الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى على رجل، قال: "أَلَا إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وحَبْلِ جِوَارِكَ فَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَعَذَابَ النَّارِ، أَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ، وَالْحَقِّ، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (1).
وكَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ لِلْجِنَازَةِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، قَالَ:"اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ احْتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ إِنْ كَانَ مُحْسِنًا فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزَ عَنْهُ"(2).
الدُّعَاءُ لِلْفَرَطِ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ
عنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ يَقُولُ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ
…
أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:"اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ"(3).
أجر الصّلاة على الجنازة واتّباعها
عن أَبَي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ، قِيلَ: وَمَا القِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ"(4)، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، يُصَلِّي عَلَيْهَا ثُمَّ يَنْصَرِفُ،
(1) أحمد "المسند"(ج 25/ص 400/رقم 16018) إسناده حسن.
(2)
الحاكم "المستدرك"(ج 1/ص 511/رقم 1328) وقال: هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، ووافقه الذّهبي.
(3)
مالك "الموطأ"(ج 1/ص 401/رقم 1017)، وصحّحه الألبانيّ في "المشكاة"(ج 1/ص 531/رقم 1689).
(4)
البخاريّ "صحيح البخاري"(ج 2/ص 87/رقم 1325) كِتَابُ الجَنَائِزِ.
فَلَمَّا بَلَغَهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:"لَقَدْ ضَيَّعْنَا قَرَارِيطَ كَثِيرَةً"(1).
استحباب الإسراع بالجنازة وَالْعلَّة فِي ذَلِك
إذا وضعت الجنازة على الأكتاف، وحملها الرِّجال، فَإِنَّهُ يُسَنُّ الإسراع بها، لحديث أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ"(2).
والمراد الإسراع في المشي بالجنازة، ويدخل ضمنًا الإسراع في تجهيزها والصَّلاة عليها، فظاهر الحديث يعمُّ كلَّ ذلك.
وصفة الإسراع في السّير فوق المشي المعتاد ودون الرَّمَل (الْهَرْوَلَة)، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن جَوْشَن، قال:"خرَجْتُ فِي جَنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِهِ يَسْتَقْبِلُونَ الْجِنَازَةَ فَيَمْشُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، وَيَقُولُونَ: رُوَيْدًا بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ، قَالَ: فَلَحِقَنَا أَبُو بَكَرَةَ مِنْ طَرِيقِ المِرْبَدِ، فَلَمَّا رَأَى أُولَئِكَ، وَمَا يَصْنَعُونَ حَمَلَ عَلَيْهِمْ بِبَغْلَتِهِ، وَأَهْوَى لَهُمْ بِالسَّوْطِ، وَقَالَ: "خَلُّوا، فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَإِنَّا لَنَكَادُ أَنْ نَرْمُلَ بِهَا" (3).
والمراد من الإسراع بالجنازة التَّعجيل بصاحبها إلى الخير، أو ليستراح منه، فالإنسان إذا كَانَ صَالِحًا يبشّر بالجنّة، فيشتاق إليها ويرغب أن يقدّم إلى الدّفن، ليقدم عَلَى مَا أَعَدَّ الله تعالى له وينعم بما أنعم عليه، ولذلك فإنَّ الإسراع في تَقْدِيمه
(1) مسلم "صحيح مسلم"(ج 2/ص 652) كِتَابُ الْجَنَائِزِ.
(2)
البخاريّ "صحيح البخاري"(ج 2/ص 86/رقم 1315) كِتَابُ الجَنَائِزِ.
(3)
أحمد "المسند"(ج 34/ص 41/رقم 20400) إسناده صحيح.