المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المنع من الادهان في عظام الفيلة وغيرها مما لا يؤكل لحمه - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطَّهارة

- ‌بابُ التَّطَهُرِ(1)بماءِ البَحرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالعَذبِ مِنه والأُجاجِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ البِئرِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بماءِ السَّماءِ

- ‌بابُ التَّطَهُرِ بماءِ الثلج والبَرَدِ والماءِ البارِدِ

- ‌باب التَّطَهُّر بالماء المُسَخَّن

- ‌بابُ [كراهة التَّطَهُّر](3)بالماءِ المُشَمَّسِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بما عَدا الماءَ مِنَ المائعاتِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ بالماءِ الذي خالطَه طاهِرٌ لم يَغلِب عَلَيهِ

- ‌بابُ مَنعِ التَّطَهُّرِ بالنَّبيذِ

- ‌بابُ إِزالَةِ النَّجاساتِ بالماءِ دونَ سائرِ المائعاتِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الأواني

- ‌بابٌ في جِلدِ المَيتَةِ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ المَيتَةِ بالدَّبغِ

- ‌بابُ طهارةِ باطِنِه بالدَّبغِ كطهارةِ ظاهِرِه، وجَوازِ الانتِفاعِ به في المائعاتِ كُلِّها

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بجِلدِ الكَلبِ والخِنزيرِ وأنَّهُما نَجِسانِ وهُما حَيّانِ

- ‌بابُ وُقوعِ الدِّباغِ بالقَرَظِ(5)أو ما يَقومُ مَقامَه

- ‌بابُ اشتِراط الدِّباغِ في طهارَةِ جِلدِ ما لا يُؤكَلُ لَحمُه وإن ذُكِّيَ

- ‌بابُ طَهارَةِ جِلدِ ما يُؤكَلُ لَحمُه إذا كان ذَكيًّا

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الانتِفاعِ بشَعَرِ المَيتَةِ

- ‌بابٌ في شَعَرِ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الادِّهانِ في عِظامِ الفِيَلَةِ وغَيِرها مِمّا لا يُؤكَلُ لَحمُه

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الشُّربِ في آنيَةِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ المَنعِ مِنَ الأكلِ في صِحافِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ

- ‌بابُ النَّهي عن الإناءِ المفَضَّضِ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في سائرِ الأوانِي مِنَ الحجِارَةِ والزُّجاجِ والصُّفْرِ والنُّحاسِ والشَّبَهِ(1)والخَشَبِ وغَيرِ ذَلِكَ

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في أوانِي المُشرِكينَ إذا لم يَعلَم نَجاسَةً

- ‌بابُ التَّطَهُّرِ في آوانيهِم بعدَ الغَسلِ إذا عَلِمَ نَجَاسَةً

- ‌جِماعُ أبوابِ السِّواكِ

- ‌بابٌ في فضل السواك

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن السِّواكَ سُنَّةٌ لَيسَ بواجِبٍ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواكِ عِندَ القيامِ إلى الصَّلاةِ

- ‌بابُ تأكيدِ السِّواك عِندَ الاستيقاظ مِن النَّومِ

- ‌باب تأكيد السواك عند الأَزْمِ

- ‌بابُ غَسلِ السواكِ

- ‌بابُ التَّسَوُّكِ بسِواكِ الغَيِر

- ‌بابُ دَفعِ السِّواكِ إلى الأكبَرِ

- ‌بابُ ما جاء في الاستياكِ عَرضًا

- ‌باب الاستياكِ بالأصابعِ

- ‌بابُ النِّيَّةِ في الطَّهارةِ الحُكميَّةِ

- ‌جِماعُ أبواب سُنَّةِ الوُضوءِ وفَرضِهِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ ومَحِلِّه مِنَ الإيمانِ

- ‌بابُ فرضِ الطُّهورِ لِلصَّلاةِ

- ‌بابُ التَّسميَةِ على الوُضوءِ

- ‌بابُ غَسلِ اليَدَينِ قبلَ إدخالِهِما في(3)الإناءِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ صِفَةِ غَسلِهِما

- ‌بابُ إدخالِ اليَمينِ في الإناءِ والغَرفِ بها لِلمَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ التَّكرارِ في المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ المُبالَغَةِ في الاستِنشاقِ إلا أن يَكونَ صائمًا

- ‌بابُ الجَمعِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ الفَصلِ بَينَ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ تأكيدِ المضمَضَةِ والاستِنشاقِ

- ‌بابُ سُنَّةِ المَضمَضَةِ والاستِنشاقِ، وأَنَّهُما غَيُر واجِبتَيِن

- ‌بابُ غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الوَجهِ

- ‌بابُ تَخليلِ اللِّحيَةِ

- ‌بابُ عَركِ العارِضَيِن

- ‌باب غسل اليدين

- ‌بابُ التَّكرارِ في غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ إدخالِ المِرفَقَيِن في الوُضوءِ

- ‌بابُ استِحبابِ إمرارِ الماءِ على العَضُدِ

- ‌بابُ تَحريكِ الخاتَمِ في الإصبعِ عِندَ غَسلِ اليَدَينِ

- ‌بابُ المَسحِ بالرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ بَعضِ الرأسِ

- ‌بابُ الاختيارِ في استيعابِ الرأسِ بالمَسحِ

- ‌بابُ تَحَرِّي الصُّدغَينِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ المَسحِ على شَعَرِ الرأسِ

- ‌بابُ إمرارِ الماءِ على القَفا

- ‌بابُ المَسحِ على العِمامَةِ مَعَ الرأسِ

- ‌بابُ إيجابِ المَسحِ بالرأسِ وإن كان مُتَعَمِّمًا

- ‌بابُ التَّكرارِ في مَسحِ الرأسِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ

- ‌ بابُ إدخالِ الإِصبَعَيِن في صِماخَي(2)الأُذُنَينِ

- ‌بابُ مَسحِ الأُذُنَينِ بماءٍ جَديدٍ

- ‌بابُ غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌ بابُ التَّكرارِ في غَسلِ الرِّجلَيِن

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن فرضَ الرِّجلَيِن الغَسلُ، وأَنَّ مَسحَهُما لا يُجزئُ

- ‌بابُ قراءةِ مَن قرأ {وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] نَصْبًا، وأَنَّ الأمرَ رَجَعَ إلى الغَسلِ، وأَنَّ مَن قرأها خَفضًا فإنما هو لِلمُجاوَرَةِ

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكَعبَيِن هُما النّاتِئانِ في جانِبَي القَدَمِ

- ‌بابُ تَخليلِ الأصابِعِ

- ‌بابُ كَيفيَّةِ التَّخليلِ

- ‌بابُ استِحبابِ الإِشراعِ في السّاقِ

- ‌بابٌ في نَزْعِ الخِضابِ عِندَ الوُضوءِ إذا كان يَمنَعُ الماءَ

- ‌باب ما يقولُ بعد الفَراغِ من الوُضوء

- ‌بابُ الوُضوءِ ثَلاثًا ثَلاثًا

- ‌بابُ كَراهِيةِ(3)الزّيادَةِ على الثَّلاثِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّتَينِ مَرَّتَينِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مَرَّةً مَرَّةً

- ‌بابٌ: يوضِّيءُ(1)بعض الأعضاء ثلاثًا وبَعضَها اثنَيِن وبَعضَها واحِدَةً

- ‌بابُ فضلِ التَّكرارِ في الوُضوءِ

- ‌باب فضيلة الوضوء

- ‌بابُ إسباغِ الوُضوء

- ‌بابُ الرَّجُلِ يوَضِّئُ صاحِبَه

- ‌بابُ تَفريقِ الوُضوء

- ‌بابُ التَّرتيبِ في الوُضوءِ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في البِدايَةِ باليَميِن قبلَ اليَسارِ

- ‌بابُ الرُّخصَةِ في البِدايَةِ(2)باليَسارِ

- ‌بابُ نَهي المُحْدِثِ عن مَسِّ المُصحَفِ

- ‌بابُ نَهي الجُنُبِ عن قراءةِ القُرآنِ

- ‌بابُ ذِكرِ الحديث الذي ورَدَ في نَهي الحائضِ عن قراءةِ القُرآنِ، وفيه نَظَرٌ

- ‌بابُ قراءةِ القُرآنِ بعدَ الحَدَثِ

- ‌بابُ الرَّجُلِ يَذكُرُ اللَّهَ تعالَى على غَيِر طُهْرٍ

- ‌باب استحباب الطُّهرِ للذِّكرِ والقراءةِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الاستِطابَةِ بابُ النَّهي عن استِقبالِ القِبلَةِ واستِدبارِها لِغائطٍ أو بَولٍ

- ‌بابُ الرُّخصةِ في ذلكَ في الأبنيَةِ

- ‌بابُ التَّخَلِّي عِندَ الحاجَةِ

- ‌بابُ الارتيادِ(4)لِلبَولِ

- ‌بابُ الاستِتارِ عِندَ قَضاءِ الحاجَةِ

- ‌بابُ وضعِ الخاتَم عِندَ دُخولِ الخَلاءِ

- ‌بابُ ما يقولُ اذا أرادَ دُخولَ الخَلاءِ

- ‌بابُ تَغطيَةِ الرأسِ عِندَ دُخولِ الخَلاءِ، والاعتماد على الرِّجلِ اليُسرَى إذا قَعَدَ إن صَحَّ الخَبرُ فيهِ

- ‌بابٌ: كيف التَّكَشُّفُ عند الحاجة

- ‌ بابُ ما يقولُ إذا خَرَجَ مِنَ الخَلاءِ

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في الماءِ الرَّاكِد

- ‌بابُ النهي عن التَّخَلِّي في طَريقِ النّاسِ(3)وظِلِّهِم

- ‌بابُ النَّهي عن البَولِ في مُغتَسَلِه أو مُتَوَضَّئِه ثم يَتَطَهَّرُ فيه كَراهَةَ أن يُصيبَه شيءٌ مِنَ البَولِ عِندَ صَبِّ الماءِ

- ‌ بابُ النَّهي عن البَولِ في الثَّقبِ

- ‌بابُ البَولِ في الطَّست وغَيِر ذلكَ مِنَ الأوانِي

- ‌بابُ كَراهيَةِ الكَلامِ على الخَلاءِ

- ‌بابُ البَولِ قائمًا

- ‌بابُ البَولِ قاعِدًا

- ‌بابُ وُجوبِ الاستِنجاءِ بثَلاثَةِ أحجارٍ

- ‌بابُ الإيتارِ في الاستِجمارِ

- ‌بابُ التَّوَقِّى عن البَولِ

- ‌ بابُ الاستنجاءِ بالماءِ

- ‌بابُ الجَمعِ في الاستنجاءِ بين المسح بالأحجار والغسل بالماء

- ‌بابُ دَلكِ اليَدِ بالأرضِ بعدَ الاستنجاءِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بما يَقومُ مَقَامَ الحِجارَةِ في الإِنقاءِ دونَ ما نُهِىَ عن الاستِنجاءِ بهِ

- ‌بابُ الاستِنجاءِ بالجِلدِ المَدبوغِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في الاستنجاء بالتُّرابِ

- ‌بابُ ما ورَدَ في النَّهي عن الاستِنجاءِ بشَيءٍ قَدِ استُنجِىَ به مَرَّةً

- ‌بابُ النَّهي عن مَسِّ الذَّكَرِ عِندَ البَولِ باليَميِن

- ‌بابُ النَّهي عن الاستِنجاءِ باليَميِن

- ‌بابُ الاستِبراءِ عن البَولِ

- ‌ بابُ كَيفيةِ الاستِنجاءِ

- ‌جِماعُ أبوابِ الحَدَثِ

- ‌بابُ الوضوء مِنَ البَولِ والغائطِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المَذي أوِ الوَدي

- ‌بابُ الوضوِء مِنَ الدَّمِ يَخرُجُ مِن أحَدِ السَّبيلَيِن وغَيِر ذلكَ مِن دودٍ أو حَصاةٍ أو غَيِرهِما

- ‌بابٌ: الوُضوءُ مِنَ الريح يَخرُج مِن أحَدِ السَّبيلَيِن

- ‌بابُ الوضوء مِنَ النَّومِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِنَ النَّومِ قاعِدًا

- ‌ بابُ ما ورَدَ في نَومِ الساجدِ

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بالإغماءِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِنَ المُلامَسَةِ

- ‌بابُ ما جاءَ في لَمسِ الصَّغائرِ(1)وذَواتِ المَحارِمِ

- ‌بابُ ما جاءَ في الملموسِ

- ‌بابُ ما جاءَ في غَمزِ الرَّجُلِ امرأتَه بغيِر شَهوةٍ، أو مِن وراءِ حائلٍ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسَّ الذَّكرِ

- ‌بابُ الوُضوءِ مِن مسِّ المَرأَةِ فرجَها

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن مَن مسِّ الفَرجِ بظَهرِ الكَفِّ

- ‌بابٌ في مَسِّ الأُنثَيَيِن

- ‌باب في مسِّ الإِبِطِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاسِ الرَّطبةِ

- ‌بابٌ في مسِّ الأنجاس اليابسة

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ مِن خُروجِ الدَّمِ مِن غَيرِ مَخرَجِ الحَدَثِ

- ‌بابُ تَركِ الوُضوءِ من القَهقَهَةِ في الصلاة

- ‌بابُ الدَّليلِ على أن الكلام وإن عَظُمَ لم يَكنْ فيه وُضوءٌ

- ‌بابُ السُّنَّةِ في الأخذِ مِنَ الأظفارِ والشّارِبِ وما ذُكِرَ مَعَهُما وأنْ لا وُضوءَ في شَيءٍ مِن ذَلِكَ

- ‌باب: كَيفَ الأخْذ مِنَ الشّارِبِ

- ‌ بابُ ما جاءَ في التَّنَوُّرِ

- ‌ بابُ تَرك الوُضوءِ مِمّا مَسَّت النّارُ

- ‌بابُ التَّوَضُّؤِ مِن لُحومِ الإبِلِ

- ‌بابُ المَضمَضَةِ مِن شُربِ اللَّبَنِ وغَيِره مِمّا له دُسومَةٌ

- ‌باب الرخصة في ترك المضمضة من ذلك

- ‌بابُ انتِقاضِ الطُّهرِ بعَمدِ الحَدَثِ وسَهوِهِ

- ‌بابٌ لا يَزولُ اليَقينُ بالشَّكِّ

- ‌بابُ الانتِضاحِ(3)بعدَ الوُضوءِ لِرَدِّ الوَسواسِ

- ‌بابُ أداءِ صَلَواتٍ بوُضوءٍ واحِدٍ

- ‌بابُ تَجديدِ الوُضوء

الفصل: ‌باب المنع من الادهان في عظام الفيلة وغيرها مما لا يؤكل لحمه

بَينَ النّاسِ". وأخرَجَ البخاريُّ بَعضَ مَعناه مِن حَديثِ ابنِ عَونٍ عن ابنِ سيرينَ

(1)

.

91 -

أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، حدثنا أبو بكرٍ القَطّانُ، أخبرَنا أبو الأزهَرِ، حدثنا حَبّانُ بنُ هِلالٍ، حدثنا أبانٌ، حدثنا يَحيَى، أن أبا سلمةَ حدَّثه، أن محمدَ بنَ عبدِ اللَّه بنِ زَيدٍ حدَّثه، أن أباه شَهِدَ المَنحَرَ عِندَ النبي صلى الله عليه وسلم هو ورَجُلٌ مِنَ الأنصارِ، قال: فقَسَمَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بَينَ أصحابِه ضَحايا، فلَم يُصِبْه ولا صاحِبَه. قال: فحَلَقَ رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رأسَه في ثَوبِه فأَعطاهُ، فقَسَمَ مِنه على رِجالٍ، قلَّمَ أظفارَه فأَعطَى صاحِبَه، فإِنَّه عِندَنا لَمَخضوبٌ بالحِنَّاءِ والكَتَمِ

(2)

. تابَعَه موسَى بنُ إسماعيلَ عن أبانٍ

(3)

. والخِضابُ مِن عِندِهِم لِكَي لا يَتَغَيَّرَ، والله أعلمُ.

‌بابُ المَنعِ مِنَ الادِّهانِ في عِظامِ الفِيَلَةِ وغَيِرها مِمّا لا يُؤكَلُ لَحمُه

92 -

أخبرَنا محمدُ بنُ الحسنِ بنِ فُورَكَ رحِمه الله تعالَى، أخبرَنا عبدُ اللَّه بنُ جَعفَرٍ الأصبهاني، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدَّثَنا أبو داودَ، حدَّثنا أبو عَوانَةَ، عن الحَكَمِ وأَبِى بشرٍ، عن مَيمونِ بنِ مِهرانَ، عن ابنِ عباسٍ قال: نَهَى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عن كُل ذِى نابٍ مِنَ السباع كُل ذِى مِخلَبٍ

(1)

البخاري (171).

(2)

أخرجه ابن خزيمة (2932) من طريق حبان بن هلال به. وأحمد (16474، 16475) من طريق أبان به.

(3)

ابن خزيمة (2931).

ص: 72

مِنَ الطَّيرِ

(1)

. أخرَجَه مُسلِمُ بنُ الحجَّاج في "الصحيح" عن أحمدَ بنِ حَنبَلٍ عن أبي داودَ الطيالِسِي

(2)

.

93 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو الوَليدِ الفَقيهُ، حدثنا البُوشَنجِيُّ، حدثنا سليمانُ بنُ عبدِ الرحمنِ، حدثنا أيّوبُ بنُ حَسانَ، حدثنا يَزيدُ بنُ أبي مَريَمَ (ح) وحدثنا أبو عبدِ اللَّه، حدثنا أبو الوَليدِ، قال: وأخبرَنا الحسنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا الحَكَمُ بنُ موسَى، حدثنا صَدَقَة، عن يَزيدَ بنِ أبي مَريَمَ، حدثنا القاسِمُ بنُ مُخَيمِرَةَ، حدثنا عبدُ اللَّه بنُ عُكَيمٍ، حدثنا مَشيَخَةٌ لَنا مِن جُهَينَةَ، أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إليهم:"أنْ لا تَستَمتِعوا مِنَ المَيتَةِ بشَئ"

(3)

.

94 -

أخبرَنا أبو سعيدِ بنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ، أخبرَنا الشافعيُّ قال: ورَوَى عبدُ اللَّه بنُ دينارٍ أنَّه سمِع ابنَ عمرَ يَكرَهُ أن يَدَّهِنَ في مُدهُنٍ

(4)

مِن عِظامِ الفيلِ لأَنَّه مَيتَةٌ

(5)

. هَكَذا ذكَره في الجَديدِ.

ورواه في القَديمِ، كما:

95 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، أخبرَنا أبو الوَليدِ الفَقيهُ، حدثنا مُؤَمَّلُ

(1)

الطيالسي (2868)، وعنه أحمد (2747، 3544). وسيأتى في (19385).

(2)

مسلم (1934/

).

(3)

أخرجه ابن المنذر في الأوسط (847) عن الحكم بن موسى به. والبخاري في التاريخ الكبير 7/ 167، وابن جرير في تهذيب الآثار (1227 - مسند ابن عباس)، والطحاوى في شرح المعاني 1/ 468 من طريق صدقة بن خالد به. والحديث تقدم في (41 - 43).

(4)

المدهن: ما يجعل فيه الدهن. المصباح المنير ص 77 (د هـ ن).

(5)

المصنف في المعرفة (36)، الشافعي في الأم 1/ 9.

ص: 73

ابنُ الحسنِ، حدثنا الحسنُ بن محمدٍ الزَّعفرانيُّ، عن الشافعيِّ قال: أخبرَنا إبراهيمُ بنُ محمدٍ، عن عبدِ اللَّه بنِ دينارٍ، عن ابنِ عمرَ، أنَّه كَرِهَ أن يدَّهِنَ في عَظمِ فيلٍ. وفي مَوضِع آخَرَ: أنَّه كان يَكرَهُ عِظامَ الفيلِ

(1)

.

قال الشيخُ: ويُذكَرُ عن عَطاءٍ أنَّه كَرِهَ الانتِفاعَ بعِظامِ الفيَلَةِ وأَنيابِها

(2)

. وعَن طاوُسٍ وعُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ أنَّهُما كَرِها العاجَ

(3)

.

96 -

وأما الحديثُ الذي أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابن داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا مُسَدَّدٌ (ح) وأخبرَنا أبو سَعدٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ الخَليلِ، أخبرَنا أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ، حدثنا الفَضلُ بنُ الحُبابِ، حدثنا مُسَدَّدٌ، حدثنا عبدُ الوارِثِ بنُ سعيدٍ، عن محمدِ بنِ جُحادَةَ، عن حُمَيدٍ الشّامِيِّ، عن سليمانَ المَنْبِهيِّ

(4)

، عن ثَوبانَ مَولَى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا سافَرَ كان آخِرَ عَهدِه بإِنسانٍ مِن أهلِه فاطِمَةُ، وأَوَّلَ مَن يَدخُلُ عَلَيها إذا قَدِمَ فاطِمَةُ، فقَدِمَ مِن غَزاةٍ له وقَد عَلَّقَت مِسْحًا

(5)

أو سِتْرًا على بابِها، وحَلَّتِ الحَسَنَ والحُسَينَ قُلبَينِ

(6)

مِن فِضَّةٍ، فقَدِمَ فلَم

(1)

المصنف في المعرفة (37)، وإبراهيم بن محمد هو ابن أبي يحيى شيخ الشافعي، قال الذهبي 1/ 26: إبراهيم واهٍ. وقال ابن حجر في التقريب 1/ 42: متروك.

(2)

ينظر مصنف عبد الرزاق (209).

(3)

ينظر مصنف عبد الرزاق (212).

(4)

قال الخزرجي في الخلاصة ص 155: بفتح الميم وإسكان النون. وقال ابن حجر في التقريب 1/ 331: بنون ثم موحدة مكسورة.

(5)

المسح: ثوب من الشعر غليظ. تاج العروس 7/ 122 (م س ح).

(6)

القُلْب: السوار، وقيل: هو ما كان إدارة واحدة، ويل: إنما القلب سوار من عظم. مشارق الأنوار 2/ 184.

ص: 74

يَدخُلْ، فظَنَّت أنما مَنَعَه أن يَدخُلَ ما رأَى، فهَتَكَتِ الستر وفَكَّتِ القُلبَينِ عن الصَّبيَّينِ، وقَطَعَته بَينَهُما، فانطَلَقا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهُما يَبكيانِ، فأَخَذَه مِنهُما، وقال: "يا ثوبان، اذهَب بهذا إلى آلِ فلانٍ -أهلِ بَيتٍ بالمَدينَةِ- إنَّ هَؤُلاءِ أهلُ بَيتي، أكرَهُ اُن يأكلوا طيِّبَاتهم في حَياتِهِمُ الدُنيا، يا ثَوبانُ، اشتَرِ لِفاطِمَةَ قلادةً من عَصْبٍ

(1)

وسوارَين من عاجٍ"

(2)

. قال أبو أحمدَ بنُ عديٍّ الحافظ

(3)

: حُمَيدٌ الشاميُّ هذا إنَّما أُنكِرَ عليه هذا الحديثُ، وهو حَديثُه لم أعلَمْ له غَيرَه

(4)

.

أخبرَنا أبو سَعدٍ المالينِيُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ بنُ عَدِيٍّ، حدثنا ابنُ أبي عِصمَةَ، حدثنا أبو طالِب أحمدُ بنُ حُمَيدٍ قال: سأَلتُ أحمدَ بنَ حَنبَلٍ عن حُمَيدٍ الشاميِّ هذا، قال: لا أعرفه (3). وأخبرنا أبو عبدِ الله الحافظُ وأَبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ الأُشنانِيُّ

(5)

قالوا: أخبرَنا أبو الحسنِ

(6)

(1)

قال الخطابي: إن لم تكن الثياب اليمانية فلا أدري ما هي، وما أرى أن القلادة تكون منها. معالم السنن 4/ 212. وفي لسان العرب 1/ 602: وقال أبو موسى: يحتمل عندى أن الرواية إنما هي "العصَب" بفتح الصاد، وهي أطناب مفاصل الحيوانات

ذكر لي بعض أهل اليمن أن العصب سن دابة بحرية تسمى فرس فرعون يتخذ منها الخرز وغير الخرز.

(2)

أبو داود (4213)، وابن عدي في الكامل 2/ 686. وأخرجه أحمد (22363) من طريق عبد الوارث بن سعيد به، وضعفه النووى في المجموع 1/ 293.

(3)

الكامل لابن عدي 2/ 686.

(4)

هو حميد بن أبي حميد الشامي. قال الذهبي: لا يعرف. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل 3/ 232، وتهذيب الكمال 7/ 412، وميزان الاعتدال 1/ 617. قال ابن حجر في التقريب 1/ 204: مجهول.

(5)

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حمدون، أبو بكر الأشنانى النيسابورى الصيدلانى، قال عبد الغافر: جليل، ثقة، من كبار الصالحين. وقال الذهبي: ثقة جليل، صالح عابد. توفي سنة (416 هـ). ينظر المنتخب من السياق (177)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة 401 هـ-420 هـ) ص 397.

(6)

في س، د، م:"الحسين".

ص: 75

أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ قال: سَمِعتُ عثمانَ بنَ سعيدٍ الدراميُّ يقولُ: قُلتُ ليَحيَى بنِ مَعين: فحُمَيدٌ الشاميُّ كَيفَ حَديثُه الذي يَروِي؛ حَديثُ ثَوبانَ عن سليمانَ المَنبهيِّ؟ فقالَ: ما أعرِفُهُما

(1)

.

وروِى فيه حَديثٌ آخَرُ مُنكَرٌ:

97 -

أخبرَنا أبو زكريا بنُ أبي إسحاقَ، أخبرَنا أبو الحسنِ الطرائفيُّ (ح) وأخبرَنا أبو الخَيرِ جامِعُ بنُ أحمدَ المُحَمَّداباذِيُّ

(2)

واللفظ له، حدثنا أبو طاهِرٍ المُحَمَداباذِيُّ

(3)

قالا: حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا يَزيدُ بنُ عبدِ رَبِّه الجُرجُسيُّ، حدثنا بَقيَّةُ بنُ الوَليدِ، عن عمرِو بنِ خالِدٍ، عن قَتادَةَ، عن أنَسٍ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أخَذَ مَضجَعَه مِنَ اللَّيلِ وضَعَ طَهورَه وسِواكَه ومِشطَه، فإِذا هَبَّه الله تعالَى مِنَ اللَّيلِ استاكَ وتَوَضَّأَ وامتَشَطَ. قال: ورأَيتُ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَمتَشِطُ بمِشطٍ مِن عاجٍ

(4)

. قال عثمانُ: هذا مُنكَرٌ

(5)

.

قال الشيخُ: رِوايَةُ بقيَّة عن شُيوخِه المَجهولينَ ضَعيفَةٌ

(6)

. وقَد قال

(1)

تاريخ ابن معين برواية عثمان بن سعيد الدارمي ص 97 (268). وأخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 686 من طريق عثمان بن سعيد به.

(2)

في م: "المجدابادى". وهو جامع بن أحمد بن محمد بن مهدى أبو الخير النيسابورى المحمداباذى الوكيل، سمع من أبى طاهر المحمداباذي، قال عبد الغافر: قديم معروف، توفي سنة (407 هـ).

ينظر المنتخب من السياق (451)، وتاريخ الإسلام (حوادث ووفيات سنة 401 هـ- 420 هـ) ص 221.

(3)

في م: "المجدابادى". وتقدم في ص 51. وينظر الأنساب للسمعانى 5/ 217.

(4)

المصنف في الخلافيات (96) بالاسناد الأول. وأخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ص 184 من طريق بقية بن الوليد به.

(5)

الجرح والتعديل 3/ 232.

(6)

هو بقية بن الوليد الكلاعي الحميري، أبو يحمد الحمص. ينظر الكلام عليه في: الجرح والتعديل=

ص: 76