الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة المختصر
الحمد لله القائل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18]، والحمد لله الذي سنّ:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ} [الرعد: 17]، والحمد لله الذي لم يجعل:{لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء: 141]، والحمد لله الذي أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم بأنه:«لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون» (1)، والحمد لله الذي قضى:«الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة: الأجر، والمغنم» (2)، والحمد لله الذي غرس في أوليائه معنى:«إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله عز وجل» (3)، والحمد لله: «الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرونه بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس أحيوه، وكم ضالٍ تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس،
وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله: تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا: ألوية البدع، وأطلقوا أعقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب،
(1) صحيح البخاري، من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
(2)
متفق عليه، من حديث عروة البارقي رضي الله عنه.
(3)
رواه أبو داود بإسناد جيد، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه، انظر رياض الصالحين، كتاب الجهاد.
يقولون على الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين» (1).
فالحمد لله، حمدًا، طيبًا، كثيرًا، مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضي، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فلله الفضل والمنة، وأسأله سبحانه البركة والمثوبة، فبعد أن أخذ كتاب «فتاوى الأئمة النجدية حول قضايا الأمة المصيرية» دوره ومكانه في المكتبة الإسلامية، وبعد أن حقق المراد منه، من إظهار شمولية دعوة الإمام المجدد: محمد بن عبد الوهاب، مع القيام بعرضها كمنهج متكامل، وتسليط الضوء على كافة أصولها وقواعدها، لئلا يتمكن أعداء الدعوة المباركة، من تنفيذ مخطط اختزالها في صورة مطموسة المعالم، لا تستطيع بها منازلة أعداء الملة، ولا مجاهدة خصوم الأمة وبعد أن كثر - بفضل الله الواحد المنان - الثناء على هذا الكتاب، من كثير من المشايخ والعلماء، وطلبة العلم، رأيت، ورأى كثير من الناصحين - جزاهم الله خيرًا - ضرورة القيام بعمل مختصر للكتاب، لعلّ أن تكون هذه الخطوة سببًا في اتساع رقعة المستفيدين من هذا التراث العظيم، والجامعة الكبرى، التي ما زالت قادرة على تخريج أجيال من الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، التي هى بحق وقود الصراع الدائم المشتعل، بين أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان.
عملي في هذا المختصر:
أبقيت على جميع الأبواب، والفصول كاملة، وعامة مباحث الكتاب إلا
(1) الرد علي الجهمية: (15 - 16) لإمام أهل السنة، الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق د/ أحمد بكير محمود، دار قتيبة (بيروت - دمشق) الطبعة الأولي 1411 هـ - 1990 م.
ما شعرت منه تكرارًا، لا يفيد المراد من الاختصار، وهو قليل جدًا، ثم قمت بانتقاء أدق النقول الدالة على المراد من المسائل التي جاءت في عناوين المباحث.
ولقد حذفت من الكتاب الملخص لكل فصل، المعنون بـ «بكلمات منتقاة مضيئة» ، وكذلك الهوامش الجانبية، ووضعت بدلاً منهما: تلخيصًا دقيقًا لكل باب، يتمثل في أهم النقاط الرئيسة، التي يدور حولها، ويتمحور عليها.
وأخيرًا أسأل الله سبحانه أن يجعل كل أعمالنا صالحة، وأن يجعلها له خالصة، وأن لا يجعل فيها لأحد من دونه من شيء.
أخوكم أَبُو يُوسُف
مدحت بن الْحسن آل فراج
الرياض 11472، ص. ب: 7612 - جوال: 0506237685
abo_yosef2003@hotmail.com