المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة]، افْتَتَحَ بالحمد كتابه، وجعله - الصحيح المأثور في عالم البرزخ والقبور

[أحمد محمود الشوابكة]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌تقديمفضيلة العلّامة المحدِّث: شعيب الأرنؤوط

- ‌تقديمأ. د. محمود السّرطاوي

- ‌تقديمأ. د. محمّد ملكاوي

- ‌تقديمأ. د. سمير استيتية

- ‌المقدمة

- ‌القسم الأوّلساعة الموت

- ‌فضل الزهد في الدّنيا والتّقلّل منها

- ‌قلة لبث الإنسان في هذه الدّار

- ‌قلّة متاع الدّنيا

- ‌الزّجر عن اغترار المرء بما أوتي من هذه الدّنيا الفانية وزهوه في شيء منها

- ‌الأجل أسرع من العمل

- ‌السّفر القصير والسّفر الطّويل

- ‌النوم موت أصغر والموت نوم أكبر

- ‌المنيّة سنة كونيّة جارية لا تتبدل ولا تتحوّل

- ‌جهل العبد بوقت موته وموضع حتفه

- ‌ما يذكّر بالموت

- ‌ما يقي من المكاره والكرائه ويصرف مصارع السّوء

- ‌إيثار الدنيا، والغفلة عن الآخرة

- ‌تعجيل التوبة

- ‌الاستعداد للرّحيل والتّأهب للموت

- ‌الدنيا يوم غده الآخرة

- ‌ما ينتظر أحدنا

- ‌الأمراض تكفّر الخطايا وإن قلّت

- ‌القسم الثّانيالمرض وأحكامه

- ‌ثواب الصّبر على البلاء

- ‌فرحة الصّالحين بالبلاء

- ‌فضل الصّرع وثوابه

- ‌فضل عيادة المريض

- ‌حكم عيادة المريض

- ‌استحباب السّؤال عن حال المريض إذا تعذرت زيارته

- ‌البكاء عند المريض

- ‌ما يقال عند المريض

- ‌ما يُقال للمريض إذا دخل عليه

- ‌الدّعاء للمريض عند عيادته

- ‌ما جاء في دعاء المريض لعوّاده

- ‌ما يدعو إذا رأى مبتلى

- ‌استحباب رقية المريض

- ‌مسح الرّاقي وجع المريض بيده اليمنى

- ‌رش وضوء العائد على المريض

- ‌وضع المريض يده على موضع الألم والدعاء بالشفاء

- ‌الحمّى تكفّر الخطايا

- ‌إبراد الحمى بالماء

- ‌ما في شدّة المرض من الفضل

- ‌يُكْتَبُ لِلْمَرِيضِ مَا كَانَ يعمل وهو صحيح

- ‌استحباب طلب الموت في بلد شريف

- ‌القسم الثالثأحكام المحتضر: ما على المحتضر

- ‌لكل مؤجَّل أجل

- ‌ماذا على من نزل به الموت أن يفعل

- ‌كيف تكتب الوصية

- ‌حكم الوصيّة

- ‌حكم تبديل الوصيّة

- ‌المبادرة إلى تنفيذ الوصيّة قبل الدّفن

- ‌الفرق بين المتوفِّي والمتوفَّى

- ‌القسم الرابعما على من حضر المحتضر

- ‌ماذا على من حضر المحتضر أن يفعل

- ‌العلّة التي من أجلها أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بِتَلْقِينِ الشَّهَادَةِ مَنْ حَضَرَتْهُ المَنِيَّةُ

- ‌الكلمة التي يجد المؤمن لجسده وروحه رَوْحا إذا قالها عند الموت ويشرق لها لونه

- ‌حكم قراءة سورة يس على من حضرته الوفاة

- ‌حكم توجيه المحتضر إلى القبلة

- ‌حكم دخول الحائض والنّفساء والجنب على من حضرته الوفاة

- ‌التوجع للميِّت عند احتضاره

- ‌ما يَجِبُ عَلَى أهل الميّت أن يقولوا عند موته

- ‌ما يَجِبُ عَلَى أهل الميّت مِنَ التّقوى ولُزُومِ الصّبر والرِّضَا بِالْقَضَاءِ

- ‌القسم الخامس‌‌علامات حسن الخاتمةوشرف الموت في زمان أو مكان

- ‌علامات حسن الخاتمة

- ‌هل هناك فضل لمن مات يوم الجمعة أو في رمضان

- ‌ثناء النّاس على الميّت وما يرجى به

- ‌القسم السادسما على الحاضرين بعد تحقّق موت المحتضر

- ‌صفة غسل الميت

- ‌الزوجان لكل واحد منهما غسل الآخر

- ‌الشّهيد لا يغسّل ولو كان جنبًا

- ‌ثواب من غسّل ميّتاً وكتم عليه وثواب من كفّنه

- ‌استحباب الغسل لمن غسّل الميت والوضوء لمن حمله

- ‌هل يَعْرِفُ المَيِّتُ مَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ يُغَسِّلُهُ وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ

- ‌تبخير أكفان الميّت ثلاثا

- ‌تحسين الكفن

- ‌صفة الكفن

- ‌لون الكفن

- ‌الدّليل على أنّ الكفن من رأس المال وأقلّه ثوب واحد

- ‌كراهية المغالاة في الكفن

- ‌الدّخول على الميّت إذا أدرج في أكفانه والكشف عن وجهه وتقبيله والبكاء عليه

- ‌أين يقبّل من الميّت

- ‌تأخير الجنازة لغرض اجتماع الناس

- ‌الصّحابيّ الّذي أَحْيَاهُ الله تعالى وكلمه مواجهة

- ‌الشّهيد يغفر له كلّ ذنب إلا الدّين

- ‌مَن يؤدّي الله تعالى عنه دينه

- ‌انتفاع الميت بقضاء دينه

- ‌من مات وعليه دين ولم يقض عنه أخذ من حسناته

- ‌قصاص المظالم يوم القيامة على قنطرة بين الجنة والنّار

- ‌حكم إحالة دين الميّت والصّلاة عليه

- ‌متى تبرأ ذمّة الميّت بعد إحالة الدّين عنه

- ‌من الحقوق التي تعقب وفاة أحد الزوجين

- ‌القسم السابعرحلة الرّوح

- ‌الفرق بين النّفس والرّوح

- ‌سكرة الموت

- ‌الموت راحة للمؤمن

- ‌ساعة الموت وأنّ من مات قامت قيامته

- ‌الملائكة الموكلة بنزع الأرواح

- ‌نزول الْمَلَائِكَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ بالبشرى على المؤمنين والوعيد على الكافرين

- ‌المؤمن عند الوفاة إذا بشّر برضوان الله كان المَوت أحب إليه من الحَيَاة

- ‌المؤمن إذا فاضت روحه لا يسرها أن ترجع ولو أنّ لها الدنيا وما فيها إلا الشّهيد

- ‌تمنّي من غُفر له وأكرم أن يعلم قومه

- ‌تمني الكافر أن يرجع إلى الدّنيا إذا حضره الموت

- ‌تمنّي عصاة المؤمنين الرّجعة

- ‌حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ الموت وقلة المال

- ‌موت الفجأة

- ‌صفة خروج نفس المؤمن والكافر

- ‌ما يُعْمَل بروح المؤمن إذا قبض وما يلقى من كرامة وطلبه قيام السّاعة ليرجع إلى أهله

- ‌ما يعمل بروح الكافر إذا قبض

- ‌في اجتماع الموتى إلى الميت وسؤالهم إياه

- ‌رحلة الرّوح بعد نزعها

- ‌الزّجر عن سبّ الموتى والوقوع فيهم والعلّة من ذلك

- ‌القسم الثامنالحزن والبكاء

- ‌الحزن في القرآن منهيّ عنه أو منفيّ

- ‌الزّجر عن النّياحة والنّدب على الميّت والرّخصة بالبكاء

- ‌رد دعوى أنّ عائشة رضي الله عنها أقامت مجلس نوح على أبيها

- ‌أحاديث توهم أَنَّ مَنْ بكاه أهله أو نِيحَ عَلَيْه عُذِّبَ بَعْدَ مَوْتِهِ

- ‌حكم النّياحة

- ‌النهي عن البكاء بعد الموت نهي تنزيه

- ‌النّهي عن البكاء فوق ثَلَاث

- ‌ما يذهب حرّ المصيبة ويطفئ جمرها

- ‌إحداد المرأة على غير زوجها ثلاث ليال وعلى زوجها أربعة أشهر وعشرًا

- ‌الحكمة في إحداد المرأة على زوجها أكثر من إحدادها على والديها

- ‌صفة الإحداد في الإسلام

- ‌صفة الإحداد في الجاهليّة

- ‌القسم التاسعمن قضى فبكاه المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌صبره صلى الله عليه وسلم على فقد الأخيار وتسليمه للأقدار

- ‌بكاء النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته قبر أمّه

- ‌بكاء النبي صلى الله عليه وسلم لموت ولده إبراهيم عليه السلام

- ‌بكاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم على ابنته أمّ كلثوم رضي الله عنها حال دفنها

- ‌بكاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند موت ابنة له أيضَا

- ‌بكاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم على ولد ابنته رضي الله عنها

- ‌بكاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم على مصرع قادة مؤتة

- ‌القسم العاشرما يرتجى في مصيبة الموت

- ‌مَا يُرْجَى للعبد فِي مصيبة الموت إِذَا احْتَسَبَ أصفياءه

- ‌لا تفرح بموجود ولا تأس على مفقود

- ‌ما يستحبّ للمرء من تقديم الفرط لنفسه

- ‌الولد الصّالح ينفع أبويه حيّا وميّتا

- ‌النبي صلى الله عليه وسلم فرط مَن لا فرط له

- ‌ثواب من يموت له ولد إذا حمد واسترجع

- ‌من مات له ولد فاحتسبه لم يأت بابًا من أبواب الجنّة إلا وجده ينتظره

- ‌ثواب من قدّم اثنين من أولاده

- ‌ثواب من مات له ثلاثة من الولد

- ‌أطفال المؤمنين يدخلون الجنّة بلا سعي ويتلقون آباءهم من أبوابها

- ‌شفاعة الولدان لآبائهم

- ‌السّقط يصلّى عليه ويدعى لوالديه

- ‌لا نقطع لأحد بالجنّة ولا بالشّهادة

- ‌كيف تصل والدك في قبره

- ‌ما يفقده الإنسان بفقد والديه

- ‌القسم الحادي عشرأحكام الجنازة

- ‌طلب المخبر من النّاس الاستغفار للميّت ولو كان شهيدا

- ‌الصّلاة على الجنازة في المسجد وخارجه

- ‌هل يُصلّى على الجنازة في المقبرة

- ‌الصلاة على الميت وهو في قبره

- ‌النّهي عن صلاة الفريضة أو النافلة عند القبور

- ‌كراهة اتِّخَاذِ المَسَاجِد عَلَى القُبُورِ

- ‌من لا تجب عليه صلاة الجنازة

- ‌أين يقوم الإمام من الميت في صلاة الجنازة

- ‌صفة الصّلاة على الميت

- ‌اجتماع جنائز الرّجال والنّساء والصّلاة عليها

- ‌مَا يُرْتجَى لِلْمَيِّتِ فِي كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّي عَلَيْهِ

- ‌الأمر لمن صلى على ميت بإخلاص الدّعاء له

- ‌دعَاء النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم للميت فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ

- ‌الدُّعَاءُ لِلْفَرَطِ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ

- ‌أجر الصّلاة على الجنازة واتّباعها

- ‌أين يكون الماشي والراكب من الجنازة

- ‌القول بكراهية الرّكوب خلف الجنازة

- ‌المشي خلف الجنازة أفضل من الركوب

- ‌القيام للجنازة وتركه

- ‌العلّة من وراء القيام للجنازة

- ‌معرفة الميت ما يحل به من ثواب أو عقاب قبل أن يدخل حفرته

- ‌حمل الرّجال للجنازة دون النّساء

- ‌التزاحم عَلَى النّعْشِ

- ‌كراهية رفع الصّوت في الجنازة

- ‌القسم الثاني عشرأحكام الدفن

- ‌دفن الميت

- ‌ما يُقال عند دخول المقابر والدعاء لأهلها

- ‌كراهية دخول المقابر بالنّعال

- ‌النّهي عن الجلوس على القبور

- ‌جَوَاز الْجُلُوسِ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ عِنْدَ الدَّفْنِ

- ‌استحباب توسيع القبر وإعماقه

- ‌جواز اللّحد والشقّ

- ‌الأمر بالتّسمية لمن وضع ميّتا في قبره

- ‌إدخال الميت القبر من قبل رجليه

- ‌كم يدخل القبر؟ ومن أولى بإنزاله

- ‌ هل يَدْخُل قَبْرَ الْمَرْأَةِ غير محارمها وزوجها

- ‌توجيه الميت في قبره إلى القبلة

- ‌دَفْن الرَّجُلَيْن وَالثَّلَاثَة في قبر واحد من ضرورة وتقديم الأكثر قرآنا

- ‌لا يدفن مسلم مع كافر

- ‌تَبْشِير الْكَافِر باِلنَّار عِندَ الْمُرُورِ عَلَى قَبْرِهِ

- ‌تسوية القبر

- ‌تسنيم القبر

- ‌رفع القبر من الأرض قدر شبر

- ‌استحباب حثو التّراب على القبر من قبل رأس الميّت

- ‌رش الماء على القبر

- ‌الإقامة حول القبر مقدار ما تنحر جزور ويقسم لحمها

- ‌ثواب من حفر لميّت قبرًا ودفنه

- ‌السّاعات الّتي نهي عن دفن الموتى فيهنّ إلّا لضرورة

- ‌جواز الدفن ليلا

- ‌إخراج الميت من القبر بعد أن يدفن فيه لعلّة

- ‌الِاسْتِغْفَار لِلْمَيِّتِ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْ دَفْنِهِ وَسُؤَال التَّثْبِيت لَهُ

- ‌الدعاء جماعة عند القبر والتأمين

- ‌موعظة المحدّث عند الدّفن وقعود أصحابه عنده

- ‌حكم تلقين الميت بعد الفراغ من دفنه

- ‌علامة القبر وجمع الرّجل موتاه في موضع

- ‌كَرَاهِيَّة تَجصِيص الْقَبْر وَالكتابة عليه

- ‌استحباب صنع الطّعام لأهل الميّت وَكَرَاهَته مِنْهُمْ لِلنَّاسِ

- ‌لا تخص التعزية في مكان ولا تحد بزمان

- ‌القسم الثالث عشرالقبر: ضمته فتنته نعيمه وعذابه

- ‌القبر أوَّل منازل الآخرة

- ‌البرزخ

- ‌ضغطة القبر

- ‌أحاديث واهية في ضمّة القبر

- ‌هل ضغطة القبر على المؤمن كضمّة الأمّ الشَّفِيقَةِ

- ‌أيهما يسبق ضمة القبر أم فتنة القبر (سؤال الملكين)

- ‌صحوة الميّت

- ‌اجتماع أعمال الميت عليه ودفاعها عنه إن كان مؤمنًا

- ‌أتعاد إلينا أرواحنا وتردّ إلينا عقولنا قبل أن نُسأل

- ‌فتنة القبر

- ‌الاستعاذة من فتنة القبر

- ‌اسم الملكين اللذين يفتنان الناس في قبورهم وصفتهما ثبّتنا الله تعالى

- ‌ثبات المؤمن بعد الممات وعذاب المنافق والكافر

- ‌عَرْض مَقْعَد الميّت مِنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ عَلَيْهِ بعد السّؤال

- ‌سؤال الميّت بعد سؤال الملك أن يرجع فيبشر أهله

- ‌مَن يأمن مِن فتنة القبر

- ‌صفة نعيم القبر

- ‌رزق الشهداء أين يكون

- ‌إثبات عذاب القبر من الكتاب والسّنّة

- ‌سماع النّبيّ صلى الله عليه وسلم عذاب القبر

- ‌العلّة الّتي من أجلها لم يَدْعُ المصطفى صلى الله عليه وسلم ربّه أن يُسمع أمّته عذاب القبر

- ‌هل العذاب على الرّوح أم على الرّوح والجسد معًا

- ‌وقوع العذاب على الميّت ولو لم يدفن

- ‌التّنّين الّذي يسلّط على الكافر في قبره

- ‌حديث مركّب في عقوبة من تهاون بصلاته

- ‌الْبَهَائِم تَسْمَع أَصْوَاتَ مَنْ عُذِّبَ فِي قَبْرِهِ مِنَ النَّاسِ

- ‌سماع الميّت قرع النّعال

- ‌من أسباب عذاب القبر

- ‌ما ينجي من عذاب القبر

- ‌عذاب القبر دائم أم منقطع

- ‌ما يطفئ من حرّ القبور

- ‌ما يلحق الميت وما يبقى معه بعد أن يلج قبره

- ‌ما المقابر إلا زيارة

- ‌مشروعيّة زيارة المقابر والعلّة الّتي من أجلها شرعت هذه الزّيارة

- ‌حكم زيارة المقابر للنّساء وحكم زيارتها للجنب والحائض والنّفساء

- ‌حكم تخصيص يوم الجمعة أو يوم العيد لزيارة القبور

- ‌حكم قراءة القرآن عند القبور

- ‌عدم استقبال القبر عند الدّعاء لصاحبه

- ‌القسم الرابع عشرذكر بعض أحوال الموتى وما يلقونه في قبورهم

- ‌تمثيل غروب الشمس للميت

- ‌التعبّد في القبر وسؤال الميّت الصّلاة

- ‌المؤمن في قبره في روضة خضراء ينوّر له فيها

- ‌ما ينير ظلمة القبر

- ‌هل الأموات على علم بحال الأحياء؟ وهل تعرض أعمال الأحياء على الأموات

- ‌هل يعرف الميّت الحيّ إذا سلّم عليه ويسمعه ويأنس به

- ‌هل كلام الْقَبْر للْمَيت حقّ

- ‌هل الموتى يتزاورون في أكفانهم

- ‌أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مِتْنَا وَيَرَى بَعْضُنا بَعْضًا

- ‌نَتن الميّت وبلاء جسده إلا الأنبياء وَمن ألحق بهم

- ‌بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ: "وَاسْتَخْرِجُوا عِظَامَ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌النَّاس يبْلوْنَ فِي قُبُورِهُمْ إِلَّا عَجْب الذَّنَبِ مِنْهُمْ

- ‌هل يشعر الميّت ببلاء جسده؟ وكيف ينعم بعد ذلك

- ‌هل أجساد الشّهداء تبلى

- ‌الرّوح لا تفنى بفناء الجسد

- ‌دخول الرّوح الجنّة قبل يوم القيامة

- ‌الأرواح فِي الْبَرْزَخِ أَيْنَ تَكُون

- ‌هل يشعر الميّت بتطاول الزّمن في قبره

- ‌تغبيط أهل القبور آخر الزّمان خشية ذهاب الدّين من اشتداد الفتن

- ‌القسم الخامس عشرما ينتفع به الميت

- ‌ما ينتفع به الميت من عمله وسعيه

- ‌ما ينتفع به الميت من سعي غيره

- ‌دخول الأبناء الجنّة بصلاح الآباء دليل على انتفاع الإنسان بسعي غيره

- ‌هل يعرف الميّت من تصدّق عنه أو استغفر له

- ‌القسم السادس عشرالبعث والنّشور

- ‌الإيمان بالبعث والنّشور

- ‌إنكار المشركين البعث

- ‌الرد على منكري البعث

- ‌أمر الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يقسم على البعث

- ‌نفخة الصّعق

- ‌نفخة البعث

- ‌ما بين النّفختين

- ‌أول من تنشق عنه الأرض

- ‌صفة البعث (كيفية بعث من في القبور)

- ‌صفة الحشر

- ‌الأرض الّتي يحشر النّاس عليها

- ‌أين يكون النّاس يوم تبدّل الأرض

- ‌الخاتمة

- ‌المصادر والمراجع

- ‌ترجمة المؤلف

- ‌صدر للمؤلف

الفصل: ‌ ‌المقدمة {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة]، افْتَتَحَ بالحمد كتابه، وجعله

‌المقدمة

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)} [الفاتحة]، افْتَتَحَ بالحمد كتابه، وجعله آخر دعوى سَاكِنِي دار مَقَامه وثوابه {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10)} [يونس].

الْحَمْدُ لله الّذي قَصَّ علينا في كتابه المُبِين، مِنْ سِيَرِ المُرْسَلِينَ، وأنباء الغابرين، وأخبار الماضين، ما فيه عظة وعبرة وذكرى على مرِّ الدَّهر المديد، والأمد البعيد {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [ق].

الحمد لله الَّذي جعل الموت على عباده حتمًا مقضيًّا، فسوَّى فيه بين مَنْ كان رسولاً أو نبيًّا، أو رفيعًا أو دنيًّا، أو ضعيفًا أو قويًّا، فقال عز وجل:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}

[العنكبوت].

والصَّلاة والسَّلام على رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ما ذرَّ شارِقٌ ولاح بارق، خاطبه ربُّه في حياته، وقال له:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34)} [الأنبياء].

ألا فَلْيَتَّقِ اللهَ أُنَاسٌ نَعَاهم الله تعالى بعد نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فقال:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30)} [الزّمر]، وإنَّ إنسانًا قرأ هذه الآية لَمَحْقُوقٌ أنْ يستشعر أنَّ نفسه نُعِيَتْ إلى الرَّحيل!

يعيش الواحد منَّا مع صفيّ أو حليف، وينسى أنَّ لهذه الدَّار بأهليها صروفًا، فلكلِّ اجتماع من حميمين فرقة وغربة، والموت لا يبقي عزيزًا لعزيز؛ فكلّ

ص: 17

أخٍ مفارقٌ أخاه، فإذا قَضَى يومًا نَحْبَهُ أَغْمَضَهُ وَسَجَّاه، ثمّ صلَّى عليه وأمكن الأرض منه وحدره في جوانب حفرة وفي التُّرب واراه، وبوَّأه جَدَثَهُ بيديه ورجع وخلَّاه، فيبكي قَليِلاً لَحْدًا ثواه، وينكر قلبًا خافقًا ودَّع ساكنًا ثُمَّ يَنْساهُ.

ويْحَكِ يا نَفْسُ، فما النَّاس إلَّا مُسْتَقْدِم ومُسْتَأْخِر، وسالف وتابع، وسابق ولاحق، وجاء وذاهب، وسار وسارب، فلا المعزِّي ولا المعزَّى بباق ولا خالد.

مَنْ مِنَ الْأَنَامِ راح بالخلود، ونجا من ضمة القبر وَاللُّحُودِ؟! فما مِنْ باكٍ اليوم إلّا غدًا سَيُبْكى، وما مِنْ ناعٍ إلّا سَيُنْعَى، وما مِنْ مشيِّع إلّا سَيُشَيَّع، وكلّ مُغَسِّل سيُغَسَّل، وكلّ حامل ودافن سيُحْمَل ويدفن، وكُلُّ اثْنَينِ إِلَى افْتِراقِ، وكلّ واحد حسابه ملاق، فلا جَرَمَ أنَّ سَبِيلنا إِلَى الْآخِرَةِ، {وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ

(43)} [غافر].

فماذا بعد الشَّباب إِلَّا الهرم، والصّحة إِلَّا السّقم، والسَّلامة إِلَّا المَنُون، ولو أُخِّرَ الحَيْنُ إلى حِين؟!

لا شكّ أنَّ المنايا بالأحبّة تفجع، وفِطَام النَّفس عَنْ إلفها أعسر محملًا من الجبال الشَّوَامِخ إذا رُمْتَ نقلها، ومصيبة الموت فاجعة من فواجع الدَّهر، تحطم العظم وتُعْظِم الحطم، لكن الغنيمة أن تردَّها بصبر وحسْنِ عزاء، وترضى بالقضاء، فالأجر على قدر الصَّبر والنَّصب؛ فإذا جَلَّت مصيبتُك فَتَجَمَّلْ، لعلَّ الخير عقباك، والأمور إذا تضايقت تلاها اتِّساع، والنَّكَبَاتُ إذا توالت تولَّت، وما أنت في مصيبة الموت بأوحد، ولا بِأَلَمِ الْفِرَاقِ بفريد.

وخير مَا يسلي عن فقد الأصفياء المصيبة بسيِّد الأنبياء صلى الله عليه وسلم! فَمَنْ كانت

ص: 18

مصيبةُ الموت عنده عظيمة، فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فهي أعظم، وَلْيَتَعَزَّ بذَلِكَ عَنْ مُصِيبَتِهِ؛ فلم يُصَبْ أَحَدٌ بمثله صلى الله عليه وسلم، وهل بعد فقد الحبيب صلى الله عليه وسلم فقيد؟!

وَهَلْ عَدَلَتْ يَوْمًا رَزِيَّةُ هَالِكٍ

رَزِيَّةَ يَوْمٍ مَاتَ فِيهِ مُحَمَّدُ

فَمَنْ غَالَبَ الحزن وترك دواعي الشَّجَن، وصبر وتجلَّد، وذَكَّرَه مصابُه بمصابِه بالنَّبيِّ محمَّد صلى الله عليه وسلم، فقد مَلَأَ يديه مِنَ الخير، ومَنْ سخط ونقم، وهلك أسىً وحسرة، وهو يعلم أنَّه غير مخلَّد، فقد خاب وخسر، وصار بين ذمّ ووزر، وأمر الله تعالى ماضٍ.

وقد أخبر الله تعالى أنَّ هذه الدَّار دار بلاء، وأمر بالصَّبر، وجعل لِلصَّابِرِينَ

الْبُشْرَى وحسن العُقْبَى، قال تعالى:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة].

وأخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلاءً الأَنْبِيَاء، ثُمَّ الأَمْثَل فَالأَمْثَل، عن سَعْدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: فَقَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"(1).

والبلاء لم يكتب علينا وحدنا، وإنّما أصاب مَنْ قبلنا، قال تعالى تَطْيِيبًا

(1) أحمد "المسند"(ج 3/ص 159/رقم 1607) إسناده صحيح على شرط مسلم.

ص: 19

لقلوبنا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ

(214)} [البقرة].

فهَوِّنْ عَلَيْكَ ولا تولع بأحزان ولا تظلّ رهينًا؛ فأَيُّ كريمٍ أَخْطَأَتْه الحَبائلُ، أو سالمته القواصم، وما نزلت به القَوارِعُ؟! وأي حزين على ميِّته بقي بعده ولم يلحق به؟! فالأَمْر إِذا تَمَّ دنَا نَقْصُه، فَالْكُلُّ مفارق، سابق ولاحق، أَفَإِنْ عاد أحد إلى بطن الأرض، فَأَنْتَ باق على ظهرها؟!

فَهَلَّا رضينا بقضاء قد سَرَى، وصبرنا على ما قدَّر وقضى، واعتبرنا بِمَنْ قضى ومضى، فليس وراءَ ذلك وَايْمُ الله مِنْ خير.

فيا للنَّاس في غَفَلاتِهِمْ، كيف لا ينهاهم نُهَاهُمْ عن التَّسَخُّطِ عَلَى قدر الله تعالى الفعَّال لما يريد، الَّذي {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} [الأنبياء]! لا حَسْرَة وربِّي تنفع ولا جَزَع يشفع إذا ذكرت مَنْ ليس له إلى الدُّنيا مُرْتَجَعٌ،؛ فكلّ جديد لا أبا لك يمسي باليًا، فما البكاء على ميّت أصبح في قبره ثاويًا؟! سيَلْحَقُ آخِرُنَا بِأَوَّلِنَا، ويلقى مَنْ يَبْقَى ما لقي مَنْ مَضى.

نيطوها في رقبتي واعْصِبُوهَا برأسي، واحملوا النَّاس على أن يقولوا: بَرَدَ قلبُه رجاءَ رَحْمَةِ ربِّه، ولا تجمعوا بين مصيبتين: مصيبة الموت، ومصيبة ذهاب الأجر، فالجزع لا يردُّ المصائب وإنّما يضاعفها، وشفاء النَّفس ليس بالتَّندُّم.

إنَّ الموت وعد موعود، وورد مورود، فما الجزعُ مِنْ قَدَر مقدور؟! وما الطَّمع في دنيا غرور، كلّ ما فيها يزول!

أَلَا يا قومي، إِنَّ الله تعالى قد بَيَّنَ في كتابه صفات عباده بيانًا، فقال:

ص: 20

{وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)} [الفرقان]،

فكونوا من المتيقّظين، وانظروا مصارع السَّابقين، ومصائر الغابرين، واعتبروا بالرَّاحلين، فكم وقعت أعينكم على محتضر، وقبر حفر، وإنسان قبر، أما لكم مُعْتَبر؟ "كَفَى بِالمَوْتِ وَاعِظًا يَا عُمَر"!

بالله رَبِّكُمْ ألم تروا إلى تلك الدِّيار الغابرة، كيف غدت؟! صارت أطلالًا بالية ومنازل خاوية وديارًا خالية، مضى أهلها في الأرض ترابًا، وأضحى قوم في أعقابهم عظامًا.

يُرَاعُ النَّاسُ إذا حملوا إلى القبور جنازة، وهم يعلمون أنَّهم لن يتلبَّثوا بعدها إلّا يسيرًا، فإذا نفضوا أيديهم من التُّراب وأسلموها، رَتَعُوا في نعمة زمنًا، ثمَّ لحقوا بها وصاروا في برزخ إلى يوم يبعثون، سادِمين نادمين على كلِّ ساعة لم يتزوَّدوا فيها من التَّقوى.

لله دَرُّ الدَّافنين لأحبَّة أما راعهم مثوى من الأرض ضيِّق؟! ما لهم لم تعِظْهم دموعٌ تستهلّ على من يغيَّب في ضريح، أو تهزّهم قلوب تحنو على من يوسَّد في حفرة عفراء تعاف نفوس وردها؟!

لا جَرَمَ أنَّ حسرة الإنسان تعظم حين تحضره الوفاة؛ لأجل ساعة لم ينفقها في طاعة الله تعالى، وَلَا غَرْوَ أنَّ فرحته تعظم لما قدَّمت يداه من تُقَىً لله؛ فَنَفْسَك نَفْسَك فاغنمها، شمِّر هُدِيت عن ساق واتَّزر، وشدَّ مئزرك مِنْ قبل التّنَدُّمِ وَالتَّحَسُّرِ على ما فرَّطت في جنب الله تعالى، واضْرَعْ إليه مبتهلًا، {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (118)} [المؤمنون].

ص: 21

ألا بُعْدًا لمَنْ أنفق عمره في الشَّهوات ومقارفة السَّيِّئات، لا يخشى أن يحيق به سوء مكره، ولا يخاف أن تصيبه المَثُلَاتُ! ألا تَعْسًا ونُكْسًا لمن غَدَا وَرَاحَ ضاربًا فِي غمرة اللَّهْو يَعْمَهُ في ضلالته، وقد فتَّح أَبْوَابَ شَرٍّ لِنَفْسِهِ، ولم يَسُؤْه سُوءُ عمله، ولَمْ يَشِنْهُ شَيْن فعله، بل رآه حسنًا، مغترًّا بعمر قصير، غافلًا عن أجل ومصير، متى يعوّض هذا الخاسِرُ الدَّابِرُ ما أنفقه، ويدرك ما ضيَّعه، ويستدرك على نفسه ما سبقها الصّالحون إليه؟! فارجع قبل الحسرات، وقبل أن يقولوا مات.

وتعجب حين تعلم أنَّ من النَّاس من يأتيه الموت واعظًا فلا ينتفع، ويأتيه الشّيب نذيرًا فلا يرتدع! {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

(8)} [فاطر]، {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14)} [محمّد].

هذا وطوبى لمن استجاب لله تعالى والرَّسول صلى الله عليه وسلم، ووضع عن نفسه أَوْزَارَهَا، وحَطَّ عنها أَثْقَالَها.

أُخَيّ، هذا كتاب وسمته بالصَّحيح المأثور، أردت أن أطَيِّب بِهِ الأَنْفُسَ عَنْ مَوْتَاها، لأنَّه لا يَعْرَى أحدٌ من مصيبة بحميم أو فاجعة بكريم، فلَعَلَّهُ يأْسُو الكَلْم، ويرمّ الثَّلْم، ويجلو الهمَّ، ويداوي السّقم، ويدمل الجرح، ويطفئ الجمر، ويأخذ باليد، ويحسر الكرب، ويُذلّ الخطب.

أحسبه مُتَّعَظًا ناجعًا، وذخرًا نافعًا، وجوابًا شافيًا، وزادًا وافيًا، وبرهانًا عذبًا نميرًا صافيًا، لمن أراد النّجاة وثواب الدَّار الآخرة.

فيه من الحُجَّة ما يحمل على المَحَجَّةِ، ومن العظات ما يملأ القلوب رغبة

ص: 22

ورهبة، ولا أيأس من رَوْحِ الله تعالى، فكم من حُجَّة أتت على مُهْجَة.

أذكر فيه باختصار دون احتفال وإكثار: فضل الزُّهد في الدُّنيا المدبرة والتَّقَلُّل منها، والاستعداد للآخرة المقبلة وَالتَّأَهُّب لها، والمرض وفضله، وساعة الموت، وَمَا يَرِدُ على الميِّت حال الاحتضار، وصفة ملك الموت ورسله، وَحَال الرُّوح بعد مُفَارقَة البدن وصعودها إِلى الله تَعَالَى، والتقائها بالأرواح ومقرّها بعد ذَلِك، والْقَبْر وضمَّته وفتنته ونعيمه وعذابه وسعته وضيقه وَمَا ينفع فِيهِ، والخروج منه.

وَضَمَّنْتُهُ بعض سنن وآداب وأحكام: المحتضر، والميِّت، والجنازة؛ إِتْمَامًا لِلْفَائِدَةِ، وبلوغًا إلى الغاية، مُتَتَبِّعًا لذَلِك من القرآن الكريم، والحديث الشَّريف المنيف، والمأثور عن الصَّحابة? والتَّابعين، والمنقول عن جمهور الفقهاء والأصوليين، والرَّاجح من أقوال العلماء المتقدِّمين والمتأخِّرين، مُسْتَمْسِكًا بالدَّليل، مقدِّمًا الأعلى سندًا ومتنًا، جامعًا بين الرِّواية والدّراية، موفِّقًا بين الرِّوايات الَّتي يبدو فيها تعارض، مستوعبًا تضارب الآراء، دون تعصُّب إلّا للدَّليل، ساعيًا للوصول إلى الْحَقِّ جَهْدِي، ناظرًا إلى سلامة الاستدلال ومقاصد الشَّريعة، وفقه الواقع وتغير الحال وفقه المآل، آخذًا بإحكام بالأحكام، ملحقًا فروعها بأصولها، دون تفصيل وتطويل، منبّهًا إلى بعض الأخطاء الشَّائعة، والأباطيل الذَّائعة:

{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ

(9)} [النّحل]، {وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)} [المائدة].

وقد استغرقت في إملائه ثلاث سنوات وبضعة أشهر، فلم أكن كَحَاطِبِ لَيْلٍ لا يبالي ما يأخذ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ، وكان ابتدائي به في الثّاني والعشرين من شهر

ص: 23

صفر عام ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين للهجرة، الموافق للسّابع عشر من شهر كانون الثّاني عام ألفين واثني عشر للميلاد، وكان الفراغ من تحريره في الثّالث من شهر محرّم عام ألف وأربعمائة وسبعة وثلاثين للهجرة، الموافق للسّابع عشر من تشرين الأوّل عام ألفين وخمسة عشر للميلاد، فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا على تمام هذا العمل قبل انقضاء الأجل وتمام العدّة وذهاب المدّة.

ورحمة الله تعالى ومغفرته والسُّقيا سجالًا على مَنْ أعانني في هذا العمل ما لاح نجم أو أَفَل.

وختامًا، إن أصبت فإنّي بأجر المصيب أمنِّي النَّفس، وإن أخطأت بشيء فَإِنِّي أسليها بمعذرة لبيب أو دعاء حبيب ينفعني في الرَّمس.

رِضَاكَ ربّي قبل لِقَاكَ! هَبْ لي توبة تذهب ذنوبي، واعفُ عَنِّي ما كَان منِّي، واستر ما علمت من عيوبي!

المؤلّف

أحمد محمود الشّوابكة

أبو عبيدة

ص: 24