الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَدَعَاني حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ".
(13) بَاب: في الرَّجُلِ يَبُولُ بِاللَّيْلِ في الإِنَاءِ ثُمَّ يَضَعُهُ عِنْدَهُ
24 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثَنَا حَجَّاجٌ ،
===
الحاجة التباعد عن الناس (فدعاني) لأجل حصول التستر، ولأجل بيان جواز قضاء حاجة البول عند الناس (حتى كنت عند عَقِبه) العَقِب بفتح العين المهملة وكسر القاف، قال في "القاموس": وككتف: مؤخر القدم.
(13)
(بَابٌ: في الرَّجُلِ يَبولُ بِاللَّيْلِ في الإنَاءِ ثُمَّ يَضَعُهُ عِنْدَهُ)
عقد هذا الباب إشارة إلى أنه يجوز ذلك، وإن ورد فيه رواية تدل على المنع.
24 -
(حدثنا محمد بن عيسى) بن نجيح، أبو جعفر ابن الطباع البغدادي، نزيل أذنة، قال السمعاني في "الأنساب" (1): وأذنة - بفتح الألف والذال المعجمة وفي آخرها النون - وهي من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس، والنسبة أذني، ثقة، فقيه (2)، قال البخاري: مات سنة 224 هـ.
(ثنا حجاج) بن محمد المِصِّيْصي، بكسر ميم وشدة صاد مهملة أولى، الأعور، أبو محمد، ترمذي الأصل، نزل بغداد ثم المصيصة، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته، ومات بها سنة 206 هـ (3).
(1)(1/ 103).
(2)
قيل: كان يحفظ نحو أربعين ألف حديث. "ابن رسلان". (ش).
(3)
كذا في "التهذيب"(2/ 205) وغيره من كتب الرجال، وفي "الغاية" تبعًا "للخلاصة"، (ص 73): سنة 186 هـ. (ش).
عن ابْنِ جُرَيجٍ، عن حُكَيْمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ ابْنَة (1) رُقَيْقَةَ، عن أُمِّهَا أَنَّهَا قَالَتْ: "كَان لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدَحٌ مِنْ عَيدَانٍ
===
(عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز، (عن حكيمة) مصغرًا (بنت أميمة) مصغرًا (ابنة رُقيقة) مصغرًا، لا تعرف، ولكن قال الحافظ في "التهذيب": ذكرها ابن حبان في "الثقات"، (عن أمها) وهي أميمة (2) بنت رقيقة وبنت عبد الله بن بجاد التيمي، صحابية، وهي غير أميمة بنت رقيقة الثقفية تلك تابعية، ورقيقة أم أميمة صحابية، أخت خديجة بنت خويلد - رضي الله تعالى عنها - (أنها) أي أميمة (قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عَيدان) بفتح مهملة فتحتية: النخلة الطوال المتجردة من السعف من أعلاه إلى أسفله، جمع عيدانة، كذا في "المجمع"(3)، وفي "القاموس" في لفظ عود: والعيدان بالفتح: الطوال من النخل، واحدتها بهاء، ومنها كان قدح يبول فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وفي آخر الباب: العَيْدانة أطول ما يكون من النخل يائية واوية، جمعه عيدان، انتهى.
وقال السندي في "شرحه (4) على النسائي": اختلف في ضبطه، أهو بالكسر والسكون جمع عود، أو بالفتح والسكون جمع عيدانة بالفتح، وهي النخلة الطويلة المتجردة من السعف من أعلاه إلى أسفله، وقيل: الكسر أشهر رواية" ورُدَّ بأنه خطأ معنى، لأنه جمع عود، وإذا اجتمعت الأعواد لا يتأتى منه قدح لحفظ الماء بخلاف من فتح العين، فإن المراد حينئذ قدح من خشب، هذه صفته ينقر ليحفظ ما يجعل فيه.
قلت: والجمعية غير ظاهرة على الوجهين، وإن حمل على الجنس يصح
(1) في نسخة: "بنت".
(2)
والحاصل أنهما اثنتان اختلفوا في توحيدهما وتثنيتهما، بسطه الحافظ في "الإصابة"(8/ 17)، وصاحب "أسد الغابة"(5/ 221)، أشد البسط. (ش).
(3)
"مجمع بحار الأنوار"(3/ 702).
(4)
(1/ 29).
تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللَّيْلِ". [ن 32]
===
الوجهان، إلَّا أن يقال: حمل عيدان بالفتح على الجنس أقرب، لأنه مما فرق بينه وبين واحده بالتاء، ومثله يجيء للجنس، بل قالوا: إن أصله الجنس يستعمل في الجمع أيضًا، فلا إشكال فيه بخلاف العيدان بالكسر، جمع عود.
وأجاب بعضهم على تقدير الكسر بأنه جمع اعتبارًا للأجزاء، فارتفع الإشكال على الوجهين، ثم قيل: لا يعارضه (1) ما جاء "أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه بول"، إما لأن المراد أن ذلك إذا طال مكثه، وما يجعل في الإناء لا يطول مكثه غالبًا، أو لأن المراد هناك كثرة النجاسة في البيت، بخلاف ما في القدح، فإنه لا يحصل به النجاسة لمكان آخر، انتهى.
(تحت سريره) أي موضوع تحته، وفيه أن النوم على السرير لا ينافي (2) الزهد (يبول فيه بالليل)(3) رفقًا بنفسه أن يتعبها في القيام لذلك، وتعليمًا لأمته، ولبيان الجواز، قال في "درجات مرقاة الصعود": قال ولي الدين: يعارضه ما رواه الطبراني في "أوسطه" بسند جيد عن عبد الله بن يزيد عنه صلى الله عليه وسلم قال:
(1) قال صاحب "الغاية": لا يخالف أيضًا حديث: "أكرموا عمتكم النخلة"، فإن الحديث بطرقه ضعيف، [انظر:"كشف الخفاء"(1/ 172)]، وإن صح فإكرامها سقيها وتلقيحها، فإذا انفصل واتُخذ قدحًا زال اسم النخلة، وأيضًا بوله صلى الله عليه وسلم تشريف لها وإكرام. (ش).
(2)
وأيضًا فيه دليل على أن السرير لو يفرش على النجس تصح الصلاة "ابن رسلان". قلت: لكن فضلاته صلى الله عليه وسلم طاهرة فكيف الاستدلال؟ والجواب: أنه عليه الصلاة والسلام كان يعامل مع نفسه في هذه الأمور كمعاملة آحاد الأمة لأجل التعليم. (ش).
(3)
زاد في بعض الروايات بعد ذلك: "فبال فيه ليلة، ووضع تحت سريره، ثم افتقده، ولم يجد فيه شيئًا، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه: ما فُعل بالبول الذي كان في هذا القدح؟ فقالت: يا رسول الله إني شربته"، وفي رواية أخرى بعد ذلك:"صحة يا أم يوسف، وكانت تكنى أم يوسف، فما مرضت قط حتى ماتت". راجع إلى "شرح الشفاء" للقاري (1/ 391)، وشرح "المواهب اللدنية"(5/ 550)، و"عمدة القاري"(2/ 481)، و"تحفة المحتاج"، و"التلخيص الحبير"(1/ 171) و"تهذيب الأسماء واللغات"(1/ 42) للنووي. =