الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَتَقُولُ ذَلِكَ ثم يفسح له في قبره سبعون ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ذِرَاعًا ويُنَوَّر لَهُ فِيهِ" (1).
هذا والله تعالى هو من أمر بسؤاله، وهو من يثبّته بفضله ورضوانه، وينير قبره بإحسانه، اللَّهُمَّ نوِّر قبورنا وألحقنا بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم.
هل الأموات على علم بحال الأحياء؟ وهل تعرض أعمال الأحياء على الأموات
؟
أَخْرَجَ الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ في نوادره أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قال: "تعرض الْأَعْمَال يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس على الله تَعَالَى وَتعرض على الْأَنْبِيَاء وعَلى الْآبَاء والأمهات يَوْم الْجُمُعَة فيفرحون بحسناتهم
…
" (2)، وهذا الحديث موضوع.
وهناك أحاديث أخرى في عرض أَعمال الْأَحْيَاء على المَوْتَى لا يحتجُّ بشيء منها، مثل الحديث الَّذي تفرَّد به أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ، حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا"(3).
وما أخرجه ابن أبي الدّنيا في المنامات بسند ضعيف عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه،
(1) ابن حبّان "صحيح ابن حبّان"(ج 7/ص 386/رقم 3117) إسناده قويّ.
(2)
الحكيم التّرمذيّ "نوادر الأصول"(ج 2/ص 260) موضوع، كذا قال الألبانيّ في "الضّعيفة"(ج 3/ص 672/رقم 1480).
(3)
أحمد "المسند"(ج 20/ص 114/رقم 12683) إسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين سفيان وأنس. وأعلّه الهيثميّ في "مجمع الزّوائد"(ج 2/ص 328/رقم 3933) وقال: رَوَاهُ أَحْمَدُ وَفِيهِ رَجُلٌ لَمْ يُسَمَّ.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَفْضَحُوا مَوْتَاكُمْ بِسَيِّئَاتِ أَعْمَالِكُمْ فَإِنَّهَا تُعْرَضُ عَلَى أَوْلِيَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ"(1).
ونحو ذلك روى الطَّيَالِسِيُّ في مسنده من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى عَشَائِرِكُمْ وَأَقْرِبَائِكُمْ فِي قُبُورِهِمْ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ قَالُوا: اللَّهُمَّ أَلْهِمْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِطَاعَتِكَ"(2)، قلت: وفي سنده الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ وهو متروك.
وما أخرجه الحاكم عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما أنّه سَمِع رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "
…
فَالله الله فِي إِخْوَانِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ، فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ" (3).
وممّا يشير إلى عدم عرض الأعمال عليهم، ما أخرجه الحاكم وغيره بسند صحيح من حديث أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قال في روح المؤمن: "حَتَّى
(1) ابن أبي الدّنيا "المنامات"(ص 6)، وقال العراقي في "المغني" (ص 1881): أخرجه
…
ابْن أبي الدُّنْيَا والمَحَامِلِيُّ بِإِسْنَاد ضَعِيف. وضعّفه السّخاوي في "المقاصد الحسنة"
…
(ج 1/ص 721/رقم 1296)، والْفَتَّنِيُّ في "تذكرة الموضوعات"(ص 216).
(2)
الطَّيَالِسِيُّ "مسند أبي داود الطَّيَالِسِيّ"(ج 3/ص 340/رقم 1903) وفي سنده الصَّلْتُ بْنُ دِينَارٍ، أَبُو شُعَيْبٍ المَجْنُونُ، رتبته عند الحافظ: متروك ناصبيّ "تقريب التّهذيب"(ص 277/رقم 2947).
(3)
الحاكم "المستدرك"(ج 4/ص 342/رقم 7849)، وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وتعقّبه الذّهبي فقال: فيه مجهولان، وهو قول ابن المُلَقِّنِ. وضعّفه العراقي في "المغني"(ص 1881)، والألبانيّ في "الضّعيفة"(ج 1/ص 636/رقم 443) ورواه ابن أبي الدّنيا في "المنامات"(ج 1/ص 5) كذا الحكيم في "النوادر"(ج 2/ص 259) كلاهما عن النّعمان.