الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يستفيدون من صلاح الآباء، كما قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا
…
(82)} [الكهف].
هل يعرف الميّت من تصدّق عنه أو استغفر له
؟
هناك من يستدلّ على معرفة الميِّت بمن تصدَّق عنه أو استغفر له بما أخرجه أحمد من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ"(1).
قلنا: الحديث حسن، لكن لا يَنْهَضُ دَلِيلًا على معرفة الميّت بمن تصدّق عنه أو استغفر له، فليس فيه ما يدلّ على ذلك، وإنّما المعنى أنَّ الله تعالى يرفع منزلة الوالد يوم القيامة في الجنّة بدعاء ولده الصَّالح مِنْ بَعْدِهِ واستغفاره له، وهو مصداق لقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم:"إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"(2). فالحديث يبيِّن فضل الله تعالى على الآباء يوم القيامة حيث يدخلهم الجنَّة، فيرفع لهم الدَّرجات بدعاء واستغفار من صلح من الأبناء.
وعلى هذا المعنى يحمل ما أخرجه البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: "تُرْفَعُ لِلْمَيِّتِ بَعْدَ مَوْتِهِ دَرَجَتُهُ. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ؟ فيقال:
(1) أحمد "المسند"(ج 16/ص 357/رقم 10610) إسناده حسن.
(2)
مسلم "صحيح مسلم"(ج 3/ص 1255) كِتَابُ الْوَصِيَّةِ.
ولدك استغفر لك" (1)، فالله تعالى يرفع درجة الآباء بدعاء الأبناء، والحديث فيه فَضْلُ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ بعد موتهما.
هذا ولا نعلم دليلًا في الكتاب أو السُّنَّة على أنَّ الله تعالى يُعْلِم الميّت بمن دعا له أو تصدَّق عنه، والله تعالى قادر على كلِّ شيء.
(1) البخاريّ "صحيح الأدب المفرد"(ج 1/ص 45) حسن الإسناد.