الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول
تعظيم القبور من أعظم أسباب الشرك، وعبادة الأوثان
قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«وكان صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته، حتى قال رجل: ما شاء الله وشئت، قال: «أجعلتني لله ندًا؟ بل ما شاء الله وحده» ونهى عن الحلف بغير الله وقال: «من حلف بغير الله فقد أشرك» ، وقال في مرض موته:«لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ، يحذر ما فعلوا، وقال:«اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد» .
ولهذا اتفق العلماء على أن من سلَّم على النبي عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها، لأنه إنما يكون لأركان بيت الله فلا يشبه بيت المخلوق بيت الخالق» (1).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى في شرحه على كتاب التوحيد:
قوله: «اللَّهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد» ، قد استجاب الله دعاءه كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
فأجاب رب العالمين دعاءه
…
وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى غدت أرجاؤه بدعائه
…
في عزة وحماية وصيان
ودل الحديث على أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لو عُبد لكان وثنًا، ولكن حماه
(1)«عقيدة الموحدين» رسالة الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة: (ص 230).
الله تعالى لما حال بينه وبين الناس فلا يوصل إليه.
ودل الحديث على أن الوثن هو ما يباشره العابد من القبور والتوابيت التي عليها. وقد عظمت الفتنة بالقبور لتعظيمها وعبادتها، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يهرم فيها الكبير، وينشأ فيها الصغير، تجري على الناس يتخذونها سنة، إذا غيرت قيل: غيرت السنَّة. انتهى» (1).
* * *
(1)«فتح المجيد» : (ص 239).