الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2) بَابُ الرَّجُلِ يَتبوَّأُ لِبَوْلِهِ
3 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا حَمَّادٌ،
===
(2)
(بَابُ الرَّجُلِ يَتبوَّأُ لِبَوْلِهِ)
قال في "القاموس": بوّأه منزلًا وفيه أنزله كأباءه، والمكان حَلَّه وأقام كأباء به وتبوّأ، والمباءة: المنزل، وهكذا في غيره، ومعناه (1) يتخذ ويطلب لبوله مكانًا لينًا سهلًا منحدرًا، كي لا يرجع البول إليه ولا يتطاير رشاشه عليه.
3 -
(حدثنا موسى بن إسماعيل) المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف، التبوذكي (2)، البصري، الحافظ، الحجة، أحد الأعلام، وقال ابن خراش: تكلم الناس فيه، وهو صدوق، مات سنة 223 هـ، قال الحافظ في "التقريب": لا التفات إلى قول ابن خراش: "تكلم الناس فيه".
(نا حماد)(3) بن سلمة بن دينار، أبو سلمة البصري، ثقة عابد، وتغير حفظه في أَخَرَة، قال الحافظ: قال ابن حبان: لم ينصف من جانب حديثه، واحتج في كتابه بأبي بكر بن عياش، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة كانوا يخطؤون، فإن زعم أن خطأه قد كثر حتى تغير فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودًا.
(1) وقال في "التقرير": والمعنى هناك على الطلب والتفحص له. (ش).
(2)
بفتح التاء نسب إليه، لأنه اشترى بتبوذك دارًا فنسب إليه، وقال: إني مولى بني منقر، إنما نزل داري قوم من تبوذك فسموني التبوذكي، كذا في "ابن رسلان". (ش).
(3)
قال السيوطي: إن موسى إذا أطلق حمادًا أراد به ابن سلمة، لأنه قليل الحديث عن ابن زيد حتى قيل: إنه لم يرو عن حماد بن زيد إلا حديثًا واحدًا فقط، انتهى، كذا في "التقرير"، وكذا نقل ابن رسلان عن الذهلي وغيره، وانظر رواية موسى عن حماد بن زيد في "السنن" في "باب من نام عن صلاة أو نسيها". (ش).
أَنَا أَبُو التَّيَّاحِ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ
===
ثم قال الحافظ: وقد عرض ابن حبان بالبخاري لمجانبته حديث حماد بن سلمة حيث يقول: لم ينصف من عدل عن الاحتجاج به إلى الاحتجاج بفليح وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، قال البيهقي: هو أحد أئمة المسلمين إلَّا أنه لما كبر ساء حفظه، فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد فأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثًا أخرجها في الشواهد، مات سنة 167 هـ.
(أنا أبو التياح) بفتح المثناة والتحتانية الثقيلة، يزيد بن حميد الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة، البصري، قال أحمد: ثقة ثبت، مات سنة 128 هـ.
(حدثني شيخ) وفي "مسند أحمد بن حنبل" عن أبي التياح قال: حدثني رجل أسود طويل، قال: جعل أبو التياح ينعته أنه قدم مع ابن عباس البصرة، فكتب إلى أبي موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي، فمال إلى دمث في جنب حائط فبال، ثم قال:"كان بنو إسرائيل إذا بال أحدهم فأصابه شيء من بوله يتبعه فقرضه بالمقاريض"، وقال:"إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله"، انتهى، فهذا شيخ مجهول (1) لا يعرف اسمه ولا صفته.
(قال) أي الشيخ: (لما قدم عبد الله بن عباس) بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية، ولد قبل الهجرة بثلاث، وبنو هاشم بالشعب حين حصرت قريش بني هاشم، وإنه كان له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة
(1) واختلف في قَبول روايته فقيل: يقبل مطلقًا، وقيل: لا مطلقًا، وقيل: فيه تفصيل، كذا في "التدريب"(1/ 316)(ش).
الْبَصْرَةَ فَكَانَ يُحَدَّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى ،
===
سنة (1)، وذكر خليفة أن عليَّا ولاه البصرة، فلم يزل ابن عباس على البصرة حتى قتل علي، مات بالطائف سنة 68 هـ (2)(البصرة)(3) فتح بائه أشهر من ضمه وكسره.
(فكان يحدَّث)(4) قال الشارح علي بن سليمان في "درجات مرقاة الصعود (5) ": واسمه ضمير الشأن، إذ برواية البيهقي:"سمع أهل البصرة يحدثون عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم" وليس بموجه، بل الصواب أن اسم كان ضمير راجع إلى عبد الله بن عباس، أي كان ابن عباس يحدث ببناء المفعول بأحاديث يحدثونه أهل البصرة عن أبي موسى، والظاهر أن أبا موسى الأشعري لم يكن في ذاك الوقت موجودًا في البصرة، فلما جاء البصرة ابن عباس واليًا عليها جعل أصحاب أبي موسى رضي الله عنه يحدثونه بأحاديث تلقَّوها منه.
(عن أبي موسى)(6) عبد الله بن قيس الأشعري مشهور باسمه وكنيته، لم يهاجر إلى الحبشة على قول الأكثر، قدم المدينة بعد فتح خيبر، صادفت سفينته سفينة جعفر بن أبي طالب فقدموا جميعًا، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض اليمن، واستعمله عمر على البصرة بعد المغيرة، ثم استعمله عثمان على الكوفة، وكان حسن الصوت بالقرآن، واختلف في موته من سنة 42 هـ إلى سنة 53 هـ، واختلفوا في أنه مات بالكوفة أو بمكة
(1) فهو أرجح ما قيل فيه، وما في "الرياض المستطابة"(ص 204) غلط جدًا. (ش).
(2)
انظر ترجمته في: "أسد الغابة"(3/ 8) رقم (3037).
(3)
وقد يحذف الهاء مع الفتح والكسر، وأنكر الزجاج الفتح مع الحذف، وفي النسب يقال: بصري بالفتح والكسر. (ش).
(4)
وتوهم من قال: ببناء الفاعل. (ش).
(5)
(ص 6).
(6)
انظر ترجمته في: "أسد الغابة"(3/ 62) رقم (3137).
فَكَتَبَ عَبْدُ الله إِلى أَبِي مُوسَى يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاء، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُوسَى: أَنّي كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ، فَأَرَادَ أَنْ يَبُولَ فَأَتَى دَمِثًا في أَصْلِ جِدَارٍ فَبَالَ ،
===
(فكتب عبد الله إلى أبي موسى يسأله عن أشياء) أي عن بعض الأحاديث التي حدثه أهل البصرة عن أبي موسى، فهذا يدل على أن أبا موسى لم يكن ثمة، ولو كان في البصرة لما أحتاج ابن عباس إلى الكتابة.
(فكتب إليه)(1) أي إلى ابن عباس (أبو موسى) في جوابه وفيه: (إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم) أي يومًا، فلفظ "ذات" مقحم زاده تأكيدًا (فأراد أن يبول فأتى دمثًا)(2) ككتف على ما هو أشهر، محلّا لينًا سهلًا لئلا يرتدَّ عليه رشاشة البول (في أصل جدار فبال) لعله جدار عاديٌّ لا يملكه أحد، إذ يضر البول بأصل البناء، وهو صلى الله عليه وسلم لا يفعله بملك أحد إلَّا بإذنه، أو قعد قريبًا منه حيث (3) لا يصيبه البول، أو علم (4) برضا صاحبه (5).
(1) فيه جواز الرواية بالكتابة، قال ابن رسلان: هو الصحيح المشهور بين أهل العلم وهو عندهم في المسند الموصول، لكن بشرط أن يعرف المكتوب إليه خط الكاتب، قال في "التدريب" (2/ 57): ومنهم من شرط البَيّنةَ، وهو ضعيف. انتهى. (ش).
(2)
بكسر الميم فثاء مثلثة، وقيل: كالحِلْف "ابن رسلان". (ش).
(3)
تَجَوّز الراوي إذ عبَّره بأصل الجدار، أو كان دمثًا تشرَّب البول فلم يضر الجدار، ولا يقال: إن فضلاته عليه السلام لما كانت طاهرة على ما هو التحقيق، ولم يكن له رائحة كريهة فلا مانع منه، لأنه عليه السلام كان يعامل مع نفسه أفعال المكلفين لتعليم الأمة والتشريع، كذا في "التقرير"(ش).
(4)
وما قال صاحب "الدرجات"(ص 6) في توجيهه: "إنه تعالى أعطى كل ملكه لنبيه، فكل من أقام في الأرض فهو عارية له" بعيد جدًا. (ش).
(5)
وهم يتبركون ببوله. (ش).