الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده: شرط أبي داود والنسائي إخراج حديث أقوام لم يجمع على تركهم إذا صحّ الحديث باتِّصال السند من غير قطع ولا إرسال (1)
وقال أبو داود في "رسالته": وليس في كتاب "السنن" الذي صنفته عن رجل متروك الحديث شيء، وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر، وليس على نحوه في الباب غيره، وما كان في كتابي من حديث فيه وَهنٌ شديد فقد بيّنته، ومنه ما لا يصحّ سنده، وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح، وبعضها أصحّ من بعض (2).
وقال الذهبي: وقد وفي بذلك، فإنه يبين الضعيف الظاهر، وسكت عن الضعيف المحتمل، فما سكت عنه لا يكون حسنًا عنده، ولا بدّ، بل قد يكون بما فيه ضعف (3).
وقال السيوطي: إنَّ الحازمي أوضح شروط الأئمة بمثال: وهو أن نعلم مثلًا أن أصحاب الزهري على خمس طبقات، ولكل طبقة منها مزية على التي تليها وتفاوت، الطبقة الأولى شرط البخاري، والثانية شرط مسلم، والثالثة شرط أبي داود والنسائي (باختصار)(4).
مكانة "سنن أبي داود" بين الكتب الستّة صحّة:
قال المحدث العلَّامة الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في مقدّمة "لامع الدراري"(5): وفي الجملة أنَّ "صحيح البخاري" أعلى رتبة في الصحّة وغيرها عند الجمهور، ثم "الصحيح" للإِمام مسلم، ثم "السنن"
(1)"الحطّة بذكر الصحاح الستّة"(ص 106).
(2)
"درجات مرقاة الصعود"(ص 5)، و"معالم السنن"(1/ 6).
(3)
انظر: "الطبقات الشافعية الكبرى"(2/ 295).
(4)
"تدريب الراوي"(ص 69).
(5)
(1/ 137).
للإِمام أبي داود عند هذا العبد. وبذلك جزم صاحب "مفتاح السعادة" إذ قال: إعلم أنَّ رئيس هؤلاء الطائفة وقدوتهم بعد مالك الإِمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ويليه في الرتبة كتاب مسلم، ويليهما أبو داود، ويليهم أبو عيسى الترمذي، ويليهم أبو عبد الرحمن النسائي. وبذلك جزم صاحب "نيل الأماني" إذ قال في شرح قول القسطلاني: ومنهم من لم يتقيد بذلك كباقي الكتب الستة، قال: وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وهم على هذا الترتيب في الصحّة.
وكلام ابن سيِّد الناس في شأن أبي داود يشير إلى أنه يجعله في رتبة مسلم إذ قال: فهذا ألزم بما ألزم به أبو داود، فمعنى كلّ منهما واحد
…
إلى آخر ما بسطه السيوطي في "التدريب".
وفي "الحطة": قال السبكي في "طبقاته": الفقهاء لا يتحاشون من إطلاق لفظ الصحيح عليها وعلى الترمذي. وقال صاحب "الحطة": بعد "الصحيحين" كتاب أبي داود، ثم النسائي، ثم الترمذي.
وهكذا الترتيب بين الكتب الستة عند أستاذنا المحدِّث الكبير محمد زكريا الكاندهلوي.
وقال السيوطي في "التدريب": قال الذهبي: انحطت رتبة "جامع الترمذي" عن "سنن أبي داود" و"النسائي" لإِخراجه حديث المصلوب والكلبي وغيرهما. كذا ذكره الدمنتي في "نفع قوت المغتذي".
وقال الشيخ: وأيضاً إنَّ الروايات التي حكم عليها بالوضع في الترمذي وإن لم يكن صحيحًا هي أكثر جدًّا بما حكم عليها بالوضع في أبي داود والنسائي، فهذا أيضًا يؤيِّد ما اخترته من "الترتيب".
ووضع بعض الناس "سنن النسائي" بعد "الصحيحين"، وكذلك قدَّم جماعة "سنن الترمذي" على "النسائي" كما تقدَّم قريبًا عن "مفتاح السعادة" و"نيل الأماني"، وإليه يشير صنيع شيخ مشايخنا عبد العزيز في "البستان"