الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيا أيّها الغافل أفق، فكلّ مقيم على سفر، وكلّ عمل سينهيه أجل، وما انقضت ساعة من الدَّهر إلّا زادتك نقصًا من العمر.
السّفر القصير والسّفر الطّويل
السَّفر نوعان: سفر قصير، وسفر طويل. وقد اجتمع ذكرهما في قوله تعالى:{لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)} [الزّخرف].
فالإنسان في هذه الدُّنيا ضيف، والضَّيف لا بدَّ له أن يرتحل، ومبدأ سفره أشار إليه قوله تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)} [البقرة]، وقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6)} [الانشقاق]، وقد أجاد من قال:
النّاسُ في هذِه الدُنيا عَلَى سَفرٍ
…
وعن قَرِيبٍ بِهِم مَا يَنْقَضِي السَّفَرُ
والسّفر الطّويل لا رجعة فيه إلى الدُّنيا فتجهّز للظَّعَنِ، قال تعالى:
…
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)} [الأنبياء]، وقال تعالى:{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)} [يس].
فماذا تنتظر إلّا مثل أيام أقوام أناخوا ثمّ رحلوا، قال تعالى:{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102)} [يونس]، فَلَا بُدَّ يومًا أن تقطع سفر الدُّنيا القصير، وتمرّ