الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
اقتران النطق بالشهادتين مع فعل الشرك، لا أثر له
من نطق بالشهادتين وهو مقيم على شركه، أو وقع فيه بعد تلفظه بكلمة التوحيد فلا عصمة لدمه وماله، وإن صلَّى وصام، وزعم الإسلام والإيمان
…
لأن ما قام به من الشرك يناقض ما تكلَّم به من كلمة التوحيد، ولأنه تكلم بما لم يعمل به، ولم يعتقد ما دلّ عليه.
قال الشيخ حمد بن ناصر بن معمر:
«وأما المسألة الثانية، فقالوا: من قال لا إله إلَاّ الله محمد رسول الله، ولم يصل، ولم يزك، هل يكون مومنًا؟
فنقول: أما من قال لا إله إلَاّ الله محمد رسول الله، وهو مقيم على شركه، يدعو الموتى، ويسألهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، فهذا كافر مشرك، حلال الدم والمال، وإن قال: لا إله إلَاّ الله محمد رسول الله، وصلَّى وصام، وزعم أنه مسلم، كما تقدم بيانه.
وأما: إن وحَّد الله تعالى، ولم يشرك به، ولكنه ترك الصلاة، ومنع الزكاة، فإن كان جاحدًا للوجوب، فهو كافر إجماعًا، وأما إن اقر بالوجوب، ولكنه ترك الصلاة تكاسلاً عنها، فهذا قد اختلف العلماء في كفره» (1).
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم:
«فإن كثيرًا من الناس ينتسبون إلى الإسلام، وينطقون بالشهادتين، ويؤدون أركان الإسلام الظاهرة، ولا يكتفى بذلك في الحكم بإسلامهم، ولا تحل ذكاتهم، لشركهم بالله في العبادة بدعاء الأنبياء والصالحين والاستغاثة
(1)«الدرر السنية» : (10/ 303).
بهم، وغير ذلك من أسباب الردة عن الإسلام. وهذا التفريق بين المنتسبين إلى الإسلام أمر معلوم بالأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها» (1).
وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله تعالى:
«فالمقصود من لا إله إلَاّ الله: البراءة من الشرك وعبادة غير الله؛ ومشركو العرب يعرفون المراد منها، لأنهم أهل اللسان؛ فإذا قال أحدهم: لا إله إلَاّ الله، فقد تبرأ من الشرك، وعبادة غير الله. فلو قال: لا إله إلَاّ الله، وهو مصر على عبادة غير الله، لم تعصمه هذه، لقوله تعالى:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} ، أي: شرك. {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} [الأنفال: 39]، وقوله:{فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ} إلى قوله: {فَإِن تَابُواْ} ، أي: عن الشرك {وَأَقَامُواْ الصَّلَاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له» . وهذا معنى قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه} ، أي الطاعة والعبادة (لله) [البقرة: 193]. وهذا معنى لا إله إلَاّ الله، نسأل الله أن يجعلها آخر كلامنا؛ وصلَّى الله على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين» (2).
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى:
(1)«عقيدة الموحدين» : (ص 392).
(2)
«الدرر السنية» : (12/ 130 - 131).
(3)
«مجموعة الرسائل والمسائل النجدية» : (2/ 12، 13).