةٍ أقرؤُها فلَم أُحِبَّ أن أقطَعَها حَتَّى أُنفِدَها، فلَمّا تابَعَ عَلَيَّ الرَّميَ رَكَعتُ فآذَنتُكَ، وايمُ اللَّهِ لَولا أن أُضيعَ ثَغرًا أمَرَنِي رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بحِفظِه لَقَطعَ
(5)
نَفسِي قبلَ أن أقطَعَها أو أُنفِدَها
(6)
.
(1)
ربيئة القوم: هو الرقيب الذي يشرف على المرقب ينظر العدو من أى وجه يأتى فينذر أصحابه، وإنما قيل له: ربيئة لأنه يكون على جبل أو شرف. ينظر غريب الحديث لابن قتيبة 1/ 349، ومعالم السنن 1/ 70.
(2)
أهبه: أنهضه. ينظر النهاية 5/ 238.
(3)
في الأصل: "أتيت". وأثبتته الجراحة: حبسته في مكان لا يفارقه. ينظر النهاية 1/ 205.
(4)
أى: شعرا به وعلما مكانه. معالم السنن 1/ 70.
(5)
في س، م:"لقطعت".
(6)
المصنف في الصغرى (39)، والخلافيات (604)، والحاكم 1/ 156، 157، وصححه، ووافقه الذهبى. وأخرجه ابن خزيمة (36) من طريق يونس بن بكير به. وأحمد (14704)، وابن خزيمة (36)، وابن حبان (1096) من طريق ابن إسحاق به. وسيأتي في (18492).
672 -
وأَخبرَنا أبو علي الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أبو تَوبَةَ الرَّبيعُ بنُ نافِعٍ، حدثنا ابنُ المُبارَكِ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ قال: حدَّثني صَدَقَةُ بنُ يَسارٍ، عن عَقيلِ بنِ جابِرٍ، عن جابِرٍ. فذكَره بمَعناه مُختَصَرًا. وفِي آخِرِه: فلمَّا رأَى المُهاجِرِيُّ ما بالأنصارِيِّ مِنَ الدِّماءِ قال: سبحانَ اللَّه! أَلا أنبَهتَنِي أوَّلَ ما رَمَى
(1)
؟ قال: كُنتُ في سورَةٍ أقرؤُها فلَم أحبُّ أن أقطَعَها
(2)
.
673 -
أخبرَنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللَّه بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّار، حدثنا الحسنُ بنُ علي بنِ عفانَ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ نُمَيرٍ، عن عُبَيدِ اللَّه بنِ عمرَ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّه كان إذا احتَجَمَ غَسَلَ مَحاجِمَه
(3)
. ورَوَى الشافعيُّ في القَديمِ هَذا.
وعَن رجُلٍ، عن لَيثٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ قال:[اغسِلْ أثَرَ المَحاجِمِ عَنكَ وحَسبُكَ]
(4)
.
وروّينا فيه عن أنَسِ بنِ مالكٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن في إسنادِه ضَعفًا
(5)
:
(1)
في س، م:"رماك".
(2)
أبو داود (198). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (182).
(3)
المحاجم مواضع الحجامة. ينظر المصباح المنير ص 47 (ح ج م).
والاثر عند المصنف في الصغرى (40)، والمعرفة (213). وأخرجه ابن أبي شيبة (471) عن ابن نمير به.
(4)
في س، م:"اغسلوا أثر المحاجم عنكم وحسبكم".
والأثر ذكره المصنف في المعرفة 1/ 237، والصغرى (43)، والخلافيات عقب (608).
(5)
في س، ب، م:"ضعفاء".
674 -
أخبرَناه أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الحارِثِ الفقيهُ، أخبرَنا عليُّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا أبو سَهلِ بنُ زيادٍ، حدثنا صالِحُ بنُ مُقاتِلٍ، حدثنا أبي، حدثنا سليمانُ بنُ داودَ
(1)
أبو أيّوبَ القُرَشِيُّ بالرَّقَّةِ، حدثنا حُمَيدٌ الطَّويلُ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ قال: احتَجَمَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فصَلَّى ولَم يَتَوَضّأ ولَم يَزِدْ على غَسلِ مَحاجِمِهِ
(2)
.
675 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الوَليدِ الفقيهُ، حدثنا الحسنُ بنُ سفيان، حدثنا أبو بكرٍ، يَعنِي ابنَ أبي شَيبَةَ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ، عن التَّيمِيِّ، عن بكرٍ، يَعنِي ابنَ عبدِ اللَّهِ المُزَنِيُّ، قال: رأَيتُ ابنَ عمرَ عَصرَ بَثرَةً في وجهِه فخَرَجَ شَئٌ مِن دَمٍ فحَكَّه بَينَ إصبَعَيه ثم صَلَّى ولَم يَتَوَضّأْ
(3)
.
ورُوّينا في مَعنَى هذا عن ابنِ مَسعودٍ، ثم عن سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ، وسالِمِ بنِ عبدِ اللَّهِ، والحَسَنِ، وطاوُسٍ، وعَنِ القاسِمِ بنِ محمدٍ: لَيسَ على المُحتَجِمِ وُضوءٌ
(4)
.
676 -
أخبرَنا أبو بكرِ بنُ الحارِثِ الفقيهُ، أخبرَنا أبو محمدِ بنُ حَيّانَ
(5)
،
(1)
بعده في س، م:"ثنا".
(2)
الدارقطني 1/ 151، 152، ومن طريقه المصنف في الخلافيات (606)، وقال ابن حجر في التلخيص 1/ 113: وفي إسناده صالح بن مقاتل وهو ضعيف.
(3)
المصنف في المعرفة (212)، والخلافيات (608)، وابن أبي شيبة (1477). وأخرجه عبد الرزاق (553) من طريق التيمى به. وصحح إسناده الألبانى في الضعيفة عقب (470).
(4)
ينظر مصنف عبد الرزاق (557، 562)، ومصنف ابن أبي شيبة (479، 481، 1478)، والمعرفة للمصنف 1/ 237، 238، والخلافيات عقب (607، 614 - 618).
(5)
في د: "حبان". وينظر تذكرة الحفاظ 3/ 945.
حدثنا عليُّ بنُ الحُسينِ
(1)
بنِ زاطيا، حدثنا داوُدُ بنُ رُشَيدٍ، حدثنا مُطَرفُ بنُ مازِنٍ، حدَّثَني إسحاقُ بنُ عبدِ اللَّه بنِ أبي المُجالِدِ، عن أبي الحَكَمِ
(2)
الدِّمَشقِيِّ، أن عُبادَةَ بنَ نُسَيٍّ حدَّثه، عن عبدِ الرحمنِ بنِ غَنْم الأشعَرِيِّ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ أنه قال: لَيسَ الوُضوءُ مِنَ الرُّعافِ
(3)
والقَئِ ومَسِّ الذَكَرِ وما مَسَّتِ النارُ بواجِبٍ. فقيلَ له: إنَّ ناسًا يَقولونَ: إنَّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تَوَضّئوا مِمّا مَسَّتِ النّارُ". فقالَ: إنَّ قَومًا سَمِعوا ولَم يَعُوا، كُنا نُسَمِّي غَسلَ اليَدِ والفَمِ وُضوءا، ولَيس بواجِبٍ، إنَّما أمَرَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم المُؤمِنينَ أن يَغسِلوا أيديَهُم وأَفواهَهُم مِمّا مَسَّتِ النَّارُ ولَيسَ بواجِبٍ
(4)
. مُطَرِّفُ بنُ مازِنٍ تكلَّموا فيه
(5)
، والله أعلَمُ.
677 -
وأَمّا الحديث الذي أخبرَنا أبو سَعدٍ أحمدُ بنُ محمدٍ المالينيُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ الحافظُ، حدثنا محمدُ بنُ الحسنِ
(6)
بنِ قُتَيبَةَ، حدثنا هِشامُ بنُ عَمّارٍ، حدثنا إسماعيلُ بنُ عيَّاش، عن ابنِ جُرَيجٍ
(1)
كذا في النسخ، والصواب:"إسحاق". وينظر تاريخ بغداد 11/ 349، وسير أعلام النبلاء 14/ 253، وميزان الاعتدال 3/ 114، ولسان الميزان 4/ 205. وهو عند المصنف على الصواب في الشعب (3708)، والمدخل إلى السنن الكبرى (402).
(2)
في ب: "الحكيم". وينظر تاريخ دمشق 66/ 151.
(3)
الرعاف: خروج الدم من الأنف، ويقال: الرعاف الدم نفسه. المصباح المنير ص 88 (ر ع ف).
(4)
أخرجه الطبراني 20/ 71 (134) من طريق مطرف به. وقال الهيثمى في المجمع 1/ 253: وفيه مطرف بن مازن وقد نسب إلى الكذب.
(5)
هو مطرف بن مازن الكنانى قاضى اليمن. ينظر الكلام عليه في: المجروحين 3/ 29، والكامل لابن عدي 6/ 2373، وميزان الاعتدال 4/ 125، والمغنى في الضعفاء 2/ 305.
(6)
في د، م:"الحسين".
قال: أخبرَنِي عبدُ اللَّهِ بنُ أبي مُلَيكَةَ، عن عائشةَ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قاءَ أحَدُكُم في صَلاِته أو قَلَس
(1)
أو رَعَفَ فليتَوَضّأْ، ثم ليَبقِ على ما مَضَى مِن صَلاِته ما لم يَتَكَلَّمْ"
(2)
. قال أبو أحمدَ: هذا الحديثُ رواه ابنُ عَيّاشٍ مَرَّةً هَكَذا، ومَرَّةً قال: عن ابنِ جُرَيجٍ عن أبيه عن عائشةَ، وكِلاهُما غَيرُ مَحفوظٍ.
وأَخبرَنا أبو سَعدٍ
(3)
، أخبرَنا أبو أحمدَ، حدثنا عبدُ الوَهّابِ بنُ أبي عِصمَةَ، حدثنا أبو طالِبٍ أحمدُ بنُ حُمَيدٍ قال: سَمِعتُ أحمدَ بنَ حَنبلٍ يقولُ: إسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ ما رَوَى عن الشّاميّينَ صَحيحٌ، وما رَوَى عن أهلِ الحِجازِ فلَيسَ بصحيحٍ. قال: وسأَلتُ أحمدَ عن حَديثِ ابنِ عَيّاشٍ عن ابنِ جُرَيجٍ عن ابنِ أبي مُلَيكَةَ عن عائشةَ أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قاءَ أو رَعَفَ
…
". الحديث. فقالَ: هَكَذا رواه ابنُ عَيّاشٍ، وإِنَّما رواه ابنُ جُرَيجِ عن أبيه ولَم يُسنِدْه عن أبيه، لَيسَ فيه عائشَةُ
(4)
.
678 -
أخبرَنا أبو بكرِ بنُ الحارِثِ الفقيهُ، أخبرَنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عمرَ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ النَّيسابورِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى وإِبراهيمُ بنُ هانئ قالا: حدثنا أبو عاصِمٍ. قال: وحَدَّثَنا أبو بكرٍ النَّيسابورِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ يَزيدَ بنِ طَيفورٍ وإِبراهيمُ بنُ مَرزوقٍ قالا: حدثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ
(1)
قلس: خرج من بطنه طعام أو شراب إلى الفم، وسواء ألقاه أو أعاده إلى بطنه إذا كان ملء الفم أو دونه، فإذا غلب فهو قئ. المصباح المنير ص 196 (ق ل س).
(2)
الكامل لابن عدي 5/ 1928. وأخرجه الدارقطني 1/ 153 من طريق إسماعيل به.
(3)
في س، م:"سعيد".
(4)
الكامل لابن عدي 1/ 288، 5/ 1927، 1928.
الأنصاريُّ. قال: وحَدَّثَنا أبو بكرٍ النَّيسابورِيُّ، حدثنا أبو الأزهَرِ والحَسَنُ بنُ يَحيَى قالا: حدثنا عبدُ الرزاقِ، كُلُّهُم عن ابنِ جُرَيجٍ، عن أبيه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قاءَ أحَدُكُم أو قَلَسَ أو وجَدَ مَذْيًا وهو في الصَّلاةِ فليَنصَرِفْ فليتَوَضَّأْ، وليَرجِعْ فليَبنِ على صَلاتِه ما لم يَتَكَلَّم"
(1)
.
قال أبو الحسنِ: قال لَنا أبو بكرٍ: سَمِعتُ محمدَ بنَ يَحيَى يقولُ: هذا هو الصَّحيحُ عن ابنِ جُرَيجٍ، وهو مُرسَلٌ، وأمَّا حَديثُ ابنِ جُرَيجٍ عن ابنِ أبي مُلَيكَةَ عن عائشةَ الذي يَرويه إسماعيلُ بنُ عيَّاش فلَيسَ بشَئٍ. قال الشافعيُّ في حَديثِ ابنِ جُرَيجٍ عن أبيه: لَيسَت هَذِه الرِّوايَةُ بثابِتَةٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
. وحَمَلَه مَعَ ما روِي فيه عن ابنِ عمرَ وغَيرِه على غَسلِ بَعضِ الأعضاءِ.
قال الشيخ: وقَد رواه إسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ مَرَّةً هَكَذا مُرسَلًا كما رواه الجَماعَةُ، وهو المَحفوظُ عن ابنِ جُرَيجٍ، وهو مُرسَلٌ.
قال الزَّعفرانيُّ: قال أبو عبدِ اللَّه الشافعيُّ فيما رَوَى عن ابنِ عمرَ وابنِ المُسَيَّبِ أنَّهُما كانا يَرعُفانِ فيَتَوَضّآنِ ويَبنيانِ على ما صَلَّيا: رُوِّينا عن ابنِ عمرَ وابنِ المُسَيَّبِ أنَّهُما لم يَكونا يَرَيانِ في الدمِ وُضوءًا، وإِنَّما مَعنَى وُضوئِهما عندَنا غَسلُ الدَّمِ وما أصابَ مِنَ الجَسَدِ، لا وُضوءُ الصلاةِ، وقَد روِي عن ابنِ مَسعودٍ أنَّه غَسَلَ يَدَيه مِن طَعامٍ ثم مَسَحَ ببَلَلِ يَدَيه وجهَه وقالَ: هذا وُضوءُ مَن لم يُحدِثْ. وهَذا مَعروف مِن كَلامِ العَرَبِ، يُسَمَّى وُضوءًا لِغَسلِ
(1)
الدارقطني 1/ 155.
(2)
ذكره المصنف في المعرفة 1/ 238.
بَعضِ الأعضاءِ لا لِكَمالِ وُضوءِ الصَّلاةِ، وهذا مَعنَى ما روِي عن ابنِ جُرَيجٍ عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في الوُضوءِ من الرُّعافِ عندَنا واللهُ أعلَمُ. قال الشافعيُّ: ولَيسَت هَذِه الرِّوايَةُ بثابِتَةٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال الشيخُ: وعَلَى هذا يُحمَلُ ما روِي عن ثَوبانَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في القَئِ، إن صحَّتِ الرِّوايَةُ فيهِ:
679 -
أخبرَنا أبو الحسينِ بنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرَّزازُ
(2)
، حدثنا محمدُ بنُ عبدِ المَلِكِ، حدثنا عبدُ الصَّمَدِ بنُ عبدِ الوارِثِ، حدثنا أبي، عن حُسَين المُعَلِّمِ، عن يَحيَى بنِ أبي كَثيرٍ، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عمرٍو الأوزاعِيُّ، عن يَعيشَ بنِ الوَليدِ بن هِشامٍ، عن أبيه قال: حدَّثَني مَعدانُ بنُ طَلحَةَ، عن أبي الدَّرداءِ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قاءَ فأَفطَرَ. فلَقيتُ ثَوبانَ في مَسجِدِ دِمَشقَ فذَكَرتُ ذلكَ له فقالَ: أنا صَبَبتُ له وَضوءَه
(3)
. وإِسنادُ هذا الحديث مُضطَرِبٌ، واختَلَفوا فيه اختِلافًا شَديدًا واللَّهُ أعلمُ، وهو مَذكورٌ مَعَ سائرِ ما روِي في هذا البابِ في "الخلافيات"
(4)
.
(1)
المعرفة 1/ 238.
(2)
في س، م:"عمر الدراوردى".
(3)
أخرجه أحمد (27502)، والدارمي (1769)، والترمذى (87)، والنسائي في الكبرى (3121)، وابن خزيمة (1957) من طريق عبد الصمد به، وقال الترمذي: أصح شئ في هذا الباب. وقد صححه غير واحد منهم ابن حبان وابن خزيمة وابن منده. ينظر التلخيص الحبير 2/ 190.
(4)
الخلافيات (659، 660).